إسطنبول - (د ب أ): أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوجان أن الجيش التركي سوف يدخل إدلب، المحافظة الوحيدة التي تسيطر عليها قوات المعارضة في سوريا، التي دمرتها الحرب، وذلك في تصريحات نقلتها وسائل إعلامية تركية محلية.
وذكرت قناة خبر «هابرتورك» التركية عن أردوجان قوله للصحفيين عقب زيارته لإيران أن الجيش التركي «سوف يخدم داخل حدود إدلب. وسوف تخدم القوات المسلحة الروسية خارج الحدود». وتمثل تركيا وإيران وروسيا القوى الرئيسية في عملية «أستانا» التي تهدف إلى خفض العنف في سوريا، وتأسيس مناطق «خالية من النزاع». وتدعم أنقرة بشدة المعارضة السورية، فيما تدعم طهران وموسكو الرئيس السوري بشار الأسد.
وتخضع إدلب إلى حد كبير لسيطرة مسلحين متشددين، بما في ذلك جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة، وتعد الآن أقوى فصيل في المحافظة التي يبلغ تعداد سكانها مليوني نسمة. وعلى الرغم من جهود خفض العنف، تتواصل الضربات الجوية على إدلب. وتحذر اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن العنف في سوريا، بما فيها إدلب، يصل إلى مستويات لم تكن موجودة منذ حرب حلب العام الماضي.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف في بيان أمس الخميس إن موسكو تواصل قصفها اليومي ضد مسلحين على صلة بالقاعدة تقول تقارير إنهم يهاجمون موقعا روسيا بالقرب من إدلب. وقال كوناشينكوف، في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني، إن الضربات الجوية تسعى إلى تعطيل البنية التحتية لدى المسلحين وإمدادات الذخيرة إلى جانب القضاء على قيادة التنظيم.
كانت روسيا قد ذكرت هذا الأسبوع أنها نفذت ضربات جوية يوم الثلاثاء وأصابت أبو محمد الجولاني الزعيم المؤقت لهيئة تحرير الشام، وهو ائتلاف من المتشددين يضم أيضا النصرة. كما قتل أكثر من عشرة من القادة الميدانيين للهيئة ونحو خمسين مسلحا. وفي وقت لاحق، نفت الهيئة مزاعم روسيا، وقالت إن الجولاني «بصحة جيدة».
وزار أردوجان إيران يوم الأربعاء وتعهد بمحاربة كل من جبهة النصرة، وهي جماعة على صلة بتنظيم القاعدة، وقامت بتغيير اسمها عدة مرات، وتنظيم الدولة الإسلامية المتشدد «داعش». تسيطر هيئة تحرير الشام على مراكز مهمة على الحدود التركية على الرغم من أن الائتلاف عانى من انقسامات مؤخرا، مع وجود مؤشرات أخرى على حدوث خلافات.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو هذا الأسبوع إن أنقرة تسعى إلى فصل المتمردين المعتدلين عن المتشددين في إدلب، وخفض العنف مضيفا أنه يجب استهداف الإرهابيين فقط.
وحول استفتاء إقليم كردستان، نقل عن أردوجان تصريحات جاء فيها أنه «سوف يتم اتخاذ الخطوات اللازمة أيا كانت»، مشيرًا بشكل خاص إلى المصالح التركية في كركوك،وهي بلدة تضم خليطا عرقيا بها عدد كبير من الأتراك.
وقال أردوجان: «سوف نتخذ (خطوات) من أجل كركوك أيضا. ونتخذ (خطوات) من أجل الموصل»، في إشارة إلى مدينة رئيسية عادت مؤخرا فقط تحت سيطرة الحكومة العراقية بعد معركة دامية مع تنظيم داعش. وخلال زيارة الرئيس التركي لإيران، أكد الجانبان على معارضتهما القوية للاستفتاء. ويشكل الأكراد أقلية في كل من الدولتين وفي سورية والعراق أيضا.