كلّما أجهد الفؤاد بهمّ * خلته لابتهاجه لا يعود
كيف قلبي ما زال يُجْمِلُ صبرًا * هل مِن اللحم أم تُراه حديد
كان يهوى طيب الحياة فأمسى * مِن زُعافٍ سقته لا يستزيد
أيُّ ناسٍ هذا الورى أتُراهم * حجرٌ هامدٌ كسته الجلود
أنفوسٌ تحسّ أمْ هُم تُراهم * رِممٌ ميتةٌ حوتها اللحود
لست آسى من انفرادي ولا قد * ضرّني في الحياة أنّي وحيد
صار قلبي عن الأنام غنيًّا * ومِن الشوق قد شفاه الصدود
فرقيق الفؤاد فيهم شقيٌّ * فهواه وعطفه مجحود
وهو مِن بينهم غريبٌ فلا فِكرُه يُدرى أو نبله محمود
وإذا ما للنّاس جاد بخيرٍ * فبِشرٍّ عطاؤه مردود
ليس بي للجُفاة بعدُ اشتياقٌ * أو فؤادٌ مِن الجوى معمود
ليس قد تعجب الفؤاد بِلَمْحاتٍ حداقٌ ولا بهيفٍ قدود
أو بريقٌ مِن الثغور بدا أو * أسَلٌ تكتسي بهاهُ الخدود
كم مِن الحُسن برقعٌ يفتن النّاسَ وفخٌّ لكلّ غرٍّ يصيد
وكثيرٌ يَزينُ جسمَه لكنْ * لَم يَزِن نفسَه سماحٌ وجود
أيّها الشعر انت لي منجاةٌ * مِن همومٍ ومِن خطوبٍ تزيد
ما تكلّفتُ صوغ شعري ولكن * قد حواه مع الدّماء الوريد
به يجلو عن الفؤاد جواه * كلّما فاض مِن شعوري قصيد
وإذا ما الأنامُ قد جهلوا شعري فلا قد ضُررتُ أو أستفيد
قد كفى أنّ الشُهْبَ تفهم شجوي * ويغنّيه الطائر الغرّيد
وبه الدوح فهي تشعر حتّى * لتكاد الأفنانُ فيها تميد
كلّ ما في الوجود لا يُعْدَمُ الحسَّ سوى مَن فؤاده موصود
كلّ قلبٍ قد رقّ حسّه لولا * جفوة الناس فهو قلبٌ سعيد
كم مُحبٍّ قد جاد للنّاس بالعطف ولكنّ دهره لا يجود
حَكَمَ الدّهرُ حُكمَه فامتثلنا * هكذا قد قضى لنا ما يريد
محمد ياسين الشريف
كيف قلبي ما زال يُجْمِلُ صبرًا * هل مِن اللحم أم تُراه حديد
كان يهوى طيب الحياة فأمسى * مِن زُعافٍ سقته لا يستزيد
أيُّ ناسٍ هذا الورى أتُراهم * حجرٌ هامدٌ كسته الجلود
أنفوسٌ تحسّ أمْ هُم تُراهم * رِممٌ ميتةٌ حوتها اللحود
لست آسى من انفرادي ولا قد * ضرّني في الحياة أنّي وحيد
صار قلبي عن الأنام غنيًّا * ومِن الشوق قد شفاه الصدود
فرقيق الفؤاد فيهم شقيٌّ * فهواه وعطفه مجحود
وهو مِن بينهم غريبٌ فلا فِكرُه يُدرى أو نبله محمود
وإذا ما للنّاس جاد بخيرٍ * فبِشرٍّ عطاؤه مردود
ليس بي للجُفاة بعدُ اشتياقٌ * أو فؤادٌ مِن الجوى معمود
ليس قد تعجب الفؤاد بِلَمْحاتٍ حداقٌ ولا بهيفٍ قدود
أو بريقٌ مِن الثغور بدا أو * أسَلٌ تكتسي بهاهُ الخدود
كم مِن الحُسن برقعٌ يفتن النّاسَ وفخٌّ لكلّ غرٍّ يصيد
وكثيرٌ يَزينُ جسمَه لكنْ * لَم يَزِن نفسَه سماحٌ وجود
أيّها الشعر انت لي منجاةٌ * مِن همومٍ ومِن خطوبٍ تزيد
ما تكلّفتُ صوغ شعري ولكن * قد حواه مع الدّماء الوريد
به يجلو عن الفؤاد جواه * كلّما فاض مِن شعوري قصيد
وإذا ما الأنامُ قد جهلوا شعري فلا قد ضُررتُ أو أستفيد
قد كفى أنّ الشُهْبَ تفهم شجوي * ويغنّيه الطائر الغرّيد
وبه الدوح فهي تشعر حتّى * لتكاد الأفنانُ فيها تميد
كلّ ما في الوجود لا يُعْدَمُ الحسَّ سوى مَن فؤاده موصود
كلّ قلبٍ قد رقّ حسّه لولا * جفوة الناس فهو قلبٌ سعيد
كم مُحبٍّ قد جاد للنّاس بالعطف ولكنّ دهره لا يجود
حَكَمَ الدّهرُ حُكمَه فامتثلنا * هكذا قد قضى لنا ما يريد
محمد ياسين الشريف