التوازن في التربية الإسلامية
إن أعظم ما يوصف به هذا الإسلام أنه دين الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
قال الله تعالى: (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون).
هذا الدين الفطري هو وحده الذي يمكن أن يحافظ على الفطرة الإنسانية وينميها وينقيها من شوائب الارتكاس والسقوط.
والإسلام ينظر إلى الإنسان عندما يشرع له نظام حياته على أنه مخلوق من نفحة روح وقطعة طين، فالروح تعلو به والطين يجذبه إلى الأسفل، ولو ترك الإنسان وحده لعاش في صراع وضياع وقد يتحطم تحت ضغوط جاذبية الطين العنيفة، ولكن رحمة الله كبيرة بهذا الإنسان، حيث رسم له سبيل سعادته ورقيه إلى مستوى كريم يسامت فيه الملائكة الأطهار، بل يتقدم عليهم عندما يحسن الاختيار والالتزام.
فما هو المنهج التربوي الذي يحفظ توازن الإنسان وكرامته؟
هذا سؤال كبير في الحقيقة ويحتاج إلى كتب مطولة للإجابة عليه والإحاطة به، غير أني في هذه التأملات ألمسه برفق بما يفي بالغرض، وعليه أقول:
إن الإسلام ينظر للإنسان على أنه مركب من ثلاثة عناصر أساسية هي الروح والعقل والجسم.
وطريقة الإسلام في تربية هذه العناصر هي العناية به بتوازن تام، فللروح حقها، وللعقل حقه وللجسم حقه دون إفراط ولا تفريط.
وقد شرع الله عز وجل الشعائر التعبدية وحث على دوام ذكره والتضرع إليه بالدعاء والبكاء في الخلوات، كل ذلك غذاء للروح الشفافة لتبقى شفافة يقظة.
كما حث الإسلام على العلم والتفكير في آفاق الكون ليأخذ العقل مداه ويكتشف سنن الله في الكون وليدرك البراهين الساطعة على عظمة الخالق سبحاه وتعالى، وليعرف هذا الإنسان دوره في الحياة ومسؤوليته عن الأمانة التي يحملها أمام الله تعالى، أمانة التكليف والخلافة في الأرض.
كما أكد الإسلام على العناية بالجسم وأن يعطى حقه من المباحات والطيبات، قال الله تعالى: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق، قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة).
كما حث الإسلام على السباحة والرماية وركوب الخيل بما يحفظ قوة الجسم ولياقته وينمي قواه وطاقاته.
والمهم في هذا السياق هو التوازن في التربية، فلا يجوز أن ينمى العقل على حساب ضمور الروح والعقل، بل لا بد من التوازن في جميع هذه الشرائح، وبمقدار اختلال التوازن التربوي يتأخر الإنسان وتسيطر عليه جاذبية الطين على حساب شفافية الروح وعمق التفكير العقلي.
فإلى التوازن في التربية أيها الإخوة، وإلى الاعتدال والوسطية التي تحمل المسؤولية الكبرى والأمانة العظمى، أمانة الاستخلاف في الأرض وفق منهج الله عز وجل، وإلا فالتيه والضياع لا سمح الله.
منقووول
إن أعظم ما يوصف به هذا الإسلام أنه دين الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
قال الله تعالى: (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون).
هذا الدين الفطري هو وحده الذي يمكن أن يحافظ على الفطرة الإنسانية وينميها وينقيها من شوائب الارتكاس والسقوط.
والإسلام ينظر إلى الإنسان عندما يشرع له نظام حياته على أنه مخلوق من نفحة روح وقطعة طين، فالروح تعلو به والطين يجذبه إلى الأسفل، ولو ترك الإنسان وحده لعاش في صراع وضياع وقد يتحطم تحت ضغوط جاذبية الطين العنيفة، ولكن رحمة الله كبيرة بهذا الإنسان، حيث رسم له سبيل سعادته ورقيه إلى مستوى كريم يسامت فيه الملائكة الأطهار، بل يتقدم عليهم عندما يحسن الاختيار والالتزام.
فما هو المنهج التربوي الذي يحفظ توازن الإنسان وكرامته؟
هذا سؤال كبير في الحقيقة ويحتاج إلى كتب مطولة للإجابة عليه والإحاطة به، غير أني في هذه التأملات ألمسه برفق بما يفي بالغرض، وعليه أقول:
إن الإسلام ينظر للإنسان على أنه مركب من ثلاثة عناصر أساسية هي الروح والعقل والجسم.
وطريقة الإسلام في تربية هذه العناصر هي العناية به بتوازن تام، فللروح حقها، وللعقل حقه وللجسم حقه دون إفراط ولا تفريط.
وقد شرع الله عز وجل الشعائر التعبدية وحث على دوام ذكره والتضرع إليه بالدعاء والبكاء في الخلوات، كل ذلك غذاء للروح الشفافة لتبقى شفافة يقظة.
كما حث الإسلام على العلم والتفكير في آفاق الكون ليأخذ العقل مداه ويكتشف سنن الله في الكون وليدرك البراهين الساطعة على عظمة الخالق سبحاه وتعالى، وليعرف هذا الإنسان دوره في الحياة ومسؤوليته عن الأمانة التي يحملها أمام الله تعالى، أمانة التكليف والخلافة في الأرض.
كما أكد الإسلام على العناية بالجسم وأن يعطى حقه من المباحات والطيبات، قال الله تعالى: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق، قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة).
كما حث الإسلام على السباحة والرماية وركوب الخيل بما يحفظ قوة الجسم ولياقته وينمي قواه وطاقاته.
والمهم في هذا السياق هو التوازن في التربية، فلا يجوز أن ينمى العقل على حساب ضمور الروح والعقل، بل لا بد من التوازن في جميع هذه الشرائح، وبمقدار اختلال التوازن التربوي يتأخر الإنسان وتسيطر عليه جاذبية الطين على حساب شفافية الروح وعمق التفكير العقلي.
فإلى التوازن في التربية أيها الإخوة، وإلى الاعتدال والوسطية التي تحمل المسؤولية الكبرى والأمانة العظمى، أمانة الاستخلاف في الأرض وفق منهج الله عز وجل، وإلا فالتيه والضياع لا سمح الله.
منقووول