بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ثمّ الحمد لله ، الحمد لله الذي هدانا لهذا ، وما كنّا لِنَهْتَدِيَ لولا أن هدانا الله ، وما توفيقي ولا اعتصامي ولا توكّلي إلا على الله ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إقرارًا لرُبوبيَّته ، وإرغامًا لمن جحد به وكفر ، وأشهد أنّ سيّدنا محمّدًا صلى الله عليه وسلّم رسول الله سيّد الخلق والبشر ما اتَّصَلَت عين بنظر ، أو سمعت أذنٌ بِخَبر . اللَّهمّ صلّ وسلّم وبارك على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه ، وعلى ذريّته ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدّين ، اللَّهمّ ارْحمنا فإنّك بنا راحِم ، ولا تعذّبنا فإنّك علينا قادر ، والْطُف بنا فيما جرَتْ به المقادير ، إنَّك على كلّ شيءٍ قدير ، اللّهمّ علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا وزدْنا علمًا ، وأرنا الحقّ حقًّا وارزقنا اتّباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممَّن يستمعون القول فيتّبعون أحْسنه ، وأدْخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
الحمد لله ثمّ الحمد لله ، الحمد لله الذي هدانا لهذا ، وما كنّا لِنَهْتَدِيَ لولا أن هدانا الله ، وما توفيقي ولا اعتصامي ولا توكّلي إلا على الله ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إقرارًا لرُبوبيَّته ، وإرغامًا لمن جحد به وكفر ، وأشهد أنّ سيّدنا محمّدًا صلى الله عليه وسلّم رسول الله سيّد الخلق والبشر ما اتَّصَلَت عين بنظر ، أو سمعت أذنٌ بِخَبر . اللَّهمّ صلّ وسلّم وبارك على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه ، وعلى ذريّته ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدّين ، اللَّهمّ ارْحمنا فإنّك بنا راحِم ، ولا تعذّبنا فإنّك علينا قادر ، والْطُف بنا فيما جرَتْ به المقادير ، إنَّك على كلّ شيءٍ قدير ، اللّهمّ علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا وزدْنا علمًا ، وأرنا الحقّ حقًّا وارزقنا اتّباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممَّن يستمعون القول فيتّبعون أحْسنه ، وأدْخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
الضمير قوة خفية في نفس كل إنسان تهديه إلى الخير و تبعده عن الشر :
أيها الأخوة الأكارم ؛ في نفس كلٍّ منا قوّة خفِيَّة لا تُشاهد بالعين ، ولا تُرى بالمِجْهر ، ولا تُعرف بالتشريح ، هذه القوّة الخفِيَّة تهديه إلى واجبه ، تدْفعُه إلى الخير ، تُبْعدُه عن الشرّ ، كأنّها الأب يُحذِّر ابنه ، وكأنّها الأستاذ ينصح تلميذه ، فإذا خالفْت أيّها الإنسان ما تأمركَ به هذه القوّة الخفيَّة ، أو اقْترَفْتَ ما حذَّرَتْكَ منه ، كانت مَحْكَمَة أو أيَّ مَحكمة ، تحكمُ لك أو عليك ، وتقضي لك أو عليك ، إما أن تقضي لك بالراحة والطمأنينة والسُّرور ، وإما أن تحكم عليك بالألم والقلق والعذاب ، هذه القوّة الخفيّة ، الكاشفة ، الهادِيَة ، الآمرة ، الناهِيَة ، المُحذِّرة ، المحرِّضة ، الحاكمة ، المنفِّذَة ، سمَّاها علماء النفس ضميرًا ، وسمّاها بعضهم وجدانًا ، وسمَّاها القرآن قلبًا تارةً ، وسمَّاها فطرةً تارةً أخرى ، لا إشكال في اختلاف الأسماء ، المُسمَّى واحد .
أيها الأخوة الأكارم ؛ أشار النبي عليه الصلاة والسلام إلى هذه الحقيقة ، فقال عليه الصلاة والسلام فيما رواه الْخُشَنِيَّ يَقُولُ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِمَا يَحِلُّ لِي وَيُحَرَّمُ عَلَيَّ ؟ قَالَ : فَصَعَّدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَوَّبَ فِيَّ النَّظَرَ ثم قال :(( الْبِرُّ مَا سَكَنَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ وَالْإِثْمُ مَا لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَلَمْ يَطْمَئِنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ وَإِنْ أَفْتَاكَ الْمُفْتُونَ ))
[ أحمد عن الْخُشَنِيَّ] هكذا قال عليه الصلاة والسلام ، وفي حديث آخر :(( عَنْ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ الْأَسَدِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِوَابِصَةَ جِئْتَ تَسْأَلُ عَنْ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَجَمَعَ أَصَابِعَهُ فَضَرَبَ بِهَا صَدْرَهُ وَقَالَ : اسْتَفْتِ نَفْسَكَ اسْتَفْتِ قَلْبَكَ يَا وَابِصَةُ ثَلَاثًا ، الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ ، وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ ، وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ ، وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ))
[الدارمي عَنْ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ الْأَسَدِيِّ] ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام للخَصْمَين اللّذين اختصما :((إِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَلْحَنُ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا بِقَوْلِهِ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنْ النَّارِ فَلَا يَأْخُذْهَا))
[البخاري عَنْ أُمِّ سَلَمَة] إذًا لا يُنجيك من الله أحد ، ولو أفتى لك النبي عليه الصلاة والسلام وهو السيّد المعصوم ، وهو يوحى إليه ، لا يُنجيكَ من عذاب الله إلا أن تكون على أمْر الله .