لا نَفهم من أعطى الحق للعربية السعودية، التدخل في شؤون الدول العربية التي تفوقها قوّة، وتقدمّاً وحضارة، ونحن هنا نتحدث عن تدخلها الأخير على لسان كُتّابها، أو اعتراضهم بالأحرى، على منح مونديال القاهرة الدولي الخامس للفن والإعلام، جائزة الإبداع، لقوّات الحشد العراقية، عن فيلمها الوثاثقي، والذي حمل اسم “الحشد الشعبي”، ويَسلّط الضوء على الأسباب التي دعت إلى تأسيس الحشد الشعبي، ودوره الفعّال، في وقف تقدّم قوّات “داعش”.
قد يأتي هذا التكريم لدواعٍ سياسية، أكثر منها ثقافية، وفنية، لكن حتى وإن كان الأمر كذلك، يبقى هذا شأنٌ داخلي، تقرّره مصالح الدولة المصرية، والتي قرّرت فيما يبدو تصحيح مسارات علاقاتها مع العراق، وإيران، ولا نذكر في الحقيقة متى كانت السعودية، خادمة للفن والثقافة، حتى تضع نفسها في موضع التقييم، والانتقاد، يكفيها ويليق بها أن تبقى خادمة للحرمين الشريفين!
حين تعترض أي من الدول العربية، على انتهاكات “الحزم”، تسارع الحكومة السعودية، إلى التأكيد على أنه شأن داخلي “شرعي” بينها وبين القيادة اليمنية، لا يحق لأحد الحديث فيه، أو حتى الامتعاض منه سرّاً، بينما وللمفارقة، يحق لها أن تتدخل حتى في نتائج مهرجانات تُقيمها القاهرة، والتي عُرفت أنها عاصمة الفن، والثقافة، والإعلام، بحجّة أن هذا الذي تم تكريمه (الحشد الشعبي) وحصل فيلمه على المرتبة الأولى، مُتّهمٌ بارتكابه انتهاكات، وكأن تاريخ المُعترضين، والمُنتقدين، والمُمتعضين، تاريخٌ مُشرّفٌ في حقوق الإنسان، وسجلّهم ناصع البياض، لا تشوبه شائبة، يَحضرني قول الشاعر هنا “لا تنه عن خُلقٍ، وتأتي مِثله، عارٌ عليك إذا فعلت عظيم”!
والفيلم الوثائقي للـ”الحشد الشعبي” يسلط الضوء على الأسباب التي دعت إلى تأسيس الحشد الشعبي، ودوره الفعال في إيقاف تقدم عصابات تنظيم داعش الإجرامي”.
واوضح موقع “الحشد” أن الفيلم يكشف الدول المتورطة في مساعدة تنظيم داعش، ومده بالعدة والعدد، وفتح منافذ حدودية لدخول هذه العصابات إلى الأراضي العراقية.
ويعد هذا التكريم هو الثاني من نوعه لهيئة الاعلام لدى الحشد الشعبي بعدما كرمت مديرية الإعلام في الملتقى المصري العراقي ضد الإرهاب الأربعاء الماضي.