قررت محكمة تركية وضع رئيسي حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للأكراد قيد الاحتجاز الاحتياطي في إطار تحقيق متعلق ب"مكافحة الارهاب" على علاقة بحزب العمال الكردستاني، بعد ساعات على انفجار قوي اسفر عن سقوط تسعة قتلى ومئة جريح.
وقررت محكمة في دياربكر وضع صلاح الدين دميرتاش وفيغان يوكسك داغ قيد الاحتجاز الاحتياطي حسبما افادت وكالة انباء الاناضول، بعد ان كانوا اوقفوا ليل الخميس الجمعة.
واضافت الوكالة ان خمسة نواب اخرين من حزب الشعوب الديموقراطي وضعوا ايضا قيد الاحتجاز الاحتياطي في دياربكر ومدن اخرى.
وكان نحو 12 نائبا من الحزب اوقفوا ليل الخمس الجمعة، ما اثار انتقادات شديدة من الاتحاد الاوروبي.
وأفرج عن ثلاثة من هؤلاء النواب مع بقائهم تحت مراقبة قضائية، بحسب وسائل الاعلام التركية.
ودان حزب الشعوب الديموقراطي في بيان الجمعة توقيف رئيسيه وعدد من نوابه، معتبرا ان ذلك يشكل "نهاية للديموقراطية" في تركيا.
ويأتي توقيف رئيسي "حزب الشعوب الديموقراطي" ليل الخميس الجمعة مع 12 نائبا في اطار عملية غير مسبوقة ضد القوة السياسية الثالثة في البلاد، بينما تشهد تركيا حملة تطهير للمعارضين تشنها السلطات مغتنمة حال الطوارئ التي فرضت بعد محاولة الانقلاب على الرئيس رجب طيب اردوغان ونسبت الى فتح الله غولن.
وخلال جلسة الاستماع الى رئيسي الحزب، اسفر انفجار سيارة مفخخة امام مبنى للشرطة في مدينة دياربكر عن مقتل تسعة اشخاص على الاقل بينهم شرطيان، واصابة مئة اخرين بجروح، حسب السلطات.
واتهم رئيس الوزراء بن علي يلدريم حزب العمال الكردستاني بالمسؤولية عن الانفجار.
وعبرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني الجمعة عن قلق الاتحاد العميق اثر عمليات التوقيف. وكتبت على تويتر انها ستدعو الى اجتماع لسفراء الاتحاد الاوروبي في انقرة.
واستدعت الخارجية الالمانية القائم بالاعمال التركي الجمعة، فيما وصف المتحدث باسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل هذه التوقيفات بأنها مقلقة للغاية.
في باريس، قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال ان توقيف نواب من حزب الشعوب الديموقراطي "يثير قلقا شديدا"، داعيا انقرة الى "احترام سيادة القانون والحريات الاساسية".
وفي نص كتبه بيده وقرأه محاميه قال دميرتاش انه ضحية "انقلاب مدني من جانب الحكومة والقصر".
وقال غارو بايلان النائب في حزب الشعوب الديموقراطي خلال مؤتمر صحافي في المقر العام للحزب في اسطنبول "انه انقلاب ضد حزب الشعوب الديموقراطي، انقلاب ضد التعددية والتنوع والعدالة".
وفرقت قوات الامن بواسطة الغاز المسيل للدموع عشرات المتظاهرين المتضامنين مع حزب الشعوب الديموقراطي في انقرة، حسبما افاد مصور وكالة فرانس برس.
وظهر الجمعة، ذكر موقع "تركي بلوكس" المتخصص في متابعة مواقع التواصل انه "رصد قيودا على الدخول الى عدد من الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب ابتداء من فجر الجمعة".
وذكر صحافيون من فرانس برس انهم لم يتمكنوا من استخدام تطبيق "واتس اب" للرسائل القصيرة.
وسجلت الليرة التركية تراجعا جديدا الجمعة امام الدولار بعد توقيف رئيسي حزب الشعوب الديموقراطي لتنخفض منتصف نهار الجمعة الى 3,15 ليرات مقابل الدولار.
وبذلك خسرت الليرة 1,25% من قيمتها ووصلت الى مستوى ادنى من ذاك الذي سجلته غداة محاولة الانقلاب منتصف تموز/ يوليو.
وفتحت السلطات التركية تحقيقات عديدة بحق دميرتاش ويوكسك داغ بشبهات تتعلق بالارتباط بحزب العمال الكردستاني. وقالت وكالة الاناضول ان توقيفهما تقرر بعد رفضهما المثول طوعا امام القضاء في حال استدعائهما.