مرض الدرن يُعرَف مرض الدرن، أو السُّل (بالإنجليزيّة: Tuberculosis) بأنَّه أحد الأمراض البكتيريّة المُعدية التي تُصيب الرئتين في الغالب، ويُعتبَر مرض الدرن أحد أكثر الأمراض التي تُسبِّب الوفاة، حيث إنَّه وبحسب تقارير مُنظَّمة الصحَّة العالميّة تمّ التصريح بتصنيف مرض الدرن ضمن القضايا الطارئة في العالم في عام 1993م؛ وذلك لازدياد عدد المُصابين به، ويُذكَر أنَّ حالات الوفاة التي تَسبَّب بها مرض الدرن تجاوزت المليون ونصف حالة في عام 2015م، كما تمّ تسجيل أكثر من 10 ملايين حالة إصابة بالدرن في العام نفسه، ويُمكن أن يُصيب مرض السُّل الفئات العُمريّة جميعها في شتَّى المناطق؛ إلّا أنَّه ينتشر غالباً في الدُّول النامية، وبين فئة الشباب، ويُعَدُّ ثالث مُسبِّب للوفاة بين الإناث اللواتي تتراوح أعمارُهنَّ بين 15-44 سنة، ويُذكَر أنَّ 80% من مُجمل حالات الإصابة بالدرن في إحدى السنوات سُجِّلت في 22 دولة فقط.[١] Volume 0% تصنيف مرض الدرن نذكر فيما يأتي تصنيف الإصابة بمرض الدرن:[٢] الإصابة الكامنة: يُقدَّر عدد حالات الإصابة الكامنة بالدرن باثنين بليون حالة، وتتمثَّل بإصابة الشخص بعدوى الدرن، مع بقاء البكتيريا المُسبِّبة للمرض داخل الجسم في حالة خمول وعدم نشاط، حيث لا تظهر على المُصاب أيّة أعراض، كما أنَّه لا يُمكن للمرض أن ينتقل إلى الآخرين في هذه المرحلة، إلّا أنَّ اتِّباع التعليمات العلاجيّة اللازمة للحدِّ من انتقال مرض الدرن يُعَدُّ غاية في الأهمِّية؛ وذلك لقدرة المرض على الانتقال من المرحلة الكامنة إلى الإصابة النشطة. الإصابة النشطة: يُمكن أن تحدث الإصابة النشطة بالدرن بعد عِدَّة أسابيع من دخول البكتيريا المُسبِّبة للمرض، أو حتى بعد سنوات، ويتمّ انتقال عدوى الإصابة بالدرن إلى الآخرين في المرحلة النشطة غالباً، والتي تُشعِر الشخص بالإعياء. أسباب وعوامل خطر الإصابة بمرض الدرن تحدث الإصابة بمرض الدرن بسبب بكتيريا المُتفطِّرة السُّليّة (بالإنجليزيّة: Mycobacterium tuberculosis)، والتي يُمكن أن تنتقل هوائيّاً عن طريق مُلازمة الشخص المُصاب بالمرض لمُدَّة زمنيّة طويلة، وذلك عبر التعرُّض لرذاذ العُطاس والسُّعال، حيث إنَّ حالات انتقال العدوى تنتشر بين أفراد الأسرة الواحدة، وأماكن السكن والعمل المُشتركة، وتُعتبَر مُعظم الإصابات بمرض الدرن ناجمة عن تنشيط الإصابة الكامنة بالمرض، أو الإصابة السابقة ببعض أنواع العدوى عند الأشخاص الذين يُعانون من اختلالات مناعيّة، وهناك بعض الفئات التي تُعَدُّ أكثر عُرضةً للإصابة بمرض الدرن أو السُّل، وفيما يأتي بيان ذلك:[٣][٤] الفئة العُمريّة: إذ يتعرَّض البالغون في سنِّ الإنجاب إلى خطر الإصابة بالدرن بنسبة أكبر من باقي الفئات، كما يُعَدُّ الأطفال منذ ولادتهم وحتى عمر 14 سنة ضمن الفئات الأكثر عُرضةً للإصابة بالمرض، وتُقدَّر حالات الإصابة بينهم في عام 2017م بمليون حالة إصابة بالمرض، تُقابِلها 230 ألف حالة وفاة بسببه. التواجد في الدُّول النامية: فهي تضمُّ ما يُقارب 95% من حالات الإصابة والوفاة بالمرض. الإصابة بالأمراض المُتعلِّقة بالجهاز المناعي: مثل؛ التعرُّض لفيروس نقص المناعة البشري، والذي يزيد من احتماليّة الإصابة بمرض الدرن النشط لما يتراوح بين 20-30 مرَّة. التدخين: حيث تمَّت نِسبة ما يُقارب 7.9% من حالات الإصابة بالدرن إلى التدخين. أعراض الإصابة بمرض الدرن لا تظهر أيّة أعراض على المُصاب بالدرن في حالته غير النشطة، أمّا عند الإصابة بالمرض فقد يُعاني المريض من بعض الأعراض، ومن أبرزها ما يأتي:[٥] الشعور بالتعب والإرهاق. المعاناة من السُّعال لأكثر من أسبوعين. فقدان الوزن. وجود آلام في الصدر. ارتفاع درجة الحرارة. خروج الدم أو اللُّعاب مع السُّعال. فقدان الشهيّة. كثرة التعرُّق. علاج مرض الدرن علاج الإصابة الكامنة يتمّ علاج الإصابة بمرض الدرن في الحالة الكامنة عبر إعطاء المُضادَّات الحيويّة (بالإنجليزيّة: Antibiotics)، ومنها ما يأتي:[٦] أيزونزايد: (بالإنجليزيّة: Isoniazid) يُؤخَذ يوميّاً على شكل أقراص لمُدَّة 9 أشهر، وهو أكثر علاجات مرض الدرن الكامن شيوعاً. ريفامبين: (بالإنجليزيّة: Rifampin) وهو المُضادُّ الحيوي المُستخدَم عند وجود موانع أو أعراض جانبيّة تُرافق استخدام أيزونزايد، ويتمّ أخذه بشكل يومي لمُدَّة 4 أشهر. أيزونزايد وريفابنتين: يتمّ أخذ جُرعة مُركَّبة من أيزونزايد وريفابنتين (بالإنجليزيّة: Rifapentine) معاً تحت إشراف الطبيب المُختصِّ بجرعة واحدة أسبوعيّاً على مدار ثلاثة أشهر. علاج الإصابة النشطة قد يطلب الطبيب إجراء تحليل مُخصَّص لتحديد المُضادِّ الحيوي الفعَّال في القضاء على البكتيريا المُسبِّبة للدرن، ليتمّ بعد ذلك وصف ثلاثة أو أربعة أنواع من المُضادَّات الحيويّة تُؤخَذ لمُدَّة شهرين، ويتمّ وصف نوعين بعدها لمُدَّة 4-7 أشهر، ويُذكَر أنَّ مفعول العلاج يبدأ بالظهور في غضون الأسابيع الأولى من بداية العلاج، وفيما يأتي ذكر لأبرز المُضادَّات الحيويّة المُستخدَمة في علاج الإصابة بمرض الدرن النشط:[٦] إيثامبوتول (بالإنجليزيّة: Ethambutol). بيرازيناميد (بالإنجليزيّة: Pyrazinamide). أيزونزايد. ريفامبين. علاج الدرن المُقاوِم للأدوية تتراوح مُدَّة علاج الدرن المُقاوِم للأدوية بين 20-30 شهراً، وتتضمن على إعطاء مجموعة من المُضادَّات الحيويّة تُسمَّى الفلوروكينولون (بالإنجليزيّة: Fluoroquinolones)، بالإضافة إلى حُقَن بعض المُضادَّات الحيويّة، مثل: الأميكاسين (بالإنجليزيّة: Amikacin)، وكابريومايسين (بالإنجليزيّة: Capreomycin)، بالإضافة إلى الكاناميسين (بالإنجليزيّة: Kanamycin).[٧] الوقاية من مرض الدرن هناك بعض الإجراءات والنصائح الوقائيّة التي يُمكن اتِّباعها للحدِّ من خطر الإصابة بالمرض، ومنها:[٨] الحرص على أخذ اللقاح المُخصَّص لمرض الدرن، والمُسمَّى عُصية كالميت غيران (بالإنجليزيّة: Bacillus Calmette–Guérin)، والمعروف اختصاراً ب (BCG)، وذلك استناداً إلى جدول برنامج اللقاحات. الحفاظ على النظافة الشخصيّة، ونظافة البيئة. اتِّباع نظام حياة صحِّي، ويتضمَّن ذلك الالتزام بممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام، وتناول الغذاء الصحِّي، وتوفير الراحة اللازمة. تغطية الأنف والفم عند السُّعال والعُطاس، والتخلُّص من الرذاذ مباشرةً. الحرص على غسل اليدين جيِّداً، خاصّةً بعد تلوُّثهما بالرذاذ التنفُّسي، كالعُطاس. طلب الخضوع للخطة العلاجيّة اللازمة عند ظهور أعراض الإصابة بالدرن، وتحديداً في حال استمرار السُّعال لأكثر من شهر.