السؤال:
اعتنقت الإسلام- والحمد لله- وأريد الآن إعفاف نفسي ، ولكن والداي يريان أن
سن الزواج الأنسب لا يكون إلا في الخامسة والعشرين ، ويفضّل أن يكون في
الثامنة والعشرين ، بل الأسوأ من هذا أن أحدهما يرى أنه لا بأس بالمصادقة
والعلاقة خارج الزواج - والعياذ بالله - ، إن الأمر غاية في الصعوبة ، ولا
أدري كيف أتحدث معهما بخصوص هذا الأمر ، إني أريد إعفاف نفسي ، أريد الزواج
برجل يساعدني على التمسك بديني ، برجل يقف بجواري ويساعدني ، برجل يعيش
معي ؛ لأني بعيدة عن أبوي ، فهما مطلقان وكل واحد منهما في بلد مختلف ، لا
أدري كيف أشرح كل هذه التفاصيل لهما لأقنعهما بزواجي مبكراً ، إنهما يريان
أن الزواج في سن مبكرة تصرف غير لائق..!
إنني وحيدة أبوي ، لذا لا أريد أن أعصيهما ، لا أريد أن أغضبهما ، كما لا
أريدهما أن يتخليا عني ، أريد على الأقل حتى أعقد عقد النكاح ، ثم أؤخر
الزواج إلى ما شاء الله .
وأسئلتي هي :
1- هل يجوز لي إجراء عقد النكاح ثم تأخير الزواج ، والوليمة ، والدخلة خمس سنوات مثلاً ؟
2- هل يجب إعادة عقد النكاح أمام أسرتي فيما بعد والتظاهر بأنني لم أكن متزوجة ؟ أم إن هذا يُعد من قبيل الكذب ؟
أرجو توجيه النصح لي فلا أدري ماذا أفعل ؟
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
نهنئك على اعتناق الإسلام ، ونسأل الله أن يثبتك عليه ، وأن يهدي أبويك وأهلك إلى
الإسلام ، إنه جواد كريم .
ثانياً :
إذا أسلمت المرأة ، ولم يسلم أهلها ، فإنه لا ولاية لهم عليها .
قال ابن قدامة رحمه الله : " أما الكافر فلا ولاية له على مسلمة بحال ، بإجماع أهل
العلم ، منهم مالك والشافعي وأبو عبيد وأصحاب الرأي ، وقال ابن المنذر : أجمع على
هذا كل من نحفظ عنه من أهل العلم " انتهى من " المغني " ( 9 / 377 ) .
فعلى هذا ، لا ولاية لأبيك
عليك في النكاح ، وتنتقل الولاية إلى أقرب عصبتك إليك ( العصبة : الأقارب من ناحية
الأب ، كالجد ، والأخ ، والعم ) ؛ فإن لم يوجد القريب المسلم ، زوجك رئيس المركز
الإسلامي أو إمام المسجد .
ثالثاً :
إذا لم يقتنع أهلك بالزواج ، وخشيت إن تزوجت بدون إذنهم أن يترتب على ذلك مفاسد ،
من حصول قطيعة ، أو ردة فعل من أهلك تجاه الإسلام ، زوجك إمام المسجد ، أو مدير
المركز الإسلامي ، من دون علم أبويك ، وأخري الدخلة والوليمة ومراسم النكاح إلى أن
تتمكني من إقناعهم .
فإن لم تتمكني من إقناعهم في وقت قريب ، وخشيت على نفسك من بقائك من غير زوج ،
فبإمكانك أن تكملي الزواج ، ويدخل بك زوجك دخولا شرعيا ، لكن من دون أن يعلم والداك
؛ فإذا عرفوا بعلاقتك بزوجك ، فبالإمكان أن تفهميهم أنه ( صاحبك ) وهكذا : الزوج
صاحب لزوجته ، وأخفي عنهم حقيقة أمرك .
ومتى ما أمكنك أن تقنعيهم ، فلا بأس أن تعيدي مراسم الزواج أمامهم ، بصورة شكلية ،
لتدفعي عن نفسك أذاهم ، أو قطيعتهم لك .
وللفائدة ينظر جواب السؤال
رقم : ( 69752 ) .
والله أعلم