بسم الله الرحمن الرحيم
معنى حديث (مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت)
ما معنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت؟
هذا حديث صحيح رواه مسلم في الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (صنفان من أهل النار لم أرهما تيجان بأيديهن سياط يضربون بها الناس يعني ظلماً ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسمنة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)، وقد فسر العلماء هذا الحديث بأنهن كاسيات من نعم الله، عاريات من شكرها، وقال جماعة في تفسير الحديث: كاسيات بالثياب الرقيقة والقصيرة، عاريات لأن هذه الملابس لا تستر، فهن في حكم العاريات، وهذا منكر عظيم يجب على المرأة أن تتستر بالستر الكامل عن خادمها وعن زوج أختها وعن إخوان زوجها وعن غيرهم من الأجانب، يجب أن يكون الستر كاملاً في جميع بدنها ورأسها ووجهها عن غير محارمها، وإذا تركت بعض ذلك صارت في حكم الكاسيات العاريات، وأما قوله -صلى الله عليه وسلم-: (مائلات مميلات)، فمعناه عند أهل العلم، مائلات عن الصواب عن الحق عن العفة والاستقامة إلى الفساد والفحش، مميلات لغيرهن إلى ذلك، فهن مائلات عن العفة والاستقامة إلى الفساد والزنا والفواحش وغير الحق، مميلات لغيرهن من النساء يعني يدعين إلى الفاحشة، ويتوسطن في الفاحشة، أما من فسر ذلك بالمشطة المائلة فهذا غلط ليس بشيء، الصواب أن المراد مائلات عن الحق، عن العفاف والاستقامة إلى الفساد وغير الاستقامة، مميلات لغيرهن من النساء عن العفة والاستقامة إلى الفساد، نسأل الله العافية. أما رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، هذه علامة لهن من علاماتهن تنصيب الرؤوس يجمعن عليها أشياء تضخمها وتكبرها وكأنها علامة لهن في بعض البلدان اللاتي تتعاطى هذه الأعمال السيئة.
مقطع صوتي لابن باز رحمه الله
http://www.binbaz.org.sa/audio/noor/069911.mp3
وأما المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم: رؤسهن كأسنمة البخت المائلة. فقال النووي ـ رحمه الله: وأما رؤوسهن كأسنمة البخت: فمعناه يعظمن رؤوسهن بالخمر والعمائم وغيرها مما يلف على الرأس حتى تشبه أسنمة الإبل البخت، هذا هو المشهور في تفسيره، قال المازري: ويجوز أن يكون معناه يطمحن إلى الرجال ولا يغضضن عنهم ولا ينكسن رؤوسهن.
وقد يكون النهي عن هذا الأمر لكونه كان شعار الفاسقات، قال ابن الأثير: هُنَّ اللَّواتي يتَعمَّمْن بالمقانِع على رؤُسِهنّ يُكَبِّرنها بها وهو من شعار المُغَنّياَت. وتراجع الفتوى رقم: 143605