محاورة بين الشيطان والأنسان
الأنسان: لماذا تغوي الناس يا شيطان؟
الشيطان: أغويتهم قديماً جداً ، أما الآن فإني عاطل عن العمل ، حيث كان الأنسان قديماً يؤمن بوجودي ، أوسوس بأذنه فيطيعني ، أحركّه يميناً وشمالاً ، أما الآن فقد غلبني بأفكاره وأفعاله ، أني أقف مجدوهاً متعجباً مبهوتاً ، أتعّلم منكم ما لم يخطر لي ببال منذ قرون ، أحييكم وأرفع قبعتي إجلالاً لكم ، فأنا التلميذ وأنتم المعلم ، أنا المشاهد وأنتم الممثلون ، أنا الحرُ وأنتم المكبّلين أنا الوجود وأنتم الضياع. ألم يقتل قابيل هابيل ، ألم تقتلوا الأنبياء والرسل والخلفاء على الأرض ،ألم تقطعوا رؤوس الأوصياء وعباد الله الصالحين ، ألم... ألم ... ألم...
الأنسان: (يقاطعه) ، كفى لغواً ، ألم تكن لديك بضاعة المكر والخداع والوسوسة وغيرها...؟
الشيطان: لقد أصبحت بضاعة بائرة والجميع يضحك بها عليّ ، أنها تخص العقول القديمة فقط . لقد أوقفتم تفكيري ، عقلي ، دهائي ، مكري ، كل شيء توقف ، بل أضفتم إليها القتل والتشريد والتجويع وسرقة أموال الناس العامة وفساد الحكام وفساد القضاء وبيع الحرائر بالأسواق وجميع أنواع المحرمات وأفكاراً جديدة بشعة شنيعة ما أنزل الله بها من سلطان ، بعضكم تلبّس لباس الدين والدين منهم براء ، أصبحتُ الآن مستقيماً بسببكم ، فأفعالكم قد غلبتني ولم يعد لدّي ما أفعله.
الأنسان: ويحك ، أتقول أنك مستقيماً وأنك شيطان رجيم!
الشيطان: لماذا ترجمني؟ فمن بعضكم تعلمت الحسد والغيرة والنفاق ومراقبة الغير والنميمة والحقد والمكر والخداع والجشع والقلب الجلد وفقدان الأحساس والنظرة المحرمة وترك المروءة والعين الصدئة والأفكار المريبة وكشف العيوب وأفشاء القبائح وجميع أنواع الرذائل الخسيسة .......
الأنسان: (يقاطعه مرة أخرى) ويقول ، بسمه تعالى { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ } * { إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ }
الشيطان: أن الآية الكريمة تخصنا ورب الجِنَّةِ والشياطين
الأنسان: ويحك ، ما هذا الهذيان ، أتقول أنك ستدخل الجنة يا نذل ياخسيس؟
الشيطان: لن أرد عليك فقد أستقمت ، بأفعالكم وأقوالكم سأدخل الجنة ، وربّ لظى ، نزّاعةً للشوى والتي هي مثواكم بعزة جلاله . وهل أن ربّي أجّل عقابي إلاّ لحكمةٍ هو أدرى بها.
تأليف عامر الطريحي
الأنسان: لماذا تغوي الناس يا شيطان؟
الشيطان: أغويتهم قديماً جداً ، أما الآن فإني عاطل عن العمل ، حيث كان الأنسان قديماً يؤمن بوجودي ، أوسوس بأذنه فيطيعني ، أحركّه يميناً وشمالاً ، أما الآن فقد غلبني بأفكاره وأفعاله ، أني أقف مجدوهاً متعجباً مبهوتاً ، أتعّلم منكم ما لم يخطر لي ببال منذ قرون ، أحييكم وأرفع قبعتي إجلالاً لكم ، فأنا التلميذ وأنتم المعلم ، أنا المشاهد وأنتم الممثلون ، أنا الحرُ وأنتم المكبّلين أنا الوجود وأنتم الضياع. ألم يقتل قابيل هابيل ، ألم تقتلوا الأنبياء والرسل والخلفاء على الأرض ،ألم تقطعوا رؤوس الأوصياء وعباد الله الصالحين ، ألم... ألم ... ألم...
الأنسان: (يقاطعه) ، كفى لغواً ، ألم تكن لديك بضاعة المكر والخداع والوسوسة وغيرها...؟
الشيطان: لقد أصبحت بضاعة بائرة والجميع يضحك بها عليّ ، أنها تخص العقول القديمة فقط . لقد أوقفتم تفكيري ، عقلي ، دهائي ، مكري ، كل شيء توقف ، بل أضفتم إليها القتل والتشريد والتجويع وسرقة أموال الناس العامة وفساد الحكام وفساد القضاء وبيع الحرائر بالأسواق وجميع أنواع المحرمات وأفكاراً جديدة بشعة شنيعة ما أنزل الله بها من سلطان ، بعضكم تلبّس لباس الدين والدين منهم براء ، أصبحتُ الآن مستقيماً بسببكم ، فأفعالكم قد غلبتني ولم يعد لدّي ما أفعله.
الأنسان: ويحك ، أتقول أنك مستقيماً وأنك شيطان رجيم!
الشيطان: لماذا ترجمني؟ فمن بعضكم تعلمت الحسد والغيرة والنفاق ومراقبة الغير والنميمة والحقد والمكر والخداع والجشع والقلب الجلد وفقدان الأحساس والنظرة المحرمة وترك المروءة والعين الصدئة والأفكار المريبة وكشف العيوب وأفشاء القبائح وجميع أنواع الرذائل الخسيسة .......
الأنسان: (يقاطعه مرة أخرى) ويقول ، بسمه تعالى { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ } * { إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ }
الشيطان: أن الآية الكريمة تخصنا ورب الجِنَّةِ والشياطين
الأنسان: ويحك ، ما هذا الهذيان ، أتقول أنك ستدخل الجنة يا نذل ياخسيس؟
الشيطان: لن أرد عليك فقد أستقمت ، بأفعالكم وأقوالكم سأدخل الجنة ، وربّ لظى ، نزّاعةً للشوى والتي هي مثواكم بعزة جلاله . وهل أن ربّي أجّل عقابي إلاّ لحكمةٍ هو أدرى بها.
تأليف عامر الطريحي
