السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين
الصحابي الجليل (مازن بن غضوبة) رضي الله عنه
اسمه ونسبه :
هو مازن بن غضوبة بن سبيعة بن شماس من ولاية سمائل، ويعتبر أول عماني دخل الإسلام وكان ذلك في السنة السادسة للهجرة .
قصة إسلامه:
كان مازن بن غضوبة قبل إسلامه يعبد صنماً يقال له ( باجر ) فذبح له ذات يوم ذبيحة، فسمع صوتاً من الصنم يقول:
يا مـازن اسمع تسر ظهر خير وبطن شر
بعـث نبي من مضر بـدين الله الأكبـر
فدع نحيتا من حجر تسلم من حر سقـر
وبعد أيام ذبح مازن ذبيحة أخرى للصنم، فسمع صوتاً آخر يقول:
أقبــل إليّ أقبل تسمـع ما لا يجهل
هـذا نبي مرسل جـاء بـحق منزل
آمن به كي تعدل من حـر نار تشعل
وقـودها بالجنـدل
فاستعجب مازن لذلك ، وبينما هو كذلك إذ جاء رجل من الحجاز ، فأخبر مازن أن ظهر رجل يُقال له محمد بن عبدالله بن عبد المطلب يقول : أجيبوا داعي الله . فما كان لمازن إلا أن حطّم صنمه باجر، وأعدّ راحلته للسفر إلى النبي ، فأعلن إسلامه .
اتفقت الروايات، أن أول من أسلم من أهل عُمان، مازن بن غضوبة بن سبيعة بن شماسة بن حيان بن مر بن حيان الطائي النبهاني السعدي – من بني سعد بن نبهان بن الغوث بن طي – وهو من أهل سمائل، إحدى المدن المشهورة بعُمان، ومازن أول من أسلم من أهل عُمان – باتفاق الروايات – وسبب إسلامه – فيما يروى – أنه كان يسدن صنماً بسمائل، فعتر ذات يوم عتيرة، فسمع صوتاً من جوف الصنم، وهو أبيات من الشعر، تُنبئ عن ظهور النبي صلى الله عليه وسلم، وتكرر ذلك، قال مازن: إن هذا لعجب، وإنه لخير يُراد بي، قال: فبينما نحن على ذلك إذ قدم رجل من أهل الحجاز يُريد دما، فقلنا له: ما وراءك ؟ فقال: ظهر رجل يُقال له أحمد، يقول لمن آتاه أجيبوا داعي الله، فقلت: هذا والله نبأ ما سمعت من الصنم، فوثبت عليه وكسرته جذاذاً، وركبت راحلتي حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فسألته عما بُعث له، فشرح لي الإسلام، فأسلمت وقلت في ذلك:
كسرت ناجراً جذاذاً وكان لنا رباً نطيف به ضلا بتضلال
بالهاشمي هدانا من ضلالتنا ولم يكن دينه منا على بال
يا راكباً بلغن عمرا وأخوتها إني لمن قال ربي ناجر قال
يعني بقوله: "بلغن عمرا" : هم بنو الصامت، واسمه عمرو بن غنم بن مالك بن سعد بن نبهان بن الغوث بن طي؛ وبقوله: "وأخوتها" : يُريد بني خطامة بن سعد بن نبهان بن الغوث بن طي؛ قال مازن:فقلت: يا رسول الله، صلى الله عليك وسلم، وآلك، أًدع الله تعالى لأهل عُمان، فقال: "اللهم اهدهم وأثبهم" ، فقلت: زدني يا رسول الله، فقال: "اللهم ارزقهم العفاف والكفاف والرضا بما قدرت لهم"، قلت : يا رسول الله، البحر ينضح بجانبنا، فادع الله في ميرتنا وخفنا وظلفنا، قال:"اللهم وسع عليهم في ميرتهم، وأكثر خيرهم من بحرهم" ، قلت: زدني، قال:
"اللهم لا تُسلط عليهم عدواً من غيرهم، قُل يا مازن آمين، فإن آمين يُستجاب عندها الدعاء" ،فقلت: آمين؛ قال مازن قلت : يا رسول الله إني مولع بالطرب، وبشرب الخمر، لجوج بالنساء، وقد نفد أكثر مالي في هذا، وليس لي ولد، فادع الله أن يذهب عني ما أجد، ويهب لي ولداً تقر به عيني، ويأتينا بالحيا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم أبدله بالطرب قراءة القرآن، وبالحرام الحلال، وبالعهر عفة الفرج، وبالخمر رياً لا إثم فيه، وأتهم بالحيا، وهب له ولداً تقر به عينه" ، قال مازن: فأذهب الله عني ما كنت أجده من الطرب والنشاط لتلك الأسباب، وحججت حججاً، وحفظت شطر القرآن، وتزوجت أربع عقائل من العرب، ورزقت ولداً سميته حيان[1]، وأخصبت عُمان في تلك السنة وما بعدها، وآمن عدد من أهل عمان، ومن قوله في ذلك:
اليك رسول الله خبت مطيتي تجوب الفيافي من عُمان إلى العرج
لتشفع لي يا خير من وطئ الحصى فيغفر لي ربي فارجـع بالفلج
إلى معشر جانبت في الله دينهم فلا دينهم ديني ولا شرجهم شرجي
دعاء الرسول لأهل عمان :
وبعدما أسلم مازن بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم سأله بأن يدعو لأهل عمان ، فقال الرسول : اللهم اهدهم ، فقال مازن : زدني يا رسول الله ، فقال : اللهم ارزقهم العفاف والكفاف و الرضا ، فقال مازن : يا رسول الله إن البحر ينضح بجانبنا ، فادعُ الله في ميرتنا وخفنا و ظلفنا . فقال النبي : اللهم وسّع لهم وعليهم في ميرتهم ، وكثّر خيرهم في بحرهم . فقال مازن : زدني . فقال عليه أفضل الصلاة والسلام : اللهم لا تسلّط عليهم عدواً من غيرهم ، قل يا مازن آمين ، فإن آمين يستجاب عندها الدعاء . فقال مازن : آمين .
كما أن الرسول دعا لمازن بأن يقرأ القرآن ويمتنع عن شرب الخمر وبالطهارة في المعاشرة الزوجية.
وقد لمس مازن فيما بعد أنّ أدعية الرسول الكريم له ولأهل عمان قد تحققت بالفعل ، وعندما زار الرسول الكريم مرة أخرى، قدّم له الشكر والثناء، ونقل له ما تتمتع به عمان من ازدهار ببركة دعائه فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم (ديني دين الإسلام سيزيد الله أهل عمان خصبا فطوبى لمن آمن بي ورآني وطوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرن ولم ير من رآني وإن الله يزيد أهل عمان إسلاما).
وفاته :
يوجد ضريح الصحابي الجليل مازن بن غضوبة في منطقة (الدقدقين) بعلاية سمائل ، رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته.
دمتم بكل خير
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين
الصحابي الجليل (مازن بن غضوبة) رضي الله عنه
اسمه ونسبه :
هو مازن بن غضوبة بن سبيعة بن شماس من ولاية سمائل، ويعتبر أول عماني دخل الإسلام وكان ذلك في السنة السادسة للهجرة .
قصة إسلامه:
كان مازن بن غضوبة قبل إسلامه يعبد صنماً يقال له ( باجر ) فذبح له ذات يوم ذبيحة، فسمع صوتاً من الصنم يقول:
يا مـازن اسمع تسر ظهر خير وبطن شر
بعـث نبي من مضر بـدين الله الأكبـر
فدع نحيتا من حجر تسلم من حر سقـر
وبعد أيام ذبح مازن ذبيحة أخرى للصنم، فسمع صوتاً آخر يقول:
أقبــل إليّ أقبل تسمـع ما لا يجهل
هـذا نبي مرسل جـاء بـحق منزل
آمن به كي تعدل من حـر نار تشعل
وقـودها بالجنـدل
فاستعجب مازن لذلك ، وبينما هو كذلك إذ جاء رجل من الحجاز ، فأخبر مازن أن ظهر رجل يُقال له محمد بن عبدالله بن عبد المطلب يقول : أجيبوا داعي الله . فما كان لمازن إلا أن حطّم صنمه باجر، وأعدّ راحلته للسفر إلى النبي ، فأعلن إسلامه .
اتفقت الروايات، أن أول من أسلم من أهل عُمان، مازن بن غضوبة بن سبيعة بن شماسة بن حيان بن مر بن حيان الطائي النبهاني السعدي – من بني سعد بن نبهان بن الغوث بن طي – وهو من أهل سمائل، إحدى المدن المشهورة بعُمان، ومازن أول من أسلم من أهل عُمان – باتفاق الروايات – وسبب إسلامه – فيما يروى – أنه كان يسدن صنماً بسمائل، فعتر ذات يوم عتيرة، فسمع صوتاً من جوف الصنم، وهو أبيات من الشعر، تُنبئ عن ظهور النبي صلى الله عليه وسلم، وتكرر ذلك، قال مازن: إن هذا لعجب، وإنه لخير يُراد بي، قال: فبينما نحن على ذلك إذ قدم رجل من أهل الحجاز يُريد دما، فقلنا له: ما وراءك ؟ فقال: ظهر رجل يُقال له أحمد، يقول لمن آتاه أجيبوا داعي الله، فقلت: هذا والله نبأ ما سمعت من الصنم، فوثبت عليه وكسرته جذاذاً، وركبت راحلتي حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فسألته عما بُعث له، فشرح لي الإسلام، فأسلمت وقلت في ذلك:
كسرت ناجراً جذاذاً وكان لنا رباً نطيف به ضلا بتضلال
بالهاشمي هدانا من ضلالتنا ولم يكن دينه منا على بال
يا راكباً بلغن عمرا وأخوتها إني لمن قال ربي ناجر قال
يعني بقوله: "بلغن عمرا" : هم بنو الصامت، واسمه عمرو بن غنم بن مالك بن سعد بن نبهان بن الغوث بن طي؛ وبقوله: "وأخوتها" : يُريد بني خطامة بن سعد بن نبهان بن الغوث بن طي؛ قال مازن:فقلت: يا رسول الله، صلى الله عليك وسلم، وآلك، أًدع الله تعالى لأهل عُمان، فقال: "اللهم اهدهم وأثبهم" ، فقلت: زدني يا رسول الله، فقال: "اللهم ارزقهم العفاف والكفاف والرضا بما قدرت لهم"، قلت : يا رسول الله، البحر ينضح بجانبنا، فادع الله في ميرتنا وخفنا وظلفنا، قال:"اللهم وسع عليهم في ميرتهم، وأكثر خيرهم من بحرهم" ، قلت: زدني، قال:
"اللهم لا تُسلط عليهم عدواً من غيرهم، قُل يا مازن آمين، فإن آمين يُستجاب عندها الدعاء" ،فقلت: آمين؛ قال مازن قلت : يا رسول الله إني مولع بالطرب، وبشرب الخمر، لجوج بالنساء، وقد نفد أكثر مالي في هذا، وليس لي ولد، فادع الله أن يذهب عني ما أجد، ويهب لي ولداً تقر به عيني، ويأتينا بالحيا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم أبدله بالطرب قراءة القرآن، وبالحرام الحلال، وبالعهر عفة الفرج، وبالخمر رياً لا إثم فيه، وأتهم بالحيا، وهب له ولداً تقر به عينه" ، قال مازن: فأذهب الله عني ما كنت أجده من الطرب والنشاط لتلك الأسباب، وحججت حججاً، وحفظت شطر القرآن، وتزوجت أربع عقائل من العرب، ورزقت ولداً سميته حيان[1]، وأخصبت عُمان في تلك السنة وما بعدها، وآمن عدد من أهل عمان، ومن قوله في ذلك:
اليك رسول الله خبت مطيتي تجوب الفيافي من عُمان إلى العرج
لتشفع لي يا خير من وطئ الحصى فيغفر لي ربي فارجـع بالفلج
إلى معشر جانبت في الله دينهم فلا دينهم ديني ولا شرجهم شرجي
دعاء الرسول لأهل عمان :
وبعدما أسلم مازن بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم سأله بأن يدعو لأهل عمان ، فقال الرسول : اللهم اهدهم ، فقال مازن : زدني يا رسول الله ، فقال : اللهم ارزقهم العفاف والكفاف و الرضا ، فقال مازن : يا رسول الله إن البحر ينضح بجانبنا ، فادعُ الله في ميرتنا وخفنا و ظلفنا . فقال النبي : اللهم وسّع لهم وعليهم في ميرتهم ، وكثّر خيرهم في بحرهم . فقال مازن : زدني . فقال عليه أفضل الصلاة والسلام : اللهم لا تسلّط عليهم عدواً من غيرهم ، قل يا مازن آمين ، فإن آمين يستجاب عندها الدعاء . فقال مازن : آمين .
كما أن الرسول دعا لمازن بأن يقرأ القرآن ويمتنع عن شرب الخمر وبالطهارة في المعاشرة الزوجية.
وقد لمس مازن فيما بعد أنّ أدعية الرسول الكريم له ولأهل عمان قد تحققت بالفعل ، وعندما زار الرسول الكريم مرة أخرى، قدّم له الشكر والثناء، ونقل له ما تتمتع به عمان من ازدهار ببركة دعائه فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم (ديني دين الإسلام سيزيد الله أهل عمان خصبا فطوبى لمن آمن بي ورآني وطوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرن ولم ير من رآني وإن الله يزيد أهل عمان إسلاما).
وفاته :
يوجد ضريح الصحابي الجليل مازن بن غضوبة في منطقة (الدقدقين) بعلاية سمائل ، رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته.
دمتم بكل خير