رحلة الإسراء انفردت بصفات ونعوت غريبة وعجيبة، فهي معجزة .. والمعجزة هي الأمر الخارق للعادة الذي يأتي على غير السنن المرعية والقوانين الإلهية التي تنظم الحياة الكونية، والمعجزات تفضل الله عزَّ وجلَّ بها على كل الأنبياء والمرسلين، فما من نبي أو رسول إلا وأيده الله بمعجزات من عنده.
وحكمة المعجزة؛ كأن الله يقول للمشاهد لها، والمبّلغين بها: هذا عبدي ورسولي، وصدق فيما بلغكم عني، فاتبعوه. ... أي أنها دليل على صـدقه، وتأييد من الذي أرسله عزَّ وجلَّ. لكن لو نظرنا إلي معجزات السابقين، نجد أن المعجزة لمن هم حاضرون وقتها؛ يعني حتى الناس المعاصرون لهذا الزمن - ولكن في مكان آخر - لا يرونها.
أما معجزة الإسراء فنجدها تختلف عن كل المعجزات، فهي معجزة للسابقين، ومعجزة للاحقين، وفي كل زمان يظهر إعجازها لأهل هذا الزمان، مع أن الزمن الذي حدثت فيه انتهى، لكن في كل زمان تنكشف أسرار من هذه المعجزة الباقيـة، وليس هذا فقط، بل إنها معجزة للبشر جميعاً.
فهي معجزة للمؤمنين، كما أنها معجزة للكافرين، ومعجزة للإنس، والجن، وللملائكة على كافة أصنافهم وأنواعهم وأشكالهم، وكل واحـد منهم له نصيب معلوم، وقدر صرفه له الحي القيوم - في هذه المعجزة الباقية الخالدة، وتظل بعد ذلك تلك المعجزة على هيئتها وعلى حالتها، وكل يبيِّن على قدره، ولكن قدر هذه المعجزة لا يعلمه إلا الذي قال في شأنها: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} 1الإسراء
وكلمة ( سُبْحَانَ ): تعني التنزيه الكامل لله عزَّ وجلَّ.
فكل الأفكار التي وردت في عقول العلماء، وكل الأسرار التي أذاعها الحكماء عن رحلة الإسراء والمعراج، لم تصل إلي الغاية أو إلي القدر الذي شاهده رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فكل من رأى، أو بيّن، أو خطر على باله، أو ألهم من الله عزَّ وجلَّ بشئ في شأنها، عليه أن يعتقد - في نفسه وفي قلبه - أنه ما أوتى من العلم في هذه المعجزة إلا أقل القليل من الله عزَّ وجلَّ.
وهذا حتى لا يأتي أحد ويقول: الذي عرفته في شأن هذه المعجزة لا يوجد غيره، أو يأتي أحد ويقول: تفسير فلان لهذه المعجزة لا يوجد غيره، أو الحكم التي اكتشفها ووضحها الشيخ فلان لا يوجد غيرها. لأن فيها كنوز ليس لها حدّ، وأسرار ليس لها عدّ، وإمداد من الله عزَّ وجلَّ، والله عزَّ وجلَّ لا نفاذ لقدرته، ولا نهاية لكلماته عزَّ وجلَّ.
ومن العجب أن الإسراء - المعجزة الخالدة - تكشَّف بعض منها في هذا العصر، وما زالت البقية تأتي ، لأننا نعتقد أن هذا العصر هو عصر القرآن ؛ أي عصر بيان القرآن: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} 19القيامة
أي نحن نبيِّنه، فأنت تقوله وتردده، ونحن نبيِّنه. كيف نبيِّنه؟
كل زمان على حسب علماء الزمان، وأحوال الزمان، وعقول أهل هذا الزمان، فيبين الله عزَّ وجلَّ إلهاماً على لسان العلماء في هذا الزمان شيئاً من أسرار هذه المعجزة الكريمة، ولذلك فأنا أهمس في أذن إخواني من العلماء بارك الله فيهم؛ أننا يجب أن نمشي على روح هذا العصر.
فالعلماء السابقون لم يكن عندهم سوى الروايات التي سمعوها، وهذه الروايات - لأن العصر كان عصر قصص وحكايات وروايات - دخل فيها كثير من الإسرائيليات، وكثير من الخيالات، مثل قصة الإسراء والمعراج التي ينسبونها لعبد الله بن عباس رضِيَ الله عنه - وهو منها برئ - ولذا فعلينا أن نمحص هذه الروايات، ونتحقق من هدفها، وخاصة أننا نجد القصة الصحيحة مذكورة في البخاري ومسلم وكتب السنن، وقد جمع الإمام السيوطي رضِيَ الله عنه وأرضاه معظم هذه الروايات (67رواية) للإسراء والمعراج عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلَّم.
وحكمة المعجزة؛ كأن الله يقول للمشاهد لها، والمبّلغين بها: هذا عبدي ورسولي، وصدق فيما بلغكم عني، فاتبعوه. ... أي أنها دليل على صـدقه، وتأييد من الذي أرسله عزَّ وجلَّ. لكن لو نظرنا إلي معجزات السابقين، نجد أن المعجزة لمن هم حاضرون وقتها؛ يعني حتى الناس المعاصرون لهذا الزمن - ولكن في مكان آخر - لا يرونها.
أما معجزة الإسراء فنجدها تختلف عن كل المعجزات، فهي معجزة للسابقين، ومعجزة للاحقين، وفي كل زمان يظهر إعجازها لأهل هذا الزمان، مع أن الزمن الذي حدثت فيه انتهى، لكن في كل زمان تنكشف أسرار من هذه المعجزة الباقيـة، وليس هذا فقط، بل إنها معجزة للبشر جميعاً.
فهي معجزة للمؤمنين، كما أنها معجزة للكافرين، ومعجزة للإنس، والجن، وللملائكة على كافة أصنافهم وأنواعهم وأشكالهم، وكل واحـد منهم له نصيب معلوم، وقدر صرفه له الحي القيوم - في هذه المعجزة الباقية الخالدة، وتظل بعد ذلك تلك المعجزة على هيئتها وعلى حالتها، وكل يبيِّن على قدره، ولكن قدر هذه المعجزة لا يعلمه إلا الذي قال في شأنها: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} 1الإسراء
وكلمة ( سُبْحَانَ ): تعني التنزيه الكامل لله عزَّ وجلَّ.
فكل الأفكار التي وردت في عقول العلماء، وكل الأسرار التي أذاعها الحكماء عن رحلة الإسراء والمعراج، لم تصل إلي الغاية أو إلي القدر الذي شاهده رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فكل من رأى، أو بيّن، أو خطر على باله، أو ألهم من الله عزَّ وجلَّ بشئ في شأنها، عليه أن يعتقد - في نفسه وفي قلبه - أنه ما أوتى من العلم في هذه المعجزة إلا أقل القليل من الله عزَّ وجلَّ.
وهذا حتى لا يأتي أحد ويقول: الذي عرفته في شأن هذه المعجزة لا يوجد غيره، أو يأتي أحد ويقول: تفسير فلان لهذه المعجزة لا يوجد غيره، أو الحكم التي اكتشفها ووضحها الشيخ فلان لا يوجد غيرها. لأن فيها كنوز ليس لها حدّ، وأسرار ليس لها عدّ، وإمداد من الله عزَّ وجلَّ، والله عزَّ وجلَّ لا نفاذ لقدرته، ولا نهاية لكلماته عزَّ وجلَّ.
ومن العجب أن الإسراء - المعجزة الخالدة - تكشَّف بعض منها في هذا العصر، وما زالت البقية تأتي ، لأننا نعتقد أن هذا العصر هو عصر القرآن ؛ أي عصر بيان القرآن: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} 19القيامة
أي نحن نبيِّنه، فأنت تقوله وتردده، ونحن نبيِّنه. كيف نبيِّنه؟
كل زمان على حسب علماء الزمان، وأحوال الزمان، وعقول أهل هذا الزمان، فيبين الله عزَّ وجلَّ إلهاماً على لسان العلماء في هذا الزمان شيئاً من أسرار هذه المعجزة الكريمة، ولذلك فأنا أهمس في أذن إخواني من العلماء بارك الله فيهم؛ أننا يجب أن نمشي على روح هذا العصر.
فالعلماء السابقون لم يكن عندهم سوى الروايات التي سمعوها، وهذه الروايات - لأن العصر كان عصر قصص وحكايات وروايات - دخل فيها كثير من الإسرائيليات، وكثير من الخيالات، مثل قصة الإسراء والمعراج التي ينسبونها لعبد الله بن عباس رضِيَ الله عنه - وهو منها برئ - ولذا فعلينا أن نمحص هذه الروايات، ونتحقق من هدفها، وخاصة أننا نجد القصة الصحيحة مذكورة في البخاري ومسلم وكتب السنن، وقد جمع الإمام السيوطي رضِيَ الله عنه وأرضاه معظم هذه الروايات (67رواية) للإسراء والمعراج عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلَّم.