1 |
هُمْ يكتبُونَ .. كأنهمْ لا يكتُبُونْ . |
ويُعاصِرون سقوطَ تاريخٍ .. |
وهمْ مثلَ الدَجَاج مُجلَّدُونْ .. |
ويُسافرونَ .. |
بغير أقدامٍ ، على أوراقهمْ |
ويُضاجعون نساءَهم ليلاً |
وهُمْ مُتنكّرونْ .. |
وطنٌ تَنَاثرَ كالغُبَار أمامهمْ |
وهُمُ على أطلاله يتنَزَّهُونْ .. |
هُمْ خائفونَ .. |
على أناقَتِهمْ .. |
وقَصَّةِ شَعْرِهمْ .. |
وعلى نَشَاءِ قميصهِمْ .. |
هُمْ خائفُونْ . |
3 |
حتى يُبْدِعُوا .. |
مِنْ بَعْدِ زيتِ الكازِ .. |
ماذا يشربُونْ ؟ |
هل هؤلاءِ طليعةٌ ثوريَّةٌ |
أم باعةٌ مُتجولُونْ ؟؟ |
4 |
البائعونَ ثقافةً مغْشُوشَةً |
والراقدونَ بغرفةِ الإنعاشِ .. |
لا يتحركُّونْ .. |
والسائحونَ على ضِفَاف جِراحِنا |
ماذا سيفعلُ هؤلاءِ السائحونْ ؟ |
فمِنَ المقاهي .. |
يُعلنونَ حُرُوبَهُمْ . |
ومن المقاهي .. |
يُطْلِقُونَ رصَاصَهُمْ |
وعلى كراسيها الوثيرةِ |
يحضنُونَ بُيُوضَهُمْ .. |
ويُفرِّخُونْ .. |
ما أجْبَنَ الثَوْرَاتِ |
تخرُجُ من كُؤُوسِ اليانَسُونْ !! |
5 |
ماذا يريدُ الأنبياءُ الكاذبونْ ؟ |
الثائرونَ على دفاترهمْ |
والشاهرُونَ سيوفَ أحْرفُهِم |
وهُمْ مُتَقاعِدُونْ .. |
والحاملونَ طُبولَهُمْ .. ودُفُوفَهُمْ .. |
فبكلِّ عُرسٍ سُلْطَويٍّ |
يدبكُون .. ويرقُصُونْ .. |
ولكلِّ طاغيةٍ .. |
يُضيئونَ الشموعَ .. |
ويسجدُونَ .. |
ويركعونْ .. |
6 |
ماذا يريد الهاربونَ |
من الشهامةِ ، والرُجولةِ ، |
ما يريدُ الهاربُونْ ؟ |
يُدخِّنُونْ .. |
ماذا يريدُ النَرْجسيُّونَ |
الذين بحُسْنهم يتغزَّلُونْ ؟ |
وبشِعْرهِمْ يتغزًّلُونْ .. |
وبنثرهمْ يتغزَّلونْ .. |
7 |
الرائدونَ .. |
وليس ثمَّ ريَادَةٌ .. أو رائدُونْ .. |
والجالسونَ أمامَ أبواب الجوامعِ .. |
والكنائسِ .. |
يَشْحَذُونْ . |
8 |
ماذا يريدُ اللاعبونَ على اللُّغَاتِ |
الشاطرونَ .. |
الماكرونْ ؟ |
الشاهدونَ على جريمة شنْقِنَا |
ماذا تراهُم يشهدُونْ ؟ |
في أيِّ يومٍ يغضَبُونْ ؟ |
في آبَ ؟ في أيلولَ ؟ في تشرينَ ؟ |
في يوم القيامةِ – رُبَّما – |
هُمْ يغضَبُونْ !!. |
9 |
لا شيءَ .. |
في العصر البيزنطيِّ الجديدِ يَهزُّهُمْ .. |
لا شيءَ .. |
في عصر المماليكِ الجديد يَهزُّهُمْ .. |
لا شيءَ .. |
في عصر (المارينز) يُثيرُهُمْ |
أو يرفُضُوا .. |
أو يبصُقُوا .. |
أو يعلنوا رأياً .. |
فهُمْ موتى |
وماذا قد يقومُ الميِّتُونْ ؟ |
10 |
مَنْ هؤلاءِ السادةُ المُسْتَشْرِقُونْ ؟ |
ولأيِّ شعبٍ ؟. |
أيِّ أرضٍ ؟ |
أيِّ دينٍ ؟ |
أيِّ ربٍّ ينتمونْ ؟ |
ما مسَّهُمْ حَرٌّ ، ولا قَرٌّ ، |
ولا قَلَقٌ ، ولا أَرَقٌ ، |
ولا مَنْ يَحْزَنُونْ .. |
يتكلمونَ .. بألف موضوعٍ |
ولا يتكلمونْ .. |
ويحركون شفاههمْْ |
لكنهم لا ينطقونْ .. |
ويشاهدون جنازة الوطن القتيل أمامهمْ |
تمشي .. |
فلا يترحمونْ .. |
11 |
مَنْْ هؤلاءِ الطارئونَ على مَشَاكلِ عَصْرِنا ؟ |
مَنْ هؤلاءِ الطارئُونْ ؟ |
هُمْ يزعمُونَ بأنَّهُمْ سيغيِّرونَ خريطةَ الدنيا .. |
وهم مُتَخلّفونْ .. |
وبأنهم سيُحرّرونَ الفكرَ والإنسانَ في كَلِمَاتِهمْ |
وهُمُ على كُلِّ الموائد يخدُمُونْ .. |
وبأنّهمْ عَرَبٌ غطاريفٌ |
وهُمْ مُسْتعرِبُونْ .. |
مَنء هؤلاءِ |
الخائفُونَ على طراوة جِلْدِهمْ ؟ |
وعلى تناسقِ خَصْرِهمْ |
وعلى أنوثة صوتِهمْ |
مَنْ هؤلاء المُتْرَفُونْ ؟ |
هل هؤلاءِ طليعةُ ثوريَّةٌ ؟ |
أم باعةٌ متجوِّلُونْ ؟؟ |
وبأنّهمْ عَرَبٌ غطاريفٌ |
وهُمْ مُسْتعرِبُونْ .. |
12 |
مَنء هؤلاءِ |
الخائفُونَ على طراوة جِلْدِهمْ ؟ |
وعلى تناسقِ خَصْرِهمْ |
وعلى أنوثة صوتِهمْ |
مَنْ هؤلاء المُتْرَفُونْ ؟ |
هل هؤلاءِ طليعةُ ثوريَّةٌ ؟ |
أم باعةٌ متجوِّلُونْ ؟؟ |