موت القلوب بعشرة اشياء...
مرّ ابراهيم بن أدهم بسوق البصرة فاجتمع إليه الناس وقالوا: يا أبا إسحاق ما لنا ندعو فلا يُستجاب لنا؟ قال: لأنّ قلوبكم ماتت بعشرة أشياء، الأوّل: أنّكم عرفتم الله فلم تؤدّوا حقّه، الثاني: زعمتم أنّكم تحبّون رسول الله وقد تركتم سُنّته، الثالث: قرأتم القرآن ولم تعملوا به، الرابع: أكلتم نعمة الله ولم تؤدّوا شكرها، الخامس: قلتم إنّ الشيطان عدوّكم ووافقتموه، السادس: قلتم إنّ الجنة حقّ فلم تعملوا لها، السابع: قلتم إنّ النار حقّ ولم تهربوا منها، الثامن: قلتم إنّ الموت حقّ فلم تستعدّوا له، التاسع: انتبهتم من النوم واشتغلتم بعيوب الناس وتركتم عيوبكم، العاشر: دفنتم موتاكم ولم تعتبروا بهم، فكيف يُستجاب لكم وأنتم على مثل هذه الأحوال؟ إنّما يستجاب لمن كان ذا نيّة صادقة وضمير طاهر وقلب نقيّ، وما كان الله ليفتح باب التوبة ويغلق باب المغفرة لأنّه تعالى يقول: «وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ» وما كان الله ليفتح باب الشكر ويغلق باب الزيادة لأنّه يقول: «لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأََزِيدَنَّكُمْ»وما كان الله ليفتح باب التوكّل ولم يجعل للمتوكّل مخرجاً، فإنه سبحانه يقول: «وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ».
قوله (عليه السلام): «فَلَا يُقَنِّطْكَ إِبْطَاءُ إِجَابَتِهِ فَإِنَّ الْعَطِيَّةَ عَلَى قَدْرِ النِّيَّةِ وَرُبَّمَا أُخِّرَتْ عَنْكَ الْإِجَابَةُ لِيَكُونَ ذَلِكَ أَعْظَمَ لِأَجْرِ السَّائِلِ وَأَجْزَلَ لِعَطَاءِ الْآمِلِ وَرُبَّمَا سَأَلْتَ الشَّيْءَ فَلَا تُؤْتَاهُ وَأُوتِيتَ خَيْراً مِنْهُ عَاجِلًا وَآجِلًا أَوْ صُرِفَ عَنْكَ لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ».
إنّ الإمام (عليه السلام) يعلّم ولده بأنّه قد يسأل الله سبحانه فلا يجيبه إلى سؤله، أو قد يبطئ عليه في الاجابة لا لأنّه عاجز قاصر عن أن يجيب، كلاّ وإنّما ذلك لأمر ما، فإنّ لله في شؤنه مصالح وحِكما ً، وإنّ لها لسرّاً غامضاًُ وخبراً مكتوماً لا يطمع في ذلك بفهم أو تأويل، لأنّ الله في شؤونه وإرادته لا يصلح لشيء من الفهم والتأويل.
وإنّه (عليه السلام) ليعلّمه بأنّ من الذنوب ما تكون حاجباً يحجب الدعاء عن القبول، أو يبطئ عليه في الاجابة، فلعلّ بين أعماله عملاً نابياً.
وهكذا جاء في دعائه (عليه السلام) المعروف بدعاء كميل «اللهمّ اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء» وهكذا كان النبي (صلى الله عليه وآله) يستعيذ بالله ويقول: «أعوذ بك من الذنوب التي تردّ الدعاء».
قوله (عليه السلام): «فَلَا يُقَنِّطْكَ إِبْطَاءُ إِجَابَتِهِ فَإِنَّ الْعَطِيَّةَ عَلَى قَدْرِ النِّيَّةِ وَرُبَّمَا أُخِّرَتْ عَنْكَ الْإِجَابَةُ لِيَكُونَ ذَلِكَ أَعْظَمَ لِأَجْرِ السَّائِلِ وَأَجْزَلَ لِعَطَاءِ الْآمِلِ وَرُبَّمَا سَأَلْتَ الشَّيْءَ فَلَا تُؤْتَاهُ وَأُوتِيتَ خَيْراً مِنْهُ عَاجِلًا وَآجِلًا أَوْ صُرِفَ عَنْكَ لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ».
إنّ الإمام (عليه السلام) يعلّم ولده بأنّه قد يسأل الله سبحانه فلا يجيبه إلى سؤله، أو قد يبطئ عليه في الاجابة لا لأنّه عاجز قاصر عن أن يجيب، كلاّ وإنّما ذلك لأمر ما، فإنّ لله في شؤنه مصالح وحِكما ً، وإنّ لها لسرّاً غامضاًُ وخبراً مكتوماً لا يطمع في ذلك بفهم أو تأويل، لأنّ الله في شؤونه وإرادته لا يصلح لشيء من الفهم والتأويل.
وإنّه (عليه السلام) ليعلّمه بأنّ من الذنوب ما تكون حاجباً يحجب الدعاء عن القبول، أو يبطئ عليه في الاجابة، فلعلّ بين أعماله عملاً نابياً.
وهكذا جاء في دعائه (عليه السلام) المعروف بدعاء كميل «اللهمّ اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء» وهكذا كان النبي (صلى الله عليه وآله) يستعيذ بالله ويقول: «أعوذ بك من الذنوب التي تردّ الدعاء».