بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
تخيل معي أن الإيمان جبل أشم يمتد أمامك وله قمة عالية؛ هذا الجبل يتكون من خمسة
أنواع من الأحجار: قول القلب
وعمل القلب وقول اللسان وعمل اللسان وعمل الجوارح.
فإذا صدّق قلبك بالدين وتعلم قلبك علمًا صحيحًا على السنة يعتقده
يرتقي على نوعٍ من الأحجار.
وإذا عمل قلبك عملًا صحيحًا على السنة من محبة وصدق
وإخلاص يرتقي على نوعان.
وإذا تلفظ لسان من يريد الدخول في الإسلام بالشهادتين معلنًا دخوله في الدين الحق فقد ارتقى على نوعٍ ثالث من الأحجار.
وإذا تكلم لسانك بكلام موافق للسنة بإخلاص من تلاوة ودعوة وذكر... الخ
يرتقي على نوعٍ رابع من الأحجار.
وإذا عملت جوارحك عملًا صحيحًا من أعمال البر الموافقة للسنة، بإخلاص،
يرتقي على نوعٍ خامس.
وإذا تواطأ كل هذا يرتقي على الأحجار جميعًا معًا. فجماع الأمر نية صالحة مع قول وعمل على السنة.
وفي سيرنا إلى الله تعالى من مولدنا إلى موتنا نحن بين الرقي والفتور،
إما نصعد وإما ننزل، وطالما أننا بين صعود
وهبوط، فهذا هو القلب المجاهد، فإذا ركن إلى الهبوط صار مريضا،
وإذا اجتهد في الصعود فهو مجاهد،
وإذا سقط في الوادي أسفل الجبل فهو القلب الميت -نسأل الله السلامة-
وهو قلب الكافر خارج حدود جبل الإيمان،
وفي الجبل (نفق) من داخله يقود إلى أسفل الوادي من اختار
هذا النفق فهو القلب المنافق.
وإذا بلغ القمة فلا تضره شهوة ولا شبهة فهو القلب السليم.
قال تعالى يقص علينا قول إبراهيم عليه السلام:
{وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ . يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ .إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيم} [الشعراء:87-89].
وزادُ الصاعد إلى الجبل لابد أن يجمع بين أقوال بالقلب واللسان وأعمال بالقلب واللسان والجوارح فكلما زاد ارتفع
وكلما نقص هبط، والزيادة تتنوع بين فعل الواجبات والمستحبات،
وبين ترك المحرمات والمكروهات لله.
وأما المباحات فيأخذ منها بقدر ما يعينه على الصعود، فإن أخذ منها ما يعينه على العمل لله فهو المحب الصادق
ولا يضره محبة القلب لهذه المباحات، وإن أخذ منها بما يؤدي لمعصية الله فهو الظالم،
وإن أخذ منها ليسعد نفسه فحسب دون
أن يحتسب هذه السعادة كعون له على الطريق فلم يستعن بها على الصعود
في طريق الإيمان فهو مقتصد ولا نقول يأثم ولكن نقول ينقص من إيمانه بقدر تعلق قلبه ويصبح حاله كحال صاعد
الجبل ومعه حمولة ثقيلة من الأشياء التي لا يحتاج إليها وهي تثقل ظهره وتبطئ سيره.
وعلى الجبل أحجار كريمة تتألق كلما صعد المسلم قد ينال منها جوهرة
وهي كرامات من الله تعالى لتعينه على الثبات
كإجابة دعاءه ومحبة الخلق له... الخ، فإذا تعلق قلبه بالجوهرة وانشغل بها هبط قليلا،
وإن حمد الله عليه وكانت له عونًا على الطريق ولم يتعلق القلب بها صعد واستكمل
الطريق. مع ملاحظة أن عدمها لا
يعني عدم ارتقائه بل قد تعني أنه ثابت بإذن الله ولا يحتاج إليها.
ونحن في الحياة نجاهد، نجاهد ألا نسلك النفق الذي يقود إلى أسفل، نجاهد ألا نهبط،
وكلما ارتقينا نصير أقرب للقمة
وهو القلب السليم، ومن بلغ القمة لن يقول بثقة قد بلغت القمة،
لأن من بلغ القمة فقد علم حقيقة نفسه وحقيقة مولاه
فيرى لله كل فضل ولا يرى لنفسه أي فضل، والمكان فوق القمة مكان مخوف جدًا
وأي حركة فيه لم يحسب حسابها
جيدًا يمكن أن يهوي بها إلى أسفل الجبل فمن وصل إلى القمة صار أخوف الناس من
السقوط وأرجاهم في النجاة
حيث يأتيهم داعي الله كل حسب دوره ليأخذهم من مكانهم هذا للقاء الله في جنات النعيم
ومن هنا نفهم أقوال الأنبياء
والصالحين من الصحابة ممن بلغ القمة.
وفقنا الله لكل خير وأعاننا على الطاعة ورزقنا القلب السليم.
---------------
طريق الاسلام
تخيل معي أن الإيمان جبل أشم يمتد أمامك وله قمة عالية؛ هذا الجبل يتكون من خمسة
أنواع من الأحجار: قول القلب
وعمل القلب وقول اللسان وعمل اللسان وعمل الجوارح.
فإذا صدّق قلبك بالدين وتعلم قلبك علمًا صحيحًا على السنة يعتقده
يرتقي على نوعٍ من الأحجار.
وإذا عمل قلبك عملًا صحيحًا على السنة من محبة وصدق
وإخلاص يرتقي على نوعان.
وإذا تلفظ لسان من يريد الدخول في الإسلام بالشهادتين معلنًا دخوله في الدين الحق فقد ارتقى على نوعٍ ثالث من الأحجار.
وإذا تكلم لسانك بكلام موافق للسنة بإخلاص من تلاوة ودعوة وذكر... الخ
يرتقي على نوعٍ رابع من الأحجار.
وإذا عملت جوارحك عملًا صحيحًا من أعمال البر الموافقة للسنة، بإخلاص،
يرتقي على نوعٍ خامس.
وإذا تواطأ كل هذا يرتقي على الأحجار جميعًا معًا. فجماع الأمر نية صالحة مع قول وعمل على السنة.
وفي سيرنا إلى الله تعالى من مولدنا إلى موتنا نحن بين الرقي والفتور،
إما نصعد وإما ننزل، وطالما أننا بين صعود
وهبوط، فهذا هو القلب المجاهد، فإذا ركن إلى الهبوط صار مريضا،
وإذا اجتهد في الصعود فهو مجاهد،
وإذا سقط في الوادي أسفل الجبل فهو القلب الميت -نسأل الله السلامة-
وهو قلب الكافر خارج حدود جبل الإيمان،
وفي الجبل (نفق) من داخله يقود إلى أسفل الوادي من اختار
هذا النفق فهو القلب المنافق.
وإذا بلغ القمة فلا تضره شهوة ولا شبهة فهو القلب السليم.
قال تعالى يقص علينا قول إبراهيم عليه السلام:
{وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ . يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ .إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيم} [الشعراء:87-89].
وزادُ الصاعد إلى الجبل لابد أن يجمع بين أقوال بالقلب واللسان وأعمال بالقلب واللسان والجوارح فكلما زاد ارتفع
وكلما نقص هبط، والزيادة تتنوع بين فعل الواجبات والمستحبات،
وبين ترك المحرمات والمكروهات لله.
وأما المباحات فيأخذ منها بقدر ما يعينه على الصعود، فإن أخذ منها ما يعينه على العمل لله فهو المحب الصادق
ولا يضره محبة القلب لهذه المباحات، وإن أخذ منها بما يؤدي لمعصية الله فهو الظالم،
وإن أخذ منها ليسعد نفسه فحسب دون
أن يحتسب هذه السعادة كعون له على الطريق فلم يستعن بها على الصعود
في طريق الإيمان فهو مقتصد ولا نقول يأثم ولكن نقول ينقص من إيمانه بقدر تعلق قلبه ويصبح حاله كحال صاعد
الجبل ومعه حمولة ثقيلة من الأشياء التي لا يحتاج إليها وهي تثقل ظهره وتبطئ سيره.
وعلى الجبل أحجار كريمة تتألق كلما صعد المسلم قد ينال منها جوهرة
وهي كرامات من الله تعالى لتعينه على الثبات
كإجابة دعاءه ومحبة الخلق له... الخ، فإذا تعلق قلبه بالجوهرة وانشغل بها هبط قليلا،
وإن حمد الله عليه وكانت له عونًا على الطريق ولم يتعلق القلب بها صعد واستكمل
الطريق. مع ملاحظة أن عدمها لا
يعني عدم ارتقائه بل قد تعني أنه ثابت بإذن الله ولا يحتاج إليها.
ونحن في الحياة نجاهد، نجاهد ألا نسلك النفق الذي يقود إلى أسفل، نجاهد ألا نهبط،
وكلما ارتقينا نصير أقرب للقمة
وهو القلب السليم، ومن بلغ القمة لن يقول بثقة قد بلغت القمة،
لأن من بلغ القمة فقد علم حقيقة نفسه وحقيقة مولاه
فيرى لله كل فضل ولا يرى لنفسه أي فضل، والمكان فوق القمة مكان مخوف جدًا
وأي حركة فيه لم يحسب حسابها
جيدًا يمكن أن يهوي بها إلى أسفل الجبل فمن وصل إلى القمة صار أخوف الناس من
السقوط وأرجاهم في النجاة
حيث يأتيهم داعي الله كل حسب دوره ليأخذهم من مكانهم هذا للقاء الله في جنات النعيم
ومن هنا نفهم أقوال الأنبياء
والصالحين من الصحابة ممن بلغ القمة.
وفقنا الله لكل خير وأعاننا على الطاعة ورزقنا القلب السليم.
---------------
طريق الاسلام