ـ " كاديلاك " أم كلثوم .. من دنيا الباشوات إلى مقلب النفايات
ـ الولد الشقي .. يشاكس بسيارته الملك فاروق ويختفي 3 أيام
ـ "طوربيد " النابلسي في "علموني الحب" .. ألمانية
ـ سيارة الدقن " الأمريكاني".. تتحطم على يد "دنجوان" الشاشة
ودارت الأيام .. ومرت الأيام .. لتنتقل سيارة كوكب الشرق من دنيا الباشوات ، وحفلات الست إلى مقلب "نفايات" أمام دار القضاء العالي ، أما أول سيارة اشتراها العندليب عبد الحليم حافظ ، فاختفت في ظروف غامضة بعد أن كانت في يوم ما " نجم شباك" ، فقد اشتراها صاحب دار عرض سينمائي ووضعها في مدخل السينما ، وكان الجمهور يتزاحم لمجرد إلقاء نظرة على مرسيدس "حليم" ، لكن حكاية " طوربيد" نجم الكوميديا عبد السلام النابلسي في فيلم "علموني الحب" ، فتحتاج لكاتب سيناريو "دمه خفيف".
محطتنا الأولى على شريط الذكريات كانت مع أول سيارة اشتراها العندليب عبد الحليم حافظ من أجل عيون حبيبته الأولى " ليلى" ، التى اقترحت عليه شراءها ، وبالفعل اتصل بمصنع مرسيدس في ألمانيا وطلب منهم مواصفات السيارة التي يريدها وفعلا وصلت السيارة مصر ، وانطلق بها مع " ليلى" في منتصف الليل حتى لا يراه أحد .
السيارة ..كانت مرسيدس بنز موديل 1968 ، طراز 280 أس أوتوماتيك ، مكشوفة وذات بابين وحملت رقما مميزا لم يزد على 4 أرقام ، وكان حمراء اللون ولم يكن هذا هو لونها الأصلي ، بل كان لونها " أخضر فاتح " وتم تغييره بناء على ذوق "حليم" الذى كان يعشق اللون الأحمر .
رحلة سيارة " حليم" الأولى بدأت من أمام منزل عبدالحليم أمام حديقة الأسماك بالزمالك، إلى ذات الحي حيث يسكن كمال الطويل وابنه، ثم كانت رحلة الانتقال الثانية من حي الزمالك، إلى شارع عماد الدين. وسط القاهرة الخديوية، حيث توجد دار العرض السينمائي التي يمتلكها أحمد الحاروفي، ومنذ أن سكنت السيارة في مكان بارز في مدخل دار العرض، لم يحدث أن تحركت من مكانها، وبقيت هكذا لسنوات ، يشاهدها رواد دار العرض في دخولهم وخروجهم ، حتى كانت رحلتها الأخيرة التي ذهبت فيها من دار العرض إلى مكان مجهول، لا يعرفه أحد. بعد أن تم بيعها من جانب ورثة الحاروفي المتيم والعاشق والوفي لصداقته مع عبدالحليم حافظ وسيارته .
كاديلاك .. كوكب الشرق
" وعايزنا نرجع زي زمان ..قل الزمان ارجع يازمان" .. الكلمات التي تغنت بها أم كلثوم في رائعتها " فات الميعاد" ، تنطبق تماما على سيارتها " كاديلاك" التي كان لايقتنيها إلا الأمراء والباشاوات
، وكانت سيدة الغناء العربى تذهب بـالكاديلاك إلى جميع حفلاتها الغنائية وفى المناسبات الخاصة، وبعد وفاتها عام 1975م، بيعت سيارتها فى المزاد العلنى.
الغريب أن السيارة لم توضع فى متحف السيدة أم كلثوم قصر "المانسترلى" الذى خصص لمقتنياتها وصورها النادرة وأوسمتها ومجوهراتها وفساتينها.
اللافت أن " كاديلاك" استقرت عند خالد بطاح ..صاحب أحد معارض إكسسوارات السيارات .. الذي صرح فى تصريحات صحفية : " إنه كان يستخدم السيارة قبل قيام ثورة 25 يناير، ولأنها أثرية الطراز ومعقدة الاستعمال كانت تسبب له كثيرا من المتاعب والمضايقات، على حد تعبيره ، فقرر أن يركنها أمام معرضه الخاص، ولكن اعترض على ذلك سكان الحى ما دفعه لإيقافها بساحة دار القضاء العالى لتصبح مكباً للنفايات .
أزمة سيارة أحمـد رمــزي
الولد الشقي على شاشة الزمن الجميل أحمد رمزي ، استقل سيارته
"رولز رايس" وانطلق في شوارع القاهرة ، لتحدث واقعة طريفة بطلها الملك فاروق والفنان أحمد رمزى .
حيث كان رمزى يقود سيارته ومعه صديقه " علي لملوم" ، وأراد أن يشاكس إحدى السيارات ، وكانت هذه السيارة مكشوفة ولونها رمادى ويقودها رجل، وعندما اقترب رمزى من ذلك الرجل؛ وجده الملك فاروق.
ظل أحمد رمزى خائفا من عقاب الملك، وبقي بمنزله لايغادره 3 أيام ، لكن الملك لم يفعل شيئا تجاهه، بل ظل يضحك بعدما قام بالتضييق عليه بسيارته.
بعد رحيل الولد الشقي احتجزت سلطات قرية البضائع بمطار القاهرة سيارة موديل 61 لفحصها والتأكد من عدم أثريتها قبل شحنها إلي الكويت لصالح ثري خليجي ، حيث اشتبه رئيس مباحث القرية في أثرية السيارة وهي من طراز رولز رايس قبل شحنها علي الطائرة الكويتية ، وبعد عرض السيارة علي لجنة من الآثار تبين عدم خضوعها لقانون حماية الآثار رغم قدم طرازها والتي رجح البعض بأن الفنان أحمد رمزي قد ظهر بها في عدة أفلام مع العديد من الفنانات .
عبد السلام النابلسى
من منا ينسى " طوربيد" نجم الكوميديا عبدالسلام النابلسي ، التى كانت نجم اللقطة الأولى في فيلم " علموني الحب" عام 1957 ، بطولة سعد عبد الوهاب، وإيمان ، وإخراج عاطف سالم .
" طوربيد" الاسم الذي أطلقه النابلسي على السيارة التي ظهرت في الفيلم ، وكانت تقوم على ثلاث عجلات، وقد لا يعلم الكثير أنها كانت ملكًا له في الحقيقة، وهي ألمانية الصنع من طراز .Messerschmitt K?-200.
سيارة نجم الكوميديا أنتجت بمودلين فقط في نهاية الخمسينيات وهما ٢٠٠ و٢٠١، وأستمر إنتاجها حتى عام 1963 كسيارة موفرة للطاقة .
الدنجوان يحطم سيارة "الدقن"
خلف الضحكات الماكرة لأشهر شرير عرفته السينما المصرية اختبئ إنسان خجول طيب القلب .
خجل توفيق الدقن ظهر في أحد مواقفه مع صديقه الفنان رشدى أباظة الذي كان يتردد عليه باستمرار في منزله بالعباسية، وذات يوم جاء أباظة لزيارته كالمعتاد فشاهد سيارة الدقن " الأمريكاني" وأعجب بها واستأذنه أن يأخذ جولة، وبالفعل رحب الدقن وركب بجواره وقام أباظة بالقيادة.
ولكن على ما يبدو أن دنجوان السينما المصرية كان حديث العهد بقيادة السيارات الأمريكاني، فاصطدم بكل الأكشاك التي كانت موجودة في شارع العباسية وتحطمت السيارة، وعلى غير المتوقع لم يغضب "الدقن"من صديقه وتناول الموقف بسخريته المعهودة بل قام بدفع تعويضات لأصحاب الأكشاك المتضررة، ثم باع سيارته واشترى أخرى بقيت معه حتى وفاته.
لغز سيارة ملك الشاشة
آخر محطاتنا مع سيارات نجوم الزمن الجميل .. كانت مع ملك الشاشة ، فقد كانت الفنانة شويكار تقيم داخل فيلتها في فبراير 1946 ، احتفالاً بعيد الميلاد الملكي ، فاتصل الفنان القدير زكي طليمات عميد معهد السينما برئيس الديوان الملكي مراد محسن باشا وعرض عليه تقديم عرض مسرحي في هذه المناسبة السعيدة يشترك في بطولته طلبة وطالبات ، وإذا حدث وأعجب الملك بالعرض فإن زكي طليمات سينتهز هذه الفرصة لكي يطلب ميزانية واعتمادات مادية للمعهد .
اجتمع زكي طليمات بالطلبة وأبلغهم أنهم سوف يقدمون مسرحيتين من فصلين؛ الأولى لبيرم التونسي والثانية لعزيز أباظة ، ووزع الأدوار وأسند لفريد شوقي دور كومبارس ، وحين فوجئ بمستوى التمثيل الرديء لأغلب من سيقوم بالتمثيل في العرض ، انفرد بفريد وطلب منه أن يقوم ببطولة المسرحيتين لأنه خشي أن يخفق الطلاب المرشحون ولأن فريد خاض التجربة من قبل وبعد نجاح العرضين وإعجاب الملك بأداء الممثلين ، استطاع زكي طليمات أن يحصل على ميزانية ثابتة للمعهد ، ثم جاء استدعاء من القصر الملكي لفريد شوقي في منتصف شهر رمضان ، واتصل الملك فاروق بمصلحة الأملاك ليكون فريد شوقي عاملاً في مهمة تقسيم تركة الأميرة نعمت مختار مقابل مبلغ كبير من المال، وأدى ذلك إلى أن قام فريد شوقي بشراء سيارة للمرة الأولى في حياته .