السؤال:
ورد في الحديث أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود ، حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر . فيقول الحجر والشجر : يا مسلم ! يا عبد الله ! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله ، إلا الغرقد ) . بينما - حسب ما أعلم - كان المسلمون على طوال التاريخ يحسنون إلى اليهود ، ويتقبلون وجودهم ، فالإسلام دين محبة وسلام . فلماذا يذكر الحديث هنا أنه ينبغي علينا قتلهم ، ولماذا لم يفعل المسلمون ذلك سابقًا ؟
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
الإسلام دين الرحمة والسلام كما وصفت السائلة ، ولهذا ؛ أقر الإسلام اليهود والنصارى على البقاء في بلاد الإسلام ولم يهجِّرهم ولم يقتلهم كما فعلوا ويفعلون هم حينما تمكنوا من بلاد المسلمين ، وذلك وفق معاهدة تكون بينهم وبين الدولة الإسلامية على كل طرف منهما حقوق وواجبات ، فما داموا يلتزمون بتلك الشروط فهم يتمتعون بتلك الإقامة الآمنة .
ولهذا جاءت الشريعة الإسلامية حامية لأهل الذمة في بلاد المسلمين ، ومدافعة عن حقوقهم إذا التزموا بشروط الإقامة ، حتى قال عليه الصلاة والسلام : ( مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا ) رواه البخاري (3166) .
وقال عليه الصلاة والسلام : ( مَنْ ظَلَمَ مُعَاهَدًا ، أَوْ انْتَقَصَهُ ، أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ ، أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ ، فَأَنَا حَجِيجُهُ [أي خصمه] يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه أبو داود (3052) وحسنه ابن حجر في " موافقة الخبر " (2/184) وصححه الألباني في " صحيح أبي داود ".
فإن أخلوا بالشروط - كما لو غدروا أو خانوا أو تجهزوا لقتالنا أو ساعدوا أعداءنا ... ونحو ذلك - فإنهم يكونون ناقضين للعهد ، وحينئذ فلا عهد بيننا وبينهم ، ولا يستحقون تلك الإقامة الآمنة التي لم يحافظوا عليها .
ثانياً :
نعم ؛ كان المسلمون يتقبلون وجود اليهود ويحسنون إليهم ما داموا ملتزمين بشروط إقامتهم ، ولكن اليهود هم اليهود ! سرعان ما كانوا يعودون إلى غدرهم وخيانتهم ، ويكفي أن تعلمي أن الرسول صلى الله عليه وسلم حين هاجر إلى المدينة كان بها ثلاثة طوائف لليهود ، وهم (بنو قينقاع ، وبنو النضير ، وبنو قريظة ) وقد عاهدهم جميعاً وسالمهم جميعاً ، ولكنهم غدروا وخانوا جميعا !!
فقاتلهم الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقتل منهم من قتل ، وطرد منهم من طرد خارج المدينة ، ومنعهم من الإقامة فيها .
ثالثاً :
روى البخاري (3593) ، ومسلم (2921) من حديث ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ : ( تُقَاتِلُكُمُ اليَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ يَقُولُ الحَجَرُ : يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي، فَاقْتُلْهُ ) .
وفي صحيح مسلم (2922) من حديث أبي هريرة أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي ، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ ، إِلَّا الْغَرْقَدَ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ ).
وقد جاء في بعض الروايات ما يدل على أن قتال اليهود المذكور في هذا الحديث سيكون في آخر الزمان حين يخرج الدجال وينزل المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ، فيقتله .
روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يَنْزِلُ الدَّجَّالُ فِي هَذِهِ السَّبَخَةِ بِمَرِّ قَنَاةَ [واد في المدينة] ، فَيَكُونُ أَكْثَرَ مَنْ يَخْرُجُ إِلَيْهِ النِّسَاءُ ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْجِعُ إِلَى حَمِيمِهِ وَإِلَى أُمِّهِ وَابْنَتِهِ وَأُخْتِهِ وَعَمَّتِهِ ، فَيُوثِقُهَا رِبَاطًا مَخَافَةَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِ ، ثُمَّ يُسَلِّطُ اللهُ الْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِ ، فَيَقْتُلُونَهُ وَيَقْتُلُونَ شِيعَتَهُ ، حَتَّى إِنَّ الْيَهُودِيَّ لَيَخْتَبِئُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ أَوِ الْحَجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرَةُ لِلْمُسْلِمِ : هَذَا يَهُودِيٌّ تَحْتِي فَاقْتُلْهُ ) رواه الإمام أحمد في " المسند " (9/255) ، ولكن في إسناده ضعف بسبب عنعنة محمد بن إسحاق ، وله شواهد أخرى تنظر في تحقيق المسند من طبعة مؤسسة الرسالة .
وقد أورد هذه الشواهد الحافظ ابن حجر رحمه الله في " فتح الباري " (6/610) ، وحسَّن منها حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه ، ثم قال : " فالمراد بقتال اليهود : وقوع ذلك إذا خرج الدجال ونزل عيسى " انتهى.
وقال ابن الملقن : " المراد بقوله (تقاتلون اليهود) إذا نزل عيسى ، فإن المسلمين معه ، واليهود مع الدجال" انتهى من "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" (17/663).
وهو ما جزم به جمع من شراح الحديث ، بل أخرج الإمام الترمذي (2236) حديث عبد الله بن عمر السابق في باب " علامة الدجال ".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" اليهود إنما ينتظرون المسيح الدجال ، فإنه الذي يتبعه اليهود ، ويخرج معه سبعون ألف مطيلس من يهود أصبهان ، ويقتلهم المسلمون معه ، حتى يقول الشجر والحجر : يا مسلم ! هذا يهودي ورائي تعال فاقتله " انتهى من " الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح " (2/ 30) .
ويقول الشيخ ابن باز رحمه الله :
" فإن عيسى عليه الصلاة والسلام يغزوه ، ومعه المسلمون ، فيقتله بباب اللد ، باب هناك في فلسطين ، قرب القدس ، يقتله بحربته كما جاء في الحديث الصحيح ، والمسلمون معه يقتلون اليهود قتلة عظيمة ، جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المسلمين يقاتلون اليهود ، فيقتلونهم ، ويسلطون عليهم ، ينادي الشجر والحجر : يا مسلم ، يا عبد الله ، هذا يهودي تعال فاقتله ، فيقتل عيسى الدجال وينتهي أمره " .
انتهى من " فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر " (4/ 290) .
وإذا خرج الدجال تبعه عشرات الآلاف من اليهود واجتمعوا معه يريدون قتال المسلمين ، فينزل المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ويجتمع معه المسلمون لقتال الدجال وأتباعه ، فيدعو عيسى ابن مريم اليهود للإسلام ، ولا يقبل منهم في ذلك الوقت إلا الإسلام ، فيسلم منهم من يسلم ، ويبقى منهم من يبقى على يهوديته ، فتكون المعركة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم .
وبهذا يتبين أن المعركة من جانب المسلمين معركة عادلة مشروعة يحبها الله تعالى بلا شك ، ومما يدل على ذلك :
- أنها ضد الدجال ومؤيديه الذين اجتمعوا لقتال المسلمين : (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) الصف/32.
- ولأنها معركة يخوضها المسلمون تحت قيادة عيسى بن مريم عليه السلام أحد الرسل الكرام .
- أن الله تعالى يكرم المسلمين في هذه المعركة بهذه الكرامة وهي نطق الحجر والشجر ومناداته على المسلم حتى يقتل اليهودي الذي يختبئ وراءه .
فكل ذلك يدل على أنها معركة عادلة يحبها الله ، كما هو الشأن في المعارك الإسلامية كلها التي يكون المقصد منها إعلاء كلمة الله في الأرض ، : (مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) رواه مسلم (1915).
والله أعلم .
ورد في الحديث أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود ، حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر . فيقول الحجر والشجر : يا مسلم ! يا عبد الله ! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله ، إلا الغرقد ) . بينما - حسب ما أعلم - كان المسلمون على طوال التاريخ يحسنون إلى اليهود ، ويتقبلون وجودهم ، فالإسلام دين محبة وسلام . فلماذا يذكر الحديث هنا أنه ينبغي علينا قتلهم ، ولماذا لم يفعل المسلمون ذلك سابقًا ؟
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
الإسلام دين الرحمة والسلام كما وصفت السائلة ، ولهذا ؛ أقر الإسلام اليهود والنصارى على البقاء في بلاد الإسلام ولم يهجِّرهم ولم يقتلهم كما فعلوا ويفعلون هم حينما تمكنوا من بلاد المسلمين ، وذلك وفق معاهدة تكون بينهم وبين الدولة الإسلامية على كل طرف منهما حقوق وواجبات ، فما داموا يلتزمون بتلك الشروط فهم يتمتعون بتلك الإقامة الآمنة .
ولهذا جاءت الشريعة الإسلامية حامية لأهل الذمة في بلاد المسلمين ، ومدافعة عن حقوقهم إذا التزموا بشروط الإقامة ، حتى قال عليه الصلاة والسلام : ( مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا ) رواه البخاري (3166) .
وقال عليه الصلاة والسلام : ( مَنْ ظَلَمَ مُعَاهَدًا ، أَوْ انْتَقَصَهُ ، أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ ، أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ ، فَأَنَا حَجِيجُهُ [أي خصمه] يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه أبو داود (3052) وحسنه ابن حجر في " موافقة الخبر " (2/184) وصححه الألباني في " صحيح أبي داود ".
فإن أخلوا بالشروط - كما لو غدروا أو خانوا أو تجهزوا لقتالنا أو ساعدوا أعداءنا ... ونحو ذلك - فإنهم يكونون ناقضين للعهد ، وحينئذ فلا عهد بيننا وبينهم ، ولا يستحقون تلك الإقامة الآمنة التي لم يحافظوا عليها .
ثانياً :
نعم ؛ كان المسلمون يتقبلون وجود اليهود ويحسنون إليهم ما داموا ملتزمين بشروط إقامتهم ، ولكن اليهود هم اليهود ! سرعان ما كانوا يعودون إلى غدرهم وخيانتهم ، ويكفي أن تعلمي أن الرسول صلى الله عليه وسلم حين هاجر إلى المدينة كان بها ثلاثة طوائف لليهود ، وهم (بنو قينقاع ، وبنو النضير ، وبنو قريظة ) وقد عاهدهم جميعاً وسالمهم جميعاً ، ولكنهم غدروا وخانوا جميعا !!
فقاتلهم الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقتل منهم من قتل ، وطرد منهم من طرد خارج المدينة ، ومنعهم من الإقامة فيها .
ثالثاً :
روى البخاري (3593) ، ومسلم (2921) من حديث ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ : ( تُقَاتِلُكُمُ اليَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ يَقُولُ الحَجَرُ : يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي، فَاقْتُلْهُ ) .
وفي صحيح مسلم (2922) من حديث أبي هريرة أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي ، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ ، إِلَّا الْغَرْقَدَ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ ).
وقد جاء في بعض الروايات ما يدل على أن قتال اليهود المذكور في هذا الحديث سيكون في آخر الزمان حين يخرج الدجال وينزل المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ، فيقتله .
روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يَنْزِلُ الدَّجَّالُ فِي هَذِهِ السَّبَخَةِ بِمَرِّ قَنَاةَ [واد في المدينة] ، فَيَكُونُ أَكْثَرَ مَنْ يَخْرُجُ إِلَيْهِ النِّسَاءُ ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْجِعُ إِلَى حَمِيمِهِ وَإِلَى أُمِّهِ وَابْنَتِهِ وَأُخْتِهِ وَعَمَّتِهِ ، فَيُوثِقُهَا رِبَاطًا مَخَافَةَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِ ، ثُمَّ يُسَلِّطُ اللهُ الْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِ ، فَيَقْتُلُونَهُ وَيَقْتُلُونَ شِيعَتَهُ ، حَتَّى إِنَّ الْيَهُودِيَّ لَيَخْتَبِئُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ أَوِ الْحَجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرَةُ لِلْمُسْلِمِ : هَذَا يَهُودِيٌّ تَحْتِي فَاقْتُلْهُ ) رواه الإمام أحمد في " المسند " (9/255) ، ولكن في إسناده ضعف بسبب عنعنة محمد بن إسحاق ، وله شواهد أخرى تنظر في تحقيق المسند من طبعة مؤسسة الرسالة .
وقد أورد هذه الشواهد الحافظ ابن حجر رحمه الله في " فتح الباري " (6/610) ، وحسَّن منها حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه ، ثم قال : " فالمراد بقتال اليهود : وقوع ذلك إذا خرج الدجال ونزل عيسى " انتهى.
وقال ابن الملقن : " المراد بقوله (تقاتلون اليهود) إذا نزل عيسى ، فإن المسلمين معه ، واليهود مع الدجال" انتهى من "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" (17/663).
وهو ما جزم به جمع من شراح الحديث ، بل أخرج الإمام الترمذي (2236) حديث عبد الله بن عمر السابق في باب " علامة الدجال ".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" اليهود إنما ينتظرون المسيح الدجال ، فإنه الذي يتبعه اليهود ، ويخرج معه سبعون ألف مطيلس من يهود أصبهان ، ويقتلهم المسلمون معه ، حتى يقول الشجر والحجر : يا مسلم ! هذا يهودي ورائي تعال فاقتله " انتهى من " الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح " (2/ 30) .
ويقول الشيخ ابن باز رحمه الله :
" فإن عيسى عليه الصلاة والسلام يغزوه ، ومعه المسلمون ، فيقتله بباب اللد ، باب هناك في فلسطين ، قرب القدس ، يقتله بحربته كما جاء في الحديث الصحيح ، والمسلمون معه يقتلون اليهود قتلة عظيمة ، جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المسلمين يقاتلون اليهود ، فيقتلونهم ، ويسلطون عليهم ، ينادي الشجر والحجر : يا مسلم ، يا عبد الله ، هذا يهودي تعال فاقتله ، فيقتل عيسى الدجال وينتهي أمره " .
انتهى من " فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر " (4/ 290) .
وإذا خرج الدجال تبعه عشرات الآلاف من اليهود واجتمعوا معه يريدون قتال المسلمين ، فينزل المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ويجتمع معه المسلمون لقتال الدجال وأتباعه ، فيدعو عيسى ابن مريم اليهود للإسلام ، ولا يقبل منهم في ذلك الوقت إلا الإسلام ، فيسلم منهم من يسلم ، ويبقى منهم من يبقى على يهوديته ، فتكون المعركة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم .
وبهذا يتبين أن المعركة من جانب المسلمين معركة عادلة مشروعة يحبها الله تعالى بلا شك ، ومما يدل على ذلك :
- أنها ضد الدجال ومؤيديه الذين اجتمعوا لقتال المسلمين : (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) الصف/32.
- ولأنها معركة يخوضها المسلمون تحت قيادة عيسى بن مريم عليه السلام أحد الرسل الكرام .
- أن الله تعالى يكرم المسلمين في هذه المعركة بهذه الكرامة وهي نطق الحجر والشجر ومناداته على المسلم حتى يقتل اليهودي الذي يختبئ وراءه .
فكل ذلك يدل على أنها معركة عادلة يحبها الله ، كما هو الشأن في المعارك الإسلامية كلها التي يكون المقصد منها إعلاء كلمة الله في الأرض ، : (مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) رواه مسلم (1915).
والله أعلم .