قال تعالى{ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} فأول واجب على العبد معرفة ربه ومولاه, وذلك بمعرفة أسمائه وصفاته التي وصف بها نفسه في كتابه, أو وصف بها رسوله-صلى الله عليه وسلم- في سنته من غير تحريف, ولا تأويل, وكذلك من غير إدخال للعقل في تصورالكيفية, أو محاولة التشبيه والتمثيل بالمخلوقات فهو كما وصف نفسه:
{ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} "سورة الشورى"
{قل هو الله أحد الله الصمد} "سورة الإخلاص"
ثم القيام بحقوق كل اسم وصفة لله سبحانه بالتعبد له بهذه الأسماء والصفات ودعائه بها وتأثر القلب بها, فأسماء الله العظيم المجيد المتكبر المتعال ذو الجلال والإكرام وأنه فوق عباده على العرش استوى تملأ القلب تعظيمًا له وإجلالاً وخوفاً منه ورهبة, وأنه لا ملجأ منه إلا إليه.
وأسماء الله الخبير السميع البصير العليم الشهيد تملأ القلب مراقبة لله في الحركات والسكنات . وأسماء الله الرحمن الرحيم البرُّ الكريم الجواد الرزاق تملأ القلب محبة له وشوقاً إليه وطمعاً في رزقه ورحمته وحمداً له وشكراً.
وكلما زاد الإنسان معرفة بأسماء الله وصفاته ازداد عبودية لله تعالى:
قال النبي-صلى الله عليه وسلم-:(إن لله تسعة وتسعين اسماً مئة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة)" رواه البخاري"[أحصاها: حفظها وقام بحقوقها]
فهلا قمنا ففتحنا هذا الباب, فهو من أعظم أسباب السعادة.
منقول