[size=32]
[/size]
[size=32][size=32][size=48]ما هي أمنيَّتُك في الحياة؟[/size]
لكل إنسان منَّا أمنيةٌ يريد أن يحقِّقَها، ويسعى إليها، كثيرةٌ هي الأمنيات، وهي لا تنفكُّ عنا.
تُرى بماذا سنجيب لو سُئِلنا هذا السؤال؟
تخيَّلتُ الإجابات؛ منا من تقول: أريد بيتًا واسعًا وأثاثًا فاخرًا، وأخرى تقول: أريد زوجًا صالحًا وعيشًا هادئًا، أريد أن أُكْملَ دراستي، أريد أن أُغيِّر سيارتي، أن أجدِّد هاتفي، أن يزيدَ راتبي.... ثم رجعتُ بالأمنيات إلى أمنيةٍ غالية، هي أغلى أمنية، أمنية طلبها ذلك الصحابيُّ الشابُّ ربيعةُ بن كعب الأسلمي رضي الله عنه حين سأله رسولُ الله صل الله عليه وسلم عن أمنيته، فيا ترى ماذا كان جوابه؟
عن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: "كنتُ أبيتُ مع رسول الله صل الله عليه وسلم، فأتيتُه بوَضوئه وحاجته، فقال لي: ((سَلْ))، فقلت: "أسألُك مرافقتَك في الجنة"، قال: ((أوَغيرَ ذلك؟))، قلت: "هو ذاك"، قال: ((فأعنِّي على نفسِك بكثرة السجود))؛ صحيح مسلم (489).[/size]
يا ألله! تلك هي أمنيته، وقد كان رضي الله عنه شابًّا صغيرًا فقيرًا، يبيت مع أهل الصُّفَّة (فقراء المهاجرين) في المسجد، ليس عنده مالٌ ولا بيتٌ ولا متاعٌ يأوي إليه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو القائد والإمام - يستطيع أن يعطيَه مالًا أو بيتًا أو يزوِّجَه؛ لكن ربيعة رضي الله عنه قال: "أسألك مرافقتك في الجنة"، لم ينظر إلى متاع الدنيا؛ لعلمِه أنه سيفنى، فاختار ما هو أبقى.
(مرافقتك في الجنة): ما أعظمَ هذه الأمنية! أمنية تصغُر دونها كلُّ الأماني، وغاية تتضاءل بعدها كل الغايات؛ إنها ليست مرافقةَ أميرٍ ولا وزيرٍ ولا ملِكٍ من ملوك الدنيا، إنها مرافقةٌ لا يعكِّرُها إذلالٌ، ولا يكدِّرها زوالٌ، فيا سعادة مَن حازها، ويا هناء من فاز بها! مرافقة الحبيب في جنة الفردوس تحت عرش الرحمن.
هكذا كانت قلوبُهم؛ قلوبٌ تعلَّقت بالجنان، هكذا كانت هِممُهم؛ هممٌ عانقت الجبال، هكذا كانت تطلُّعاتهم وآمالهم؛ تُبذل لأجلها الأعمارُ.
لكن الأماني وحدها بلا عمل لا تكفي؛ فمرافقة النبي صل الله عليه وسلم لا تُنال بالتمنِّي؛ بل لا بد من العمل لنيلها؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فأعنِّي على نفسك بكثرة السجود))، فكان ربيعة رضي الله عنه كثيرَ الصلاة، كثير النوافل، كثير السجود لله.
فيا مَن تاقت نفسُه لمرافقة خير الورى وأفضل من وطِئَ الثرى، على قدر شوقك أكثِرْ سجودك؛ فكلما أكثرتَ من المحافظة على الصلوات الفرائض، وأكثرت من النوافل، كانت فرصتُك في مرافقة النبي صل الله عليه وسلم أكبرَ وأعظم.
وكثرةُ السجود سببٌ لرفع الدرجات، وحطِّ الخطايا والسيئات؛ قال صل الله عليه وسلم: ((عليك بكثرة السجود؛ فإنك لا تسجد لله سجدةً إلا رفعك الله بها درجة، وحطَّ عنك بها خطيئة))؛ صحيح مسلم (488).
وفي السجود إرغامٌ للشيطان، ومحاربة له؛ ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا قرأ ابنُ آدم السَّجدةَ فسجَدَ، اعتزل الشيطان يبكي يقول: يا ويله!))، وفي رواية أبي كريبٍ: ((يا ويلي، أُمر ابنُ آدمَ بالسجود فسجد، فَلَهُ الجنة، وأُمرتُ بالسجود فأبيتُ، فليَ النار))؛ صحيح مسلم (81).
وفي السجود التذلُّلُ والخضوع والقرب؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((أقربُ ما يكون العبدُ من ربِّه وهو ساجدٌ؛ فأكثِروا الدُّعاء))؛ صحيح مسلم (482).
[/size]
[/size]
[size=32][size=32][size=48]ما هي أمنيَّتُك في الحياة؟[/size]
لكل إنسان منَّا أمنيةٌ يريد أن يحقِّقَها، ويسعى إليها، كثيرةٌ هي الأمنيات، وهي لا تنفكُّ عنا.
تُرى بماذا سنجيب لو سُئِلنا هذا السؤال؟
تخيَّلتُ الإجابات؛ منا من تقول: أريد بيتًا واسعًا وأثاثًا فاخرًا، وأخرى تقول: أريد زوجًا صالحًا وعيشًا هادئًا، أريد أن أُكْملَ دراستي، أريد أن أُغيِّر سيارتي، أن أجدِّد هاتفي، أن يزيدَ راتبي.... ثم رجعتُ بالأمنيات إلى أمنيةٍ غالية، هي أغلى أمنية، أمنية طلبها ذلك الصحابيُّ الشابُّ ربيعةُ بن كعب الأسلمي رضي الله عنه حين سأله رسولُ الله صل الله عليه وسلم عن أمنيته، فيا ترى ماذا كان جوابه؟
عن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: "كنتُ أبيتُ مع رسول الله صل الله عليه وسلم، فأتيتُه بوَضوئه وحاجته، فقال لي: ((سَلْ))، فقلت: "أسألُك مرافقتَك في الجنة"، قال: ((أوَغيرَ ذلك؟))، قلت: "هو ذاك"، قال: ((فأعنِّي على نفسِك بكثرة السجود))؛ صحيح مسلم (489).[/size]
يا ألله! تلك هي أمنيته، وقد كان رضي الله عنه شابًّا صغيرًا فقيرًا، يبيت مع أهل الصُّفَّة (فقراء المهاجرين) في المسجد، ليس عنده مالٌ ولا بيتٌ ولا متاعٌ يأوي إليه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو القائد والإمام - يستطيع أن يعطيَه مالًا أو بيتًا أو يزوِّجَه؛ لكن ربيعة رضي الله عنه قال: "أسألك مرافقتك في الجنة"، لم ينظر إلى متاع الدنيا؛ لعلمِه أنه سيفنى، فاختار ما هو أبقى.
(مرافقتك في الجنة): ما أعظمَ هذه الأمنية! أمنية تصغُر دونها كلُّ الأماني، وغاية تتضاءل بعدها كل الغايات؛ إنها ليست مرافقةَ أميرٍ ولا وزيرٍ ولا ملِكٍ من ملوك الدنيا، إنها مرافقةٌ لا يعكِّرُها إذلالٌ، ولا يكدِّرها زوالٌ، فيا سعادة مَن حازها، ويا هناء من فاز بها! مرافقة الحبيب في جنة الفردوس تحت عرش الرحمن.
هكذا كانت قلوبُهم؛ قلوبٌ تعلَّقت بالجنان، هكذا كانت هِممُهم؛ هممٌ عانقت الجبال، هكذا كانت تطلُّعاتهم وآمالهم؛ تُبذل لأجلها الأعمارُ.
لكن الأماني وحدها بلا عمل لا تكفي؛ فمرافقة النبي صل الله عليه وسلم لا تُنال بالتمنِّي؛ بل لا بد من العمل لنيلها؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فأعنِّي على نفسك بكثرة السجود))، فكان ربيعة رضي الله عنه كثيرَ الصلاة، كثير النوافل، كثير السجود لله.
فيا مَن تاقت نفسُه لمرافقة خير الورى وأفضل من وطِئَ الثرى، على قدر شوقك أكثِرْ سجودك؛ فكلما أكثرتَ من المحافظة على الصلوات الفرائض، وأكثرت من النوافل، كانت فرصتُك في مرافقة النبي صل الله عليه وسلم أكبرَ وأعظم.
وكثرةُ السجود سببٌ لرفع الدرجات، وحطِّ الخطايا والسيئات؛ قال صل الله عليه وسلم: ((عليك بكثرة السجود؛ فإنك لا تسجد لله سجدةً إلا رفعك الله بها درجة، وحطَّ عنك بها خطيئة))؛ صحيح مسلم (488).
وفي السجود إرغامٌ للشيطان، ومحاربة له؛ ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا قرأ ابنُ آدم السَّجدةَ فسجَدَ، اعتزل الشيطان يبكي يقول: يا ويله!))، وفي رواية أبي كريبٍ: ((يا ويلي، أُمر ابنُ آدمَ بالسجود فسجد، فَلَهُ الجنة، وأُمرتُ بالسجود فأبيتُ، فليَ النار))؛ صحيح مسلم (81).
وفي السجود التذلُّلُ والخضوع والقرب؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((أقربُ ما يكون العبدُ من ربِّه وهو ساجدٌ؛ فأكثِروا الدُّعاء))؛ صحيح مسلم (482).
[/size]