دليل الإشهار العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

إذا كانت هذه أول زيارة لك في الإشهار العربي، نرجوا منك مراجعة قوانين المنتدى من خلال الضغط هنا وأيضاً يشرفنا انضمامك إلى أسرتنا الضخمة من خلال الضغط هنا.

descriptionالدعوة أبقى من الداعية ... وبشائر النصر Emptyالدعوة أبقى من الداعية ... وبشائر النصر

more_horiz

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله ذي الجلال والإكرام ، الملك القدوس السلام ، أحمد ربي وأشكره على عظيم الإنعام ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ذو العزة التي لا تضام ، وذو الملك الذي لا يرام ، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله أفضل من صلى وصام ، وحج بيت الله الحرام ، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمدٍ وعلى آله وصحبه الكرام .


إن البشر جميعاً إلى فناء .. والعقيدة والدعوة إلى بقاء .. ومنهج الله للحياة مستقل في ذاته عن الذين يحملونه ويؤدونه إلى الناس، من الرسل والدعاة على مدى التاريخ كله.


فالدعوة أكبر من الداعية .. وأبقى من الداعية .. ودعاتها يجيئون ويذهبون، وتبقى هي على مر الأجيال والقرون، ويبقى اتباعها موصولين بمصدرها الأول وهو الحي الباقي الذي لا يموت.


ولو ماتت دعوة وإنتهت بموت دعاتها .. لماتت وإنتهت دعوة الإسلام بموت سيد الدعاة وأعظم رسول وداعية عرفته الدنيا محمد عليه الصلاة والسلام . ولذلك أراد الله أن يعلمهم هذا الدرس في حياته ووجوده عليه الصلاة والسلام .


فلما هتف الهاتف في غزوة أحد قائلاً:


إن محمداً عليه الصلاة والسلام قد قتل .. إن محمداً قد مات.


وما أن وصلت هذه الكلمات إلى آذان المسلمين في أرض المعركة إلا وانقلب الكثير منهم عائدين إلى المدينة يائسين .. وقد أحسوا أنه لا جدوى إذن من قتال المشركين .. وبموت محمد عليه الصلاة والسلام قد إنتهى أمر هذا الدين وإنتهى أمر الجهاد للمشركين.


فأراد اله جل وعلا أن يربيهم بهذه الحادثة وأن يعدهم لحمل أمانة هذا الدين بعد موت رسول الله عليه الصلاة والسلام فنزل قول الله سبحانه وتعالى:


{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ}


إن محمداً عليه الصلاة والسلام رسول من عند الله جاء ليبلغ دعوة الله إلى أن يلقى الله والله باق لا يموت .. ودعوته باقية لا تموت .. وما ينبغى أن يرتد المؤمنون على أعقابهم إذا مات أو قتل النبي الذي جاء ليبلغهم دعوة الله عز وجل.


وكأنما أراد الله سبحانه وتعالى بهذه الحادثة أن يجعل ارتباط المسلمين بالإسلام مباشرة وأن يجعل عهدهم مع الله مباشرة حتى لا يتخلو عن هذه المسئولية وهذا العهد بموت رسول الله عليه الصلاة والسلام فهم إنما بايعوا الله وعاهدوه وهم أمام الله مسئولون.


وكأنما أراد الله سبحانه وتعالى أن يأخذ بأيديهم فيصلها مباشرة بالعروة الوثقى التي لم يعقدها محمد عليه الصلاة والسلام بل جاء ليعقد بها ايدي البشر ثم يجعهم عليها ويمضي إلى ربه وهم بها مستمسكون.


ووعى أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام هذا الدر جيداً، فرفعوا الراية خفاقة عالية وحملوا هذا الدين الذي خالط دمائهم ونفوسهم وأرواحهم.


* فهذا أنس بن النضر رضي الله عنه يمر بقوم من المسلمين قد ألقوا ما بأيديهم في غزوة أحد فيقول لهم: ما تنتظرون فقالوا : قتل رسول الله عليه الصلاة والسلام.


فقال أنس رضي الله عنه فما تصنعون في الحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله.


ثم استقبل الناس ولقى سعد بن معاذ فقال يا سعد إني لأجد ريح الجنة من دون أحد. فقاتل رضي الله عنه حتى قتل فما عرف حتى عرفته أخته ببنانه، وبه بضع وثمانون ما بين طعنة برمح وضربة بسيف ورمية بسهم.


* وهذا أبو دجانه رضي الله عنه يترس على رسول الله عليه الصلاة والسلام بظهره والنيل يسقط على ظهره ويقع فيه كالأمطار وهو لا يتحرك حتى لايصاب رسول الله عليه الصلاة والسلام بمكروه وسوء.


* وهذا سعد بن الربيع الأنصاري رضي الله عنه: يقول زيد بن ثابت رضي الله عنه: بعثني رسول الله عليه الصلاة والسلام يوم أحد أطلب سعد بن الربيع فقال لي رسول الله : "إن رأيته فأقرئه مني السلام وقل له: يقول لك رسول الله: كيف تجدك؟ قال زيد فجعلت أطوف بين القتلى فأتيته وهو بآخر رمق وفيه سبعون ضربة ما بين طعنة برمح وضربة بسيف ورمية بسهم فقلت يا سعد إن رسول الله يقرأ عليك السلام ويقول لك أخبرني كيف تجدك؟ فقا سعد: وعلى رسول الله عليه الصلاة والسلام السلام قل له: يا رسول الله أجد ريح الجنة، وقل له إن سعداً يقول لك جزاك الله عنا خيراً يا رسول الله، وأبلغ القوم عني السلام وقل لهم يقول لكم سعد: لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى رسول الله وفيكم عين تطرف، وفاضت نفسه من وقته رضي الله عنه".


* وهذا بطل وعملاق آخر يعلمنا درساً في الفداء للإسلام ولرسول الله ، درساً ليس له نظير، إنه "خبيب بن عدي" رضي الله عنه الذي صلبه المشركون في مكة بمكان يقال له التنعيبم واحتشد المشركون حوله في شماته ظاهرة ووقف الرماة يشحذون رماحهم لتمزيق هذا الجسد الطاهر في جنون ووحشيه.


ويستأذن خبيب في أن يصلي لله ركعتين، فأذنوا فصلى ركعتين في خشوع وإخبات، فلما سلم التفت إليهم وقال: والله لولا أن تروا أن مابي جزع لزدت (أي من الصلاة) ثم توجه إلى الله جل وعلا قائلاً: "اللهم أحصهم عدداً واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحداً".


ثم أنشد قائلاً:


لقد أجمع الأحزاب حولي وألبوا ... قبائلهم واستجمعوا كل مجمع
وقد قربوا أبناءهم ونساءهم ... وقربت من جذع طويل ممنع
إلى الله أشكوا غربتي بعد كربتي ... وما أرصد الأحزاب لي عند مصرعي
وقد خيروني الكفر والموت دونه ... فقد ذرفت عيناي من غير مجزع
ومابي حذار الموت إني لميت ... وإن إلى ربي إيابي ومرجعي
ولست أبالي حين أقتل مسلماً ... على أي جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الله وإن يشأ ... يبارك في أوصال شلو ممزع
فلست بمبد للعدو تخشعاً ... ولا جزعاً أني إلى الله مرجعي

فقا له أبو سفيان: أيسرك أن محمداً عندنا تضرب عنقه وإنك في أهلك فقال: لا والله ما يسرني أني في أهلي وأن رسول الله في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه.


(أخرجه البخارى في كتاب المغازي في باب غزوة الرجيع وأخرجه أحمد في المسند وابن سعد وابن هشام وابن كثير والطبري).


وهكذا وعى أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام الدرس جيداً.


فيجب علينا أيها الأحباب أن نعي هذا الدرس جيداً فنجعل ولائنا لله جل وعلا وحده وأن نخلص عبادتنا وأعمالنا لله جل وعلا وحده.


إن الله جل وعلا سينصر دينه بنا أو بغيرنا، وإن المستقبل لهذا الدين رغم كيد الكائدين.


ولقد توالت البشائر من القرآن والسنة بنصرة هذا الدين. لأنه دين الله عز وجل.


أولاً: بشائر القرآن


البشارة الاولى: وعد الله جل وعلا بظهور دينه وغلبته.


يقول الحق جل وعلا : {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} إن نور الله لا يمكن أن تطفئه جميع الأفواه ولو اجتمعت.


وأما من ناحية الواقع فقد صدق وعد الله وأتم الله نورة في حياة نبيه عليه الصلاة والسلام ، فأكمل الله به الدين، وأتم الله به النعمة، وأنطلق الصحابة بهذا الدين وهم يحرصوا على الموت كحرصنا على الحياة فأعزهم الله ودانت لهم معظم المعمورة على مدى قرن من الزمان.


* البشارة الثانية: وهي قول الله جل وعلا في سورة الأنفال: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ}


يا لها من بشارة حق من الحق جل وعلا تريح القلب وتشرح الصدر. إن أعداء الله لا يدخرون شيئاً في وسعهم لحرب الإسلام فلقد بذلوا الأموال بسخاء رهيب للصد عن سبيل الله ولتنحية الإسلام.


ولكنهم سينفقون هذه الأموال لتضيع عليهم في النهاية وينتصر دين الله بإذن الله عز وجل، ويحشرون في الآخرة إلى جهنم لتتم حسرتهم الكبرى.


* البشارة الثالثة: وهي قول الله تعالى في سورة النور:


{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}


ولقد تحقق وعد الله في حياة رسوله عليه الصلاة والسلام، وفي حياة الجيل الأول، حتى وصلت حدود الدولة الإسلامية إلى أقصى المشرق والمغرب، وكُسر كسرى ، وأهين قيصر، وأعز الله دينه وأظهره، ووعد الله مذخور لكل من يقوم على منهج الله من هذه الأمة إلى يوم القيامة.


ثانياً: البشائر النبوية بنصرة الإسلام وظهوره


البشارة الأولى: في الحديث الذي رواه أحمد والطبراني وقال رجاله رجال الصحيح ورواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم.


من حديث تميم الداري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: "ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر".


البشارة الثانية: في الحديث الذي رواه الأمام أحمد وصححه العراقي وقال ابن حجر الهيثمى في مجمع الزوائد رجاله ثقاب.


من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: "تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضاً فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبرياً فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم شكت".


البشارة الثالثة: وهي من أعظم البشائر التى بشرنا بها الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام.


في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:


"لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود ، فيقتلهم المسلمون ، حتى يختبئ اليهودى من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم! يا عبد الله: هذا يهودي خلفي، فتعال فأقتله إلا الغر قد، فإنه من شجر اليهود.


ولذلك فإنهم يقومون بحملة واسعة لزراعة هذا النوع من الأشجار لأنهم على يقين بصدق محمد عليه الصلاة والسلام وبمجئ هذا اليوم.


ويزداد أملنا بنصرة هذا الدين في الوقت الذي نرى فيه إفلاس الأنظمة البشرية وفي الوقت الذي نسمع فيه هذه التصريحات المرعبة التي تنذر بسوء مصير البشرية بكاملها في لحظات معدودات!!


وفي نفس الوقت الذي نرى فيه صحوة إسلامية مباركة تزداد يوماً بعد يوم في جميع أنحاء العالم.


اللهم أنت غياثنا فبك نغوث وأنت ملاذنا فبك نلوذ، وأنت عياذنا فبك نعوذ .. يا من خضعت له رقاب الجبابرة ..، وذلت له أعناق القياصرة ..، يا ذا المن، ولا يمن عليه ويا من يجير ولا يجار عليه.


ويا من يجيب المضطر إذا دعاه ولجأ إليه.


يا من لا تشتبه عليه الأصوات ..، ولا تختلف عليه اللغات.


يا عالم الخفيات ..، ويا سامع الأصوات ..، ويا قاضي الحاجات ..، ويا باعث الأموات.


ويا عالماً بما هو آت ..، يا منقذ الغرقى ..، ويا منجي الهلكى ويا سامع كل نجوى ..، يا عظيم الإحسان ..، ويا دائم المعروف.


لا إله لنا سواك فندعوه ..، ولا رب لنا غيرك فنرجوه.


يا من يلجأ إليه الخائفون ..، ويا من يتوكل عليه المتوكلون ..، ويا من بفضله يتعلق الراجون.


إنك لا ترد سائلاً ولا تمنع راجياً.


اللهم أنصر دينك وكتابك وعبادك المؤمنين.


اللهم أحسن عاقبتنا فى الأمور كلها وأجرنا من خزى الدنيا وعذاب الآخرة.


اللهم اجعل قولنا وعملنا خالصاً لوجهك الكريم واجعلنا بفضلك وكرمك من عبادك المقبولين.


وصلى اللهم وسلم وزد وبارك على محمداً وعلى آله وصحبه وسلم.

descriptionالدعوة أبقى من الداعية ... وبشائر النصر Emptyرد: الدعوة أبقى من الداعية ... وبشائر النصر

more_horiz
نسال الله العفو والعافية
وان ييتقبل منا صالح الاعمال
جزاك الله خيرا اختي نور الايمان
جعله الله في ميزان حسناتك
في إنتظار جديدك المميز
لكي مني اجمل تحية وتقدير

descriptionالدعوة أبقى من الداعية ... وبشائر النصر Emptyرد: الدعوة أبقى من الداعية ... وبشائر النصر

more_horiz
[size=24]جزاك الله خير وبارك الله فيك
وجعلها في موازين حسناتك
[/size]

descriptionالدعوة أبقى من الداعية ... وبشائر النصر Emptyرد: الدعوة أبقى من الداعية ... وبشائر النصر

more_horiz
شكرا على الموضوع الإسلامي المميز
الدعوة أبقى من الداعية ... وبشائر النصر 235873

descriptionالدعوة أبقى من الداعية ... وبشائر النصر Emptyرد: الدعوة أبقى من الداعية ... وبشائر النصر

more_horiz
موضوع رائع
بارك الله فيك
gg444g 

descriptionالدعوة أبقى من الداعية ... وبشائر النصر Emptyرد: الدعوة أبقى من الداعية ... وبشائر النصر

more_horiz
باقات من الشكر والتقدير لجهودكم ،،،



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

جميع الحقوق محفوظة لدليل الاشهار العربي