|
مُنْتَظِرٌ أن يَرْحَلَ القِطَارْ |
أيُّ قطارٍ كانَ .. |
لا يهمُّني . |
أيُّ اتجاهٍ كانَ .. |
لا يهمني .. |
للشرقِ .. أو للغربِ .. |
لا يهمُّني .. |
لجنّةِ الفردَوْسِ ، أو للنارْ .. |
أنا كغودو .. |
أسْمعُ الصفيرَ في الليلِ ، |
ولكنْ .. لا أرى محطَّةً .. |
ولا أرى أرْصِفَةً .. |
ولا أرى قطارْ ... |
وقفتُ في الطابورِ مليونَ سَنَهْ |
كي أشتري تذكرةً |
نِمْتُ على حقائبي . |
نِمْتُ على متاعبي . |
قرأتُ ألفَ مرةٍ جريدتي. |
ما أسْخَفَ الأخبارْ .. |
نَظَرْتُ ألفَ مَرَّةٍ لساعتي . |
وَجَدتُها واقفةً |
عَدَدْتُ ألفَ مَرَّةٍ أصابعي |
وجدتها ناقصةً |
فَكَّرتُ أن أذهبَ للمرْحَاضِ .. |
لكنْ .. خفتُ أن يفوتني القِطَارْ ... |
3 |
والتحديقُ في القُضْبَانِ ، |
والجلوسُ أعواماً على مقهى الضَجَرْ |
أتعَبَني انتِظارُ ما لا يُنْتَظَرْ .... |
بحثتُ في صحيفة الأبراجِ |
عن (بُرج الحَمَلْ)... |
فلم أجدْ حمامةً قادمةً |
ولا طريقاً للسفرْ .. |
بحثتُ عن كأسٍ من الكونياكِ .. |
عن سَجَائرٍ .. |
بحثتُ عن سيّدةٍ أشمُّ عِطْرَ جِسْمِهَا |
قُبَيْلَ أن أسافِرْ .. |
وجدتُ صرصاراً على حقيبتي . |
سألته من أنتَ؟ قالَ إنني مهاجرْ |
وكان مثلي .. يرتدي قُبَّعةً ومعطفاً . |
وكان مثلي جالساً .. |
ينتظرُ القطار ... |
4 |
غودو أنا .. |
وليس في العالم من مدينةٍ |
يَعْرِفُني فيها أحدْ . |
كلُّ المحطاتِ التي أقْصُدُها |
مُطْفَأةُ الأنوارْ . |
كلُّ القطاراتِ التي أسمَعُها |
تمرُّ فوقَ جُثَّتي |
هل القطاراتُ هي الأقدارْ ؟ |
غودو أنا . |
غودو أنا . |
تسلَّقَ العُشْبِ على حقائبي |
تسلَّقَ العُشبُ على ذاكرتي |
والوقتُ فوق رَقْبَتي |
يَمُرُّ كالمِنْشَارْ .. |
لا تترُكي رأسي في الهواءِ ، يا سيِّدتي |
فهذه الدنيا .. |
بلا سقفٍ .. ولا جِدارْ .. |
لا تترُكيني أبداً .. |
فالقلبُ إبريقٌ من الفُخَّارْ ... |
5 |
مُنْتَظِرٌ ، صفَّارةَ القِطَارْ |
مُنْتَظِرٌ من يوم أن وُلِدْتُ ، |
منتَظِرٌ أن يزحفَ البحرُ على قصائدي ، |
وتهطلَ الأمطارْ .. |
مُنْتَظِرٌ معجزةً ، تُخرِجُني نحو مدار آخرٍ .. |
نحو فضاءٍ آخرٍ .. |
يؤمِنُ في بَنَفْسجِ البحرِ ، |
وفي حرية الحُبِّ ... |
وفي تعدُّدِ الحِوَارْ ... |
6 |
من ألفِ عامٍ .. |
وأنا منتظرٌ إجازتي |
مُنْتَظِرٌ جزيرةً في البحرِ .. |
مُنْتَظِرٌ قصيدةً ، خاتَمُها من ذَهَبٍ .. |
وخَصْرُها من نارْ .. |
مُنْتَظِرٌ فاطمةً .. تأتي ومِنْ ورائِها |
جيشٌ من الأشجار |
وفي مياه ناهديْها .. تسبحُ الأسماكُ والأقمارْ |
مُنتظرٌ فاطمةً .. تحمِلُ في كلامها ، |
حضارةَ الوردةِ ، لا حضارةَ الصبَّارْ ... |
لولا يَدَا فاطمةٍ .. |
ما كان تشكَّلَ النَهَارْ ... |
7 |
غُودُو أنا .. |
ولم أزَلْ أبحثُ فوق الرَمْل ، عن بقية اخْضرارْ |
ولم أزَلْ أبحثُ في الرُكَامِ عن زَهْرَة جُلَّنارْ |
ولم أزلْ أؤمِنُ بالشعر الذي يَطْلَعُ كالوردة |
8 |
غودو أنا .. |
ولا يزالُ الرومُ يسجِنُونَني |
ويفرضونَ حالةَ الحصارْ . |
ولا يزالُ البَدوُ يكرهونني |
ويكرهون الماءَ .. |
والبِذَارْ .. |
فمن سوى فاطمةٍ ؟ |
تَرُدُّ عنّي هَجْمَةَ التَتَارْ . |
ومن سوى فاطمةٍ تُحولُ الفحمَ إلى حدائقٍ |
وتقلبُ الليل إلى نَهَارْ ؟.. |
9 |
ما زالَ (غُودُو) منذُ مليون سَنَهْ .. |
مُرْتدياً مِعْطَفَهُ ، |
وحاملاً أكياسَهُ ، |
وقانِعاً أن هُناكَ في المدى محطَّةً |
وأنَّ في إمكانِهِ ، لو شاءَ ، |
أن يخترعَ القِطارْ ... |
9 |
ما زالَ (غُودُو) منذُ مليون سَنَهْ .. |
مُرْتدياً مِعْطَفَهُ ، |
وحاملاً أكياسَهُ ، |
وقانِعاً أن هُناكَ في المدى محطَّةً |
وأنَّ في إمكانِهِ ، لو شاءَ ، |
أن يخترعَ القِطارْ ... |