اتفقنا علي إعلان ٢٠٢٠ عاماً ثقافياً بين مصر وروسيا
تقارب في المواقف حول القضايا الاقليمية وتبادل المعلومات حول جهود التصدي للإرهاب
بوتين: عودة الرحلات الجوية إلي الغردقة وشرم الشيخ قريباً
أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسي عن سعادته، بالزخم الكبير الذي اكتسبته العلاقات المصرية الروسية، علي مدار الأعوام الأربعة الماضية، والإنجازات التي تحققت في مختلف المجالات، وعلي رأسها مشروع التعاون الضخم بين البلدين، المتمثل في اتفاقية إنشاء المحطة النووية في الضبعة، بالإضافة إلي مشروع المنطقة الصناعية الروسية شرق بورسعيد، الذي ينقل التعاون الاقتصادي بين البلدين، من مرحلة التبادل التجاري إلي مرحلة التعاون في التصنيع، وأكد ثقته أنه سيفضي إلي طفرة حقيقية، في حجم ونوعية الاستثمارات الروسية المباشرة.. في مصر.
جاء ذلك خلال كلمة الرئيس السيسي في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الروسي عقب انتهاء مباحثات القمة وبدأها الرئيس بتوجيه الشكر لنظيره الروسي قائلا: أود بداية أن أشكر مُجدداً، صديقي العزيز الرئيس بوتين، علي حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، خلال هذه الزيارة المهمة، التي تؤكد وتعكس قوة العلاقات التاريخية الوثيقة.. التي تربط بين مصر وروسيا.
وواصل السيسي: يسرني هنا، أن أؤكد لكم بالغ سعادتي، بالزخم الكبير الذي اكتسبته العلاقات المصرية الروسية، علي مدار الأعوام الأربعة الماضية، والإنجازات التي تحققت في مختلف المجالات، وعلي رأسها مشروع التعاون الضخم بين البلدين، المتمثل في اتفاقية إنشاء المحطة النووية في الضبعة، وهو المشروع الذي يعد بدون شك، عنواناً لنقلة نوعية في مستوي التعاون بين بلدينا الصديقين، بالإضافة إلي مشروع المنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد، الذي ينقل التعاون الاقتصادي بين البلدين، من مرحلة التبادل التجاري إلي مرحلة التعاون في التصنيع، والذي أثق أنه سيفضي إلي طفرة حقيقية، في حجم ونوعية الاستثمارات الروسية المباشرة في مصر.
لقد تكللت كذلك جهودنا المشتركة، في تعزيز أواصر علاقات الصداقة بين بلدينا، بالتوقيع علي اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة، التي سنكتب من خلالها فصلاً جديدا، علي درب التعاون فيما بيننا، وستفتح آفاقاً ممتدة، للارتقاء بمستوي علاقاتنا الثنائية.. وشراكتنا الاستراتيجية.
كما تجدر الإشارة الي اتفاقي مع الرئيس بوتين، علي إعلان عام 2020 عاماً ثقافياً بين مصر وروسيا، حيث نأمل أن يشهد هذا العام، العديد من المناسبات الاحتفالية، التي تعكس التواصل الثقافي والحضاري والفني.. بين البلدين والشعبين الصديقين.
وقال الرئيس: كما تتعاون مصر وروسيا، في تأمين مستقبل أفضل لشعبيهما، فإن التنسيق بيننا يمتد، ليشمل تناول المستجدات الإقليمية في المنطقة، إيماناً منا بالأهمية القصوي، لاستعادة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، بشكلٍ يُحقق مصالح شعوبها، ويضمن مستقبلاً أفضل لشبابها، بعد المعاناة الطويلة من قسوة الحرب.. وما تسببت فيه من دمار. وفي هذا السياق، تطرقنا الي القضية الفلسطينية، ولمسنا التقارب الكبير في مواقف مصر وروسيا إزاء عملية السلام الفلسطينية-الإسرائيلية، لاسيما تأكيد الثوابت، المتمثلة في ضرورة التوصل إلي حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، علي أساس حل الدولتين، ووفقاً لحدود عام 1967 ولأحكام القانون الدولي.. ومبادرة السلام العربية.
كما حظيت تطورات الأوضاع في سوريا، بحيز مهم من النقاش، حيث اتفقنا علي أهمية مواصلة التشاور والتنسيق بين مصر وروسيا، حول هذا الملف الحيوي، والعمل علي تفادي المزيد من التصعيد الميداني في سوريا، بالتوازي مع بحث سبل دعم الحل السياسي، وذلك من خلال تشجيع المبعوث الأممي، علي إطلاق عمل لجنة صياغة الدستور في أقرب فرصة، كخطوة مهمة، لتهيئة الظروف المناسبة لاستئناف المفاوضات السياسية، وصولاً إلي حل سياسي شامل، يُحقق الطموحات المشروعة للشعب السوري الشقيق، ويحافظ علي وحدة الدولة السورية.. وسلامتها الإقليمية.
وبخصوص الأوضاع في ليبيا، فقد تطرقت المباحثات، إلي مستجدات الأزمة علي الصعيدين السياسي والأمني، وتبادلنا التقييم حول جميع الاتصالات والتحركات، التي تقوم بها مختلف الأطراف الفاعلة في ليبيا.
وواصل السيسي: حَرِصتُ في هذا الإطار، علي إحاطة الرئيس بوتين برؤية مصر، إزاء الحل السياسي في ليبيا، والجهود المبذولة من القاهرة، علي صعيد توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، لتمكينها من القيام بمهامها.. بفاعلية.
كما ناقشنا تداعيات الاشتباكات الأخيرة، التي شهدتها مدينة طرابلس، وما أظهرته من خطورة الاعتماد علي الميليشيات في توفير الأمن، الذي يجب أن يكون مهمة حصرية، للقوات الأمنية النظامية والجيش الوطني، وأكدنا أهمية التزام المجتمع الدولي، بالتنفيذ الكامل، لمبادرة المبعوث الأممي غسان سلامة للحل في ليبيا، بجميع عناصرها، وما يتطلبه ذلك من تجنب الدخول في مسارات موازية للحل، لن تُفضي إلا لإطالة الأزمة، وتوسيع هوة الخلاف في الرؤي بين الأطراف المعنية، كونها لا تحظي بالضرورة بتوافق ليبي.. أو دولي.
كما اتفقتُ مع الرئيس بوتين، علي أهمية تعزيز تبادل المعلومات بين الأجهزة المختصة، اتصالاً بجهود التصدي للإرهاب، خاصةً فيما يتعلق بانتقال الإرهابيين، من مناطق عدم الاستقرار إلي دول أخري، وارتكابهم لأعمال إرهابية في تلك الدول، وأكدنا كذلك، ضرورة منع الدول لمرور هؤلاء الإرهابيين عبر أراضيها، وتبادل المعلومات بشأنهم مع كافة الدول الأخري، والمنظمات الدولية المعنية، كما أكدتُ انفتاح مصر للتعاون المكثف مع روسيا في هذا المجال، باعتبار البلدين شريكين تقليديين، تجمعهما رؤية واضحة ومشتركة، إزاء هذا التحدي الخطير علي استقرار المنطقة، كما قمت باستعراض نتائج العملية الشاملة سيناء 2018، والنجاحات الفائقة التي حققتها، في إطار جهود مصر في مكافحة الإرهاب.
وفي نهاية كلمته قال الرئيس السيسي: مرة أخري، أجدد شكري للرئيس بوتين، علي دعوته الكريمة لي لزيارة روسيا، باسمي وباسم الشعب المصري، وأؤكد متانة العلاقات الاستراتيجية التاريخية بين البلدين، وتطلعنا لمواصلة تطويرها خلال الفترة المقبلة، بما يلبي تطلعات شعبينا.. نحو الاستقرار والتنمية.
من جانبه أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان المباحثات التي عقدها علي مستوي القمة مع الرئيس عبدالفتاح السيسي جاءت مكثفة وشاملة، وأشار إلي انها اتخذت مستويات كثيرة، وقال: التقينا في اجواء غير رسمية في سوتشي، ثم بدأنا مباحثات ثنائية مهمة، وأضاف أن العلاقات الروسية المصرية تتسم بالصداقة والاحترام المتبادل والعمل من اجل تحقيق المصالح المشتركة للبلدين، حيث تم توقيع اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي، التي تهدف لتعميق التعاون، وقال: بالطبع نولي اهتماما بالعلاقات التجارية والاقتصادية وزيادة التبادل التجاري والتي شهدت زيادة هذا العام بنسبة ٢٠٪، وروسيا تقدم صادرات كثيرة لمصر ومن ضمنها القمح.
وأعرب بوتين عن ترحيب بلاده بتوقيع اتفاقية مع الاتحاد الأوراسي، وتمني أن تفتح هذه الاتفاقية آفاقا جديدة للتعاون الاقتصادي. وأشار بوتين إلي أن المباحثات شهدت مناقشات حول التعاون الثنائي في مجال الطاقة، تم التركيز خلالها علي بناء محطة نووية في مصر، وتوقع أن تنتهي الأعمال التمهيدية لها قبل نهاية هذا العام وتوقيع الاتفاقيات مع الشركات المصرية المشاركة في المشروع، وأضاف: كما أن لنا خبرة جيدة في مجال النفط والغاز وهناك صادرات روسية نفطية لمصر .
وفي مجال الصناعة أشار بوتين إلي اتفاقية بقيمة ١٫٣ مليار يورو لشراء وتصنيع مصر عربات قطار من روسيا، ومن المنتظر انشاء منطقة صناعية روسية في مصر تشمل عددا من الصناعات الهندسية والمعدنية، ومن المقرر جذب سبعة مليارات دولار استثمارات جديدة بها تمتد منتجاتها للأسواق الافريقية.
وقال الرئيس الروسي: ناقشنا التعاون العسكري والفني لما له من أهمية خاصة، وهناك تعاون في هذين المجالين علي مدي عقود وفي هذه الاثناء تجري في مصر مناورات تكتيكية.
وأوضح أن البلدين يبديان اهتماما خاصا بالثقافة والعلاقات الانسانية، وأكد ترحيبه والرئيس السيسي لإعلان ٢٠٢٠ عاما للتبادل الإنساني بينهما.
وفي ملف السياحة والطيران قال بوتين: بحثنا مسائل عالقة لاستئناف الرحلات الجوية و السياحية بعد استئنافها جزئيا في مارس الماضي،واليوم بحثنا عودتها لمواقع منها الغردقة وشرم الشيخ وسنسعي الي استئناف الرحلات الجوية المباشرة في وقت قريب.
وأكد بوتين أن التعاون الروسي المصري لايزال عنصرا فاعلا لضمان استقرار الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وقال: نقدر الرؤية المصرية حول التسوية في سوريا واتفقنا علي التعاون المشترك وعلينا أن نبدي اهتماما خاصا بما يحدث بمنطقة أدلب وخطورة نقل العناصر الإرهابية للخارج، وأخبرنا اصدقاءنا المصريين بمضمون الاتفاقات بين روسيا وسوريا في هذا الأمر، كما اتفقنا علي دعم المسار السياسي الخاص بتسوية الأزمة السورية، والجانب المصري يشجع بعض الأطراف المشاركة في مباحثات سوتشي وعلينا أن نبذل جهودا مشتركة لحل هذه الأزمة.
وأضاف أن المباحثات أكدت تطابق رؤي روسيا ومصر للأوضاع في ليبيا، وأشار إلي أنهما ستواصلان جهودهما لإيجاد حل وإعادة الاستقرار في ليبيا وتقفان سويا من أجل الوصول إلي التسوية لأزمة السلام بالشرق الأوسط. وقال: ندعو لمباحثات مباشرة بين الأطراف المتنازعة والوصول إلي تسوية للمسائل العالقة ومنها القدس. وتمني النجاح لمصر خلال رئاساتها الاتحاد الأفريقي العام القادم وأن يساهم ذلك في تكثيف التعاون بين روسيا والدول الافريقية.
وفي نهاية كلمته وجه بوتين الشكر للرئيس السيسي والأصدقاء المصريين علي المباحثات الفعالة والاتفاقات التي تم التوصل إليها اليوم ستساعد في تطوير العلاقة
تقارب في المواقف حول القضايا الاقليمية وتبادل المعلومات حول جهود التصدي للإرهاب
بوتين: عودة الرحلات الجوية إلي الغردقة وشرم الشيخ قريباً
أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسي عن سعادته، بالزخم الكبير الذي اكتسبته العلاقات المصرية الروسية، علي مدار الأعوام الأربعة الماضية، والإنجازات التي تحققت في مختلف المجالات، وعلي رأسها مشروع التعاون الضخم بين البلدين، المتمثل في اتفاقية إنشاء المحطة النووية في الضبعة، بالإضافة إلي مشروع المنطقة الصناعية الروسية شرق بورسعيد، الذي ينقل التعاون الاقتصادي بين البلدين، من مرحلة التبادل التجاري إلي مرحلة التعاون في التصنيع، وأكد ثقته أنه سيفضي إلي طفرة حقيقية، في حجم ونوعية الاستثمارات الروسية المباشرة.. في مصر.
جاء ذلك خلال كلمة الرئيس السيسي في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الروسي عقب انتهاء مباحثات القمة وبدأها الرئيس بتوجيه الشكر لنظيره الروسي قائلا: أود بداية أن أشكر مُجدداً، صديقي العزيز الرئيس بوتين، علي حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، خلال هذه الزيارة المهمة، التي تؤكد وتعكس قوة العلاقات التاريخية الوثيقة.. التي تربط بين مصر وروسيا.
وواصل السيسي: يسرني هنا، أن أؤكد لكم بالغ سعادتي، بالزخم الكبير الذي اكتسبته العلاقات المصرية الروسية، علي مدار الأعوام الأربعة الماضية، والإنجازات التي تحققت في مختلف المجالات، وعلي رأسها مشروع التعاون الضخم بين البلدين، المتمثل في اتفاقية إنشاء المحطة النووية في الضبعة، وهو المشروع الذي يعد بدون شك، عنواناً لنقلة نوعية في مستوي التعاون بين بلدينا الصديقين، بالإضافة إلي مشروع المنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد، الذي ينقل التعاون الاقتصادي بين البلدين، من مرحلة التبادل التجاري إلي مرحلة التعاون في التصنيع، والذي أثق أنه سيفضي إلي طفرة حقيقية، في حجم ونوعية الاستثمارات الروسية المباشرة في مصر.
لقد تكللت كذلك جهودنا المشتركة، في تعزيز أواصر علاقات الصداقة بين بلدينا، بالتوقيع علي اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة، التي سنكتب من خلالها فصلاً جديدا، علي درب التعاون فيما بيننا، وستفتح آفاقاً ممتدة، للارتقاء بمستوي علاقاتنا الثنائية.. وشراكتنا الاستراتيجية.
كما تجدر الإشارة الي اتفاقي مع الرئيس بوتين، علي إعلان عام 2020 عاماً ثقافياً بين مصر وروسيا، حيث نأمل أن يشهد هذا العام، العديد من المناسبات الاحتفالية، التي تعكس التواصل الثقافي والحضاري والفني.. بين البلدين والشعبين الصديقين.
وقال الرئيس: كما تتعاون مصر وروسيا، في تأمين مستقبل أفضل لشعبيهما، فإن التنسيق بيننا يمتد، ليشمل تناول المستجدات الإقليمية في المنطقة، إيماناً منا بالأهمية القصوي، لاستعادة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، بشكلٍ يُحقق مصالح شعوبها، ويضمن مستقبلاً أفضل لشبابها، بعد المعاناة الطويلة من قسوة الحرب.. وما تسببت فيه من دمار. وفي هذا السياق، تطرقنا الي القضية الفلسطينية، ولمسنا التقارب الكبير في مواقف مصر وروسيا إزاء عملية السلام الفلسطينية-الإسرائيلية، لاسيما تأكيد الثوابت، المتمثلة في ضرورة التوصل إلي حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، علي أساس حل الدولتين، ووفقاً لحدود عام 1967 ولأحكام القانون الدولي.. ومبادرة السلام العربية.
كما حظيت تطورات الأوضاع في سوريا، بحيز مهم من النقاش، حيث اتفقنا علي أهمية مواصلة التشاور والتنسيق بين مصر وروسيا، حول هذا الملف الحيوي، والعمل علي تفادي المزيد من التصعيد الميداني في سوريا، بالتوازي مع بحث سبل دعم الحل السياسي، وذلك من خلال تشجيع المبعوث الأممي، علي إطلاق عمل لجنة صياغة الدستور في أقرب فرصة، كخطوة مهمة، لتهيئة الظروف المناسبة لاستئناف المفاوضات السياسية، وصولاً إلي حل سياسي شامل، يُحقق الطموحات المشروعة للشعب السوري الشقيق، ويحافظ علي وحدة الدولة السورية.. وسلامتها الإقليمية.
وبخصوص الأوضاع في ليبيا، فقد تطرقت المباحثات، إلي مستجدات الأزمة علي الصعيدين السياسي والأمني، وتبادلنا التقييم حول جميع الاتصالات والتحركات، التي تقوم بها مختلف الأطراف الفاعلة في ليبيا.
وواصل السيسي: حَرِصتُ في هذا الإطار، علي إحاطة الرئيس بوتين برؤية مصر، إزاء الحل السياسي في ليبيا، والجهود المبذولة من القاهرة، علي صعيد توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، لتمكينها من القيام بمهامها.. بفاعلية.
كما ناقشنا تداعيات الاشتباكات الأخيرة، التي شهدتها مدينة طرابلس، وما أظهرته من خطورة الاعتماد علي الميليشيات في توفير الأمن، الذي يجب أن يكون مهمة حصرية، للقوات الأمنية النظامية والجيش الوطني، وأكدنا أهمية التزام المجتمع الدولي، بالتنفيذ الكامل، لمبادرة المبعوث الأممي غسان سلامة للحل في ليبيا، بجميع عناصرها، وما يتطلبه ذلك من تجنب الدخول في مسارات موازية للحل، لن تُفضي إلا لإطالة الأزمة، وتوسيع هوة الخلاف في الرؤي بين الأطراف المعنية، كونها لا تحظي بالضرورة بتوافق ليبي.. أو دولي.
كما اتفقتُ مع الرئيس بوتين، علي أهمية تعزيز تبادل المعلومات بين الأجهزة المختصة، اتصالاً بجهود التصدي للإرهاب، خاصةً فيما يتعلق بانتقال الإرهابيين، من مناطق عدم الاستقرار إلي دول أخري، وارتكابهم لأعمال إرهابية في تلك الدول، وأكدنا كذلك، ضرورة منع الدول لمرور هؤلاء الإرهابيين عبر أراضيها، وتبادل المعلومات بشأنهم مع كافة الدول الأخري، والمنظمات الدولية المعنية، كما أكدتُ انفتاح مصر للتعاون المكثف مع روسيا في هذا المجال، باعتبار البلدين شريكين تقليديين، تجمعهما رؤية واضحة ومشتركة، إزاء هذا التحدي الخطير علي استقرار المنطقة، كما قمت باستعراض نتائج العملية الشاملة سيناء 2018، والنجاحات الفائقة التي حققتها، في إطار جهود مصر في مكافحة الإرهاب.
وفي نهاية كلمته قال الرئيس السيسي: مرة أخري، أجدد شكري للرئيس بوتين، علي دعوته الكريمة لي لزيارة روسيا، باسمي وباسم الشعب المصري، وأؤكد متانة العلاقات الاستراتيجية التاريخية بين البلدين، وتطلعنا لمواصلة تطويرها خلال الفترة المقبلة، بما يلبي تطلعات شعبينا.. نحو الاستقرار والتنمية.
من جانبه أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان المباحثات التي عقدها علي مستوي القمة مع الرئيس عبدالفتاح السيسي جاءت مكثفة وشاملة، وأشار إلي انها اتخذت مستويات كثيرة، وقال: التقينا في اجواء غير رسمية في سوتشي، ثم بدأنا مباحثات ثنائية مهمة، وأضاف أن العلاقات الروسية المصرية تتسم بالصداقة والاحترام المتبادل والعمل من اجل تحقيق المصالح المشتركة للبلدين، حيث تم توقيع اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي، التي تهدف لتعميق التعاون، وقال: بالطبع نولي اهتماما بالعلاقات التجارية والاقتصادية وزيادة التبادل التجاري والتي شهدت زيادة هذا العام بنسبة ٢٠٪، وروسيا تقدم صادرات كثيرة لمصر ومن ضمنها القمح.
وأعرب بوتين عن ترحيب بلاده بتوقيع اتفاقية مع الاتحاد الأوراسي، وتمني أن تفتح هذه الاتفاقية آفاقا جديدة للتعاون الاقتصادي. وأشار بوتين إلي أن المباحثات شهدت مناقشات حول التعاون الثنائي في مجال الطاقة، تم التركيز خلالها علي بناء محطة نووية في مصر، وتوقع أن تنتهي الأعمال التمهيدية لها قبل نهاية هذا العام وتوقيع الاتفاقيات مع الشركات المصرية المشاركة في المشروع، وأضاف: كما أن لنا خبرة جيدة في مجال النفط والغاز وهناك صادرات روسية نفطية لمصر .
وفي مجال الصناعة أشار بوتين إلي اتفاقية بقيمة ١٫٣ مليار يورو لشراء وتصنيع مصر عربات قطار من روسيا، ومن المنتظر انشاء منطقة صناعية روسية في مصر تشمل عددا من الصناعات الهندسية والمعدنية، ومن المقرر جذب سبعة مليارات دولار استثمارات جديدة بها تمتد منتجاتها للأسواق الافريقية.
وقال الرئيس الروسي: ناقشنا التعاون العسكري والفني لما له من أهمية خاصة، وهناك تعاون في هذين المجالين علي مدي عقود وفي هذه الاثناء تجري في مصر مناورات تكتيكية.
وأوضح أن البلدين يبديان اهتماما خاصا بالثقافة والعلاقات الانسانية، وأكد ترحيبه والرئيس السيسي لإعلان ٢٠٢٠ عاما للتبادل الإنساني بينهما.
وفي ملف السياحة والطيران قال بوتين: بحثنا مسائل عالقة لاستئناف الرحلات الجوية و السياحية بعد استئنافها جزئيا في مارس الماضي،واليوم بحثنا عودتها لمواقع منها الغردقة وشرم الشيخ وسنسعي الي استئناف الرحلات الجوية المباشرة في وقت قريب.
وأكد بوتين أن التعاون الروسي المصري لايزال عنصرا فاعلا لضمان استقرار الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وقال: نقدر الرؤية المصرية حول التسوية في سوريا واتفقنا علي التعاون المشترك وعلينا أن نبدي اهتماما خاصا بما يحدث بمنطقة أدلب وخطورة نقل العناصر الإرهابية للخارج، وأخبرنا اصدقاءنا المصريين بمضمون الاتفاقات بين روسيا وسوريا في هذا الأمر، كما اتفقنا علي دعم المسار السياسي الخاص بتسوية الأزمة السورية، والجانب المصري يشجع بعض الأطراف المشاركة في مباحثات سوتشي وعلينا أن نبذل جهودا مشتركة لحل هذه الأزمة.
وأضاف أن المباحثات أكدت تطابق رؤي روسيا ومصر للأوضاع في ليبيا، وأشار إلي أنهما ستواصلان جهودهما لإيجاد حل وإعادة الاستقرار في ليبيا وتقفان سويا من أجل الوصول إلي التسوية لأزمة السلام بالشرق الأوسط. وقال: ندعو لمباحثات مباشرة بين الأطراف المتنازعة والوصول إلي تسوية للمسائل العالقة ومنها القدس. وتمني النجاح لمصر خلال رئاساتها الاتحاد الأفريقي العام القادم وأن يساهم ذلك في تكثيف التعاون بين روسيا والدول الافريقية.
وفي نهاية كلمته وجه بوتين الشكر للرئيس السيسي والأصدقاء المصريين علي المباحثات الفعالة والاتفاقات التي تم التوصل إليها اليوم ستساعد في تطوير العلاقة