كنت دوماً جسداً بلا روح ، كتائه في صحراء قاحلة باحثاً عن قطرة الحياة ، شعرت كثيراً بأنني يتيم يناجي حنان أمه ، وعندما أحسست بذلك العقرب السام الذي يسمي الموت يقترب مني عزمت علي شئ واحد...،وهو العودة......،كنت أحلق في كبد السماء وأعد الثواني لوصولي ومع تنبيه المضيفة لنا في أن وقت الهبوط حان هبطت روحي مع هبوط ذلك الطائر المجنح الذي يحملنا في جوفه ، ومع عُلو صوت احتكاك العجلات بالأرض تعلو صوت دقات قلبي تقرع كالطبول حتي خال لي أن سكان هذا الطائر سمعوه ، أسرعت بفك الحزام وكأني طير أسير وجد باب قفه مفتوحاً ، وعندما هبطت قدماي علي الارض شعرت بالدم يسري بعروقي ومشاعر الدفء تجتاح فؤادي وبدأ هواء الوطن يتغلغل بين شرايني اسرعت مهرولاً أسارع الريح لخروجي أستغرب أولئك البشر كيف هان عليهم ترك الوطن ؟! ، خرجت من ساحة الاعدام التي تقود الناس للموت تاركاً لعبراتي حرية التعبير عن اشتياقها لهذه الارض نعم يا قارئ فالوطن ليس فندقا تغادره إن ساءت الخدمة فيه .