قال رئيس الجمهورية حسن روحاني، أن المنطقة تمر بظروف معقدة وان البلاد بحاجة الى ارساء الأمن، وهناك من يعتقد أن الأمن يستتب باداء السياسة الخارجية وآخر يعتقد أنه يستتب بالقوات المسلحة، ولكن الحقيقة هي أن المنطقة تواجه مشاكل أمنية.
وبحسب وكالة "ارنا" فقد رأى الرئيس روحاني خلال كلمته في مراسم افتتاح المعرض الدولي الثاني والعشرين للصحف ووكالات الأنباء اليوم السبت في طهران، أن بعض الجماعات التي تحمل أفكارا جاهلية وصبغتها بصبغة دينية تعمل على تدمير الاسلام والمسلمين والمنطقة نتيجة فهمها الخاطئ للاسلام والجهاد الاسلامي.
وشدد علي أنه في مثل هكذا ظروف وهكذا تهديدات فان السبيل الوحيد الذي يصون البلاد من السقوط في الفوضى الأمنية والعمل على ايجاد مجتمع آمن، هو عدم الاستماع للتطرف ودعوات الارهاب.
وقال، أن الذي صنع الأمن في ايران والمجتمع هو الوعي والفطنة واليقظة والانسجام الذي تشهده البلاد.
واشار رئيس الجمهورية الى مثال على ذلك وتساءل : لماذا سقطت مدينة الموصل العراقية، هل لأن الارهابيين كانوا يمتلكون اسلحة فتاكة أم انهم اقوى من الجيش والقوات المسلحة التي كانت فيها؟ وقال إن السبب الرئيسي في سقوط الموصل هو انقطاع العلاقة العاطفية والسياسية بين الموصل وبغداد.
وصرح بأنه عندما تنقطع العلاقة بين العاصمة وأية منطقة فانه ليس "داعش" سيتمكن من السيطرة على الموصل وحسب وانما أية جماعة تحمل أي علم سواء كان أسودا أو ابيضا ستتمكن من السيطرة على الموصل.
وتابع قائلا، عندها لن يكون بوسع السياسة الخارجية ولا الجيش العراقي الحفاظ على الموصل، مما يتعين علينا أن لا نخطأ في فهم القضايا الأمنية والسياسية التي تقع اليوم في العالم والمنطقة.
واستدرك قائلا، مما لاشك فيه أن قواتنا المسلحة عنصر مهم ورادع أمام الاعتداءات المحتملة والاعداء وكذلك فان الدبلوماسية والسياسة الخارجية عامل مهم للوقاية من وقوع الحرب والنزاعات وستبقي كذلك، ولكن فيما يتعلق بالمشكلة الأمنية التي تعاني منها المنطقة فان العامل الأكثر تأثيرا وفاعلية من سائر العوامل هو الانسجام ووحدة المجتمع وتلبية نداء تنمية ايران العزيزة.
وقال أيضا، إن نظامنا الاسلامي لو لم يحترم الاقليات ولو لم يتمسك بالوحدة الدينية ولو لم يحترم مكانة أهل السنة في البلاد، ولو لم تكن الحكومة تهتم بعدالة التنمية في مناطق كردستان وسيستان وبلوشستان وجزء من هرمزكان وخراسان الجنوبية، واذا كانت الاقليات القومية والدينية في البلاد لا تود النظام والقائد والدستور والحكومة لكانت القاعدة وداعش اليوم في ايران ايضا.
وفي جانب اخر من كلمته اعرب عن ارتياحه لزيارته للمعرض وقال، مما لاشك فيه أن الصحف وأصحابها يلعبون دورا مهما في توثيق العلاقة بين النظام الحاكم وسائر أبناء الشعب، وايصال وجهة نظر الحكومة للشعب وتوفير أرضية للتنمية في المجتمع.
واعتبر أن وسائل الاعلام من العوامل الرئيسية للتنمية، ومن جانبها فان التنمية بحد ذاتها وسيلة لتنمية النشاط الاعلامي.