الإيمان باليوم الآخر
أَهل السُّنَّة والجماعة :
يعتقدون ويؤمنون باليوم الآخر ، ومعناه الاعتقاد الجازم والتصديق الكامل ؛ بيوم القيامة ، والإيمان بكلِّ ما أَخبر به الله- عزَّ وجل- في كتابه الكريم ، وأَخبر به رسوله الأَمين - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- مما يكون بعد الموت ، وحتى يدخل أَهل الجنَّة الجنة ، وأَهل النار النَّار .
لقد أكَد الله- سبحانه وتعالى- ذكر اليوم الآخر في كتابه العزيز في مواضعَ كثيرة وربط الإِيمان باليوم الآخر بالإِيمان بالله .
قال تعالى :
{ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ }
هل لها وقت معين ؟
وأَهل السُنة والجماعة :
يؤمنون بأَن وقت قيام الساعة علمه عند الله تعالى ، لا يعلمه أَحد إِلّا الله ، قال تعالى :
{ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ }
هل لها من امارات وعلامات ؟
وإذا كان الله قد أَخفى وقت وقوع الساعة عن عباده ، فإِنه قد جعل لها أَمارات وعلامات وأَشراطا تدلُّ على قرب وقوعها .
ويؤمنون
بكل ما يقع من أَشراط الساعة الصُغرى والكُبرى التي هي أَمارات على قيام الساعة لأنَّها تدخل في الإِيمان باليوم الآخر .
والسؤال
ماهى العلامات الصغرى ؟
وعلاماتُ الساعة الصغرى :
وهي التي تتقدم الساعة بأزمان متطاولة ، وتكون من النوع المعتاد وقد يظهر بعضها مصاحبا للأشراط الكبرى ، وعلامات أَشراط الساعة الصغرى كثيرة جدا
ونذكر الآن شيئا مما صح منها :
1- فمن ذلك بعثةُ النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وختمُ النبوة والرسالة به ، وموته- صلى الله عليه وسلم - ، وفتح بيت المقدس ، وظهور الفتن ، واتباع سَنَن الأمم الماضية من اليهود والنصارى ، وخروج الدجالين ، وأَدعياء النبوة .
ووضع الأَحاديث المكذوبة على رسول الله- صلى الله عليه وسلم -ورفض سُنته ، وكثرة الكذب ، وعدم التثبت في نقل الأَخبار ، ورفع العلم والتماس العلم عند الأَصاغر ، وظهور الجهل والفساد ، وذهاب الصالحين ، ونقض عُرى الإِسلام عُروة عُروة ، وتداعي الأُم على أُمة محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ثم غُربةُ الإِسلامِ وأَهله .
2-وكَثرة القَتْل ، وتمنِّي الموتِ من شدة البلاء ، وغبطة أَهل القبور وتمني الرجل أَن يكون مكان الميت من شدة البلاء ، وكثرة موت الفَجْأة والموت في الزلازل والأَمراض ، وقلة عدد الرجال ، وكثرة النساء ،
وظُهورهن كاسيات عاريات ، وتفشي الزنا في الطرقات ، وظهور أَعوان الظلمة من الشرطة الذين يجلدون النَّاس .
وظُهور المعازف ، والخمر ، والزِّنا ، والربا ، والحرير ، واستحلالها ، وظهور الخسف والمسخ والقذف .
3-وتضييع الأَمانة ، وإسناد الأَمر إلى غير أَهله ، وزعامةُ الأَراذل من الناس ، وارتفاع أَسافلهم على خيارهم ، وولادَة الأَمَةِ ربتها ، والتطاول في البنيان ، وتباهي الناس في زخرفة المساجد ، وتغير الزمان ؛ حتى تُعْبَد الأَوثان ، ويظهر الشرك في الأُمة .
4-والسلام على المعارف فقط ، وكثرة التجارة ، وتقارب الأَسواق ووجودُ المال الكثير في أَيدي النَّاس مع عدم الشكر ، وكثرة الشُّح ، وكثرة شهادة الزور ، وكتمان شهادة الحق ، وظهور الفحش ،
والتخاصم والتباغض والتشاحن ، وقطيعة الرحم ، وسوء الجوار .
5-وتقارب الزمان وقلةُ البركة في الأَوقات ، وانتفاخُ الأَهلَة ، وحدوث الفتن كقطع الليل المظلم ، ووقوع التناكر بين الناس ، والتهاون بالسنن التي رَغَّبَ فيها الإسلام ، وتشبه الشيوخ بالشباب . وكلام السباع والجمادات للإِنس ،
وحسر ماء الفرات عن جبلٍ من ذهب ، وصدق رؤيا المؤمن .
6-وما يقع من مدينة رسول الله- صلى الله عليه وسلم - حيث تنفي الخبثَ ، فلا يبقى فيها إِلَّا الأَتقياء الصَّالحون ، وعودة جزيرة العرب مروجا وأَنهارا ، وخروج رجل من قحطان يدين له الناس .
7-وكثرة الروم وقتالهم للمسلمين ، وقتال المسلمين لليهود حتى يقول الحجر والشجر :
« يا مُسْلِمُ هَذا يَهُودِيّ ؛ فَتَعالَ فَاقتُلهُ »
(البخاري) .
وفتح روما كما فتحت القسطنطينية . . إِلى غير ذلك من علامات الساعة الصغرى الثابتة في الأَحاديث الصحيحة .
00 هذة الصغرى فما الكبرى ؟
اما علاماتُ الساعة الكبرى :
وهذه هي التي تدلُ على قرب قيام الساعة ، فإِذا ظهرت كانت الساعة على إِثرها ، وأَهل السّنة يؤمنون بها كما جاءت عن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ومنها :
1-ظهور المهدي
: وهو محمَد بن عبد الله ؛ من أَهل بيت النَّبِيّ - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ويخرج من قِبَل المشرق يملك سبع سنين ، يملأ الأَرض قسطا وعدلا بعدما مُلئت ظلما وجورا ، تنعم الأُمة في عهده نعمة لم تَنْعَمْها قط ، تُخرِج الأَرض نباتها ، وتُمطِر السماء قطرها ، ويُعطي المال بغير عدد .
2-وخروج المسيح الدجال
(وفتنة ظهور المسيح الدجال من أَعظم الفتن ؛ لأن الدجال هو منبع الكفر والضلال والفتن ، ومن أجل ذلك فقد حذر منه الأنبياء أقوامهم ، وكان النبي- صلى الله عليه وسلم -يستعيذ من فتنة الدجال دبر كل صلاة ، وحذر منه أمته .)
3- ونزول المسيح عيسى ابن مريم - عليه السلام-
عند المنارة البيضاء شرقي دمشق الشام ، وينزل حاكما بشريعة محمد - صلى الله عليه وآله وسلم- عاملا بها ، وأَنَّه يقتل الدجال ، ويحكم في الأَرض بالإِسلام ، ويكون نزوله على الطائفة المنصورة التي تُقاتل على الحق ، وتكون مُجتمعة لقتال الدَّجَّال ، فينزل وقت إِمامة الصلاة يصلي خلف أَمير تلك الطائفة .
4-وخروج يأجوج ومأجوج ،
5- والخُسوفات الثلاثة
: خَسْفٌ بالمشرق ، وخَسْف بالمغرب ، وخَسْف بجزيرة العرب ،
6- وخروج الدخان
7-، وطُلوعُ الشمس من مغرِبها
8-، وخروج دابَّة الأَرض وتكليمها للناس
9-، والنار التي تحشر الناس .
منقول