كلمات في القضاء والقدر وأفعال العباد
والكسب والجبر والاختيار
والكسب والجبر والاختيار
الحمدُ لله المبدِيء المعيد، الفعّال لما يريد، خلقَ الخَلقَ بعِلمه، وقدّر لهم أقدارًا، وضرَب لهم آجالًا، لا يستأخِرون عنها ساعةً ولا يستقدِمون، قدّر مقاديرَ الخلائق قبل أن يخلقَ السموات والأرضَ بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء، علِم ما كان وما سيكون، وكلّ شيء يجري بتقديره ومشيئته، ﴿ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 34]، أحمدُه سبحانه على القدَر خيرِه وشرِّه، وأشكرُه على القضاءِ حُلوِه ومرِّه، وأستعين به في الشدة والرخاء، وأتوكل عليه فيما أجراه من القدر والقضاء.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الآياتُ الباهرة، وأشهد أن نبينا محمّدًا عبده ورسوله وصفيّه وخليله وخيرته من خلقه، جاهَد في الله حقَّ جهادِه، صلوات ربّي وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ما جادَ السحاب بقطرِه، وطلّ الرَّبيع بزهرِه.
أما بعد:
قال تعالى: ﴿ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ﴾ [البقرة: 177]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: "الإِيمَانُ: أَنْ تُؤْمِنَ بالله، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ"[1].
فدلت هذه النصوص من الكتاب والسنة أنه يجب على كل مسلم أن يؤمن بهذه الأركان الستة، وهي: الإيمان بالله، والملائكة، والكتب السماوية، والرسل والأنبياء، واليوم الآخر، والقضاء خيره وشره.
كما دلت نصوص الكتاب والسنة على كفر من أنكر هذه الأركان، أو أنكر ركنًا واحدًا منها، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 136].
وفي هذه الرسالة المختصرة؛ سوف أتحدث عن الركن الخامس من هذه الأركان، وهو الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره حلوه مره، وعن خَلْقِ أفعال العباد، والكسب، والجبر، والاختيار، وذلك لأهمية هذا الركن الذي ضلت فيه طوائف كثيرة، وأخطأ فيه أناس كثيرون أفراد وجماعات.
وقد نقلتها من عدد من مصنفات أهل العلم المعتبرين من القدامى والمعاصرين، وأكثر ما نقلت من مصنفات شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله؛ حيث أنه بحث هذا الموضوع في مواضع كثيرة من مصنفاته، وأيضًا نقلت عن تلميذه البار ابن قيم الجوزية رحمه الله وغيرهم من العلماء.
وما قصدت من هذه الرسالة أولًا إلا إزالة شوائب كانت تجول في نفسي، وبعد البحث والتحري ظهر لي الصواب ولله الحمد والمنة أولًا وآخرًا.
أسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفع به من قرأه، وأن يكتبه في ميزان عملي، وأن يجزي خيرًا كل من سعى واجتهد في طبعه ونشره وتوزيعه، إنه سميع مجيب، وصلِ الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمع
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الآياتُ الباهرة، وأشهد أن نبينا محمّدًا عبده ورسوله وصفيّه وخليله وخيرته من خلقه، جاهَد في الله حقَّ جهادِه، صلوات ربّي وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ما جادَ السحاب بقطرِه، وطلّ الرَّبيع بزهرِه.
أما بعد:
قال تعالى: ﴿ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ﴾ [البقرة: 177]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: "الإِيمَانُ: أَنْ تُؤْمِنَ بالله، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ"[1].
فدلت هذه النصوص من الكتاب والسنة أنه يجب على كل مسلم أن يؤمن بهذه الأركان الستة، وهي: الإيمان بالله، والملائكة، والكتب السماوية، والرسل والأنبياء، واليوم الآخر، والقضاء خيره وشره.
كما دلت نصوص الكتاب والسنة على كفر من أنكر هذه الأركان، أو أنكر ركنًا واحدًا منها، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 136].
وفي هذه الرسالة المختصرة؛ سوف أتحدث عن الركن الخامس من هذه الأركان، وهو الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره حلوه مره، وعن خَلْقِ أفعال العباد، والكسب، والجبر، والاختيار، وذلك لأهمية هذا الركن الذي ضلت فيه طوائف كثيرة، وأخطأ فيه أناس كثيرون أفراد وجماعات.
وقد نقلتها من عدد من مصنفات أهل العلم المعتبرين من القدامى والمعاصرين، وأكثر ما نقلت من مصنفات شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله؛ حيث أنه بحث هذا الموضوع في مواضع كثيرة من مصنفاته، وأيضًا نقلت عن تلميذه البار ابن قيم الجوزية رحمه الله وغيرهم من العلماء.
وما قصدت من هذه الرسالة أولًا إلا إزالة شوائب كانت تجول في نفسي، وبعد البحث والتحري ظهر لي الصواب ولله الحمد والمنة أولًا وآخرًا.
أسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفع به من قرأه، وأن يكتبه في ميزان عملي، وأن يجزي خيرًا كل من سعى واجتهد في طبعه ونشره وتوزيعه، إنه سميع مجيب، وصلِ الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمع