السؤال:
كثيرا ما نسمع ونقرأ عن موضوع الشخصية البشرية عند غير المسلمين ، حتى نكاد نجزم أن لهم شبه احتكار وتفوق في هذه المسألة ، ولا ندري هل ما يعلمونه للناس يوافق أو يخالف الشرع ، الكتاب والسنة ! فما هي الشخصية الإسلامية ؟ وما هي مقوماتها ؟ وأين يندرج تعليمها للناس ؛ هل هي العقيدة أو تزكية النفوس أو مجالها التربية ؟ وكيف تؤثر هذه الشخصية الإسلامية في علو الهمة أي "القوة العملية" ؟ وما هي العلاقة بين الشخصية الإسلامية و"علم" البرمجة اللغوية العصبية" ؟ وهل يؤثر هذا العلم الجديد بالسلب أو الإيجاب على شخصيتنا ؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
الشخصية الإسلامية هي تلك الشخصية السوية القائمة في مبادئها وأصولها وآدابها على الإذعان والانقياد لأوامر الشريعة طاعةً لله ورسوله .
فهي الشخصية التي تتعلم آدابها وتستقي مبادئها من الكتاب والسنة ، وتتعرف على تطبيقات ذلك بالاقتداء بسلف الأمة ، والتأسي بالصالحين من أبنائها ، ممن لهم قدم صدق فيها .
وقد حرص الإسلام على إبراز شخصية المسلم الحق ، وأكد على الأخذ بمقوماتها الإسلامية الأصيلة ، وأكثر من ذكر معالم هذه الشخصية وملامحها وركائزها وآثارها في كيان الأفراد والأمم ، لتُعرف الصورة الصادقة عن الإسلام الحق ، وأثره في حياة الناس .
فالشخصية الإسلامية قائمة على الإيمان بالله ورسله والتصديق بوعده ووعيده ، متحلية بآداب الشريعة الكاملة من الصدق والأمانة والعفة والحياء والخلق الحسن وحسن الجوار والمسارعة في الخيرات والإعانة على فعل المعروف وكف الأذى ، إلى غير ذلك من أخلاق الإسلام .
فأصل مقومات الشخصية الإسلامية الإيمان بالله ورسوله ، والإذعان والانقياد لأحكام الشريعة وأصولها وآدابها .
وقد تعرضت الشخصية الإسلامية الكريمة عبر القرون إلى حملات آثمة استهدفت تشويهها ومسخها أو الاستخفاف بها ، فجاء أعداء الإسلام بما جاءوا به من فلسفات وثقافات ليزاحموا بها الإسلام في نفوس المسلمين ؛ وبذلك لا يستقل الإسلام ببناء الإنسان ، ولا يتعرف الناس على سمو الشريعة وكمالها وصفاء عقيدتها ، فيحصل من المسخ والتغيير والتبديل ما يريد أعداء الله به ما الله حائل بينهم وبينه من إطفاء نوره وتبديل كلماته .
والشخصية الإسلامية اليوم لا بد أن تتمسك بما كان عليه أسلافهم من قبل من تجريد التوحيد وصحة الانتماء وقوة الولاء لدين الله ، وتمام التبرؤ من أعداء الله وعقائدهم ومبادئهم ، مع التخلق بأخلاق الإسلام ، وقد قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ ) . رواه أحمد (8729) وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (2349) .
ثانيا :
مجالها تعليم الناس وتربيتهم على العقيدة الصحيحة وتزكية النفوس قولا وفعلا ، بالعمل بمقتضى الشرع وأحكام تعاليم الكتاب والسنة ، قال الله تعالى : ( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) آل عمران/ 164 .
ثالثا :
تؤثر هذه الشخصية الإسلامية في علو الهمة بمقتضى ما هي عليه من الإيمان واليقين والتصديق بموعود الله ، والتعرف على شرف النسبة وكرامة الانتماء .
فبمقدار إيمان المسلم ويقينه تكون همته ويكون عمله ؛ إذ العمل مرتهن بما استقر في القلب من يقين وإيمان وتصديق ، وهذا أمر مدرك بالفطرة في كل أمر ذي بال .
وبحسب شعور المسلم بقوته وعزته وكرامته تعلو همته وتصدق عزيمته ويصلح عمله .
رابعا :
البرمجة اللغوية العصبية عند من يعتمدها هي مجموعة طرق وأساليب تعتمد على مبادئ نفسية تهدف لحل بعض الأزمات النفسية ومساعدة الأشخاص على تحقيق إنجازات أفضل في حياتهم . وتتميز هذه المدرسة النفسية عند أصحابها بأن متقن أساليبها لا يحتاج إلى معالج خارجي فيمكن أن تكون وسيلة علاج نفسي سلوكي ذاتي , تحاول أن تحدد خطة واضحة للنجاح ، ثم استخدام أساليب نفسية لتعزيز السلوك الأنجع ومحاولة تفكيك المعتقدات القديمة التي تشخص على أنها معيقة لتطور الفرد , ومن هنا جاء تسميتها بالبرمجة ، أي أنها تعيد برمجة العقل .
وفي الحقيقة وبالنظر في هذا العلم المستحدث وفي مبادئه وأصوله وما يقوم عليه وما يؤول إليه نجد أنه علم ذو جذور فلسفية عقدية ، كما نجد أن هذه البرمجة تغسل دماغ المسلم وتلقنه أفكارا فاسدة تخالف عقيدته الصافية النقية .
وقد تتابعت فتاوى كثير من أهل العلم من المعاصرين وكذلك نخبة من المختصين في العلوم النفسية والطب النفسي على التحذير من هذه البرمجة وبيان أثرها السيئ وخطورتها على دين المسلم وشخصيته .
ينظر هذا الرابط :
http://alda3yat.com/vb/showthread.php?t=4129
وينظر جواب السؤال رقم (121011) ، ورقم (118292) .
وللاستزادة يمكنك مراجعة كتاب " معالم الشخصية الإسلامية " للدكتور عمر سليمان الأشقر . ومن الكتب المهمة في التربية الإسلامية ، كتاب : منهج التربية الإسلامية ، للأستاذ محمد قطب ، حفظه الله ، وأيضا كتاب : دراسات في النفس الإنسانية له . وننصح بمراجعة كتاب : هكذا ظهر جيل صلاح الدين ، للدكتور ماجد عرسان الكيلاني .
راجع للفائدة إجابة السؤال رقم (120211) ، (138390) .
والله أعلم .
كثيرا ما نسمع ونقرأ عن موضوع الشخصية البشرية عند غير المسلمين ، حتى نكاد نجزم أن لهم شبه احتكار وتفوق في هذه المسألة ، ولا ندري هل ما يعلمونه للناس يوافق أو يخالف الشرع ، الكتاب والسنة ! فما هي الشخصية الإسلامية ؟ وما هي مقوماتها ؟ وأين يندرج تعليمها للناس ؛ هل هي العقيدة أو تزكية النفوس أو مجالها التربية ؟ وكيف تؤثر هذه الشخصية الإسلامية في علو الهمة أي "القوة العملية" ؟ وما هي العلاقة بين الشخصية الإسلامية و"علم" البرمجة اللغوية العصبية" ؟ وهل يؤثر هذا العلم الجديد بالسلب أو الإيجاب على شخصيتنا ؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
الشخصية الإسلامية هي تلك الشخصية السوية القائمة في مبادئها وأصولها وآدابها على الإذعان والانقياد لأوامر الشريعة طاعةً لله ورسوله .
فهي الشخصية التي تتعلم آدابها وتستقي مبادئها من الكتاب والسنة ، وتتعرف على تطبيقات ذلك بالاقتداء بسلف الأمة ، والتأسي بالصالحين من أبنائها ، ممن لهم قدم صدق فيها .
وقد حرص الإسلام على إبراز شخصية المسلم الحق ، وأكد على الأخذ بمقوماتها الإسلامية الأصيلة ، وأكثر من ذكر معالم هذه الشخصية وملامحها وركائزها وآثارها في كيان الأفراد والأمم ، لتُعرف الصورة الصادقة عن الإسلام الحق ، وأثره في حياة الناس .
فالشخصية الإسلامية قائمة على الإيمان بالله ورسله والتصديق بوعده ووعيده ، متحلية بآداب الشريعة الكاملة من الصدق والأمانة والعفة والحياء والخلق الحسن وحسن الجوار والمسارعة في الخيرات والإعانة على فعل المعروف وكف الأذى ، إلى غير ذلك من أخلاق الإسلام .
فأصل مقومات الشخصية الإسلامية الإيمان بالله ورسوله ، والإذعان والانقياد لأحكام الشريعة وأصولها وآدابها .
وقد تعرضت الشخصية الإسلامية الكريمة عبر القرون إلى حملات آثمة استهدفت تشويهها ومسخها أو الاستخفاف بها ، فجاء أعداء الإسلام بما جاءوا به من فلسفات وثقافات ليزاحموا بها الإسلام في نفوس المسلمين ؛ وبذلك لا يستقل الإسلام ببناء الإنسان ، ولا يتعرف الناس على سمو الشريعة وكمالها وصفاء عقيدتها ، فيحصل من المسخ والتغيير والتبديل ما يريد أعداء الله به ما الله حائل بينهم وبينه من إطفاء نوره وتبديل كلماته .
والشخصية الإسلامية اليوم لا بد أن تتمسك بما كان عليه أسلافهم من قبل من تجريد التوحيد وصحة الانتماء وقوة الولاء لدين الله ، وتمام التبرؤ من أعداء الله وعقائدهم ومبادئهم ، مع التخلق بأخلاق الإسلام ، وقد قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ ) . رواه أحمد (8729) وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (2349) .
ثانيا :
مجالها تعليم الناس وتربيتهم على العقيدة الصحيحة وتزكية النفوس قولا وفعلا ، بالعمل بمقتضى الشرع وأحكام تعاليم الكتاب والسنة ، قال الله تعالى : ( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) آل عمران/ 164 .
ثالثا :
تؤثر هذه الشخصية الإسلامية في علو الهمة بمقتضى ما هي عليه من الإيمان واليقين والتصديق بموعود الله ، والتعرف على شرف النسبة وكرامة الانتماء .
فبمقدار إيمان المسلم ويقينه تكون همته ويكون عمله ؛ إذ العمل مرتهن بما استقر في القلب من يقين وإيمان وتصديق ، وهذا أمر مدرك بالفطرة في كل أمر ذي بال .
وبحسب شعور المسلم بقوته وعزته وكرامته تعلو همته وتصدق عزيمته ويصلح عمله .
رابعا :
البرمجة اللغوية العصبية عند من يعتمدها هي مجموعة طرق وأساليب تعتمد على مبادئ نفسية تهدف لحل بعض الأزمات النفسية ومساعدة الأشخاص على تحقيق إنجازات أفضل في حياتهم . وتتميز هذه المدرسة النفسية عند أصحابها بأن متقن أساليبها لا يحتاج إلى معالج خارجي فيمكن أن تكون وسيلة علاج نفسي سلوكي ذاتي , تحاول أن تحدد خطة واضحة للنجاح ، ثم استخدام أساليب نفسية لتعزيز السلوك الأنجع ومحاولة تفكيك المعتقدات القديمة التي تشخص على أنها معيقة لتطور الفرد , ومن هنا جاء تسميتها بالبرمجة ، أي أنها تعيد برمجة العقل .
وفي الحقيقة وبالنظر في هذا العلم المستحدث وفي مبادئه وأصوله وما يقوم عليه وما يؤول إليه نجد أنه علم ذو جذور فلسفية عقدية ، كما نجد أن هذه البرمجة تغسل دماغ المسلم وتلقنه أفكارا فاسدة تخالف عقيدته الصافية النقية .
وقد تتابعت فتاوى كثير من أهل العلم من المعاصرين وكذلك نخبة من المختصين في العلوم النفسية والطب النفسي على التحذير من هذه البرمجة وبيان أثرها السيئ وخطورتها على دين المسلم وشخصيته .
ينظر هذا الرابط :
http://alda3yat.com/vb/showthread.php?t=4129
وينظر جواب السؤال رقم (121011) ، ورقم (118292) .
وللاستزادة يمكنك مراجعة كتاب " معالم الشخصية الإسلامية " للدكتور عمر سليمان الأشقر . ومن الكتب المهمة في التربية الإسلامية ، كتاب : منهج التربية الإسلامية ، للأستاذ محمد قطب ، حفظه الله ، وأيضا كتاب : دراسات في النفس الإنسانية له . وننصح بمراجعة كتاب : هكذا ظهر جيل صلاح الدين ، للدكتور ماجد عرسان الكيلاني .
راجع للفائدة إجابة السؤال رقم (120211) ، (138390) .
والله أعلم .