كـلتا يدي ربي يـمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اولا السؤال
-كيــفية التوفيق بين حديـــث : ((كـلتا يدي ربي يـمين ))وحديثنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة(يـطوي الله السـماوات بيـمينه والأرضين بـشمـاله))
جـاء في صحـيح مســلم أن الرسول صلى الله عليـه وسلـم قال :
((كـلتا يدي ربي يـمين ))وفي نـفس صحـيح مـسلم حـديث آخـر من طـريق آخـر جـاء فيـه أن الرسول صلى الله عـليه وسـلم قال ((يـطوي الله السـماوات بيـمينه والأرضين بـشمـاله)) فـهنا قال(( بـشمـاله)) وهـناك قال : ((كـلتا يدي ربي يـمين)) فـكيف التـوفيق بين الحـديثين
الحقيـقة أنني أعـجب من بـعض اخـوانـنا الذين يوجـهون مـثل هـذا السـؤال, يـتوهـمون التـعارض بين مـا جـاء في بـعض الأحـاديث أن لله يـمينا ولله شـمالا وبين حـديث الذي قال فـيه علـيه السـلام
((وكـلتا يدي ربي يـمين )) يتـوهـمون التـعارض بين هذا الحـديث والأحـاديث التي تفـصل فتـقول إن لله يـمينا ولله شـمالا.
كهذا الحـديث حديث عـمر وأحـاديث القبضتين
الموجود فى السلسلة الصحيـحة ففـيها:
(( إن الله عـز وجل لما خلق الخـلق قبض القبضة بيمـينه -في عالم الأرواح- فقال هـؤلاء إلى الجـنة ولا أبالي وقبض قبضة بشـماله فقال هـؤلاء إلى النـار ولا أبالي ))
لا تـعارض ولا تـنافي بين هذا الحديث وما في معناه من إثبات الشمـال واليـمين وبين قوله عليه الصـلاة والسـلام ((وكلتا يدي ربي يمين))
لأن معنى ذلك كقوله تبارك وتعالى تمـاما في صفة السمـع والبـصر
{ليس كـمثله شيء وهـو السـميع البصـير },
ليس كـمثله شيء يساوي كلتا يديه يمين وهـو سميع بـصير يسـاوي: وله يمنى وله يسرى
فتنزيـها لله عـز وجل وبيـانا أن صفات الله عـز وجل لا تشبه صفات المـخلوقات قال الرسول عليه السـلام في الحديث المـذكور آنفا نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة(وكـلتا يدي ربي يـمين)) فنحن البشـر نصف أنفــسنا لنـا يمين ولنـا شـمال ,ولكن هل يـجوز لنـا أن نصف أنـفسنا فنـقول كمـا قال بـعض الوعـاظ مخـاطبا الرسول علـيه السـلام يقول في تـعظيمه وفي مـدحه :
"يــا رسول الله **وكـلتـا يديك يمــين "
هذا هـو الضلال المـبين فلا يـجوز للمـسلم أن يصف نـفسه إلا بمـا هو مـعروف من بشريتـه فله يمـين وله شمـال ولكن لا يجـوز أن يصف بشرا مـا مـهما سـما وعلا ولو كـان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقـول وكـلتا يدي رسول الله يمـين لأن هذه الصفة ممـا تفرد بـها رب العـالمين تـبارك وتعالى
والأمـر في الصـفات كما تعلمون يوجد اشتراك لفظي بين صفات الله عز وجل وبين صفات العـباد,
الله سمـيع بصير كمت سمعتم في الآية السابقة ,ولـكنه قال بالنسبة لآدم
{ فجعلناه سميعا بصيرا}
لكن هذا السمع وهذا البصر يختلف تـماما في حقيقتـهما عن حقيقة صـفة السمع والبـصر كـصفتين لله تـبارك وتعالى
تأكيدا لـهذا التـنزيه الذي ذكرهـا الله عـز وجل في قوله :
{ليس كمثله شيء}
من هذا الباب جاء قوله علـيه السـلام ((وكـلتا يدي ربي يمـين))
فاليمـين والشمـال يوجد اشتراك لفطي أمـا ((كلتا يدي ربي يـمين)) لا أحد يشاركـه في اللفظ فضلا عن المـعنى هذا هـو الجـواب عن هذا ..
والحمد لله رب العالمين