انا مصر على ان احمد حسن البكر افضل من صدام حسين لان طفولتي كانت في زمنه وكنت ارى الناس تعيش بسلام تام والحدائق تحفها الزهور ذات الروائح الزكية خصوصا عندما نمر على حديقة الامة يوم كانت للامة
وترى العوائل تملاها وكل يلهو بما يحلوا له ويتنزه بين احواض النوافير والاضاءات الملونه كانت الناس تلهوا ببساطة وبما اني طفل لم تمر علي هذه الالوان التي سحرتني ونسيت نفسي وانا اسير خلف امراة ترتدي العباة البغداديه وكانت شائعه وقت ذاك وترنديها غالبيه النساء اذ هي انتبهت لوجودي ونظرت الي انا تسمرت بمكاني وكدت ابكي لولا يد تسحبني وتعيدني الى مساري خلفها اذ كانت امي شعرت وقتها بلذة حنان ودف الام ومشهد المصورين المتجولون وهم يحملون كامراتهم على الاكتاف وبيدهم مجموعة صورغير ملونه يغرون بها الناس يلتقطون الصور لهم بمناظر طبيعية خلف تمثال بطريفة كوميدية او بجانب نافورة تمطر المار بجانبها بالرذاذ بفعل الهواء بعدها جاءت كامرات الكوداك التي محت سابقاتها بفعل الصور الملونة ذات الجودة العاليه وبساحة التحرير كانت تتجمع حافلات اللايلند الحمراء ذات الطابقين كاسراب الطيور كل واحده لها وجهه وخط معين تسير فيه وبوقت محدد
وكانت وسيلة النقل الثابته لعامة الناس لان الباصات الاهلية الصغيره لم تكن محببه اليهم من جهة اسعار النقل فترى الناس تتكدس بالمئات عند محطاتها وعند وصول احداها يتسابق الرجال للصعود عنوة لاكنهم يخلوا الطريق عند محاولة صعود امراة وعند انطلاقها يحدث ضجيج من زجاج نوافذها بفعل محركها الضخم فيصيبك النعاس ولربما تنام لحين اخر المحطة التي تبغيها وبما ان والدي فلاح لم يتعلم كان دوما يشيرالي اقرا رقم 58 وهو رقم خط الحافلة التي تمر على المنطقة ولان الحافلات تتشابه فقد اختلط عليه امرها بالتاكيد هو يسحبني من يدي افق فقد وصالنا ننزل منها وقد فرغت تقريبا من الركاب وانا اتصور ان الوقت صباحا من شدة النعاس
اما حافلات النقل الخاصة فكانت المارسيدس موديل 1966 ذات الثمانية عشر راكب منها الابيض والازرق
وكانت الناس تطلق عليها تسمية ام الثمانية عشر اختصارا بسيطا يستخدمها المتعجلون في الوصول الى وجهاتهم والذين يانفون من ركوب الحافلة الحكومية اما اجرتها فتكون اكثر بمستوى النصف عن الحكومية
الشيخ عبد القادر الكيلاني له مرقد معروف بمنطقة تدعى باب الشيخ تبعا لاسمه كنا غالبا مانذهب اليه ايام الجمع لنقضي نهارا كاملا بالصلاة وزيارة قبره ذا الصندوق الفضي وترى ساحته الداخلية مكتظه بالزائرين من العوائل يجلسون على شكل حلقت دائرية وهم يتناولون الموكولات المتنوعه التي جلبوها معهم او من المطاعم المحيطة بالمرقد والتي تشتهر يصناعة الكبب منذ وقت طويل منها كبة فتاح التي ماتزال الى اليوم بذات الجودة كنا نخشى ذلك الرجل الطويل والضخم الجثة الذي يقف عند باب المرقد الداخلي ويحمل عصا معقوفه الطرف يشير بها الى النساء ان تعدل مايخفي شعرها عند الدخول اليوم كبر ذلك الرجل وسقط حاجبيه وانا كبرت ولم اعد اخشاه ولمرات كنت امزح معه فاقول له ماسبب وقوفك هنا فيقول لي نعم يريد الاستفهام من سؤالي لانه سمعه اصبح ضعيفا فاتركه وادخل وعند خروجي يشير لي باصبعه ماقلت قبل دخولك اجيبه اسئل عن صحتك كيف هي يجيبني احمد الله ياولدي ويشير بعينه الى السماء كانه يدعو لي
ولطالما تسائلت مع نفسي عن وجوده هنا لهذه السنين بدون احالته على التقاعد ووجدت انه محال ولاكن راتبه بائس وبوجوده يجني الاموال من الناس الزائرة
ملاحظة
الموضوع طويل جدا ومتعدد الصفحات
لهذا اكمل قرائته من
المصدر
وترى العوائل تملاها وكل يلهو بما يحلوا له ويتنزه بين احواض النوافير والاضاءات الملونه كانت الناس تلهوا ببساطة وبما اني طفل لم تمر علي هذه الالوان التي سحرتني ونسيت نفسي وانا اسير خلف امراة ترتدي العباة البغداديه وكانت شائعه وقت ذاك وترنديها غالبيه النساء اذ هي انتبهت لوجودي ونظرت الي انا تسمرت بمكاني وكدت ابكي لولا يد تسحبني وتعيدني الى مساري خلفها اذ كانت امي شعرت وقتها بلذة حنان ودف الام ومشهد المصورين المتجولون وهم يحملون كامراتهم على الاكتاف وبيدهم مجموعة صورغير ملونه يغرون بها الناس يلتقطون الصور لهم بمناظر طبيعية خلف تمثال بطريفة كوميدية او بجانب نافورة تمطر المار بجانبها بالرذاذ بفعل الهواء بعدها جاءت كامرات الكوداك التي محت سابقاتها بفعل الصور الملونة ذات الجودة العاليه وبساحة التحرير كانت تتجمع حافلات اللايلند الحمراء ذات الطابقين كاسراب الطيور كل واحده لها وجهه وخط معين تسير فيه وبوقت محدد
وكانت وسيلة النقل الثابته لعامة الناس لان الباصات الاهلية الصغيره لم تكن محببه اليهم من جهة اسعار النقل فترى الناس تتكدس بالمئات عند محطاتها وعند وصول احداها يتسابق الرجال للصعود عنوة لاكنهم يخلوا الطريق عند محاولة صعود امراة وعند انطلاقها يحدث ضجيج من زجاج نوافذها بفعل محركها الضخم فيصيبك النعاس ولربما تنام لحين اخر المحطة التي تبغيها وبما ان والدي فلاح لم يتعلم كان دوما يشيرالي اقرا رقم 58 وهو رقم خط الحافلة التي تمر على المنطقة ولان الحافلات تتشابه فقد اختلط عليه امرها بالتاكيد هو يسحبني من يدي افق فقد وصالنا ننزل منها وقد فرغت تقريبا من الركاب وانا اتصور ان الوقت صباحا من شدة النعاس
اما حافلات النقل الخاصة فكانت المارسيدس موديل 1966 ذات الثمانية عشر راكب منها الابيض والازرق
وكانت الناس تطلق عليها تسمية ام الثمانية عشر اختصارا بسيطا يستخدمها المتعجلون في الوصول الى وجهاتهم والذين يانفون من ركوب الحافلة الحكومية اما اجرتها فتكون اكثر بمستوى النصف عن الحكومية
الشيخ عبد القادر الكيلاني له مرقد معروف بمنطقة تدعى باب الشيخ تبعا لاسمه كنا غالبا مانذهب اليه ايام الجمع لنقضي نهارا كاملا بالصلاة وزيارة قبره ذا الصندوق الفضي وترى ساحته الداخلية مكتظه بالزائرين من العوائل يجلسون على شكل حلقت دائرية وهم يتناولون الموكولات المتنوعه التي جلبوها معهم او من المطاعم المحيطة بالمرقد والتي تشتهر يصناعة الكبب منذ وقت طويل منها كبة فتاح التي ماتزال الى اليوم بذات الجودة كنا نخشى ذلك الرجل الطويل والضخم الجثة الذي يقف عند باب المرقد الداخلي ويحمل عصا معقوفه الطرف يشير بها الى النساء ان تعدل مايخفي شعرها عند الدخول اليوم كبر ذلك الرجل وسقط حاجبيه وانا كبرت ولم اعد اخشاه ولمرات كنت امزح معه فاقول له ماسبب وقوفك هنا فيقول لي نعم يريد الاستفهام من سؤالي لانه سمعه اصبح ضعيفا فاتركه وادخل وعند خروجي يشير لي باصبعه ماقلت قبل دخولك اجيبه اسئل عن صحتك كيف هي يجيبني احمد الله ياولدي ويشير بعينه الى السماء كانه يدعو لي
ولطالما تسائلت مع نفسي عن وجوده هنا لهذه السنين بدون احالته على التقاعد ووجدت انه محال ولاكن راتبه بائس وبوجوده يجني الاموال من الناس الزائرة
ملاحظة
الموضوع طويل جدا ومتعدد الصفحات
لهذا اكمل قرائته من
المصدر