بسم الله الرحمن الرحيم
حـكـم الريـاء وأقــسامـه
✍ سئِـلَ الإمـام الفقيـه / مُحمَّـد بـن صالـح العُثيميـن- رَحِمَـهُ اللهُ تَعَالَـى-:
❪✵❫ السُّـــ↶ــؤَالُ :
【 نـسمـع عـن الـريـاء ، فـمـا حـكمـه فـي الإسـلام ، وهـل لـه أقـسـام ، جـزاكـم الله 】
❪✵❫ الجَــ↶ـــوَابُ :
《 الـريـاء أن يـعمـل الـعبـد عـمـلاً صـالحـاً لـيـراه الـنـاس فـيمدحـوه بـه ويـقولـوا : هـذا رجـل عـابـد ، هـذا رجـل صـالـح ومـا أشـبـه ذلـك ، وهـو مـبطـل للـعمـل إذا شـاركـه مـن أولـه ، مـثـل أن يـقـوم الإنـسـان لـيصلـى أمـام الـنـاس لـيمدحـوه بـصلاتـه ، فـصلاتـه هـذه بـاطلـة لا يـقبلهـا الله عـز وجـل ، وهـو نـوع مـن الـشـرك .
قـال الله جل جلاله فـي الـحديـث الـقدسـي :-
«أنـا أغـنـى الـشركـاء عـن الـشـرك ، مـن عـمـل عـمـلاً أشـرك فـيـه مـعـي غـيـري تـركتـه وشـركـه» .
ولا شـك أن الـمرائـي مـشـرك مـع الله ؛ لأنـه يـريـد بـذلـك ثـنـاء الله عـليـه وثـواب الله ، ويـريـد أيـضـاً ثـنـاء الـخلـق ، فـالمرائـي فـي الـحقيقـة خـاسـر ؛ لأن عـملـه غـيـر مـقبـول ، ولأن الـنـاس لا يـنفعونـه ؛
لـقـول الـنبـي صلى الله عليه وسلم لـعبـد الله بـن عـبـاس رضـي الله عـنهمـا :-
«واعـلـم أن الأمـة لـو اجـتمعـوا عـلـى أن يـنفعـوك بـشـيء لـم يـنفعـوك إلا بـشـيء قـد كـتبـه الله لـك ، ولـو اجـتمعـوا عـلـى أن يـضـروك بـشـيء لـم يـضـروك إلا بـشـيء قـد كـتبـه الله عـليـك» .
ومـن أخـلـص عـملـه لله ولـم يـراع الـنـاس بـه فـإن الله تـعالـى يـعطـف الـقلـوب عـليـه ويـثنـى عـليـه مـن حـيـث لا يـشعـر ، فـأوصـي إخـوانـي الـمسلميـن بـالبعـد عـن الـريـاء فـي عـباداتهـم الـبدنيـة كـالصـلاة والـصيـام ، والـماليـة كـالصدقـة والإنـفـاق ، والـجاهيـة كـالتظاهـر بـأنـه مـدافـع عـن الـنـاس قـائـم بـمصالحهـم ومـا أشـبـه ذلـك .
ولـكـن لـو قـال قـائـل :-
إنـه يـتصـدق مـن أجـل أن يـراه الـنـاس فـيتصدقـوا ، لا مـن أجـل أن يـراه الـنـاس فـيمدحـوه، فـهـل هـذا خـيـر ؟
فـالجـواب : نـعـم هـذا خـيـر ، ويـكـون هـذا داخـلاً فـي قـول الـنبـي صلى الله عليه وسلم :-
«مـن سـن فـي الإسـلام سـنـة حـسنـة فـلـه أجـرهـا وأجـر مـن عـمـل بـهـا إلـى يـوم الـقيامـة» .
ولـهـذا امـتـدح الله عـز وجـل الـذيـن يـنفقـون أمـوالهـم فـي الـسـر وفـي الـعلانيـة : فـي الـسـر فـي مـوضـع الـسـر ، وفـي الـعلانيـة فـي مـوضـع الـعلانيـة . 》