بسم الله الرحمن الرحيم قبل البدء بالمشاركة لابدَّ من التعليق قليلا على الاحداث الجارية؟والاَحمقُ من يظن اَنَّ المعارضة السورية في الخارج تدعو فعلا اِلى اِسقاط النظام؟ واَرجو تدخل المحلّلين السياسيين فيما ساَقوله؟ اِذْ لو كانَتْ فعلا تدعو اِلى اِسقاطِ النظام لاَعلنَتِ الجهاد ضدَّ اسرائيل ولو بتحرُّشٍ بسيط من العمليات الفدائية تحقيقا لوعد الله في قوله تعالى{واِذْ تَاَذّنَ ربُّك لَيَبْعَثَنَّ عليهم اِلى يوم القيامة من يسومُهم سوء العذاب} وسواء كان هذا الوعد الاِلهيُّ قَدَرَاً محتوما اَو تكليفاً شرعيا فنحن مُلْزَمُونَ به حتماً من اَجلِ كبحِ جماح فسادِهم في الاَرض؟ واَوَّلُ هذا الفساد هو التحريشُ بيننا حتى جعلُونا يقتلُ بعضُنا بعضاً مع الاَسَف بدليل قوله تعالى{كلَّما اَوقَدُوا ناراً للحرب اَطْفَاَهَا اللهُ ويَسْعَوْنَ في الاَرضِ فساداً والله لا يحبُّ المفسدين} ولَكِنَّ المعارضةَ مع الاَسف تصلّي مع اليهود من اَجلِ بقاء هذا النظام لِاَّنها في حقيقتها تريد الانتقام لِاَحداثِ حماة وغيرها التي حدثت في القرن الماضي والاَهمُّ من ذلك هو المعاناة التي عاشَتْها سنين طويلة في اَرضِ المهجر بعيدا عن الوطن الاُم؟ ولذلك فَاِنَّها تريد الانتقام من الذين تسبَّبوا في هذا كله تحت غطاء اِسقاط النظام؟ ولو اَنَّها فعلا تريد اسقاط النظام كما تزعم فاِنَّها تدرك جيدا نقطةَ ضعفِ النظام الخطيرة التي يمكن اَنْ تصيبَهُ في مقتل؟ اَلَا وهي التحرُّش باسرائيل؟ لِاَنَّ اسرائيل في كلِّ مرة سَتُحَمِّلُ الحكومةَ السورية مع النظام المسؤولية الكاملة عن أي خرق اَمني قد يحدث على الحدود في المستقبل؟ ولم تكنْ اسرائيل يوماً من الاَيَّام تُحَمِّلُ حماس مسؤولية أي صاروخ قسَّام تطلقُه عليها؟ واِنَّمَا كان للسلطة الفلسطينية النصيب الاَكبر من التهديدات المتكررة؟ ولم تكنْ اَبَدَاً تُحَمِّلُ حزبَ الله اللبناني مسؤولية أي صاروخ كاتيوشا تطلقُه من اراضيها؟ واِنَّما كانَتْ تُحَمِّلُ الحكومة اللبنانية المسؤولية الكاملة؟ ولَكِنَّ هذه المعارضة الافَّاكة تعلم جيدا اَنَّ أيَّ خَرْقٍ اَمني لاسرائيل وحدودها المغتصبة سيضع الحكومة السورية بل العالم كله في حرج كبير؟وهذا ليس من مصلحتها اَنْ تخسر الدول المنافقة التي تَدَّعِي الديموقراطية وحقوق الانسان بسبب التحرش باليهود؟وهي اَوَّلُ من يدوسُ على كرامة الانسان وحقوقه؟ وبالنتيجة اَقول ومهما حصل فلن يخسر اَحدٌ من المعارضة اَو النظام شيئا من جيبه؟ ولَكِنَّ الشعب السوري هو الذي سيكون الضحية بين فكَّيْ حيوان مفترس من الموالاة والمعارضة اِذا لم تخرجْ هذه الاَفكار الانتقامية من الرؤوس الشيطانية؟ ونبداُ بالمشاركة على بركة الله الحمد لله ثم الحمد لله؟ الحمد لله الذي جعل مودة بين قلوب المؤمنين؟ واخلص قلوبهم لعبادته؟ فاستقر فيها حبه سبحانه وتعالى؟ ففاض على الجوارح امنا وطمانينة وسلاما؟ نحمده سبحانه وتعالى ونستهديه ونستغفره ونساله ان يُثبِّتَنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة؟ وان يطهر قلوبنا من كل امراضها؟ ونستفتح بالذي هو خير{ربنا عليك توكلنا واليك انبنا واليك المصير} واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له؟ جعل صدور المؤمنين صافية نقية؟ واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله القائل [اَلَا واِنَّ في الجسد مُضَغَة اذا صَلُحَتْ(او صَلَحَتْ يجوز الوجهان}صلُح او صلَح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب] اللهم صلِّ وسلم تسليما كثيرا وبارك على هذا النبي الكريم وعلى ازواجه وآله الطيبين الطاهرين وعلى اصحابه الغر الميامين وعلى اخواننا من حملة العرش و الملائكة والانس والجن المؤمنين ما علمنا منهم وما لم نعلم {وما يعلم جنود ربك الا هو} وعلى كل من اَحبَّ الله ورسوله وازواجه امهات المؤمنين وآل بيته واصحابه الى يوم الدين برحمتك يا ارحم الراحمين؟ اما بعد عباد الله؟ فمن سورة مريم قول الله عز وجل{اِنَّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وُدَّا} صدق الله العظيم؟ نعم اخي و سببُ نزول هذه الآية ما رواه القرطبي في تفسيره والسيوطي في كتابه الدر المنثور عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وازواجه وآله واصحابه وسلم لعلي كرم الله وجهه[اُدعُ الله؟ قال بمَ اَدعو الله يارسول الله؟ قال ادع الله اَن يجعل لك عنده عهدا؟ فقال اللهم اجعل لي عندك عهدا؟ قال قل اللهم اجعل لي عندك ودا؟قال اللهم اجعل لي عندك وُدَّا؟ قال قل اللهم اجعل لي في صدور المؤمنين مودة؟ فقال اللهم اجعل لي في صدور المؤمنين مودة] فنزلت هذه الآية؟ نعم اخي اِنَّها المودة؟ اِنَّه الود؟ فكيف نحصل عليهما اِلاّ بالمعاملة الحسنة؟ واَنْ يَوَدَّ بعضُنا بعضا؟ وكيف نُنَمِّي هذا الودَّ الا بالمعاملة الحسنة؟وكيف تكون هذه المعاملة الحسنة الا اَنْ ترى اخاك فَتَبَشَّ في وجهه؟ وتقابلَه بابتسامة بدليل قوله عليه الصلاة والسلام[تَبَسُّمُكَ في وجه اَخيك صدقة]نعم اَنْ تتبسَّمَ اخي في وجه اخيك؟ ولا تتجهَّمْه؟ ولكنَّها ابتسامةٌ يجب اَنْ تكونَ خالصةً نقيَّة؟ ليس فيها غدرٌ ولانفاق؟ واِلاَّ كانت ابتسامةً صفراء؟ ولهذا فَاِنَّ المؤمنَ ظاهرُه كباطنه؟ وباطنُه كظاهره؟ ولهذا اختي اِذَا لقيتِ اختَكِ فتبسَّمي في وجهها؟ فان التبسُّم في وجه اُختِكِ صدقة؟ واِذَا دخل اخوك الى مجلس فافسح له في المجلس؟وتَذكَّر قولَ الله سبحانه وتعالى{يا اَيُّها الذين آمنوا اِذَا قيل لكم تفسَّحوا في المجالس فَافْسَحُوا} فما هو جواب الطلب {يفسحِ الله لكم }اِسْتَمِعْ اخي المؤمن اَنْتَ فَسَحْتَ لاخيك في المجلس؟فيقابلُك الله عز وجل بِاَنْ يفسحَ لك؟ فَاَيُّ فَسْحٍ هو اعظم؟ انتَ تقومُ وتفسح قدرَ امكانيَّاتك؟ والله تعالى لاحدود لقدرته؟ فانت حينما تفسحُ لاخيك في المجلس؟ يفسحُ الله عليك بكل انواع الفُسَح؟ نعم يفسحُ الله عليك في الدنيا؟ ويفسحُ عليك في الآخرة؟ ولن تستطيعَ اَنْ تُقَدِّرَ مقدارَ هذا الفسح{ فافسحوا يفسح الله لكم} ثمَّ بعد ذلك اِذَا غابَ اَخوك سَاَلْتَ عنه؟ ولذلك كان من حِكَمِ صلاةِ الجماعة اَنَّه اِذَا غابَ اَحَدُ اَفراد المصلين اَنْ نَسْاَلَ عنه لماذا هو غائب؟ فَاِذا كان مريضا عُدْنَاه؟ واِذا كان بحاجة قضيْنا له حاجتَه؟ نعم اَخي المؤمن عيادتَكَ للمريض تُقَرِّبَكَ اِلَى الله زلفى؟ ولاتَمَلَّ من كثرة عيادته؟ فقد يطول عليه المرض؟ وبعض الناس يزوره مرة اَوْ مرَّتين ثم ينقطعُ عن زيارته؟ لا يا اَخي عليكَ اَنْ تتودَّدَ اِلَى اَخيك بزيارتِه المرَّةَ بعد المرةِ الاُخرَى؟ من اَجْلِ اَنْ يَوَدَّك؟ ومن اَجل اَنْ تَوَدَّه؟ نعم اِذَا غابَ عنكَ سَاَلْتَ عنه؟ اِذا مَرِضَ عُدْتَّه؟ واِذَا ماتَ شيَّعْتَه وعَزَّيْتَ به؟ وهنا وقفةٌ لابُدَّ منها عند التشييع وعند التعزية؟ فهل نحن نسوِّي في التشييع والتعزية بين الناس؟ اَحيانا تذهبُ اَخي اِلى قاعة التعزية؟ فترى وفوداً تلوَ الوفود؟ جماعاتٍ وزرافاتٍ يملؤون المكان؟ والداخلُ اَكثرُ من الخارج؟ والخارج اكثر من الداخل لماذا؟ لِاَنَّ الميت له مكانة اجتماعية؟ ونريد اَنْ نتودَّدَ اِلى اَهله بتقديم التعازي؟ وهذا التودُّدُ مع الاَسف لايكونُ لوجه الله؟ واِذا ماتَ فقير؟ اَو ماتَ انسانٌ مغمور؟ تذهبُ اخي الى صالة التعزية؟ وقلَّما تجدُ اَحدا؟وهنا ينكسرُ خاطرُ اَهلِ الميِّت؟ وكَاَنَّ مصيبتَهم اَوْ فجيعتَهم لم تكنْ تكفيهم؟ فتَحْصَلَ بذلك الجفوةُ الكبرى بيننا وبينهم؟ فهل سوَّينا نحن واُخاطبُ المصلّين خاصَّة؟ هل نُسَوِّي في التشييع والتعزية بين النّاس جميعا؟اِنَّ الميزانَ عند الله تعالى الذي يميِّز الناسَ اِنَّمَا هو تقوى الله؟ونحن نقراُ قولَ الله تعالى ونسمعهُ ونستمعُ اِليه من سورة الحجرات{اِنَّ اَكرمَكم عند الله اتقاكم} ولكنَّنا مع الاسف نمرُّ عليه مرور الكرام؟ فهل نحن سوَّينا حَقّاً بين الناس حتى في التعزية؟ فكيف يَحِقُّ لنا اَنْ نطلبَ من غيرنا من الحُكَّام اَنْ يُسَوِّي بيننا؟ نعم اِنَّه مرضٌ اجتماعي خطير؟ تختلُّ بسببه الموازين[رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كان يجلس مع اَصحابه رضوان الله عليهم؟ فمرَّ رجلٌ من اَمامهم وسيمُ الهيئة؟بهيُّ الطّلعة؟ يبدو عليه اَثَرُ الترف؟ ثم ذهب الى حال سبيله؟ فقال الرسول الكريم ماذا تقولون في هذا؟فقالوا هذا رجلٌ عظيم؟حَرِيٌّ بنا اِذَا قالَ اَنْ نستمعَ له؟ واذا غابَ اَنْ نفتقدَه؟ واِذَا خَطَبَ اَنْ نزوِّجَه؟ فسكتَ رسولُ الله هُنَيْهَة؟ ثمَّ مرَّ رجلٌ فقيرٌ؟ رثُّ الثياب؟ضعيفُ الحال؟ فقال عليه الصلاةُ والسلام ما تقولون في هذا؟ فقالوا هذا رجلٌ بائس؟ حري بنا اذا قال اَلَّا نستمع له؟ واِذا غاب اَلَّا نفتقدَه؟ واِذا خطب اَلّا نُزَوِّجه؟ اُنْظُرْمعي اَخي اِلى ميزان الناس؟ثمَّ استَمِعْ معي اِلى ميزان النبوة؟ قال عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده [لَهَذَا خيرٌ مِنْ ذاكَ عندَ الله ملءُ الاَرضِ ذَهَبَاً] وذَكَرَ الذَّهَبَ لِاَنَّ الناس دائما يحبُّون المادَّة حبَّا جمَّا؟ويعشقونها عِشْقَاً يَاْخُذُ بِاَلْبَابِهِمْ وعقولِهم وقلوبهم اِلى درجة الاستغراقِ الشيطاني الذي يجعلُهم يُقَيِّمُونَ الناسَ على اَساسِها؟ فيصبحُ المالُ بذلك هو الغاية الكبرى؟ وبَدَلَ اَنْ يكونَ وسيلةً لاِسْعَادِ البَشَريَّة؟فَاِنَّه اِذا وقعَ في اَيدي الاَشرار يَتَسَبَّبُ في شقاء البشرية وتعاستِها؟ نعم اَخي هذا الفقير المغمورُ في ميزان الله اَفضلُ من ذاك الغني البخيل عند الله ملءُ الاَرض ذَهَبَا؟ نعم اَخي اِنَّها موازينُ الله ورسولِه التي لاتَطِيشُ ولاتُخْطِىء؟؟؟ ومن حقِّ اَخيك عليك اَنْ تشاركَه افراحه اِذَا لم تكنْ هناك معصية؟واَنْ تواسيَه في اَتراحهِ أي في اَحزانِه؟واَنْ تنصرَه ولو كان ظالما؟ وهنا وقفةٌ لابدَّ منها عند هذه العبارة؟وكيف ننصرهُ اِذا كان ظالما؟كان العربُ قبلَ الاسلام يتداولون هذه العبارة(اُنْصُرْ اَخاك ظالماً اَوْ مظلوما) فلمَّا دخلَ العربُ في دين الله عزَّ وجل الاسلامي وشعروا بِعِزَّةِ الايمان وقيمته وحلاوتِه وَسُمُوِّه؟ اَرادَ رسولُ الله عليه الصلاة والسلام اَنْ يختبرَهم وهو جالسٌ معهم؟ فقال صلى الله عليه وسلم[انصر اخاك ظالما او مظلوما] فَانْتَفَضَ الجميع؟وقالوا يا رسولَ الله؟ ننصرُهُ مظلوما؟ فكيف ننصرهُ ظالما؟ لاحظْ معي اخي جيدا اَنَّ العبارةَ هي نفسُها في الجاهلية والاسلام واحدة؟ وَلَكِنِ اخْتَلَفَ مفهومُها؟ وهؤلاء الصحابة لم يتقبَّلوا هذا الكلامَ على ظاهره؟ وهم يريدون توضيحاً من رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ وهم لايردُّون كلامَه مَعَاذَ الله؟ هم اَعظمُ من ذلك بكثير؟ واِنَّما يريدون تفسيرا؟ فيا رسولَ الله؟ ننصرهُ مظلوما؟فكيف ننصرهُ ظالما؟ قالَ اَنْ تاخذَ على يديه فتمنعَه من الظلم؟ أي اَنَّك اخي اِذَا رَاَيْتَ اَخاكَ ظالماً فَاَعَنْتَهُ على ظُلْمِهِ فَاَنْتَ هنا تهلكُه وتهلكُ نفسك؟ واَمَّا حِينَمَا تمنعهُ من الظلم؟ فاِنَّكَ تُبْقِي عليه؟وتبقي على نفسك[فانصر اخاك ظالما او مظلوما] نعم اَخي المؤمن وبهذه الاَرِيحِيَّةِ الايمانيَّة لابدَّ اَنْ تتولَّد المودةُ والمحبة في قلوب الناس؟و نحن الآن نعيش في مجتمعاتٍ انسانيَّةٍ فيها اضطراباتٌ لا مثيلَ لها؟لقد اُهْدِرَتِ القِيَم؟ واهدرت الدماء؟ واهدر كلُّ شيء؟ واهدرت كرامةُ الانسان؟ فَهَلَّا نعود الى منهج ربِّنا سبحانه وتعالى؟ لِنعودَ اِخوةً متآخين متحابِّين متعاضدين على سررٍ متقابلين؟ فوالله الذي لا اله غيره ليس لنا من نجاة اِلّا اَنْ نعودَ اِلى منهج الله وقرآنِه الكريم الذي اَلَّف بين القلوب بدليل قوله تعالى{لو اَنْفَقْتَ ما في الارضِ جميعاً ما اَلَّفْتَ بينَ قلوبهِم ولَكِنَّ اللهَ اَلَّفَ بينَهم} نعم اخي المؤمن لابُدَّ للمودَّةِ اَنْ تَقْتَرِنَ بالمحبَّةِ والمعاملةِ الحسنةِ في الظاهر لَكِنْ يكون لها اَثرُها على القلوب كذلك؟ فما هي الرابطةُ التي تربط المؤمنين جميعا على كلِّ المستويات الشعبيّة والرسمية والطائفية؟ وما هو اَثَرُ هذا الايمان؟والجواب تجده اخي في الدليل القرآني؟ دليلُك ودليلُ قلبِكَ اِلى الاسلام؟ ثم اُخُوَّةِ الايمان؟ قال تعالى{اِنَّما المؤمنون اِخْوَة} وهل تظن اخي اَنَّ كلمة {اِخْوَة} سهلةٌ على اللسان؟ وهل هكذا نَلُوكُها وبهذه البساطة من دون اَنْ نُحقّقَ متطلباتها؟ ولو احتاج الامر اِلى اَنْ تفديَ اَخاك بدمِكَ وروحِكَ فَافْعَل؟ ولو احتاج الاَمْرُ اِلى اَنْ تَخْلَعَ قلبَكَ من صدرِك حتّى يراكَ اَخوك وقلبُكَ يَنْبُضُ بحبِّه وحبِّ ربِّهِ وحُبِّ رسولِه وحبِّ قرآنهِ وحبِّ دينهِ الاسلامي فلا تَخْلَعْ هذا الحبَّ العظيم من صدرك ولا من قلبك؟ لِانَّ اَخاك لن يطاوعَه قلبُه اَبداً اَنْ تؤذيَكَ الشوكةُ وهو سليمٌ معافى[ فانصر اخاك ظالما او مظلوما] اِذا كان مظلوما فامنَعْ عنه الظلم؟واِذا كان ظالما فَخُذْ على يديه؟ حتَّى ولو كانَ من غير المسلمين فكيف يطاوعُك قلبُكَ اَنْ تتخلّى عنه بهذه البساطة اِلَى مصيره الاَسْوَد؟ هل هكذا نكافىءُ اِخوانَنا المسيحيين الذين جعل الله في قلوبهم رَاْفَةً ورحمة تجاهَنَا كما ورد ذلك في قرآن ربِّنا؟ هل هكذا نكافِئُهم وقد كانوا اَقربَ الناس مودَّة لنا ولم يتكبَّروا علينا بدليل سورة المائدة؟عليكَ يا اخي اِذَا كُنْتَ تُتْقِنُ أيَّ لغة اجنبية فرنسية او ايطالية او روسية او المانية اَنْ تَبْذُلَ اَقْصَى جهدِك واستطاعتِك من اَجْلِ اِنْقَاذِهِمْ من نار اَبديَّةٍ محرقة اِلى اَبدَ الآبدين اذا ماتوا على غير دين الاسلام اَعَاذَنا الله واِيَّاكم؟ويشملُ ذلك اَيضاً اليهود فَاِنَّ البعض منهم عنده قابلية عجيبة للهداية وهو متعطش جدا لسماع أيِّ كلمة قادرة على اِقناعه بالضلال الذي هو عليه مع اِخوانه من النصارى ومن غير المسلمين بدليل قوله تعالى{وقالتِ اليهودُ لَيْسَتِ النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب} أي اَنَّ كلَّ طائفةٍ منهم تُقْسِمُ بالكتاب الذي تعتقدُ به على ضلالِ وكفرِ الطائفة الاُخرى ولقد صدقوا في ذلك حقا ولكنَّهم كاذبون فيما عداه والعياذ بالله بدليل قوله تعالى{ويُنْذِرَ الذين قالُوا اتَّخَذَ الله وَلَدَا ما لهم به من علم ولا لآبائهم كَبُرَتْ كلمة تخرج من افواههم اِنْ يقولون اِلَّا كَذِبَا} نعم اَيها الاخوة{اِنَّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وُدَّا} نعم الود والمودة لاتكون اِلَّا بالايمان+العمل الصالح ؟ولم يقلْ سبحانه سيجعلُ لهمُ الله؟ ولم يقل سيجعلُ لهم القادرُ المقتدرُ المنتقمُ الجَبَّار؟ واِنَّما جاءَ سبحانه بهذا الاسم الشفَّاف؟ بهذا الاسم الذي يحملُ كلَّ معاني الرحمة {الرحمن} حتى اَنَّ الرحمن اَبْلَغُ من الرحيم؟ نعم {سيجعل لهم الرحمن ودا} واِذَا تحابَبْنَا اَحَبَّنا الله؟ خُذْهَا اَخِي كما يُقَال حَلْقَة ولْيَضَعْها كلُّ واحد منَّا في اُذُنَيْه؟ اِذَا اَحَبَّ بعضُنا بعضاً فَاِنَّ الله يحبُّنا؟ وفي الحديث القدسي عن ربِّ العزة سبحانه وتعالى [اَنَّ الله اِذَا اَحَبَّ عبداً نادى في السموات اَنِّي اُحبُّ فلانا فَاَحِبُّوه؟ ثمَّ اَمَرَ جبريلَ في الاَرضِ اَنْ ينادي اَنَّ الله يحبُّ فلانا فَاَحبُّوه؟فيُوضَعُ له القبولُ في الاَرْض؟أي الهيبة والمحبة فيصبحُ محبوباً من كلِّ من رآه بدليل قوله تعالى عن موسى صلى الله عليه وسلم {واَلْقَيْتُ عليكَ محبَّة مني} أي القيت محبَّتَكَ على قلب كلِّ من رآك على وجه هذه الارض؟ واذا اَبْغَضَ الله عبدا والعياذ بالله عز وجل؟ والله تعالى لايُبْغِضُ اَحداً اِلَّا اِذَا كان يستحقُّ هذا البغض؟ اَمَرَ جبريلَ عليه السلام فنادى في السماء اَنَّ الله يُبْغِضُ فلانا فَاَبْغِضُوه؟ ثمَّ نُودِيَ في الاَرضِ كذلك اَنَّ الله يَبْغَضُ فلانا فابغضوه؟ فَيُوضَعُ له اَو تُوضَعُ له البغضاءُ في الاَرض؟ اَرَاَيْتَ اَخِي المؤمن كيف اَنَّ معاملتَكَ الحسنة لاِخوانِك تثمرُ ثمراتٍ يانعةً جِدَّاً جدا؟وليست ثمرة واحدة؟اِنَّه حُسْنُ المعاملة بين الناس؟ وحينما تُحْسِنُ معاملة اَخيك؟ وحينما يصفو قلبُكَ لله وحده؟ فماذا ستكون النتيجة؟ حينما تُهدِي قلبَكَ لربِّك فلا يستقرُّ فيه اِلَّا ما يُرضِي اللهَ ورسوله؟ هذا القلبُ الذي هو في الاصل مِنْحَةٌ من الله عزَّ وجل؟ حينما تهديه لربك؟وتجعله خالصا لوجهه الكريم؟ ليس فيه حسد؟ ولابغضاء؟ ولاضغينة؟ولاحِقْد؟عندَ ذلك ترى هذا القلبَ يكونُ خالصاً لله؟ فَاِذا تعامَلْتَ مع الله بدليل قوله تعالى{هل جزاء الاحسان اِلّا الاِحْسَان} فَاَنْتَ هنا تُحْسِن؟ فكيف لا يُحْسِنُ الله اِليك؟ وردَ كذلك في الحديث القدسي [من اَحبَّنِي من قلبه سخَّرْتُ له قلوبَ العباد ليُحِبُّوه] أي اُكافِئُهُ بِاَنْ اَجْعَلَ قلوبَ العباد تميلُ اِليه حبَّا؟ وكذلك اَنا احبُّه بدليل قوله تعالى{يحبُّهم ويحبُّونه اَذِلَّةٍ على المؤمنين اَعِزَّةٍ على الكافرين} نعم اختي حبيبتي في الله اِنَّها المحبة؟ حينما تحسن الى اخيك؟ اُنْظُرْ ماذا تكون النتيجة؟ قال عليه الصلاة والسلام [من يَسَّرَ على مُعْسِرٍ يَسَّرَ الله عليه] والمعسر هو المَدِينُ الذي لايستطيع وفاء الدَّيْن؟ واَمَّا اِذَا كانَ يستطيعُ وفاءَ الدين ومع ذلك يُمَاطِلُ فهو ظالم بدليل قوله عليه الصلاة والسلام [مَطْلُ الغنيِّ ظلم](وكلمة الغني تحتمل معنيين؟ المعنى الاول وهو المُتَبَادرُ اِلى الذِّهن؟ الغني أي القادر على الوفاء؟ والمعنى الثاني وهو الغني عكس الفقير؟ وهذا اَيضا لا تجوز مماطلتُه بحجَّةِ اَنَّه غني؟ فلا تدري اَخي فقد تَرْكَبُهُ الدُّيُون هو اَيضا ويُعلنُ اِفْلاسَه بدليل قوله تعالى{اَلَمْ تَرَ اَنَّ اللهَ يبسطُ الرِّزق لِمَنْ يشاء ويَقْدِر} أي يُضَيِّقُ اَبواب الرزق اَو يغلقُها اَوْ يفتحُها اَو يُوسِعُها على من يشاء سواء كان غنيّا اَو فقيرا؟ ولله الحجة البالغة؟ ولله في خلقهِ شؤون؟ فلا يرضى اللهُ الظلمَ لِاَحدٍ من خلقهِ اَبدا سواء كانَ غنيا اَو فقيرا اَو مسلما اَو غير مسلم اَو سيدا اَو عبدا اَو اَبيض اَو اَسود) والظلم من اَكبر درجات المعصية؟ وهل تتصور معي اَخي اَنَّ كلمة [ظُلْم] سهلة اِلى هذه الدرجة؟كيف وقد اَطْلَقَهَا اللهُ على الشرك بدليل قوله تعالى على لسان لقمان الحكيم {يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بالله اِنَّ الشِّركَ لَظُلْمٌ عظيم} نعم هذا الشرك هو الاِجرامُ الاَكبرُ الذي لا يغفره الله اَبَدَاً في حالة الموت عليه بدليل قوله تعالى{اِنَّ الله لا يغفراَنْ يُشْرَكَ به} ولَكِنْ يغفرهُ سبحانه في حالة الحياة لمن يتوبون من قريب قبلَ حضور الموت اِلى اَحدهم بدليل قوله تعالى {قل للذين كفروا اِن ينتهوا} أي عن كفرهم وشركهم {يُغْفَرْ لهم ما قد سلف} نعم اَيها الاخوة الكرام من اَنظَرَ معسرا ويَسَّرَ عليه؟ وكيف يكون الانظار والتيسير؟ قال الله تعالى عند آخر آية نزلت خاتما بها سبحانه وصاياه واَوامره ونواهيه بشكل يخلع القلوب من الخوف والرهبة والرجاء{وَاِنْ كان ذو عسرة فَنَظِرةٌ الى مَيْسَرَة}وهذا اَخي نوع عظيم من الاحسان؟ مُعْسِرٌ تُمْهِلُهُ الى وقت الميسرة؟ فيا ربِّ هل هناك درجة اَعظم من هذا الاحسان والثواب؟ قال سبحانه نعم {واَن تَصَدَّقُوا خيرٌ لكم ان كنتم تعلمون؟واتقوا يوما تُرْجَعُونَ فيه الى الله ثم تُوَفَّى كلُّ نفس ما كسبت وهم لايُظْلَمُون}والله الذي لا اله الا هو كلما قراتُ هذه الآية اقْشَعَرَّ بدني؟ واغرورقت عيناي من الدموع رغما عني؟ واَجْلِسُ فاُفكِّر؟ ماذا سيكون مصيري يوم القيامة؟ هل ساَكون من اَهل القَبُول{ الذين يَتَقَبَّلُ اللهُ عنهم اَحسن ما عملوا ويتجاوز عن سيآتهم في اَصحاب الجنة}فهلاّ نلتزم باَدب هذه الآية ثم نطالبُ بحقوقنا باَدب ورحمة ومن دون سباب اَو شتائم في المظاهرات وغيرها كما اَمر الله الدائن في هذه الآية اَن يرحمَ المُعْسِرَ ولو احتاج الاَمر اِلى اِسقاط بعض الدَّيْن اَو كلّه اَم اَنَّنا نريد اَن نرابيَ وناخذَ اكثر من حقوقنا بالسباب والشتائم والاستفزازات المقيتة المزعجة فنجعل الاصلاح عسيرا على من وعد به ويصبح بذلك معسرا ولا يجد من ينظره اَو يمهله اَو يعطيه الفرصة اِلى الميسرة فنقع في فوضى عارمة نتيجتها الطبيعية هي القتل وسفك الدماء ونحن ما زلنا مصرين على اَن نكيلَ بالسباب والشتائم لِاَنَّ الله اَمرَ موسى وهارون قائلا فقولا لفرعون قولا سيئا قبيحا خبيثا من السباب والشتائم لعله يتذكر اَو يخشى؟ قد يقول قائل نعم قال موسى لفرعون قولا قاسيا شديدا بدليل قوله تعالى {واِنّي لَاَظنّكَ يا فرعونُ مثبورا} وقال له الكثير من القول الليّن ومع ذلك لم يستفد شيئا ولم يُؤَثّرْ ذلك في فرعون؟ واَقول نعم ولَكِنْ اَثّرَ ذلك كثيرا في امراة فرعون وفي ماشطتِها ورجل من آل فرعون؟ وكم نفتقد في هذه الايام اِلى اَمثال مؤمن آل فرعون والذي خَصَّص اللهُ له سورة كاملة باسمه من عظيم فضل ربه ثم فضله هو شخصيا؟واقسم بالله العظيم والله على ما اَقول شهيد اَنَّا قد ظَلَمْنَا بشار الاسد واَخاه واقرباءَهم قبل ان يظلمونا جميعا؟ نعم يا عرعور عليك اَنْ تَاْخُذَ الدروس الكثيرة من مؤمن آل فرعون قبل ان تخاطب بشار الاسد وزبانيته؟وما يدريك لعل البوطي وحسون وغيرهم ممن يكتم ايمانه بمبادىء هذه الثورة ويتحيَّنُ الفرصة المناسبة لينصح النظام حتى يعود الى صوابه؟ ويا ليتنا نجد واحدا من المعارضة اَو الموالاة ينصح النظام ويشفق عليه وعلى شعبه بدليل قوله تعالى {اَتقتلون رجلاً اَنْ يقولَ ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم} اَتقتلون شعباً اَن يقول ربِّي الله لا بشار ولا ماهر ولا فرعون{يا قوم اِنَّما هذه الحياة الدنيا متاع واِنَّ الآخرة هي دارُ القرار من عمل سيئة فلا يُجْزَى اِلّا مثلَها الى آخر الآيات}بالله عليكم هل سمَّى الله سورة غافر باسم هذا المؤمن من آل فرعون اَيضاً حتى نقراَها ونتسلّى بها ونمرَّ عليها مرور الكرام؟ اَم حتى نتعلم منها طريقة واُسلوبَ الدعوة الى الله اَمام الحاكم والرعية؟ نعم اَنا اَتَّفق معكم [اَنَّ من اَعظم الجهاد كلمةُ حقٍّ تُقَالُ عند سلطان جائر] ولَكِنْ هلَّا تَعَلّمْتُم معنى هذه الكلمة اَولّا واَخَذْتُم دروساً في كيفية اِلْقَائِها اَمامَ سلطان جائر من مؤمن آل فرعون؟ هل اَدركتم الآن حجم جريمتنا الكبرى في اِهمال الدعوة الى الله والاستهتار بها وافتِقَادِنَا اِلى الاُسلوب الواعظ الحكيم الحَسَنِ اللائق الذي علّمنا الله تعالى اِيّاه على لسان موسى وهارون ومؤمن آل فرعون ولقمان الحكيم وجميع الانبياءوالمرسلين عليهم الصلاة والسلام؟اَيُّها الاخوة الكرام يراودني شعورٌ قوي اَنَّ الصدقة على الغارمين خاصة كما في سورة التوبة هي من الاَهمية بمكان عظيم جدا عند الله؟ حتى انَّه ورد اَنَّ عبدا من عباد الله ما عملَ خيرا قط أي اَنَّه لم يكن يقوم اِلَّا بالفرائض والواجبات دون النوافل؟ فرجَحَتْ سيآتهُ على حسناته؟ فجاء ملائكة العذاب ليذهبوا به اِلى جهنم؟ فاَوحى الله الى ملائكة الرحمة اَمَا لعبدي من تطوُّع؟ فقالوا لا لم يعمل خيرا قط اِلّا اَنّه كان يَاْتِي اِليه معسر لا يملك وفاءَ الدَّين الذي بذمته له؟ فيقول لمن حوله من عُمُّاله تجاوزوا عنه واَسْقِطُوا دَيْنَهُ عسى الله اَنْ يتجاوز عن خطايانا يوم القيامة؟ فقال الله اَنا اَحقُّ بذلك منه واَنا اَكرم الاكرمين وليس هو باَكرمَ مني تجاوزوا عنه اُشْهِدُكم يا ملائكتي اَنّي قد غفرت له فاذهبوا به اِلى الجنة؟ فَاِعْفَاؤُك اَخي للمَدِين من دينه اِذا كان معسرا هو اَعظمُ صدقة تتقرَّب بها اِلى الله عزَّ وجل؟ فاِذا يسَّرْتَ على المعسر يسَّر اللهُ عليك؟ فبالله عليكم لماذا لا ترضون وَلَوْ بتيسيرٍ جزئيِّ بسيط على المدين يقابلُهُ تيسيرٌ عظيم من اَكرم الاكرمين في الدنيا والآخرة؟اَلَيْسَتْ هذه هي قمة التجارة الرابحة مع الله رب العالمين؟ اَلَسْنَا نحن بحاجة اِلى اَنْ يُيَسِّر الله علينا في الدنيا ولاسيَّما في الآخرة [بلى] (لايجوز في اللغة العربية ان تقول [نعم] لِاَنَّ السؤال منفي؟ فاذا قلتَ [نعم] اِنْقَلَبَ الاَمر؟فمثلا لو قال الله تعالى {اَلَسْتُ بربكم} وقلتَ [نعم] فكانَّك بذلك تقول اَنَّ الله ليس ربَّاً لنا؟ فالسؤال في اللغة العربية اذا كان مَنْفِيَّاً يكون الجواب [بلى] واذا كان مُثْبَتَاً يكون [نعم] ولذلك اَرجو التشدُّد قدر الامكان ونِعْمَ التشدد في تصحيح اَخطاء الذين يَلحَنُون في نطق اللغة العربية القرآنية؟ ولكم الاَجر والثواب العظيم عند الله اِذا حافظتم على هذا التراث المقدس العظيم؟ وحَمَيْتُمُوهُ من اَخطاء المُرْجِفِين الذين يهتمون بلفظ اللغات الاجنبية بلكنة اَمريكية اَو بريطانية اَو فرنسية؟ ولايُعِيرُونَ للغة العربية أي اهتمام؟ فوالله الذي لا اله اِلَّاهو اَنَّ الذي يهتم باللغة العربية وخاصة اِعراب القرآن الكريم؟ اَجرهُ عند الله اَكبرُ من اجر الشهداء بكثيربدليل قوله تعالى{ يرفعِ اللهُ الذين آمنوا والذين اُوتوا العلمَ منكم درجات} وقوله اَيضا {هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون} وليس معنى ذلك اَنْ نهمل اللغات الاجنبية من دعوة الناس الى الله ودينه الاسلامي باللغة التي يفهمونها لا؟ فَاِنَّ اَجر الداعية الى الله بالانكليزية اَو الفرنسية اَو غيرها هو الاَوفرُ حظّاً عند الله؟ وسوف يكيل الله له بالمكيال الاَوفى بدليل قوله تعالى {كنتم خير اُمَّة اُخْرِجَتْ للنَّاس} ولَكِنْ لا يكون ذلك اَبداً على حساب الاهتمام بلغة القرآن الكريم العربية؟ فَاَعْطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّه وكلَّ لغة من اللغات حقَّها من الاهتمام) نعم اَخي ومن سترَ مؤمنا سترَه الله في الدنيا والآخرة؟ والسَّتْرُ قد يكونُ ماديا؟ وقد يكون معنويا؟ والماديُّ اَنَّكَ اِذا اَحبَبْتَ اَخاك ورايتَهُ اَمامك اَو نائما؟ فلو حطّتْ عليه نملةٌ فاِنّك تحاول اَن تزيلَها عنه؟ لانَّكَ تحبه ولاتريد اَن يَلْحَقَ به الاذى اَبدا؟ اِذا راَيْتَهُ بَرْدَان يشعرُ بالبرد فَاِنَّكَ تخلع من ثيابك وتكسوه بها؟اِذا راَيته بغير سكن وعندك ما شاء الله من العِمَارَات والشُقَق وغير ذلك يسَّرْتَ له السَّكن؟ اِذا كان بحاجة الى زواج فسَاعِدْه وذلك اَفضلُ من اَنْ تحجَّ كلَّ عام من غير الفريضة وهي النافلة؟ اَواَنْ تعتمر كل عام؟ الحجُّ فرضه الله تعالى مرة في العمر؟ على خلافٍ بين العلماء في العمرة هل هي واجبة اَم سُنَّة؟ واَمَّا سَتْرُكَ لِاَخيكَ واُخْتِكَ [والاَرحامُ اَولى] بالزواج المشروع وغيره وقضاء حوائج الناس فهو فرضٌ وواجب باستمرار؟ اَمَا تخافُ على اَخيك من الاَمراض الجنسية القاتلة اِذا فعلَ ما حرَّمه الله؟ كيف يطاوعُك قلبُكَ اَنْ تتركَهُ ومصيرَهُ الاَسود ولا تساعدَه ولا تعينَه؟ هل اَحَدُنا فَتَّشَ على هؤلاء الشباب الذين يريدون الزواج ولا يجدون المال؟ هل فتش عنهم لِيُزَوِّجَهم ولِيُحْصِنَهم ويحميَهم من الحرام؟ اَنتَ مسؤولٌ اَمام الله عن صحة اَخيك؟ وعن اَعضائِه التناسلية وسلامتِها من نقل الامراض القاتلة؟ اِذا كنتَ تستطيع منعه من الزنى اَو اللواط اَو السحاق اِلى آخر ما هنالك؟ بدليل قوله تعالى {واَنْكِحُوا الاَيَامَى منكم والصالحين من عبادكم واِمائِكم اِن يكونوا فقراءَ يغنِهم الله من فضله والله واسعٌ عليم} ولم يقلْ سبحانه اَنَّ على الاب اَنْ يُنْكِحَ اَو يُزَوِّج ابنه اَو ابنته فحسب بل على الجميع اَنْ يتعاونَ على ذلك والمجتمع كله مسؤول اَمامَ الله اَنْ يَصْرِفَ اَمواله بكرم وسخاء ولوجه الله على الشباب الذين يريدون الزواج المشروع ولم يقل سبحانه اَنْكِحُوا اَبناء المجتمع ثم اَقيموا الاَعْرَاسَ الفاضحة واَفْسِدُوا عبادةَ الزواج المشروع صارفين اَموالَكم ومبذّرين على اِخوانكم من الشياطين وعلى الخمور والمخدرات والاَزياءالفاضحة الحقيرة[بدليل قول الرسول الكريم لعنَ اللهُ المراَةُ تَلبَسُ كما يلبس الرجل؟ ولعن الله الرجل يلبس كما تلبس المراة]وحتى ولو كانت تضع الخمار على رَاْسِها فاِنّها ملعونة اِذَا لبستِ البنطال؟ لِاَنَّ البنطال ثوبٌ خاص بالرجل بشرط اَلّا يكون مُجَسِّماً لعورتِه ومؤخرته وبشكل فاضح؟ وكذلك الاَمر بالنسبة للرجل اِذَا لبسَ ثوباً محفوراً على صدره اَوْ ظهره اَو اَكتافِه؟ مع العلم اَنَّ الصدر اَو الظهر اَو الكتف ليس بعورة بالنسبة للرجل؟ وعورة الرجل كما هو معلوم من السُرَّة الى الركبة؟على خلاف بين العلماء هل الرُّكْبَة بالنسبة للرجل من العورة؟ ولكنَّ التحريم هنا بالنسبة لثياب الحفر المحفورة جاءَ لِاَمرٍ طارىء؟وهو لعنة الله على الرجل المُخَنّث الذي يَتَشَبَّهُ بالمراَة؟ كما اَنَّ التحريم الجزئي جاء لِاَمرٍ طارىءٍ اَيضاً بالنسبة {لاُمَّهَاتِ نسائكم} اِذا كانت شابة جميلة فاتنة وهو اَن تُبَالِغَ في اِبْدَاءِ زينتِها اَمامَ صهرِها زوجِ ابنتِها؟واِلّا فَاِنّها يَحْرُمُ عليها مُطْلَقَاً اِبداءُ زينتِها اَمامَه اِذَا خافت منه اَو خافت على نفسها من الوقوع في الحرام معه وهو الفاحشة الكبرى التي قد تؤدي اِلى لعنة اكبر من الله بسبب قطيعة الرحم وعقوق الام بينها وبين ابنتها؟ولذلك حرم الله الجمع بين المراَة واُختها اَو عمتها اَو خالتها في حال تعدُّد الزوجات؟وعلى المراَةِ الاُم في هذه الحالة فرضُ عين وهو اَن تُغَطّيَ راْسَها ووجهَها بالنقاب(وكم نسمع من مآسي يندى لها الجبين تحصل بين الاُم وصهرها)اَضِفْ اِلى ذلك حجم جريمة السَّحَرَة الكبرى التي ترتكبها الاُم بدليل قوله تعالى {ويتعلّمون منهما ما يفرِّقون به بين المرء وزوجه} وكذلك التحريم جاء لاَمر طارىء وهو الخوف من الوقوع في الحرام وحبائل الشيطان بالنسبة{لحلائل اَبنائِكم الذين من اَصْلابكم} وهي زوجة الابن اِذا خافت على نفسها اَو خافت من والد زوجها اِذا كانت شابة جميلة اَنْ تبالغَ في زينتِها؟ واِلَّا فالاَصْلُ هو الِابَاحَة بدليل قوله تعالى {ولايُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ اِلاّ لِبُعُولَتِهِنَّ اَوْ آباء بعولتهن}ولَكِنْ هنا اَيضاً جاء التحريم لِاَمرٍ طارىءٍ كما ذَكَرْنَا وهو الفِتْنَة؟واَمَّا مقدار العورة التي تستطيع المراَةُ اَنْ تَظْهَرَ بها اَمام محارمها فهو الراْسُ والذراعين بدون الكتفين وما تحت الركبة فلا يجوز لاَبيها اَو اَخيها اَو امراةٍ مثلها ان ترى ركبتيها او ثدييها الى آخر ما هنالك ولغير ضرورة قصوى؟ فلايجوز ذلك اَبداً اِلّا لزوجِها اَو الطبيب المعالج المؤتمن؟والآن اَرجومنك اَخي وصل كلامي ببعضه قبل وبعد الحاصرتين حتى يسهل فهمه ونتابع على بركة الله) والرقصُ ومزامير الطرب والغناء الشيطانية التي تثير العشق والغرام وتشجع على اشاعة الفاحشة ونشر الزنى والفساد في المجتمع؟ نعم واذا كنت ايضا تستطيع اَن تساعدَه بالزواج من اُختِكَ اَو قريبتِكَ فلا