|
ففيهِ قصائدُ مطليّةٌ بالذَهَبْ |
وفيه نُصُوصٌ مُطَعَّمةٌ بخيوط القَصَبْ. |
وفيهِ مجالسُ شِعْرٍ |
وفيه جداولُ خمرٍ |
وفيه غناءٌ |
وفيهِ طَرَبْ. |
يَدَاكِ سريرٌ من الريشِ.. |
أغْفُو عليهِ، |
إذا ما اعتراني التَعَبْ |
يَدَاكِ.. |
هُمَا الشِعْرُ، شكلاً ومَعْنَىً |
ولولا يداكِ.. |
لما كانَ شِعْرٌ |
ولا كانَ نَثْرٌ |
ولا كانَ شيءٌ يُسمَّى أَدَبْ. |
2 |
كتابٌ صغيرٌ.. صغيرْ.. |
فمنه تعلَّمتُ، |
كيفَ النُحَاسُ الدمشقيُّ يُطْرَقُ |
كيفَ تُحاكُ خُيُوطُ الحريرْ. |
ومنه تَعَلَّمتُ، |
كيف الأصابعُ تكتُبُ شِعْراً |
وأنَّ حُقُولاً من القطنِ |
يمكنُها أن تطيرْ.. |
3 |
كتابُ يديكِ، كتابٌ ثمينْ |
يُذكّرني بكتاب (الأغاني)، |
و (مجنونِ إلْزا)، |
وبابلو نيرُودا، |
ومَنْ أشعلوا في الكواكبِ |
نارَ الحنينْ.. |
كتابُ يَدَيْكِ.. |
يُشابِهُ أزهارَ أمي |
فأوَّلُ سَطْرٍ من الياسمينْ. |
وآخرُ سَطرٍ من الياسَمينْ. |
يّدّاكِ.. |
كتابُ التصوُّفِ، والكَشْفِ، |
والرقْصِ في حلقاتِ الدراويشِ |
والحالمينْ.. |
إذا ما جلستُ لأقرأ فيهِ |
أُصَلِّي على سّيِّدِ المُرْسَلينْْ... |
4 |
كتابُ يديكِ |
طريقٌ إلى اللهِ، |
يمشي عليه الألوفُ من المؤمنينْ |
وبرقٌ يُضيءُ السَمَاءَ |
كتابُ يَدَيكِ، كتابُ أُصُولٍ |
وفِقْهٍ.. ودينْ |
تخرَّجْتُ منهُ إمَامَاً |
وعُمْري ثلاثُ سنينْ... |
5 |
كِتابُ يَدَيكِ |
يوزِّعُ خُبْزَ الثقافةِ كلَّ نهارٍ |
على الجائعينْ.. |
ويُعطي دُروسَ المحبَّة للعاشقينْ |
ويلْمَعُ كالنجم، في عُتْمة الضائعينْ |
وكنتُ أنا ضائعاً، مثلَ غيري |
فأدركتُ نُورَ اليقينْ. |
حديثُ يديكِ، |
خلالَ العَشَاءْ |
يُغيّرُ طَعْمَ النبيذِ، |
وشَكْلَ الأواني. |
أحاولُ فَهْمَ حوارِ يَدَيْكِ |
ولا زلتُ أبحثُ عمَّا وراءَ المعاني |
فإصبَعَةٌ تستثيرُ خيالي |
وأُخْرَى تُزَلْزِلُ كُلَّ كياني. |
حَمَامٌ |
فمن أينَ هذا الحَمَامُ أتاني؟ |
و (موزارتُ) يصحُو.. ويرقُدُ |
فوقَ مفاتيح هذا البِيَانِ |
ويغسِلُني بحليبِ النُجُومِ |
وينقُلُني من حدود المَكَانِ. |
7 |
لماذا أَُضِيعُ |
أمامَ يديكِ اتِّزاني؟ |
إذا ما لعبتِ بزَرِّ قميصي |
تحوّلْتُ فوراً، |
إلى غيمةٍ من دُخَانِ... |
فمن أينَ هذا الحَمَامُ أتاني؟ |
و (موزارتُ) يصحُو.. ويرقُدُ |
فوقَ مفاتيح هذا البِيَانِ |
ويغسِلُني بحليبِ النُجُومِ |
وينقُلُني من حدود المَكَانِ. |
7 |
لماذا أَُضِيعُ |
أمامَ يديكِ اتِّزاني؟ |
إذا ما لعبتِ بزَرِّ قميصي |
تحوّلْتُ فوراً، |
إلى غيمةٍ من دُخَانِ... |