عن أبي يعلى معقل بن يسار رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة متفق عليه . وفي رواية : فلم يحطها بنصحه لم يجد رائحة الجنة وفي رواية لمسلم : ما من أمير يلي أمور المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح لهم إلا لم يدخل معهم الجنة
الشرح
هذا الباب عقده المؤلف رحمه الله في كتابه هو باب عظيم مهم يخاطب به ولاة الأمور ويخاطب به الرعية ولكل منهم على الآخر حق يجب مراعاته . أما ولاة الأمور فيجب عليهم الرفق بالرعية والإحسان إليهم واتباع مصالحهم وتولية من هو أهل للولاية ودفع الشر عنهم وغير ذلك من مصالحهم لأنهم مسئولون عنهم أمام الله عز وجل وأما الرعية فالواجب عليهم السمع والطاعة في غير المعصية والنصح للولاة وعدم التشويش عليهم وعدم إثارة الناس عليهم وطي # مساوئهم وبيان محاسنهم لأن المساوئ يمكن أن ينصح فيها الولاة سرا بدون أن تنشر على الناس لأن نشر مساوئ ولاة الأمور أمام الناس لا يستفاد منه بل لا يزيد الأمر إلا شدة فتحمل صدور الناس الكراهية والبغضاء لولاة الأمور وإذا كره الناس ولاة الأمور وأبغضوهم وتمردوا عليهم ورأوا أمرهم بالخير أمرا بالشر ولم يسكتوا عن مساوئهم وحصل بذلك إيغار للصدور وشر وفساد والأمة إذا تفرقت وتمزقت حصلت الفتنة بينها & ووقعت مثل ما حصل في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه حين بدأ الناس يتكلمون فيه فأغروا الصدور عليه وحشدوا الناس ضده وحصل ما حصل من الفتن والشرور إلي يومنا هذا فولاة الأمور لهم حق وعليهم حق ثم استدل المؤلف رحمة الله تعالى بآيات من كتاب الله فقال وقوله الله تعالى : واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين يعني لا تتعالى عليهم ولا ترتفع في الجو بل اخفض الجناح حتى وإن كنت تستطيع أن تطير في الجو فاخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين وأما من خالفك وعصاك فأقم عليه العقوبة اللائقة به لأن الله تعالى لم يقل اخفض جناحك لكل أحد بل قال : لمن اتبعك من المؤمنين وأما المتمردون والعصاة فقد قال الله تعالى : إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم وقول الله تعالى : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون إن الله يأمر بهذه الأمور الثلاثة : بالعدل : وهو واجب فيجب عل الإنسان أن يقيم العدل في نفسه وفي أهله وفيمن استرعاه الله عليهم فالعدل في نفسه بألا يثقل عليها في غير ما أمر الله وأن يراعيها حتى في أمر الخير فلا يثقل عليها أو يحملها فوق ما تطيقه ولهذا لما قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه : أصوم ولا أفطر وأصلي ولا أنام دعاه النبي عليه الصلاة والسلام ونهاه عن ذلك وقال : إن لنفسك عليك حقا ولربك عليك حقا ولأهلك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه وكذلك يجب العدل في أهل الإنسان فمن كان له زوجتان وجب عليه العدل بينهما ومن كان له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل ويجب العدل بين الأولاد فإذا أعطيت أحدهم ريالا فأعط الآخر مثله وإذا أعطيت الابن ريالين فأعط البنت ريالا وإذا أعطيت الابن ريالا فأعط البنت نصف ريال حتى إن السلف رحمهم الله كانوا يعدلون بين الأولاد في القبل فإذا قبل الولد الصغير وأخوه عنده قبل الولد الثاني لئلا يجحف معهم في التقبيل وكذلك أيضا في الكلام يجب أن تعدل بينهم فلا تتكلم مع أحدهم بكلام خشن ومع الآخر بكلام لين . وكذلك يجب العدل فيمن ولاك الله عليهم فلا تحابى قريبك لأنه قريبك ولا الغني لأنه غني ولا الفقير لأنه فقير ولا الصديق لأنه صديق لا تحاب أحدا فالناس سواء حتى إن العلماء رحمهم الله قالوا يجب العدل بين الخصمين إذا دخلا على القاضي في لفظه ولحظه وكلامه ومجلسه ودخولهما عليه لا تنظر لهذا نظرة غضب ولهذا نظرة رضا لا تلن الكلام لهذا والثاني بعكسه لا تقل لأحد كيف أنت ؟ كيف أهلك ؟ كيف أولادك ؟ والثاني تتركه بل اعدل بينهما حتى في هذا وكذلك في المجلس لا تجعل أحدهما يجلس على اليمين قريبا منك والثاني تجعله بعيدا عنك بل اجعلهما أمامك على حد سواء حتى المؤمن والكافر إذا تخاصما عند القاضي يجب أن يعدل بينهما في الكلام والنظر والجلوس فلا يقل للمسلم تعال بجواري والكافر يبعده بل يجعلهما يجلسان جميعا أمامه فالعدل واجب في كل الأمور أما الإحسان فهو فضل زائد على العدل ومع ذلك أمر الله به لكن أمره بالعدل واجب وأمره بالإحسان سنة وتطوع . وإيتاء ذي القربى أي إعطاء القريب حقه فإن القريب له حق حق الصلة فمن وصل رحمه وصله الله ومن قطع رحمه قطعه الله وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ينهى عن الفحشاء : الفحشاء هي كل ما يستفحش من الذنوب كعقوق الوالدين وقطيعة الأرحام والزنى # ونكاح المحارم وغير ذلك مما يستفحش شرعا وعرفا والمنكر هو ما ينكر وهو دون الفحشاء كعامة المعاصي والبغي تجاوز الحد وهو الاعتداء على الخلق بأخذ أموالهم والاعتداء على دمائهم وأعراضهم كل هذا يدخل في البغي وبين الله عز وجل أنه أمر ونهى ليعظنا ويصلح أحوالنا ولهذا قال يعظكم لعلكم تذكرون وسبق لنا الكلام على حديث كلكم راع ومسئول عن رعيته وأما حديث معقل بن يسار الذي ذكره المؤلف فإن فيه التحذير من غش الرعية وأنه ما من عبد يسترعه الله على رعيته ثم يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة وأنه إذا لم يحطهم بنصيحته فإنه لا يدخل معهم الجنة وهذا يدل على أن ولاة الأمور مسئولون عن الصغيرة والكبيرة وعليهم أن ينصحوا لمن ولاهم الله أمرهم وأن يبذلوا لهم النصيحة وأهمها النصيحة في دين الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير ومن النصيحة لهم أن يسلك بهم الطريق التي فيها صلاحهم في معادهم ومعاشهم فيمنع عنهم كل ما يضرهم في دينهم ودنياهم يمنع الأفكار السيئة والأخلاق السافلة وما يؤدي إلى ذلك من المجلات والصحف وغيرها ولهذا يجب على ولي # الأمر في البيت وهو الرجل في بيته أن يمنع من وجود هذه الأشياء في البيت الصحف السيئة الفاسدة الأفكار المنحرفة الأخلاق السافلة وكذلك فإن ولي # الأمر العام يجب عليه أن يمنع هذه الأشياء وذلك لأن هذه الأشياء إذا شاعت بين الناس صار المجتمع بهيميا لا يهمه إلا إشباع البطن وشهوة الفرج وتحصل الفوضى # ويزول الأمن ويكون الشر والفساد فإذا منع ولي الأمر ما يفسد الخلق حصل بهذا الخير الكثير لو أن كل واحد منا في بيته منع أهله من اقتناء هذه الصحف والمجلات الخليعة الفاسدة ومن مشاهدة التمثيليات الفاسدة والمسلسلات الخبيثة لصلح الناس لأن الناس هم أفراد الشعب أنت في بيتك والثاني في بيته والثالث في بيته وهكذا إذا صلحوا كل شيء نسأل الله أن يصلح ولاة أمورنا وأن يرزقهم البطانة الصالحة
الشرح
هذا الباب عقده المؤلف رحمه الله في كتابه هو باب عظيم مهم يخاطب به ولاة الأمور ويخاطب به الرعية ولكل منهم على الآخر حق يجب مراعاته . أما ولاة الأمور فيجب عليهم الرفق بالرعية والإحسان إليهم واتباع مصالحهم وتولية من هو أهل للولاية ودفع الشر عنهم وغير ذلك من مصالحهم لأنهم مسئولون عنهم أمام الله عز وجل وأما الرعية فالواجب عليهم السمع والطاعة في غير المعصية والنصح للولاة وعدم التشويش عليهم وعدم إثارة الناس عليهم وطي # مساوئهم وبيان محاسنهم لأن المساوئ يمكن أن ينصح فيها الولاة سرا بدون أن تنشر على الناس لأن نشر مساوئ ولاة الأمور أمام الناس لا يستفاد منه بل لا يزيد الأمر إلا شدة فتحمل صدور الناس الكراهية والبغضاء لولاة الأمور وإذا كره الناس ولاة الأمور وأبغضوهم وتمردوا عليهم ورأوا أمرهم بالخير أمرا بالشر ولم يسكتوا عن مساوئهم وحصل بذلك إيغار للصدور وشر وفساد والأمة إذا تفرقت وتمزقت حصلت الفتنة بينها & ووقعت مثل ما حصل في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه حين بدأ الناس يتكلمون فيه فأغروا الصدور عليه وحشدوا الناس ضده وحصل ما حصل من الفتن والشرور إلي يومنا هذا فولاة الأمور لهم حق وعليهم حق ثم استدل المؤلف رحمة الله تعالى بآيات من كتاب الله فقال وقوله الله تعالى : واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين يعني لا تتعالى عليهم ولا ترتفع في الجو بل اخفض الجناح حتى وإن كنت تستطيع أن تطير في الجو فاخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين وأما من خالفك وعصاك فأقم عليه العقوبة اللائقة به لأن الله تعالى لم يقل اخفض جناحك لكل أحد بل قال : لمن اتبعك من المؤمنين وأما المتمردون والعصاة فقد قال الله تعالى : إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم وقول الله تعالى : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون إن الله يأمر بهذه الأمور الثلاثة : بالعدل : وهو واجب فيجب عل الإنسان أن يقيم العدل في نفسه وفي أهله وفيمن استرعاه الله عليهم فالعدل في نفسه بألا يثقل عليها في غير ما أمر الله وأن يراعيها حتى في أمر الخير فلا يثقل عليها أو يحملها فوق ما تطيقه ولهذا لما قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه : أصوم ولا أفطر وأصلي ولا أنام دعاه النبي عليه الصلاة والسلام ونهاه عن ذلك وقال : إن لنفسك عليك حقا ولربك عليك حقا ولأهلك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه وكذلك يجب العدل في أهل الإنسان فمن كان له زوجتان وجب عليه العدل بينهما ومن كان له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل ويجب العدل بين الأولاد فإذا أعطيت أحدهم ريالا فأعط الآخر مثله وإذا أعطيت الابن ريالين فأعط البنت ريالا وإذا أعطيت الابن ريالا فأعط البنت نصف ريال حتى إن السلف رحمهم الله كانوا يعدلون بين الأولاد في القبل فإذا قبل الولد الصغير وأخوه عنده قبل الولد الثاني لئلا يجحف معهم في التقبيل وكذلك أيضا في الكلام يجب أن تعدل بينهم فلا تتكلم مع أحدهم بكلام خشن ومع الآخر بكلام لين . وكذلك يجب العدل فيمن ولاك الله عليهم فلا تحابى قريبك لأنه قريبك ولا الغني لأنه غني ولا الفقير لأنه فقير ولا الصديق لأنه صديق لا تحاب أحدا فالناس سواء حتى إن العلماء رحمهم الله قالوا يجب العدل بين الخصمين إذا دخلا على القاضي في لفظه ولحظه وكلامه ومجلسه ودخولهما عليه لا تنظر لهذا نظرة غضب ولهذا نظرة رضا لا تلن الكلام لهذا والثاني بعكسه لا تقل لأحد كيف أنت ؟ كيف أهلك ؟ كيف أولادك ؟ والثاني تتركه بل اعدل بينهما حتى في هذا وكذلك في المجلس لا تجعل أحدهما يجلس على اليمين قريبا منك والثاني تجعله بعيدا عنك بل اجعلهما أمامك على حد سواء حتى المؤمن والكافر إذا تخاصما عند القاضي يجب أن يعدل بينهما في الكلام والنظر والجلوس فلا يقل للمسلم تعال بجواري والكافر يبعده بل يجعلهما يجلسان جميعا أمامه فالعدل واجب في كل الأمور أما الإحسان فهو فضل زائد على العدل ومع ذلك أمر الله به لكن أمره بالعدل واجب وأمره بالإحسان سنة وتطوع . وإيتاء ذي القربى أي إعطاء القريب حقه فإن القريب له حق حق الصلة فمن وصل رحمه وصله الله ومن قطع رحمه قطعه الله وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ينهى عن الفحشاء : الفحشاء هي كل ما يستفحش من الذنوب كعقوق الوالدين وقطيعة الأرحام والزنى # ونكاح المحارم وغير ذلك مما يستفحش شرعا وعرفا والمنكر هو ما ينكر وهو دون الفحشاء كعامة المعاصي والبغي تجاوز الحد وهو الاعتداء على الخلق بأخذ أموالهم والاعتداء على دمائهم وأعراضهم كل هذا يدخل في البغي وبين الله عز وجل أنه أمر ونهى ليعظنا ويصلح أحوالنا ولهذا قال يعظكم لعلكم تذكرون وسبق لنا الكلام على حديث كلكم راع ومسئول عن رعيته وأما حديث معقل بن يسار الذي ذكره المؤلف فإن فيه التحذير من غش الرعية وأنه ما من عبد يسترعه الله على رعيته ثم يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة وأنه إذا لم يحطهم بنصيحته فإنه لا يدخل معهم الجنة وهذا يدل على أن ولاة الأمور مسئولون عن الصغيرة والكبيرة وعليهم أن ينصحوا لمن ولاهم الله أمرهم وأن يبذلوا لهم النصيحة وأهمها النصيحة في دين الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير ومن النصيحة لهم أن يسلك بهم الطريق التي فيها صلاحهم في معادهم ومعاشهم فيمنع عنهم كل ما يضرهم في دينهم ودنياهم يمنع الأفكار السيئة والأخلاق السافلة وما يؤدي إلى ذلك من المجلات والصحف وغيرها ولهذا يجب على ولي # الأمر في البيت وهو الرجل في بيته أن يمنع من وجود هذه الأشياء في البيت الصحف السيئة الفاسدة الأفكار المنحرفة الأخلاق السافلة وكذلك فإن ولي # الأمر العام يجب عليه أن يمنع هذه الأشياء وذلك لأن هذه الأشياء إذا شاعت بين الناس صار المجتمع بهيميا لا يهمه إلا إشباع البطن وشهوة الفرج وتحصل الفوضى # ويزول الأمن ويكون الشر والفساد فإذا منع ولي الأمر ما يفسد الخلق حصل بهذا الخير الكثير لو أن كل واحد منا في بيته منع أهله من اقتناء هذه الصحف والمجلات الخليعة الفاسدة ومن مشاهدة التمثيليات الفاسدة والمسلسلات الخبيثة لصلح الناس لأن الناس هم أفراد الشعب أنت في بيتك والثاني في بيته والثالث في بيته وهكذا إذا صلحوا كل شيء نسأل الله أن يصلح ولاة أمورنا وأن يرزقهم البطانة الصالحة