المسجد ممتلئ بمريديه.. إحساس جميل للاستمتاع بالحديث والتوجيه والنصيحة والعلم والاستنباط من شيخ هذه المدينة..
فهو محبوب لاستقامته ووقاره وحنانه وحزمه ورجولته وعطفه.. الكل ينصت لتلك الكلمات التي تخرج وكأنها نغمات لألحان تطرب الآذان.. وتسعد القلب وتنمي الفكر وتقرب من الله ورسوله.. فقد كان صاحبنا يتمتع بذلك الحضور وذلك الإقبال على دروسه.. وكل يوم تزداد أعداد مريديه..
جلس على منصته كعادته بعد صلاة عصر صيف طويل.. اتكأ على عصاته.. مغمض العينين.. فلا أحد يرى منه غير عمامته (جبّـته).. مرتكزاً على يده التي تمسك بالعصا.. طال الصمت.. فلم يكن هكذا يوماً.. والبعض يهمس: “ماذا هناك؟”.. والبعض يتلهف لأن يرى ابتسامة الشيخ، ويستمع إلى كلماته.. يستمر ذلك وقتاً.. حتى ظن البعض أن مكروهاً قد وقع.. رفع الشيخ رأسه، وعيناه ممتلئتان بدموع متأهبة لأن تلحق بركب من سبقتها إلى لحيته التي تمطر فيهــا.. وبدأ بصوت متهدج حنون قائلاً: “قبل عشرين عاماً أو أكثر لم نصلى صلاة العصر في هذا المسجد.. وتذكرت ذلك اليوم الذي خرجت فيه المدينة بأسرها تودع شيخي ومعلمي وأستاذي.. فلم يبقى في المدينة غير حجارتها.. ونباتها.. ومياهها.. ولو استطاعت لخرجت في وداع رجل أدين له وغيري ممن علمهم وأدبهم.. تذكرت فبكيت.. فالموت حق.. والفراق يبكي ويحزن”.. وصمت برهة ووضع رأسه فوق عصاته كما فعل.. ثم رفعها مرّة أخرى.. وقال بجدية وحزم:
“إن شيخكم هذا (وأشار إلى نفسه) كان يعمل في شرطة المدينة.. جندياً متجولاً.. يفصل بين الناس.. ويعاقب المخالفين.. ويكتشف المحتالين.. ذو سطوة وقوة ورهبة فعصاه في يده.. يلوح بها بسبب وغير سبب.. يراه الناس فيهابوه.. ويكرمونه اتقاءاً لشره.. كان في ميعة الشباب وغلوائه، وهجمة الفتوة على الدنيا..
وعندما يحل المساء.. يتعاطى الخمر.. ويتغنى به.. فقد كنت ذلك.. أجد مسرتي ولا أنام إلا وقد احتسيت من الخمر ما يلذ منها وما هو أطيب.. أحياناً أدفع وأحياناً أهدى.. إكراماً لمنصبي واتقاءاً لقسوتي”..
“كنت يوماً أتجول في السوق وقد رأيت رجلين ترتفع أصواتهما.. يتلاحيان.. أوقفت ذلك وأعدت الأمور إلى نصابها”..
قال أحدهم للآخر: “إن عندي بنات في البيت، وأنت هكذا سلبتهن حقوقهن.. وقد وددت أن أدخل السرور على قلوبهن.. إن من يدخل السعادة لقلوب الإناث نظر الله إليه.. سوف أشكوك إليهن ليدعوا عليك”..
وضعت يدي في جيبي وأخرجت كل ما فيه وأعطيته للرجل..
وقلت له: “أخبر بناتك بأن يدعوا لي.. ولا تدعوا على صاحبك فالله غفور”..
عدت إلى بيتي وفكرت في أن أتزوج وأنجب بناتاً.. أكرمهم وأسعدهم.. لينظر الله لي فيكرمني ويغفر لي..
وتساءلت عمن يعطيني ابنته والكل يعرفني.. سكيراً.. وقاسياً.. فسمعتي وأفعالي لا يشفعان لي..
ابتعت جارية.. أحببتها وأحبتني.. وكان ثمرة ذلك ابنة أطلقنا عليها (فاطمة).. كانت تنسيني الخمر فكلما ملأت كأسي.. أتت إليه فسكبته ورمته بعيداً..
ومن يشرب الخمر يكره أن يبعد كأســه عنه.. وكأنه حبيبه الذي يرى في قربه سعادته.. كنت أضحك وأضمها إلى قلبي.. وأداعبها وأقبلها.. حتى يدركني النوم ولم أشرب من كأسي شيئاً..
فبذلك ابتعدت.. حتى إنني توقفت عن الشراب والسهر.. وعشت أجمل ليالي الحب الأبوي وكأني طفل صغير معها..
عندما بلغت سنتها الثالثة.. مرضت وماتت..
دخلت بيتي.. أنظر يمنة ويسرة.. أقلب عيني هنا وهناك.. ثم حوقلت واسترجعت ذكرياتي.. وقلت: "الآن.. ماتت الدار يا فاطمة"..
فقد كانت رياضي وزهري.. طيري ولحني.. نجمتي التي تتلألأ ضياءاً.. وفكرت في طلاق أمها.. فإذا بي وكأني بسيف قاطع رقبتها.. ورأيت السيف هو الطلاق..
والمطلقة أيامها ميتة.. وقاتل أيامها مطلقها..
وعدت مرّة أخرى أشرب الخمر وأسهر الليل.. وأبطش.. وتغير حالي..
كل يوم يمر وكأنه عام.. كنت قد أحببتها.. كان حزني يملأ كل كياني.. فعيناي تدمعان وقلبي حزين.. وضاقت عليّ نفسي.. فلجأت إلى غوايتي الأولى.. أستنجد الأنس..
وفي ليلة شربت حتى الثمالة.. وكنت أمعن وأكثر.. وكأني أطلب الموت طلباً.. وأفتح له طريق العبور وأمهد له.. ليقضي علي.. وكانت ليلة عجيبة في قراراتها.. وتأثيراتها..
نمت في مكاني.. بين شرابي وحلمي وأمنيتي.. وتركت باب حجرتي مفتوحاً.. حتى إذا انتهيت وجدوه مفتوحاً ولا يحتاجون لكسره.. وأيضاً لن أزعجهم من رائحة جُـثّّتي ونتانة جسدي إذا ذهبت منه الروح..
ورأيت في منامي أن القيامة قد قامت.. وكأني أمام جراد منتشر من البشر.. وجبال قد سويت بالأرض فلا ترى فيها عوجاً ولا أمتا.. أرض غير الأرض.. وسماء غير السماء..
والتفت.. فإذا بتنين كبير يلاحقني.. أذهب من هنا وهو خلفي.. أضناني الركض.. فرأيت رجلاً أبيض اللحية.. هزيل الجسم.. وهن البنية.. مرتكزاً على حائط.. وكأني به في قبو يكاد أن يكون في عتمة..
سألته: “أعني على هذا”.. فاعتذر عن عدم قدرته ووصف حاله، وحال قوة ذلك التنين.. وتابعت الركض هارباً حتى وصلت فرأيت النار.. ناراً يرمى لهيبها.. وأقواماً يقتربون منها.. وملائكة غلاظاً شداداً..
رأيت أهوالها ودويّها.. رأيت حجارتها وشجرتها.. فعدت أدراجي هارباً.. ورأيت هذا العجوز.. فتوسلت إليه: “أدركني.. دُلني.. ساعدني”.. أشار لي على جبـل صغير.. والتنين خلفي يطاردني.. استجمعت كل قوتي فرأيت أطفالاً يلعبون ويصرخون: “فاطمة.. فاطمة”.. رأيت ابنتي.. ورأت فزعي وهلعي وخوفي..
امتدت يدها اليمنى إليّ.. وأخرجت يدها الأخرى للتنين فتراجع واختفى..
ورمت نفسها في حضني كما كانت تفعل معي.. قبل موتها..
سألتها عن ذلك التنين.. أجابتني قائلة: “يا أبي هذا عملك السيئ.. إن الأعمال تتجسد يوم القيامة.. ولقد كبر عملك السيىء وأصبح يطاردك وسوف يلحق بك”.. قلت: “ومن ذلك الرجل العجوز الهزيل؟”.. قالت: “هذا عملك الصالح.. أضعفته حتى أصبح لا يستطيع أن يحميك أو يدافع عنك”.. ثم مسحت بيدها على وجهي ولحيتي وقالت لي: “{ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق}”..
أفقت من نومي وأنا أردد.. “يا ودود.. يا ودود”..
قالت زوجتي عندما رأتني أقوم فزعاً وأردد اسم الله الودود: “يا سيدي اهتم بمن يهتم بهمك”.. قلت: “ومن يهتم بهمي؟”..
قالت: “ابنتك فاطمة”..
قلت: “لقد ماتت!!!”.. قالت: ولكنها تشاهدك إذا أراد الله ذلك”..
أحسست بأنها رأت ما رأيت..
اغتسلت وتوضأت ونزلت على مسجدكم هذا .. وكان شيخي وأستاذي يرحمه الله على هذا الكرسي الذي أنا فيه الآن..
نظر إلى وجهي بإمعان فيه محبة وشفقــة وقال نفسر الآية: “{ألــم يـأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق}..
فتبادر إلى قلبي أن ذلك الرجل يعرف سري ورؤياي.. وهذه الرسالة التي وصلتني في تلك اللحظة..
قلت لشيخي حكايتي.. فابتسـم وقـال: ”للجمال عند الله أسماء.. منها الرؤوف.. الرحيم.. الودود.. الغفور.. الكريم.. وللجلال عنده أسماء.. منها المتكبر.. القهار.. الجبار.. ولقد تشفَّع الجمال عند الجلال.. فأنت في نعمة الجمال محفوظ بجلال الوهاب”..
”أقبل فإن لك شأناً”.. يرحمه الله..
فهو محبوب لاستقامته ووقاره وحنانه وحزمه ورجولته وعطفه.. الكل ينصت لتلك الكلمات التي تخرج وكأنها نغمات لألحان تطرب الآذان.. وتسعد القلب وتنمي الفكر وتقرب من الله ورسوله.. فقد كان صاحبنا يتمتع بذلك الحضور وذلك الإقبال على دروسه.. وكل يوم تزداد أعداد مريديه..
جلس على منصته كعادته بعد صلاة عصر صيف طويل.. اتكأ على عصاته.. مغمض العينين.. فلا أحد يرى منه غير عمامته (جبّـته).. مرتكزاً على يده التي تمسك بالعصا.. طال الصمت.. فلم يكن هكذا يوماً.. والبعض يهمس: “ماذا هناك؟”.. والبعض يتلهف لأن يرى ابتسامة الشيخ، ويستمع إلى كلماته.. يستمر ذلك وقتاً.. حتى ظن البعض أن مكروهاً قد وقع.. رفع الشيخ رأسه، وعيناه ممتلئتان بدموع متأهبة لأن تلحق بركب من سبقتها إلى لحيته التي تمطر فيهــا.. وبدأ بصوت متهدج حنون قائلاً: “قبل عشرين عاماً أو أكثر لم نصلى صلاة العصر في هذا المسجد.. وتذكرت ذلك اليوم الذي خرجت فيه المدينة بأسرها تودع شيخي ومعلمي وأستاذي.. فلم يبقى في المدينة غير حجارتها.. ونباتها.. ومياهها.. ولو استطاعت لخرجت في وداع رجل أدين له وغيري ممن علمهم وأدبهم.. تذكرت فبكيت.. فالموت حق.. والفراق يبكي ويحزن”.. وصمت برهة ووضع رأسه فوق عصاته كما فعل.. ثم رفعها مرّة أخرى.. وقال بجدية وحزم:
“إن شيخكم هذا (وأشار إلى نفسه) كان يعمل في شرطة المدينة.. جندياً متجولاً.. يفصل بين الناس.. ويعاقب المخالفين.. ويكتشف المحتالين.. ذو سطوة وقوة ورهبة فعصاه في يده.. يلوح بها بسبب وغير سبب.. يراه الناس فيهابوه.. ويكرمونه اتقاءاً لشره.. كان في ميعة الشباب وغلوائه، وهجمة الفتوة على الدنيا..
وعندما يحل المساء.. يتعاطى الخمر.. ويتغنى به.. فقد كنت ذلك.. أجد مسرتي ولا أنام إلا وقد احتسيت من الخمر ما يلذ منها وما هو أطيب.. أحياناً أدفع وأحياناً أهدى.. إكراماً لمنصبي واتقاءاً لقسوتي”..
“كنت يوماً أتجول في السوق وقد رأيت رجلين ترتفع أصواتهما.. يتلاحيان.. أوقفت ذلك وأعدت الأمور إلى نصابها”..
قال أحدهم للآخر: “إن عندي بنات في البيت، وأنت هكذا سلبتهن حقوقهن.. وقد وددت أن أدخل السرور على قلوبهن.. إن من يدخل السعادة لقلوب الإناث نظر الله إليه.. سوف أشكوك إليهن ليدعوا عليك”..
وضعت يدي في جيبي وأخرجت كل ما فيه وأعطيته للرجل..
وقلت له: “أخبر بناتك بأن يدعوا لي.. ولا تدعوا على صاحبك فالله غفور”..
عدت إلى بيتي وفكرت في أن أتزوج وأنجب بناتاً.. أكرمهم وأسعدهم.. لينظر الله لي فيكرمني ويغفر لي..
وتساءلت عمن يعطيني ابنته والكل يعرفني.. سكيراً.. وقاسياً.. فسمعتي وأفعالي لا يشفعان لي..
ابتعت جارية.. أحببتها وأحبتني.. وكان ثمرة ذلك ابنة أطلقنا عليها (فاطمة).. كانت تنسيني الخمر فكلما ملأت كأسي.. أتت إليه فسكبته ورمته بعيداً..
ومن يشرب الخمر يكره أن يبعد كأســه عنه.. وكأنه حبيبه الذي يرى في قربه سعادته.. كنت أضحك وأضمها إلى قلبي.. وأداعبها وأقبلها.. حتى يدركني النوم ولم أشرب من كأسي شيئاً..
فبذلك ابتعدت.. حتى إنني توقفت عن الشراب والسهر.. وعشت أجمل ليالي الحب الأبوي وكأني طفل صغير معها..
عندما بلغت سنتها الثالثة.. مرضت وماتت..
دخلت بيتي.. أنظر يمنة ويسرة.. أقلب عيني هنا وهناك.. ثم حوقلت واسترجعت ذكرياتي.. وقلت: "الآن.. ماتت الدار يا فاطمة"..
فقد كانت رياضي وزهري.. طيري ولحني.. نجمتي التي تتلألأ ضياءاً.. وفكرت في طلاق أمها.. فإذا بي وكأني بسيف قاطع رقبتها.. ورأيت السيف هو الطلاق..
والمطلقة أيامها ميتة.. وقاتل أيامها مطلقها..
وعدت مرّة أخرى أشرب الخمر وأسهر الليل.. وأبطش.. وتغير حالي..
كل يوم يمر وكأنه عام.. كنت قد أحببتها.. كان حزني يملأ كل كياني.. فعيناي تدمعان وقلبي حزين.. وضاقت عليّ نفسي.. فلجأت إلى غوايتي الأولى.. أستنجد الأنس..
وفي ليلة شربت حتى الثمالة.. وكنت أمعن وأكثر.. وكأني أطلب الموت طلباً.. وأفتح له طريق العبور وأمهد له.. ليقضي علي.. وكانت ليلة عجيبة في قراراتها.. وتأثيراتها..
نمت في مكاني.. بين شرابي وحلمي وأمنيتي.. وتركت باب حجرتي مفتوحاً.. حتى إذا انتهيت وجدوه مفتوحاً ولا يحتاجون لكسره.. وأيضاً لن أزعجهم من رائحة جُـثّّتي ونتانة جسدي إذا ذهبت منه الروح..
ورأيت في منامي أن القيامة قد قامت.. وكأني أمام جراد منتشر من البشر.. وجبال قد سويت بالأرض فلا ترى فيها عوجاً ولا أمتا.. أرض غير الأرض.. وسماء غير السماء..
والتفت.. فإذا بتنين كبير يلاحقني.. أذهب من هنا وهو خلفي.. أضناني الركض.. فرأيت رجلاً أبيض اللحية.. هزيل الجسم.. وهن البنية.. مرتكزاً على حائط.. وكأني به في قبو يكاد أن يكون في عتمة..
سألته: “أعني على هذا”.. فاعتذر عن عدم قدرته ووصف حاله، وحال قوة ذلك التنين.. وتابعت الركض هارباً حتى وصلت فرأيت النار.. ناراً يرمى لهيبها.. وأقواماً يقتربون منها.. وملائكة غلاظاً شداداً..
رأيت أهوالها ودويّها.. رأيت حجارتها وشجرتها.. فعدت أدراجي هارباً.. ورأيت هذا العجوز.. فتوسلت إليه: “أدركني.. دُلني.. ساعدني”.. أشار لي على جبـل صغير.. والتنين خلفي يطاردني.. استجمعت كل قوتي فرأيت أطفالاً يلعبون ويصرخون: “فاطمة.. فاطمة”.. رأيت ابنتي.. ورأت فزعي وهلعي وخوفي..
امتدت يدها اليمنى إليّ.. وأخرجت يدها الأخرى للتنين فتراجع واختفى..
ورمت نفسها في حضني كما كانت تفعل معي.. قبل موتها..
سألتها عن ذلك التنين.. أجابتني قائلة: “يا أبي هذا عملك السيئ.. إن الأعمال تتجسد يوم القيامة.. ولقد كبر عملك السيىء وأصبح يطاردك وسوف يلحق بك”.. قلت: “ومن ذلك الرجل العجوز الهزيل؟”.. قالت: “هذا عملك الصالح.. أضعفته حتى أصبح لا يستطيع أن يحميك أو يدافع عنك”.. ثم مسحت بيدها على وجهي ولحيتي وقالت لي: “{ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق}”..
أفقت من نومي وأنا أردد.. “يا ودود.. يا ودود”..
قالت زوجتي عندما رأتني أقوم فزعاً وأردد اسم الله الودود: “يا سيدي اهتم بمن يهتم بهمك”.. قلت: “ومن يهتم بهمي؟”..
قالت: “ابنتك فاطمة”..
قلت: “لقد ماتت!!!”.. قالت: ولكنها تشاهدك إذا أراد الله ذلك”..
أحسست بأنها رأت ما رأيت..
اغتسلت وتوضأت ونزلت على مسجدكم هذا .. وكان شيخي وأستاذي يرحمه الله على هذا الكرسي الذي أنا فيه الآن..
نظر إلى وجهي بإمعان فيه محبة وشفقــة وقال نفسر الآية: “{ألــم يـأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق}..
فتبادر إلى قلبي أن ذلك الرجل يعرف سري ورؤياي.. وهذه الرسالة التي وصلتني في تلك اللحظة..
قلت لشيخي حكايتي.. فابتسـم وقـال: ”للجمال عند الله أسماء.. منها الرؤوف.. الرحيم.. الودود.. الغفور.. الكريم.. وللجلال عنده أسماء.. منها المتكبر.. القهار.. الجبار.. ولقد تشفَّع الجمال عند الجلال.. فأنت في نعمة الجمال محفوظ بجلال الوهاب”..
”أقبل فإن لك شأناً”.. يرحمه الله..