بسم الله الرحمن الرحيم
جعل الله لنا في سيرة نبيه صلى الله عليه وسلم وسيرة الأنبياء من قبله معلما بارزا .. فهاهو صلى الله عليه وسلم يهجر بلده ويحاربه أهله ، و لا تفتح له بلدته - التي انطلقت منها دعوته ­- مكة إلا قبيل وفاته بعامين اثنين فقط ، وبعد بعثته بواحد وعشرين عاما ، وقد كان الله تعالى قادرا على أن يملكه إياها من أول يوم ؛ إذ له تعالى الأرض يورثها من يشاء من عباده .. لكنها حكمة الله وإرادته في ابتلاء الخلق بعضهم ببعض ، وتحقيق العبودية له سبحانه : بطاعة أمره واجتناب نهيه ونصرة دينه ( كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) ، وبعد أن مني الإسلام بِرِدَّة أكثر العرب عن دينهم بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم .. حفظ الله عز وجل دينه بالرجال الصادقين والأبطال المجاهدين ، ويبقى دين الله غالبا ، وشريعته محفوظة .