النبي قال : " تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة " [ رواه أبوالقاسم في أماليه وصححه الألباني ]
لذا خير لنا أن نتعرف على ربنا ... بل معرفة الله هي أصل الأصول
**
و النبي لما أرسل معاذًا إلى اليمن .. قال له "إنك تقدم على قوم أهل
كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن
الله قد فرض عليهم خمس صلوات .." [متفق عليه] ..
لذا فالقضية الأولى هي: معرفة الله تعالى ..
** قال مالك بن دينار: "خرج أهل الدنيا من الدنيا ولم يذوقوا أطيب شئ فيها"، قيل وما هو؟، قال "معرفة الله"
هذه هي الجنة التي جعلها الله تعالى لعباده في الدنيا،
والجهل بالله موجب للشقاء في العاجل"الدنيا " والآجل " الآخرة " لأنك لو
عرفته لوجدت الراحة والإطمئنان .. ولم تكن لتستقبل القدر حلوه ومره،
** قال أبو العالية: كان يحُدث أن أصحاب الرسول كانوا يقولون"كل ذنب أصابه عبد فهو بجهالة"
وإلا لو كنت عالماً بالله، لاستحييت منه، لراقبته، لاستحضرت أنه الآن يراك ..
* كيف تكون معرفة الله ؟؟؟!!
يقول ابن القيم في (الفوائد):
"معرفة الله نوعان :
1)
معرفة إقرار .. وهي التي اشترك فيها الناس، البر والفاجر والمطيع والعاصي
..فالكل مُقِر أن هناك ربًا بالفطرة، فهذا إقرار فطري ...
2) المعرفة التي توجب الحياء والمحبة .. معرفة
توجب الحياء منه والمحبة له وتعلق القلب به والشوق إلى لقائه وخشيته
والإنابة إليه والأنس به والفرار من الخلق إليه . وهذه هي المعرفة الخالصة
الجارية على لسان القوم وتفاوتهم فيها لا يحصيه إلا الذي عرفهم بنفسه وكشف
لقلوبهم من معرفته ما أخفاه عن سواهم
** و معرفة الله هي الأساس الأول لتربية النفس ،، حيث تقوم التربية على ثلاث اسس :
1) معـــــرفة الله جل وعلا 2) معـــــرفـة النفــــس 3) معـــرفة الطريــــق
** و لعملية التربية ركنان:
1) التخلية ..
2) التحلية ..أو التصفية والتحلي بمكارم الأخلاق ..وهي عملية ::: انزع
وازرع .. تتخلص من آفة، تستبدل هذه الظلمات بأنوار الهداية والإيمان.
** ابن القيم رحمه الله في كتاب طريق الهجرتين قال عن علم معرفة الله :::
أن هذا العلم هو من أشرف علوم العباد...وليس بعد علم التوحيد أشرف منه و
هو لا يناسب إلا النفوس الشريفة و لا يناسب النفوس الدنيئة المهينة فإذا
رأى نفسه تناسب هذا العلم و تشتاق إليه و تحبه و تأنس بأقله فليبشر بالخير
فقد أُهّل له .
فليقل لنفسه يا نفس فقد حصل لك شطر السعادة فاحرصي على الشطر الآخر فإن
السعادة في العلم بهذا الشأن و العمل به فقد قطعت نصف المسافة فهلا تقطعين
باقيها فتفوزين فوزاً عظيماً هذا هو العلم الحقيقي هذا هو العلم المطلوب
العلم الذي يوصل القلوب بعلام الغيوب و أنا كيف أكون موصول بمن لا أعرف
!!!
و العلم بكل حال خير من الجهل ... فلا ريب أن العالم به خير من الجاهل .. لأن على حسب الإستعداد يكون الإمداد
فلو أنك ظللت تسمع هذه المعاني و قلت يا رب بلغني هذه المنازل وهفت النفس
للنهوض لبلوغ تلك الأمور مجرد هذا في حد ذاته شيء إيجابي و شيء جيد ..
أفضل بكثير من الوقوف و من عدم التقدم ،، لأن الواحد منا ينبغي أن يكون
ممن يطلبون التقدم {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ} [الحجر / 24 ]
وانا أتعرف إلى ربي لعل ما أعرفه يجري على لساني فأنفع به غيري ... " الدال على الخير كفاعله " .
كيف أتعرف إلى ربي ؟؟؟
هذا موضوعنا فى المقالة القادمة بحول الله وقوته
مستفاد من محاضرة : " اعرف ربك " للشيخ هاني حلمي