السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و الصلاة و السلام على الحبيب محمد
وعلى آله و صحبه و من والاه إلى يوم الدين ....
أما بعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـد :
( سبب وجود الأحاديث الضعيفـــــــــــــــــــــــــــــــــــة
في كتب بعض العلمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــاء )
* السؤال : ما أسباب وجود أحاديث ضعيفة في كتب المتقدمين كابن تيمية وابن القيم وابن رجب رحمهم الله ؟ وكيف نتعامل معها؟
الجواب :
الحمــــــــــــــــــــــــــــد لله
تنقسم الأحاديث الضعيفة – من حيث جزمنابردها
وضعفها - إلى ثلاثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة أقسام :
القســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـم الأول :
أحاديث يجزم بردها وكذب نسبتها إلى النبي
صلى الله عليه وسلم : وهي نوعان :
- أحاديث جاءت من طريق الرواة الكذابين والمتهمين ، أو شديدي الضعيف سيِّئِي الحفظ ، ويظهر في متنها نكارة لا يصدر مثلها عن النبي صلى الله عليه وسلم .
- أو التي يُجزَم بخطئ راويها حين يخالف من هو أوثق منه أو أكثر عددا ، فيرفع الموقوف ، أو يسند المرسل ،أو يزيد وينقص في المتن أو الإسناد .
فهذه الأحاديث لا تكادتجد منها شيئا في كتب أهل العلم المحققين إلا ما يذكرونه للتنبيه على وهنه ونكارته، أما أن يكون في معرض الاستدلال والاستشهاد : فهذا لا يقع إلا نادرا على سبيل الوهم والخطأ .
القســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـم الثاني :
أحاديث ضعيفة بسبب وجود راو ضعيف أو مجهول محتمل الضعف ، أو بسبب انقطاع يسير ، مع عدم وجود نكارة في المتن مناقضة للثابت من الشريعة .
وهذا القسم لا يجزم العلماء برده وتكذيب نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، بل يعتبرون احتمال صدوره عنه صلى الله عليه وسلم قائما ، إذ قد يحفظ الراوي الضعيف ويصيب ، كما قد يكون الراوي الساقط من الإسناد أو الراوي المجهول ثقة ، فتجدهم يحكمون بقبول الحديث إذا اجتمعت بعض القرائن التي تقوي هذين الاحتمالين كتعدد الطرق ومجيئه من غير وجه .
يقول ابن الصلاح في "المقدمة" (ص/9) :
" إذا قالوا في حديث : إنه غير صحيح ، فليس ذلك قطعا بأنه كذب في نفس الأمر ، إذ قد يكون صدقا في نفس الأمر ، وإنما المراد به : أنه لم يصح إسناده على الشرط المذكور "انتهى .
ويقول السيوطي في "تدريب الراوي" (1/75-76) :
" ( وإذا قيل ) هذا حديث ( غير صحيح ) : فمعناه لم يصح إسناده على الشرط المذكور ، لا أنه كذب في نفس الأمر ، لجواز صدق الكاذب ، وإصابة مَن هو كثير الخطأ " انتهى .
فإذا وجد أهل العلم أنَّ ضعفَ الحديث المعيَّن ضعفٌ محتملٌ ، ورأوا في متنه معنًى مقبولا فيجملة الشريعة ، لم يتورعوا – في الغالب – عن ذكره وتدوينه استئناسا وليس استدلالا ، فهممتفقون على أن الاستدلال على الأحكام الشرعية يجب أن يكون بالحديث الصحيح ، ولكنهميستأنسون بهذا القسم من الضعيف في أبواب القصص والرقائق والسير والآداب والأخلاقوفضائل الأعمال ونحوها .
فيمكن تلخيص أسباب ذكر العلماء هذه الأحاديث الضعيفة في كتبهم بما يلي :
* اعتبار احتمال ظهورصدقها وصحتها ببعض الشواهد والطرق والمتابعات ، فيستأنسون بمعانيها في تلك الأبواب إذا كانت مقبولة في الجملة .
* تقليد من سبقهم من أهل العلم ، ممن أخرج الحديث وبوب عليه في مصنفات السنة ولم يحكم برده وتكذيبه ،فيوكلون العهدة عليه .
* وفي كثير من الأحيان يصحبون ذكر هذه الأحاديث ببعض ما يدل على ضعفها ، كالتصريح بالضعف ، أو ذكرها بصيغة التمريض : رُوي، حُكي ، وجاء في الحديث... ونحوها .
القســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـم الثالث :
أحاديث مختلف فيها ، مترددة بين القسمين السابقين ، وبين قسم الحديث الحسن والمقبول ، فيكون ذكر أهل العلم لها في كتبهم من باب اعتبار هذا الخلاف ، أو ترجيح قبول الحديث أو على الأقل عدم الجزم برده .
هذا واحتمال الخطأ وارد في كل ذلك ،فالعلماء وإن اتسعت معارفهم فذلك لا يثبت العصمة لهم ، فقد يذكر الحديث الضعيف ظنامنه أنه صحيح ، وإذا كان الخطأ قد وقع لأئمة السنة أصحاب المصنفات والسنن والجوامع، فوقوعه فيمن بعدهم من العلماء أولى وأقرب .
يقول الحافظ ابن حجرفي:
"النكت على ابن الصلاح"
(1/447) :
" فإن بعض من صنف الأبواب قد أخرج فيها الأحاديث الضعيفة بل والباطلة ، إما لذهول عن ضعفها ، وإمالقلة معرفة بالنقد " انتهى .
والله أعلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــم .
الإسلام سؤال وجواب