دليل الإشهار العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

إذا كانت هذه أول زيارة لك في الإشهار العربي، نرجوا منك مراجعة قوانين المنتدى من خلال الضغط هنا وأيضاً يشرفنا انضمامك إلى أسرتنا الضخمة من خلال الضغط هنا.

المستقبل لهذا الدين

+4
منصورة
حميد العامري
jassim1
nour aliman
8 مشترك

description المستقبل لهذا الدين Empty المستقبل لهذا الدين

more_horiz
بسم الله الرحمن الرحيم




{كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [المجادلة: 21]. هذا إذا كنا مؤمنين حقًّا بكتاب الله.


المستقبل لدين الإسلام
وعلى كل هزائمنا الحضارية وانكساراتنا السياسية عبر القرون الأخيرة.. على كل انحسارنا وعجزنا أمام التفوق الغربي الساحق في ميادين القوة العسكرية والتقنيات والخدمات، فإن الطريق لا يزال مفتوحًا أمامنا لاقتحامهم وإيصال الخطاب الإسلامي إلى عقولهم ووجدانهم، وإقناعهم بأحقيته في الانتماء: علماء ومفكرين وفلاسفة ومؤرخين وأدباء وفنانين ورياضيين وساسة وإعلاميين ورجال دين وحرفيين وصناعًا.. أغنياء وفقراء.. بيضًا وملونين.. رجالاً ونساء.
لقد وصلت الأديان السماوية المحرفة إلى طريق مسدود، وتساقطت النظم والدعوات الوضعية الواحدة تلو الأخرى.. ولم يبق ثمة إلاّ هذا الدين الذي يعد بالكثير، ويمكن أن يقدم الكثير.


إننا لن نستطيع أن نخترقهم بمنطوق القوة المجردة، أو بقوة السلاح، فهذا لا يقول به أحد في المدى الزمني المنظور؛ وذلك بسبب الفارق الأسطوري بيننا وبينهم، ولكننا سنخترقهم بقوة الفكر.. بحيثيات عقيدتنا، وبمشروعنا الحضاري البديل.


إن العالم الغربي الذي أثخنته النزعة المادية والتكاثر بالأشياء، وفقد الإيمان بالله واليوم الآخر، ونسي تمامًا مطالب الغيب ونداءات الروح، هو بأمسّ الحاجة إلى من يعيده إليها.. إلى من يمنح حياته المسطحة سر طلاوتها الضائع، كما يقول ليوبولد فايس (محمد أسد) في (الطريق إلى مكة).


المستقبل لهذا الدين
لسنا نحن الذين نقول هذا وإنما الغربيون أنفسهم.. النخب المثقفة في عالم الغرب هي التي تقول هذا.. وتؤكد المرة تلو المرة على أن عالم الإسلام سينهض ثانية؛ لكي يشارك مشاركة فعّالة في إعادة صياغة المصير.
إن هذا الدين -كما يقول (مارسيل بوازار) رجل القانون الدولي الفرنسي المعاصر في كتابه (إنسانية الإسلام)-: "يعود إلى الظهور في العالم المعاصر بوصفه أحد الحلول للمشكلات التي يطرحها مصير الإنسان والمجتمع"[1]. ولطالما أعرب عن اقتناعه "بأن في وسع العالم الإسلامي -من بين عوالم أخرى- أن يقدم مشاركة أساسية في تكوين المجتمع الدولي المرتقب"[2]، وأنه "يبدو أحد العوامل الممكنة المهمة في الإنسانية العالمية الحديثة.. وهو مستمر في البحث عن الأشكال الكفيلة بالتعبير بصورة ملائمة عن تطلعاته"[3]. والمسلمون كما يؤكد الرجل "لا يشكون على الإطلاق في أن التعاليم المنزلة والقيم المتراكمة عبر العصور، كفيلةٌ بتقديم حل لمعضلات العالم المعاصر"[4].


ولا يفوت (بوازار) أن يشير إلى أن التقدم العلمي المادي لا يكفي وحده ما لم تضبطه القيم الخلقية، فتوجهه بالتالي لصالح الإنسان. ومن خلال هذه الرؤية الأخلاقية للنشاط المعرفي المادي يمكن للإسلام "أن يؤدي دورًا حقيقيًّا في تنظيم العالم المعاصر"، عندما يتقدم إليه "بمفهومه السامي للقيم الخلقية"[5].


وأهمية المشاركة الإسلامية تبدو أيضًا في نظر (بوازار) في التوازن الذي يمنحه الإسلام بما أنه تعبير عن روح ديني، لمسيرة المجتمع البشري بين التقدم المادي التقني، وبين المطامح الروحية والإنسانية عامة، لا سيما وأن "الانخراط في المجتمع التكنولوجي، والمواجهة بين الإسلام والثورة التقنية، لا تدفع المسلم إلى إنكار موقفه الديني بل إلى تعميقه أمام العالم وأمام الله، متوجبًا عليه محاولة إدراك الإمكانيات بشكل أفضل في إطار إسلامي شامل!!"[6].


وإذ يؤكد (بوازار) ما يقدمه القرآن الكريم في هذا السياق من ثقة مطمئنة وحافز قوي في وقت معًا، فإنه يحذر من "أن إسلام المستقبل ودوره في العلاقات الدولية لا تجيء به الأماني والأحلام، وإنما هو رهن بما يصنعه المسلمون أنفسهم"[7].


ويشير ليوبولد فايس (محمد أسد) إلى أننا "قد نكون نحن المحدثين بحاجة إلى تلك الرسالة بأكثر مما احتاج إليها الناس في أيام محمد . إنهم كانوا يعيشون في بيئة أبسط كثيرًا من بيئتنا نحن، وكانت مشاكلهم ومصاعبهم، أبسط حلاًّ وأسهل إلى حد كبير. لقد كان العالم الغربي الذي كنت أنا أعيش فيه، كل ذلك العالم، يترنح بسبب من فقدان أي اتفاق على ما هو خير، وما هو شر روحيًّا، وبالتالي اجتماعيًّا واقتصاديًّا أيضًا. إنني لم أكن أؤمن بأن الإنسان الفرد كان بحاجة إلى الخلاص، ولكنني كنت أؤمن فعلاً بأن المجتمع الحديث كان بحاجة إلى الخلاص. لقد شعرت أكثر من أي وقت مضى بأن عصرنا هذا كان بحاجة إلى أساس إيديولوجي لمستوى اجتماعي جديد.. بحاجة إلى إيمان يجعلنا نفهم بطلان الرقي المادي من أجل الرقي نفسه، ومع ذلك يعطي الحياة الدنيا حقها.. إيمان يبيّن لنا كيف نقيم توازنًا بين حاجاتنا الروحية والجسدية، وبذلك ينقذنا من الهلاك الذي نندفع إليه برعونة وتهور"[8].


كتاب رجاء جارودي: (وعود الإسلام) يقدم ملاحظات خصبة عن المشاركة العالمية للإسلام. إن عنوان الكتاب يحمل بعدًا مستقبليًّا، وبالتالي فإن مادته القيمة ستصب هناك لكي ترسم للإنسان المعاصر، الحائر، القلق، ما يمكن أن تقدمه له الخبرة الإسلامية: "إن الإسلام يجد من جديد فرصة تاريخية لإظهار أن عقيدته وقصدياته هي إجابة على قلق عالمٍ قاده النموذج الغربي للنمو إلى التفكك الاقتصادي والسياسي والأخلاقي..."[9].


ونحن نعرف جميعًا ما الذي فعله ويمكن أن يفعله العلم الغربي المنفصل عن ضوابط القيم، وذلك بتعبده للتكاثر والقوة، وما الذي فعله ويمكن أن يفعله العلم الإسلامي المنضبط بالأخلاق وبالغايات الدينية في نهاية الأمر، "لم نشدد على الوجوه التي لعب بها العلم الإسلامي باكتشافاته دور الرائد للعلم الغربي الحالي، وإنما على صفاته الخاصة في خضوعه للوسائل الإنسانية ذات الغايات الإلهية. في هذا المنظور على القرن الحادي والعشرين أن يتعلم كثيرًا من الإسلام"[10].


دين الإسلام
أيضًا فإن الإسلام بتقديمه فكرة التسامي الأخلاقي للإنسان كواحدة من أهم مرتكزات الإسلام العقدية.. التسامي الذي يكون المؤمن فيه في حالة صيرورة متواصلة نحو الأحسن والأعلى.. هذه الفكرة لهي واحدة من أهم ما يمكن أن يقدمه المسلمون "لإيجاد مستقبل إنساني في عالم جعل استبعاد السمو منه، وسيطرة نموذج جنوني من النمو، لا يمكن أن يُعاش فيه"[11].
ويتساءل (جارودي): "ماذا يستطيع الإسلام أن يقدم لنا ليعدّنا للإجابة على المسئوليات التي تفرضها قدرة العلم والتقنية على جميع البشر اليوم؟!" ولا يلبث أن يجيب "إن المشكلة كونية، ولا يمكن للجواب إلاّ أن يكون على المستوى الكوني"[12].


إنها إذن "قضية مستقبلنا، قضية مستقبل جميع البشر"، ومن ثَمَّ فإن كتاب (وعود الإسلام) يُعدّ بحق "اقترابًا جديدًا من الإسلام ومن وراء الإسلام" كقوة حية ليس فحسب في ماضيه، وإنما في كل ما يستطيع أن يساهم به في ابتكار المستقبل"[13].


حقًّا إن الإسلام والمشروع الحضاري الذي يعبر عنه بالضرورة ليحملان "بذور تغيير جذري على مستوى الإنسانية"[14].


د. عماد الدين خليل


المصدر: موقع الإسلام اليوم.

description المستقبل لهذا الدين Emptyرد: المستقبل لهذا الدين

more_horiz
موضوع متميز جزاك الله خيرا

description المستقبل لهذا الدين Emptyرد: المستقبل لهذا الدين

more_horiz
موضوع مميز 
بارك الله فيك

description المستقبل لهذا الدين Emptyرد: المستقبل لهذا الدين

more_horiz
بارك الله فيك وجزاك خير جزاء
إنتقاء ثري بالذائقه
سلمتي ودام رقي ذوقك
بإنتظار القادم بشوق
تقبلي مروري مع اطيب الامنيات

description المستقبل لهذا الدين Emptyرد: المستقبل لهذا الدين

more_horiz
موضوع رائع وجميل
جزاك الله الف خير
في ميزان حسناتك يارب
بالتوفيق  المستقبل لهذا الدين 235873

description المستقبل لهذا الدين Emptyرد: المستقبل لهذا الدين

more_horiz
شكرا للتميز  gg444g
موضوع إسلامي في القمة جزاك الله خيراً   المستقبل لهذا الدين 235873

description المستقبل لهذا الدين Emptyرد: المستقبل لهذا الدين

more_horiz
جُزيتم خيرًا على ذلك الموضوع القيم ،،

description المستقبل لهذا الدين Emptyرد: المستقبل لهذا الدين

more_horiz
أشكرك على مشاركتك بقسم الاسلامي
شكرا لك



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

جميع الحقوق محفوظة لدليل الاشهار العربي