قال بن سعدي رحمه الله
قد دلت آيات كثيرة على جبر المنكسر قلبه،
ومن تشوقت نفسه لأمر من الأمور إيجاباً أو استحباباً
وهذه قاعدة لطيفة، اعتبرها الباري وأرشد عباده إليها في عدة آيات.
منها: المُطلَّقة: فإنها لما كانت في الغالب منكسرة القلب حزينة على فراق بعلها، أمر الله بتمتعها على الموسع قدره وعلى المقتر قدره، متاعاً بالمعروف.
وكذلك من مات زوجها عنها، فإن من تمام جبر خاطرها: أن تمكث عند أهله سنة كاملة وصية ومتعة مرغّب فيها.
وكذلك أوجب الله للزوجة على الزوج النفقة والكسوة في مدة العدة، إن كانت رجعية، أو كانت حاملاً مطلقة.
وقال تعالى في سورة النساء:{ وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً }، [ النساء: 8 ]، ويدخل الواجب والمستحب في مثل قوله في سورة الأنعام:{ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ }، [ الأنعام: من الآية141 ]،.
وكذلك إخباره عن عقوبة أصحاب الجنة الذين أقسموا ليصرمنها مصبحين، وتواصوا أن لا يدخلنها اليوم عليهم مسكين.
وقال تعالى في سورة الإسراء: { إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ }، [ الإسراء: من الآية 23، 24 ]، إلى قوله:{ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ }، [ الإسراء: من الآية26 ]،.
وقد ذكر الله جبره لقلوب أنبيائه وأصفيائه أوقات الشدائد وإجابته لأدعيتهم بتفريج الكربات. وأمر عباده بانتظار الفرج عند الأزمات .
فهذا أصل قد اعتبره الله، وأرشد إليه فينبغي للعبد أن يكون هذا على باله في وقت المناسبات ويعتبره عند وجود سببه
منقووول