إنّ الإسلام هو الخير كلّه، ودين الخير كلّه، فقد أوجب الله على المسلمين كلّ المسلمين فعل الخير، فقال سبحانه: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، وأوجب عليهم التّعاون على الخير، فقال سبحانه: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}، وأوجب عليهم الدعوة إلى الخير، فقال سبحانه: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، ثمّ النّاس أمام هذه الواجبات أصناف وأقسام، فأحسنهم حالاً وأكملهم أحوالاً الّذين يفعلون الخير ويتعاونون عليه ويدعون إليه، ثمّ من النّاس مَن يفعل الخير بنفسه ولا يتعاون مع غيره ولا يدعو إليه غيره، ومنهم مَن لا يفعل الخير إلاّ إذا حرّكه غيره، ومنهم مَن يدعو بمقاله إلى الخير ولكنّه مقصّر في فعاله، ولكلّ من ذلك نصيبه وأجره.
والأصل في المسلم أن يكون خيّرًا يرجو الخير، ويسابق إليه، ويسعى في سبيله. فهذا قدوتنا وأسوتنا صلّى الله عليه وسلّم هو سيّد الأخيار ورائد الخيّرين يُعلِّمنا بدعائه -والدُّعاء مدرسة تربّي المؤمن وتذكّي إيمانه، والرّسول الكريم لا يسأل ربّه العظيم إلاّ ما فيه خير الدّنيا والآخرة-، فكان من دعائه: “اللّهمّ إنّي أسألك فعلَ الخيرات”، “اللّهمّ اقْدُرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ”.
لا جرم بعد ذلك أن وجدنا الإسلام يرغّب في الخير ترغيبًا كبيرًا كثيرًا، ومن أعظم هذا التّرغيب وأبلغه: ضمان الأجر في الآخرة، وضمان حسن العاقبة في الدّنيا، فقد قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “لاَ يَأْتِي الْخَيْرُ إِلاَّ بِالْخَيْرِ” رواه البخاري ومسلم؛ ففاعل الخير لن يجد أمامه في دنياه إلاّ ثمار الخير الّذي غرسه وبذله. وفاعل الخير يجد ثوابه كاملاً عند ربّه الّذي أمره بفعل الخير ويُجازيه خيرًا عن خيره، قال سبحانه: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ إِنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}، {وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ}.
ورحم الله إمامنا ابن باديس حين بيّن سبيلنا الّذي يجب علينا سلوكه فقال: [نفعل الخير عامًّا كما تعمّ خيرات الله تعالى العباد؛ نفعله لأنّه خير نستطعم لذّته، غير منتظرين جزاءه إلاّ من الله؛ لأنّ مَن انتظر الجزاء من النّاس في هذه الحياة لا بدّ أن يميل بخيره عن جهة إلى جهة، وربّما يكون في ميله قد أخطأ وجه الصّواب، ولا بدّ أيضًا أن ييأس فيفتر في العمل، أو ينقطع عنه عندما يرى عدم المكافأة من النّاس وعدم ظهور أثر خيره في الحياة، وأبناء الحياة”.
المصدر
الجزائر: يوسف نواسة
أستاذ بجامعة تكوين الأساتذة - القبة
والأصل في المسلم أن يكون خيّرًا يرجو الخير، ويسابق إليه، ويسعى في سبيله. فهذا قدوتنا وأسوتنا صلّى الله عليه وسلّم هو سيّد الأخيار ورائد الخيّرين يُعلِّمنا بدعائه -والدُّعاء مدرسة تربّي المؤمن وتذكّي إيمانه، والرّسول الكريم لا يسأل ربّه العظيم إلاّ ما فيه خير الدّنيا والآخرة-، فكان من دعائه: “اللّهمّ إنّي أسألك فعلَ الخيرات”، “اللّهمّ اقْدُرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ”.
لا جرم بعد ذلك أن وجدنا الإسلام يرغّب في الخير ترغيبًا كبيرًا كثيرًا، ومن أعظم هذا التّرغيب وأبلغه: ضمان الأجر في الآخرة، وضمان حسن العاقبة في الدّنيا، فقد قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “لاَ يَأْتِي الْخَيْرُ إِلاَّ بِالْخَيْرِ” رواه البخاري ومسلم؛ ففاعل الخير لن يجد أمامه في دنياه إلاّ ثمار الخير الّذي غرسه وبذله. وفاعل الخير يجد ثوابه كاملاً عند ربّه الّذي أمره بفعل الخير ويُجازيه خيرًا عن خيره، قال سبحانه: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ إِنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}، {وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ}.
ورحم الله إمامنا ابن باديس حين بيّن سبيلنا الّذي يجب علينا سلوكه فقال: [نفعل الخير عامًّا كما تعمّ خيرات الله تعالى العباد؛ نفعله لأنّه خير نستطعم لذّته، غير منتظرين جزاءه إلاّ من الله؛ لأنّ مَن انتظر الجزاء من النّاس في هذه الحياة لا بدّ أن يميل بخيره عن جهة إلى جهة، وربّما يكون في ميله قد أخطأ وجه الصّواب، ولا بدّ أيضًا أن ييأس فيفتر في العمل، أو ينقطع عنه عندما يرى عدم المكافأة من النّاس وعدم ظهور أثر خيره في الحياة، وأبناء الحياة”.
المصدر
الجزائر: يوسف نواسة
أستاذ بجامعة تكوين الأساتذة - القبة