طبيعة الحياة
هنالك اختلاف بين الحياة التي نعيشها في الوقت الحاضر، والحياة التي كانت سائدة بالماضي، ففي الماضي كانت الحياة أسهل وأبسط من جميع النواحي، على خلاف هذه الأيام التي أصبحت صعبة ومعقدة، فهي تحتاج إلى بذل جهد من أجل توفير احتياجات ومتطلبات الحياة. وذكرت صعوبة هذه الأيام في القران الكريم لقوله تعالى :" لقد خلقنا الإنسان في كبد"، أي أن حياة الإنسان ستكون شاقة وصعبة وضنكة، فالتطور الذي نعيشه جعل متطلبات الحياة تتضاعف عما كانت عليه في السابق، مما أدى إلى العيش بضغوطات مستمرّة حتى يستطيع القيام بتوفيرها.
كيفيّة التعامل مع ضغوط الحياة
هناك مجموعة من الخطوات التي يجب القيام بها في التعامل مع ضغوط الحياة وهي : قناعة وإيمان الإنسان بما كتب وقدر له، فهذه القناعة تبعث في نفسه الراحة والطمأنينة، بأنه لن يحصل على شئ إلا ما كتبه الله تعالى له، فمهما تعب وجَدّ لن يأخذ أكثر من المقسوم له في حياته. الحديث والفضفضة عما يجول في خاطره ويتعبه لأشخاص يثق بهم ويشعر بالراحة والطمأنينة معهم، لأنه عندما يقوم الشخص بتفريغ كل ما بداخله، سوف يشعر بالراحة وكأنه جبل موضوع على صدره، وقام بالتخلص منه، فهناك البعض يكتمون هذه الضغوطات والهموم في داخلهم، لأنهم يعتقدون أنها من القوة عدم التحدث مع الآخرين، وهذا الاعتقاد خاطئ، لأنه يجب مشاركة الآخرين في الكثير من الأمور. عند التعرض لمشكلة في الحياة، وتؤدي هذه المشكلة إلى ضغط نفسي عند هذا الشخص، يجب عليه القيام بالتفكير بطريقة لحل هذه المشكلة من جذورها، وتجنب انحصار تفكيره في هذه المشكلة التي قد تؤدي إلى حدوث ضغوط في حياته. في حال وجد الشخص حلاً لمشكلته، يجب عليه القيام بتنفيذه على الفور والتوكل على الله تعالى في جميع الأمور، لأنه في هذه الحالة سوف يكون قد بذل كل ما بوسعه لإيجاد الحل، فإن لم يكن الحل مناسب للمشكلة، عليه القيام بالبحث عن طرق أخرى لحلها. يجب أن يضع أمام عينه النتائج السلبية لهذه الضغوطات على صحته، فهو عندما يتعرض لضغوطات كبيرة، يكون قد عمل على بداية هلاك صحته والذهاب بها إلى الهاوية، فيجب عليه تجاوز جميع الضغوطات، بأقل خسائر صحية وجسدية ممكنة. عند الشعور بضغوطات كبيرة ليس عيباً أن يقوم الشخص بطلب المساعدة من غيره، فيستطيع التوجهَ إلى المختصين في هذه الأمور، لأنهم على معرفة ودراية كبيرة بمثل هذه الحالات، ويكون لديهم الحلول الجذرية لهذه الضغوطات. عند تعرض الشخص لأي مشكلة من مشاكل الحياة، يستطيع هذا الشخص الاستعانة والاستفادة من تجارب الآخرين، لأن كل شخص معرض لكثير من المشاكل التي قد تواجهه في حياته، وتعمل بدورها على حدوث الضغوطات الحياتية، فيجب تجنب الاستخفاف بتجارب الغير، لأنها قد تكون حلاً مناسباً لمشاكل هذا الشخص.