الحمد لله ربِّ العالمين حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله، أمَّا بعد؛
الخطبة الأولى
الحمد لله واهب النعم، ودافع النقم، الحمد لله الذي خلق الخلق بقدرته، فأحسن خلقهم، وفاضل بينهم بعدله وحكمته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ألوهيته ولا في ربوبيته ولا في أسمائه وصفاته.
الشمس والبدر من أنوار حكمته *** والبر والبحر فيض من عطاياه
الموج كبره والوحش مجده *** والطير سبحه والحوت ناجاه
والنمل تحت الصخور الصم قدسه *** والنحل يهتف حمدا في خلاياه
والناس يعصونه جهراً فيسترهم *** والعبد ينسى وربي ليس ينساه
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، كان رحمة للعالمين وحجة على البشر أجمعين بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة حتى أتاه اليقين صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الأطهار، نور الدجى، وقدوة الورى، وخير من وطيء الثرى بعد الأنبياء، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
عباد الله: - ماذا سيخسر العالم بموتك؟
سؤال يجب أن يوجه لكل واحدً منا، سؤال مهم نحتاج إلى مصارحة أنفسنا به وعرض أحوالنا عليه، فهل وقف أحدنا وسأل نفسه؟ هل سيخسر العالم شيئاً؟ أم أنه سيرتاح لأنك كنت عبئاً عليه؟... هل سيخسر أهلك وجيرانك ومجتمعك بموتك شيئاً؟ هل لك قيمة في الحياة حتى يحزن الناس لرحيلك؟
لقد اقتضت حكمة الله في خلقه أن قيمة المرء عند الله وعند الناس لا تقاس بطول الأعمار ولا بكثرة الأموال والأولاد والأتباع ولا تقاس قيمة المرء بما يأكل أو يلبس أو يركب أو بما يمتلك من دور وقصور وحدائق وأنهار... إنما تقاس بما يقدم من إنجازات ومنافع وعطاءات تعود على مجتمعه وأمته بالخير والصلاح... تقاس قيمة المرء بمقدار ما يحمل من مبادئ وقيم سامية تستقيم بها الحياة وبها تحل السعادة على الفرد والمجتمع والأمة.. فقيمة المرء أن لا يعيش لنفسه وحسب بل يعيش من أجل الآخرين أيضاً فيساعد ويبذل ويضحي وينصح ويشارك في حمل الهموم وتفريج الكروب ودفع الخطوب عن الآخرين من حوله ما استطاع إلى ذلك سبيلا.. قيمتك في الحياة بما تحمل من إيمان وتقوى لله وخوف منه واستعداد للقائه..
قيمتك بحب الخير للجميع وأن تكون معول بناء في مجتمعك لا معول هدم.. قيمتك في الحياة بما تحمل من أهداف سامية وأمنيات عظيمة تجلب لك وللناس من حولك الراحة والطمأنينة.. قال - تعالى -وهو يصف هؤلاء: ( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)(الانبياء: من الآية90).. وقال - تعالى -على لسان عيسى بن مريم - عليه السلام -: (وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً) (مريم: 31).. قال المفسرون أي جعلني نفاعاً حيث ما اتجهت فما دام فيه الحياة وفيه الروح يجب أن يكون نفاعا.. وقال - تعالى-: (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) (الأنعام: 90).. وقال - تعالى- عن أصحاب الكهف: (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدىً)(الكهف: من الآية13).. وقال - تعالى - عن حبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم – وأصحابه: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح: 29)
أيها المؤمنون/عباد الله: - هناك من تتألم الأرض عند فقدهم وتهتز السماء حزناً على فراقهم وانتهاء حياتهم لأنهم أدركوا حقيقة الحياة والاستخلاف في الأرض وقاموا بواجباتهم بل تنازلوا عن الكثير من حقوقهم وحظوظهم وقدموا منافع ومصالح مجتمعاتهم وأوطانهم فعاشوا عظماء وبعد مماتهم لم تنتهي حياتهم بل مازالت مآثرهم وأعمالهم تتحدث عنهم ومازالت الألسن تلهج بذكرهم والثناء عليهم.. لقد اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ - رضي الله عنه - ولم يكن بينه وبين موته إلا سنوات قليله.. فكان نعم الرجل الرشيد في قومه الحريص على دينه المجاهد في سبيل ربه، قائم الليل وقارئ القرآن والمنفق في سبيل الله، جرح في عزوة بني قريظة وانفجر جرحه ومات فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن عرش الرحمن اهتز لموته.. فقد قال أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وجنازةُ سعدٍ موضوعةٌ اهتزَّ لها عرشُ الرحمنِ فطفِقَ المنافقونَ في جنازتِهِ وقالوا ما أخَفَّها فبلغَ ذلكَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم – فقال: (( إنَّما كانت تحملُهُ الملائكةُ معهم)) (الألباني/ السلسلة الصحيحة: 7/1051)
وهذا جعفر أبن أبي طالب ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من العظماء خلد التاريخ ذكره إلى قيام الساعة لأنه لم يعش لنفسه بل عاش لدينه وأمته وكان يجد في ذلك سعادته وراحته: قضي نحوا من إحدى عشرة سنةً في المنفى في دار البغضاء البعداء في الحبشة لم يأخذ أثنائها إجازة عرضية ولا مرضية ولا اضطرارية، بقيَ إحدى عشرة سنةً متواصلةً يعاني ألم الغربة ولوعة البعاد كلُ ذلك في ذات الله حتى إذا حانت الفرصةُ عاد في السنةِ السابعةِ للهجرة.. عاد في السنة التي فتح فيها النبي - صلى الله عليه وسلم- خيبر، فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((لا أدري بأيهما أفرح بفتح خيبر أم بقدوم جعفر)).. فرح النبي - صلى الله عليه وسلم - بقدوم جعفر فرحاً شديداً حتى إن فرحه به يساوي فتح خيبر.. ولكن بما كافأ النبيُ - صلى الله عليه وسلم - هذا القادَمَ المولعَ بالغربة والبعاد، الذي أعطى للدين عشر سنواتً من الغربة لوعة وأسا، بما كافأه؟ هل أصدر مرسوماً كريماً بتعيينه أميرا على البلدة الفلانية؟ أم أصدر أمره السامي بصرف مخصصات مالية تكفي لأن يعيش بقية حياته مع أسرته؟ هل اصدر أوامره بأن يمنح جعفر إجازة لبقية العمر فقد قدم ما عليه، وأدا للدين ما يكفي تقديمه وأداءه؟ كلا، كلا! كافأه مكافأة من نوع آخر. ما هي؟ كافأه بأن أتاح له الفرصةً مرة أخرى ليعمل عملاً ينفع المسلمين ويخدم للدين ويؤسس العدل ويوقف الظلم والطغيان. فيعينه في منصب النائب الأول للقائد الأعلى للقوات المسلحة المتوجهة إلى مؤته... ويذهب حفيا بهذا المنصب، فرحا بفرصة المشاركة للعمل للدين لنشر الخير في الآفاق، فحياته كلها أوقفت لله ليس فيها يوم يسمى إجازة من العمل للإسلام وتقديم النفع للآخرين.. ويحدث له هناك العجب! يقتل القائد الأعلى زيد بن حارثة فتتحول المسؤولية إليه، فينزل عن فرسه فيعقرها فكان أول من عقر في الإسلام ثم يتقدم والراية في يمناه، ينشد نشيد الداخل في الجنة:
يا حبذا الجنة واقترابها *** طيبة وبارد شرابها
والروم روم قد دنى عذابها *** علي إن لاقيتها ضرابها
فتقطع يده اليمنى، فيتلقف الراية باليد اليسرى، فتقطع فيحتضنها بيديه، تنوشه الرماح، تقطعه السيوف، تضربه السهام، وكل ذلك وهو صابر لتبقى الراية مرفوعة حتى يتقدم منه جندي رومي فيقده بالسيف نصفين ثم يصف لنا عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - كما في صحيح البخاري مشهد تلك الجثة المعطرة وذلك الإهاب الممزق فيقول: " وقفت على جعفر يوم مؤتة وإن في جسده لبضعاً وتسعين ضربةً ليسَ بها واحدةُ في قفاه" .. بضعا وتسعين ضربة كلها يتلقاها مقبلا غير مدبر، لم يعرف العدو له قفا ولا رأى له ظهرا إنها حياة عاملة للدين لها أثر في الحياة ولذلك لما قتل - رضي الله عنه - حزن رسول الله عليه حزناً شديداً وبكى الصحابة وخيم الحزن على مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنه لم يكن في الحياة إنسان عادي بل كان رجلا وكان بطلا وكان قائداَ محنكاً وخطيباً مفوهاً وداعيةٌ عظيم أسلم على يديه ملك الحبشه النجاشي ودخل الإسلام إلى تلك البلاد وأسلم الآلاف بسبب حرصه على دعوته ودلالة الآخرين على سعادة الدنيا والآخرة.
لعمرك ما الرزية فقد مال *** ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد شهم *** يموت بموته خلق كثير
عباد الله: - هناك علماء ومصلحون وملوك ورؤساء وهناك تجار وأصحاب وجاهات وهناك أساتذة جامعات وأطباء ومعلمون ومهندسون وغيرهم كثير خسر المجتمع بفقدهم أشياء كثيرة وخسرت المجتمعات صنائع المعروف التي كانوا يقدمونها.. خسرت الحياة مساهمتهم الفاعلة في إسعاد الآخرين من حولهم وهناك أناس عاديين وبسطاء خسرنا دعوتهم وكلامهم الطيب وابتسامتهم وطيب قلوبهم ونقاء سريرتهم.. رجالاً كانوا أو نساء.. فماذا سيخسر العالم بموتك؟ ماذا قدمت لدينك وأمتك ومجتمعك؟ هل سلم الناس من لسانك ويدك؟ هل قدمت مصالح الأمة والمجتمع على مصالحك الشخصية والحزبية؟ هل كنت سبباً في أذى أحد من الناس.. هل كنت سبباً في ظلمه وسفك دمه ولو بكلمة؟ هل وقفت من الحق ولو كان مراً؟ إن علينا أن نستغل أعمارنا.. أو تكون الحسرة والندامة قال - تعالى-: (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (الشعراء205-207).. إن الحياة من حولنا بجميع كائناتها لتدرك أهمية ما يقدمه الإنسان ويقترفه من خير أو شر وتتأثر وتحزن وتتألم فالدواب ترتاح من موت الفاجر، ففي الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - مر عليه بجنازة فقال: (( مستريح ومستراح منه، فقالوا: يا رسول الله ما المستريح وما المستراح منه؟ قال: إن العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله - تعالى -، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب)) أخرجه البخاري. 6147، فالفجور نقمة على العباد والبلاد والدواب والعياذ بالله.. أما البحر فله عبوديات عدة، لكن من أعجبها ما جاء في مسند الإمام أحمد عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في الحديث القدسي عن رب العزة: ((ليس من ليلة إلا والبحر يشرف فيها ثلاث مرات يستأذن الله - تعالى -أن ينتضح عليهم فيكفه الله - عز وجل -)) وفي رواية: ((ما من يوم إلا والبحر يستأذن ربه أن يغرق ابن آدم، والملائكة تعاجله وتهلكه، والرب - سبحانه وتعالى - يقول دعوا عبدي)) فيا سبحان الله، البحر يغار ويغضب لانتهاك بني آدم حرمات الله، ويستأذن الله في كل ليلة أن يهلك ويغرق الظلمة والعصاة ولعلكم تذكرون تسونامي كم أهلك ودمر من المدن والدول والجزر ولم يدم أكثر من أربع دقائق فياليتنا نوقر الله في قلوبنا ونعلم عظم قوته وجبروته فنبادر للبذل والعمل والبناء ونساهم في صناعة الحياة وتنظيمها من حولنا وننشر الخير والمعروف فيها وإحقاق الحق وإبطال الباطل مهما علا وتكبر..
في يوم من الأيام يسمع أبو طلحة الأنصاري - رضي الله عنه - وكان قد بلغ من العمر ثمانون عاماً قول الله - عز وجل -: (انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (التوبة: 41) قال لبنيه وكانوا أربعة يا بني جهزوني أريد الخروج في سبيل الله، قالوا: لقد عذرك الله، فأنت رجل كبير وقد قاتلت وجاهدت مع رسول الله وأصحابه ونحن نكفيك قال: إن الله لم يعذر أحد فقال (انفروا خفافاً وثقالا) فخرج في جيش المسلمين لفتح القسطنطينية ومات في السفينة وظل سبعة أيام لم يجدوا جزيرة يدفنوه بها حتى دفن تحت أسوار القسطنطينية ما الذي أخرجه إلا حبه لله ورسولة وطاعتهما والتزام أوامرهما.. اللهم هيأ لنا من أمرنا رشدا واجعل خير أعمالنا خواتمها يا أرحم الراحمين.. قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه..
الخطبة الثانية:
عباد الله: - أيها السياسيين ويا أيها الحكام ويا قادة الأحزاب والجماعات ويا شيوخ القبائل ابذلوا المعروف لمجتمعاتكم بصدق وساهموا في حفظ الدماء والأعراض والأموال ورأب الصدع وحل الخلاف بمعروف تقدموه بين يدي الله وعمل عظيم يسجل في تاريخ العظماء.. ويا أيها العلماء قوموا بالمعروف وعلموا الناس دينهم وعقيدتهم وقولوا كلمة الحق وكونوا ورثة الأنبياء بعملكم الصالح الذي ينفع الله به البلاد والعباد.. ويا أيها التجار.. يا أرباب الأموال.. يا من أنعم الله عليكم.. أمتكم ومجتمعاتكم ينهشها الفقر والجوع والتخلف العلمي والبطالة ابذلوا المعروف وقدموا ليوم لا ينفع فيه دينار ولا درهم إلا العمل الصالح.. ويا أيها الإعلاميون يا أهل الصحافة يا أصحاب القنوات الفضائية ألا يكفي تفريق الأمة وزعزعت دينها وعقيدتها ووحدتها.. ألا يكفي إثارة الأحقاد والضغائن والطائفية والمناطقية وتخدير الأمة وتسفيه أحلامها بما يقدمه الكثير في برامجهم ومقالاتهم.. أين معروفكم بتربية الأمة وتثقيفها وتعليمها وتوحيدها والانتصار للحق ومصالح الأمة وثوابتها...
يا أيها المسلم ويا أيتها المسلمة قدموا في حياتكم أعمالاً صالحه ليوم لا ينفع فيه إلا العمل الصالح قال - تعالى-: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل: 97]..
اللهم يا من لا تَمِلُ من حلاوة ذكره ألسنة الخائفين و لا تَكِلُ من الرغبات إليه مدامع الخاشعين أغفر لنا ذنوباً حالت بيننا و بين ذكرك و أعفوا عن تقصيرنا في طاعتك و شكرك و أدم علينا لزوم الطريق إليك و هب لنا نوراً نهتدي به إليك و نعوذ بك من جهد البلاء و درك الشقاء و سوء القضاء و شماتة الأعداء يا رب العالمين يا مالك يوم الدين.. ثم أعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال - جل وعلا -: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب: 56)..اللهم صلي وسلم وبارك أطيب وأزكي صلاة وبركة على نبينا وأمامنا وحبيبنا وقدوتنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وخلفائه الراشدين وسائر الصحابة أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..والحمد لله رب العالمين.