أقْبَـلَ اللّيْـلُ
أقبل اللـيـل .....
و فـي عُـمقِ سكـونه
ابتسامة ساخرة و غرورْ ....
تُنَـاجِي بالودِّ أرواحا
مفعمـة بالحـرمان
و بالنفس عطبٌ مأجـورْ ....
تَسْقُطُ من العين عَبَرَاتٍ
بين الحين و الحين
تمـرُّ على الخــدّ مُـرُورْ ....
فيحتضن الحِجْـرُ
غـديـر الدمـوع
بثناياه فلـول و كســورْ ....
الأنفاس حـزينة
تنثر سحبا هنا و هناك
و تتـرك قلـبا مهجــورْ ....
يئنّ موجـوعا
يبكي على سقيم
خذلته طـول العصورْ ....
دمّره يأس السنين
و خانته الأحاسيس
بكبـتِ ليالٍ و فجــورْ ....
وقطعتْ شهـواته
طوال أيام عصيبةٍ
و أدمتْ أقدامه الصّخورْ ....
أراد أن يُكْسِرَ القهْـرَ
فكـان القهـرُ عَصِيًّا
يَسْخَرُ من جناحٍ مبتورْ ....
مـزّق ستـار الصمت
و صاح في الفـلاة
كي يُسْمـعَ أهل القبـورْ ....
ألم يكـن من الغباءِ
حين يلتمس صخبا
من أموات مؤجَّلِينَ للنشورْ ....
أم هو قيّـدته الحياة
كي تسلبَ منه أنفاسا
كانت في الماضي عطورْ ....
آسفـا على سنيـن
راحتْ دون رجعة
ناحت على أنقاضها النسـورْ ....
من وحي القلم