خلال الملتقى السنوي.. د. شيخة المسند:
وحدة للتقطير والتأهيل للكوادر القطرية بالجامعة
نيل الاعتمادات العالمية وسيلة لضمان جودة التعليم
كتبت - هناء صالح الترك:
كشفت الأستاذة الدكتورة شيخة بنت عبد الله المسند رئيس جامعة قطرعن إنشاء وحدة للتقطير تابعة لإدارة الموارد البشرية تعنى بإعداد الكادر القطري المؤهل ليتبوأ المناصب الإدارية العليا في الجامعة فضلا عن استقطاب الكوادر الوطنية وتشجيعها على الالتحاق بالعمل في الجامعة مع إعطائهم الأولوية لشغل الوظائف الشاغرة.
وأكدت أن القيادات الوطنية اتخذت قرارات شجاعة وحكيمة للعبور بالبلاد إلى مستقبل أفضل عبر العديد من المبادرات لتحقيق التنمية الاقتصادية والبشرية والاجتماعية لتصبح قطر منافسا عالمياً في كافة المجالات.
وأشارت إلى أن هذه الطموحات تتطلب تعليماً نوعياً يمد صاحبه بالبنية المعرفية وبالمهارات اللازمة للعب دور فاعل في الاقتصاد المعرفي الذي تسعى قطر لتطويره.
جاء ذلك خلال الملتقى السنوي للعام الجامعي 2014 - 2015 والذي تزامن مع بدء العام الدراسي الجديد أمس.
وتناولت د. شيخة المسند خلال كلمتها أهم منجزات الجامعة، وماحققته في كافة المجالات خلال العام المنصرم، واستعرضت جوانب الخطة الاستراتيجية للجامعة من حيث تحقيق التعليم النوعي و البحث العلمي الرائد و الخدمات الطلابية المساندة والشراكات المجتمعية الفاعلة، وأكدت بأن خطة الجامعة ورسالتها تتجذر في الرؤية الوطنية 2030 وخاصة فيما يتعلق بجانبي التنمية البشرية والتنمية الاجتماعية، وقالت: "اليوم انتهز فرصة لقائنا هذا لأضع التطورات التي حصلت وتحصل في الجامعة في سياق أكبر يدلل على دور الجامعة الوطنية في دعم التنمية المجتمعية.
وأشارت إلى أن رؤية قطر الوطنية 2030 تضمنت "ضرورة تطوير التعليم ليواكب المعايير العصرية و يوازي أفضل النظم التعليمية في العالم" كما تدعو إلى تشجيع التفكير التحليلي والنقدي وتنمية الابتكار و القدرات الإبداعية. .
وقالت: كما شددت الرؤية الوطنية على ضرورة الحفاظ على الموروث الثقافي وعلى الهوية الوطنية مع الانفتاح بالقدر المناسب على النواحي الإيجابية من ثقافات وتجارب شعوب العالم" .
تحقيق التوازن
وقالت: إن دور الجامعة الوطنية هو تحقيق التوازن ما بين الأهداف الوطنية الطموحة و متطلبات التنمية الاقتصادية المتسارعة من جهة وبين الاحتياجات المحلية وواقع المعطيات المحلية من جهة أخرى، وأكدت رئيس الجامعة أن القيادات الوطنية اتخذت قرارات شجاعة و حكيمة للعبور بالبلاد إلى مبادرات تحقق التنمية الاقتصادية والبشرية والاجتماعية، وأصبحت قطر تنافس عالمياً في ميادين شتى. موضحة أن هذه الطموحات تتطلب تعليماً نوعياً يمد صاحبه بالبنية المعرفية و بالمهارات اللازمة للعب دور فاعل في الاقتصاد المعرفي الذي تسعى قطر لتطويره. وقد كان هذا المتطلب حافزاً أساسياً للجامعة لمراجعة برامجها وتطوير مناهجها وطرائق التدريس فيها وكما تعلمون فقد سعت الكليات والبرامج المختلفة لنيل الاعتمادات الأكاديمية وهو مجهود ضخم، وقرارٌ اتخذ بعناية لما يتطلبه من وقت وجهد وموارد. وأضافت: أؤكد في هذا السياق أن الخطوات التي تأخذها الجامعة في مجال الاعتماد والتصنيفات العالمية لا ينبغي أن تكون على حساب الاحتياجات المحلية أو مصلحة الطلاب. والسعي لنيل الاعتمادات المختلفة وكذلك السعي لرفع مكانة الجامعة في التصنيفات العالمية ماهي إلا وسائل لضمان جودة التعليم و كفاءة الخريجين و تنافسيتهم في الأسواق الإقليمية والعالمية.
الأولويات البحثية
وقالت: الإنجازات الهامة التي حققتها الجامعة في مجال الأبحاث تصب في إطار الرؤية الوطنية لتنمية الابتكار حيث جاءت أولويات الجامعة في مجال البحوث في أربع مجالات تخاطب الاحتياجات الوطنية: البيئة، الصحة، تكنولوجيا المعلومات، والهوية الوطنية. وقالت إن تطوير البحث العلمي في الجامعة لا يقتصر على أعضاء الهيئة التدريسية والبحثية فقط، بل يضم القطاع الطلابي كذلك، فالمنح البحثية المقدمة للطلاب لها أهمية كبيرة في تنمية الشغف بالبحث وبناء القدرات والمهارات اللازمة في مرحلة مبكرة.
وشددت على أن الجامعة الوطنية هي مورد ثمين لكل قطري و قطرية، فهي سبيلهم ليس فقط للحصول على شهادة دراسات عليا ولكنها كذلك وسيلتهم للمشاركة في بناء المجتمع و اتخاذ مواقعهم في الحياة. وقد درست الجامعة باستفاضة وجدية أحسن السبل وأجداها لدعم الطالب في مسيرته الجامعية. وقد كانت حصيلة هذه الدراسة استحداث منظومة محسنة من الخدمات و السياسات الجامعية التي من شأنها أن تساعد الطالب على أن يقدم أحسن ما لديه من إمكانات و ليستفيد مما تقدم له الجامعة، علماً بأن هذه المنظومة المتكاملة تأخذ بعين الاعتبار احتياجات الطلاب منذ التحاقهم بالجامعة وحتى قبل التسجيل في مساقاتهم، مروراً باحتياجاتهم للدعم الأكاديمي والإرشادي أثناء سنوات الدراسة، حتى التخرج. كما أن هذه المنظومة تستمر في تقديم الدعم للطالب في حال تعثره لتساعده على التغلب على الصعوبات التي يواجهها وفي حالات معينة يمكن أن تساعده عن طريق إيجاد البديل الملائم لشهادة البكالوريوس.
خدمات الإرشاد
وخاطبت د.شيخة المسند الحضور قائلة: " كتربويين، نحن ندرك أن الدراسة الجامعية تتميز بصفات معينة عن دراسة ماقبل الجامعة، فهي تنطوي على قدر من الاستقلالية و تحمل المسؤولية في معرفة الحقوق والواجبات و اتخاذ القرارات الأكاديمية. ومن هنا جاء اللقاء التعريفي بنظامه الجديد وبرنامج الخبرة الجامعية لطلبة السنة الأولى لتلبي هذه الاحتياجات تحديداً من خلال تعريف الطلاب على جوانب أكاديمية واجتماعية متنوعة. أما خدمات الإرشاد الأكاديمي ومركز دعم تعلم الطلاب فتعد موارد أساسية توجه الطالب للممارسات السليمة التي من شأنها أن تحقق له النجاح والتفوق. وقد عملت الجامعة على تطوير خدمات الإرشاد ليتكلل هذا الجهد بالحصول على جائزة البرنامج الإرشادي المتميز في إبريل 2014 من الجهة العالمية الأبرز في مجال الإرشاد الأكاديمي NAFSA الولايات المتحدة.
وقالت: إن العاملين الرئيسيين لإنجاح خدمات الإرشاد الأكاديمي هما: التشخيص المبكر من قبل الجامعة والإقبال الجاد من قبل الطالب، فالمرشد والطالب شركاء في هذه العملية وسيكون للطالب الضعيف أكاديمياً نصيب وافر من الاهتمام و المتابعة الفردية حتى يتمكن من تجاوز الصعوبات الأكاديمية و العبور منها إلى ضفة النجاح.
تعديل الإنذار الأكاديمي
وتتكامل الخدمات المقدمة مع حزمة سياسات تمت إعادة النظر فيها في عام 2013 بناء على مبادرة من الجامعة وهي سياسة الإنذار الأكاديمي وطي القيد، وتمكن هذه السياسات المعدلة بتفاصيلها الطلبة المنذرين من الاستفادة من فرص الدعم الأكاديمي والإرشادي التي طورتها الجامعة بطريقة استباقية تحمي الطالب من الوصول إلى مرحلة الخطر.
ومن المهم أن نذكر هنا أن الطلبة الذين يتعثرون أكاديمياً أو حتى يحتاجون لدعم خاص هم الأقلية، فغالبية الطلبة يحققون النجاح بل والتميز في كثير من الأحيان بجهودهم الفردية، مكتفين بما ينهلونه من أساتذتهم ومراجعهم المتنوعة فمنهم من حقق لائحة العميد ومنهم من كرم على المستوى الوطني في يوم التميز العلمي ومنهم من فاز بمسابقات بحثية عالمية ومنهم من قبل في بعض أرقى جامعات العالم بعد تخرجه.
تطوير البرامج
وهكذا فإن الجامعة تستمر في التطلع نحو التطوير و الارتقاء بما تقدمه من برامج مع مراعاة احتياجات الطلبه وإمكانياتهم ولا نغفل للحظة عن المسؤولية الكبيرة التي تتحملها جامعة قطر بوصفها الجامعة الوطنية الأولى و الاختيار الأول للطلاب القطريين. ولما كان تمكين المواطن القطري و تطويره جوهر رؤية قطر 2030 فإن الجامعة لم تدخر جهداً في تطوير إمكانات عضو هيئة التدريس القطري والطالب القطري كذلك بسبل عدة. وقالت إنه على مستوى أعضاء الهيئة التدريسية تقدم الجامعة فرصاً غنية للتطور في السلك الأكاديمي عن طريق برنامج الابتعاث الذي يستفيد منه 108 أعضاء، تخرج منهم 24 مبتعثاً والجامعة تفخر بأنها استطاعت أن تستقطب هذه المواهب الوطنية إلى القطاع الأكاديمي في ظل زيادة و تنوع فرص العمل في الدولة ككل وهذا إنجاز ليس بقليل، إذ أن السلك الأكاديمي ليس بالسهل بل ويعاني من القدرة على استقطاب كفاءات جديدة في العديد من دول العالم إذا ما قورن بالفرص المهنية الأخرى. وكلنا أمل أن يشكل هؤلاء المبتعثون النواة الأكاديمية المستقبلية التي تعول عليها الجامعة بشكل كبير .
التقطير النوعي
وقالت رئيس الجامعة إن تخريج كفاءات وطنية عالية للعمل في كافة قطاعات الدولة هي إحدى الوسائل الرئيسية التي تعمل الجامعة من خلالها على المساهمة في التقطير النوعي، لذا تظل "جائزة تقدير الشراكة" التي حصلت عليها الجامعة عام 2012 كأفضل مؤسسة تعليمية ساهمت في تحقيق أهداف الخطة الاستراتيجية للتقطير- تبقى من أعز الجوائز على قلوبنا ليس فقط كمدعاة للفخر وإنما حافزاً للاستمرار في جهودنا أيضاً.
وكأي مؤسسة تعليمية عالمية، فإن التنوع الثقافي في قطاع العاملين والطلاب يعتبر إضافة تغني المشهد الجامعي حين تعمل بتناغم في إطار أهداف المؤسسة الاستراتيجية، فمع النمو الكبير الذي تشهده الدولة وتزايد أعداد الطلاب والتوسع المدروس فيما تطرحه الجامعة من برامج أكاديمية وخدمات طلابية كان لابد من أن تستعين الجامعة بخبرات مؤهلة من أنحاء العالم، يأتون بخبراتهم ومعارفهم لإثراء والمجتمع الجامعي والمساهمة في التطوير المستمر للعمليات التعليمية والإدارية، لتتضافر جهودهم مع الكادر الوطني في تقديم أفضل الخبرات والتجارب لطلابنا.
واجب وطني
وفي ختام كلمتها قالت د. شيخة المسند: قطر تمضي في طريق الطموح نحو التمنية والرفاهية و التطوير الاجتماعي والاقتصادي والمعرفي وهو طريق صعب مليء بالتحديات ويفرض متطلبات ومسؤوليات كبيرة على كل مؤسسة في كافة القطاعات... لكنه طريق لا رجعة عنه و الجامعة لم ولن تتوانى للحظة عن أن تقوم بواجبها الوطني في تلبية نداء القيادة للنهوض بالمجتمع القطري وبجهاز الدولة التعليمي عن طريق بناء مؤسسة قائمة على أسس مهنية قادرة على الحفاظ على القيم والمبادئ الأكاديمية العريقة التي أرستها عبر تاريخها. فالمؤسسات تقوم على جهود منتسبيها ومساهماتهم ولكنها في نفس الوقت ذات ديمومة خاصة بها تتجاوز الأفراد. و كما قيل من قبل، قطر تستحق الأفضل، وجامعة قطر بكافة هيئاتها ستستمر في السعي نحو الأفضل.
تكريم المتميزين
وقد شهد الحفل السنوي تكريم عدد من أعضاء هيئة التدريس والإداريين المتميزين أو الذين أمضوا فترة طويلة في خدمة جامعة قطر وهم: أ.د. عبدالمجيد سالم محمد حمودة، د. ماجدة خريشا، د. خليفة ناصر مبارك آل خليفة أ.د. مريم علي العلي المعاضيد، د.علي حسين عيد، أما جائزة الموظف المتميز: م.عبدالله يعقوب يوسف حسن السيد، أ.وفاء محمد الجيلالي بلحاضي في حين كانت جائزة المساهمة المتميزة في المجال الإعلامي من نصيب د. رجب عبدالله رجب إسماعيل الإسماعيل
جائزة الخريج الشاب المتميز: أ.العنود سعيد المسند جائزة قدامى أعضاء هيئة التدريس والموظفين: د. ناصر عبدالرحمن ناصر فخرو، د. حميد عبدالله محمد المدفع،د. نورة يوسف مبارك الكواري،د. هيا محمد عبدالعزيز الدرهم، د. هيفاء عبدالله فضل راشد البوعينين، أ.د . حصة أحمد عبدالله الغزال، د. أمينة علي محمد الخال فخرو، أ.د. غدنانة سعيد راشد المقبل البنعلي، السيد صالح محمد عوض السنيدي اليافعي، السيد سوني جوزيف، السيد كاكونات بشير عبدالرحمن، أ.د. عبد العزيز السعيد بيومي.
وحدة للتقطير والتأهيل للكوادر القطرية بالجامعة
نيل الاعتمادات العالمية وسيلة لضمان جودة التعليم
كتبت - هناء صالح الترك:
كشفت الأستاذة الدكتورة شيخة بنت عبد الله المسند رئيس جامعة قطرعن إنشاء وحدة للتقطير تابعة لإدارة الموارد البشرية تعنى بإعداد الكادر القطري المؤهل ليتبوأ المناصب الإدارية العليا في الجامعة فضلا عن استقطاب الكوادر الوطنية وتشجيعها على الالتحاق بالعمل في الجامعة مع إعطائهم الأولوية لشغل الوظائف الشاغرة.
وأكدت أن القيادات الوطنية اتخذت قرارات شجاعة وحكيمة للعبور بالبلاد إلى مستقبل أفضل عبر العديد من المبادرات لتحقيق التنمية الاقتصادية والبشرية والاجتماعية لتصبح قطر منافسا عالمياً في كافة المجالات.
وأشارت إلى أن هذه الطموحات تتطلب تعليماً نوعياً يمد صاحبه بالبنية المعرفية وبالمهارات اللازمة للعب دور فاعل في الاقتصاد المعرفي الذي تسعى قطر لتطويره.
جاء ذلك خلال الملتقى السنوي للعام الجامعي 2014 - 2015 والذي تزامن مع بدء العام الدراسي الجديد أمس.
وتناولت د. شيخة المسند خلال كلمتها أهم منجزات الجامعة، وماحققته في كافة المجالات خلال العام المنصرم، واستعرضت جوانب الخطة الاستراتيجية للجامعة من حيث تحقيق التعليم النوعي و البحث العلمي الرائد و الخدمات الطلابية المساندة والشراكات المجتمعية الفاعلة، وأكدت بأن خطة الجامعة ورسالتها تتجذر في الرؤية الوطنية 2030 وخاصة فيما يتعلق بجانبي التنمية البشرية والتنمية الاجتماعية، وقالت: "اليوم انتهز فرصة لقائنا هذا لأضع التطورات التي حصلت وتحصل في الجامعة في سياق أكبر يدلل على دور الجامعة الوطنية في دعم التنمية المجتمعية.
وأشارت إلى أن رؤية قطر الوطنية 2030 تضمنت "ضرورة تطوير التعليم ليواكب المعايير العصرية و يوازي أفضل النظم التعليمية في العالم" كما تدعو إلى تشجيع التفكير التحليلي والنقدي وتنمية الابتكار و القدرات الإبداعية. .
وقالت: كما شددت الرؤية الوطنية على ضرورة الحفاظ على الموروث الثقافي وعلى الهوية الوطنية مع الانفتاح بالقدر المناسب على النواحي الإيجابية من ثقافات وتجارب شعوب العالم" .
تحقيق التوازن
وقالت: إن دور الجامعة الوطنية هو تحقيق التوازن ما بين الأهداف الوطنية الطموحة و متطلبات التنمية الاقتصادية المتسارعة من جهة وبين الاحتياجات المحلية وواقع المعطيات المحلية من جهة أخرى، وأكدت رئيس الجامعة أن القيادات الوطنية اتخذت قرارات شجاعة و حكيمة للعبور بالبلاد إلى مبادرات تحقق التنمية الاقتصادية والبشرية والاجتماعية، وأصبحت قطر تنافس عالمياً في ميادين شتى. موضحة أن هذه الطموحات تتطلب تعليماً نوعياً يمد صاحبه بالبنية المعرفية و بالمهارات اللازمة للعب دور فاعل في الاقتصاد المعرفي الذي تسعى قطر لتطويره. وقد كان هذا المتطلب حافزاً أساسياً للجامعة لمراجعة برامجها وتطوير مناهجها وطرائق التدريس فيها وكما تعلمون فقد سعت الكليات والبرامج المختلفة لنيل الاعتمادات الأكاديمية وهو مجهود ضخم، وقرارٌ اتخذ بعناية لما يتطلبه من وقت وجهد وموارد. وأضافت: أؤكد في هذا السياق أن الخطوات التي تأخذها الجامعة في مجال الاعتماد والتصنيفات العالمية لا ينبغي أن تكون على حساب الاحتياجات المحلية أو مصلحة الطلاب. والسعي لنيل الاعتمادات المختلفة وكذلك السعي لرفع مكانة الجامعة في التصنيفات العالمية ماهي إلا وسائل لضمان جودة التعليم و كفاءة الخريجين و تنافسيتهم في الأسواق الإقليمية والعالمية.
الأولويات البحثية
وقالت: الإنجازات الهامة التي حققتها الجامعة في مجال الأبحاث تصب في إطار الرؤية الوطنية لتنمية الابتكار حيث جاءت أولويات الجامعة في مجال البحوث في أربع مجالات تخاطب الاحتياجات الوطنية: البيئة، الصحة، تكنولوجيا المعلومات، والهوية الوطنية. وقالت إن تطوير البحث العلمي في الجامعة لا يقتصر على أعضاء الهيئة التدريسية والبحثية فقط، بل يضم القطاع الطلابي كذلك، فالمنح البحثية المقدمة للطلاب لها أهمية كبيرة في تنمية الشغف بالبحث وبناء القدرات والمهارات اللازمة في مرحلة مبكرة.
وشددت على أن الجامعة الوطنية هي مورد ثمين لكل قطري و قطرية، فهي سبيلهم ليس فقط للحصول على شهادة دراسات عليا ولكنها كذلك وسيلتهم للمشاركة في بناء المجتمع و اتخاذ مواقعهم في الحياة. وقد درست الجامعة باستفاضة وجدية أحسن السبل وأجداها لدعم الطالب في مسيرته الجامعية. وقد كانت حصيلة هذه الدراسة استحداث منظومة محسنة من الخدمات و السياسات الجامعية التي من شأنها أن تساعد الطالب على أن يقدم أحسن ما لديه من إمكانات و ليستفيد مما تقدم له الجامعة، علماً بأن هذه المنظومة المتكاملة تأخذ بعين الاعتبار احتياجات الطلاب منذ التحاقهم بالجامعة وحتى قبل التسجيل في مساقاتهم، مروراً باحتياجاتهم للدعم الأكاديمي والإرشادي أثناء سنوات الدراسة، حتى التخرج. كما أن هذه المنظومة تستمر في تقديم الدعم للطالب في حال تعثره لتساعده على التغلب على الصعوبات التي يواجهها وفي حالات معينة يمكن أن تساعده عن طريق إيجاد البديل الملائم لشهادة البكالوريوس.
خدمات الإرشاد
وخاطبت د.شيخة المسند الحضور قائلة: " كتربويين، نحن ندرك أن الدراسة الجامعية تتميز بصفات معينة عن دراسة ماقبل الجامعة، فهي تنطوي على قدر من الاستقلالية و تحمل المسؤولية في معرفة الحقوق والواجبات و اتخاذ القرارات الأكاديمية. ومن هنا جاء اللقاء التعريفي بنظامه الجديد وبرنامج الخبرة الجامعية لطلبة السنة الأولى لتلبي هذه الاحتياجات تحديداً من خلال تعريف الطلاب على جوانب أكاديمية واجتماعية متنوعة. أما خدمات الإرشاد الأكاديمي ومركز دعم تعلم الطلاب فتعد موارد أساسية توجه الطالب للممارسات السليمة التي من شأنها أن تحقق له النجاح والتفوق. وقد عملت الجامعة على تطوير خدمات الإرشاد ليتكلل هذا الجهد بالحصول على جائزة البرنامج الإرشادي المتميز في إبريل 2014 من الجهة العالمية الأبرز في مجال الإرشاد الأكاديمي NAFSA الولايات المتحدة.
وقالت: إن العاملين الرئيسيين لإنجاح خدمات الإرشاد الأكاديمي هما: التشخيص المبكر من قبل الجامعة والإقبال الجاد من قبل الطالب، فالمرشد والطالب شركاء في هذه العملية وسيكون للطالب الضعيف أكاديمياً نصيب وافر من الاهتمام و المتابعة الفردية حتى يتمكن من تجاوز الصعوبات الأكاديمية و العبور منها إلى ضفة النجاح.
تعديل الإنذار الأكاديمي
وتتكامل الخدمات المقدمة مع حزمة سياسات تمت إعادة النظر فيها في عام 2013 بناء على مبادرة من الجامعة وهي سياسة الإنذار الأكاديمي وطي القيد، وتمكن هذه السياسات المعدلة بتفاصيلها الطلبة المنذرين من الاستفادة من فرص الدعم الأكاديمي والإرشادي التي طورتها الجامعة بطريقة استباقية تحمي الطالب من الوصول إلى مرحلة الخطر.
ومن المهم أن نذكر هنا أن الطلبة الذين يتعثرون أكاديمياً أو حتى يحتاجون لدعم خاص هم الأقلية، فغالبية الطلبة يحققون النجاح بل والتميز في كثير من الأحيان بجهودهم الفردية، مكتفين بما ينهلونه من أساتذتهم ومراجعهم المتنوعة فمنهم من حقق لائحة العميد ومنهم من كرم على المستوى الوطني في يوم التميز العلمي ومنهم من فاز بمسابقات بحثية عالمية ومنهم من قبل في بعض أرقى جامعات العالم بعد تخرجه.
تطوير البرامج
وهكذا فإن الجامعة تستمر في التطلع نحو التطوير و الارتقاء بما تقدمه من برامج مع مراعاة احتياجات الطلبه وإمكانياتهم ولا نغفل للحظة عن المسؤولية الكبيرة التي تتحملها جامعة قطر بوصفها الجامعة الوطنية الأولى و الاختيار الأول للطلاب القطريين. ولما كان تمكين المواطن القطري و تطويره جوهر رؤية قطر 2030 فإن الجامعة لم تدخر جهداً في تطوير إمكانات عضو هيئة التدريس القطري والطالب القطري كذلك بسبل عدة. وقالت إنه على مستوى أعضاء الهيئة التدريسية تقدم الجامعة فرصاً غنية للتطور في السلك الأكاديمي عن طريق برنامج الابتعاث الذي يستفيد منه 108 أعضاء، تخرج منهم 24 مبتعثاً والجامعة تفخر بأنها استطاعت أن تستقطب هذه المواهب الوطنية إلى القطاع الأكاديمي في ظل زيادة و تنوع فرص العمل في الدولة ككل وهذا إنجاز ليس بقليل، إذ أن السلك الأكاديمي ليس بالسهل بل ويعاني من القدرة على استقطاب كفاءات جديدة في العديد من دول العالم إذا ما قورن بالفرص المهنية الأخرى. وكلنا أمل أن يشكل هؤلاء المبتعثون النواة الأكاديمية المستقبلية التي تعول عليها الجامعة بشكل كبير .
التقطير النوعي
وقالت رئيس الجامعة إن تخريج كفاءات وطنية عالية للعمل في كافة قطاعات الدولة هي إحدى الوسائل الرئيسية التي تعمل الجامعة من خلالها على المساهمة في التقطير النوعي، لذا تظل "جائزة تقدير الشراكة" التي حصلت عليها الجامعة عام 2012 كأفضل مؤسسة تعليمية ساهمت في تحقيق أهداف الخطة الاستراتيجية للتقطير- تبقى من أعز الجوائز على قلوبنا ليس فقط كمدعاة للفخر وإنما حافزاً للاستمرار في جهودنا أيضاً.
وكأي مؤسسة تعليمية عالمية، فإن التنوع الثقافي في قطاع العاملين والطلاب يعتبر إضافة تغني المشهد الجامعي حين تعمل بتناغم في إطار أهداف المؤسسة الاستراتيجية، فمع النمو الكبير الذي تشهده الدولة وتزايد أعداد الطلاب والتوسع المدروس فيما تطرحه الجامعة من برامج أكاديمية وخدمات طلابية كان لابد من أن تستعين الجامعة بخبرات مؤهلة من أنحاء العالم، يأتون بخبراتهم ومعارفهم لإثراء والمجتمع الجامعي والمساهمة في التطوير المستمر للعمليات التعليمية والإدارية، لتتضافر جهودهم مع الكادر الوطني في تقديم أفضل الخبرات والتجارب لطلابنا.
واجب وطني
وفي ختام كلمتها قالت د. شيخة المسند: قطر تمضي في طريق الطموح نحو التمنية والرفاهية و التطوير الاجتماعي والاقتصادي والمعرفي وهو طريق صعب مليء بالتحديات ويفرض متطلبات ومسؤوليات كبيرة على كل مؤسسة في كافة القطاعات... لكنه طريق لا رجعة عنه و الجامعة لم ولن تتوانى للحظة عن أن تقوم بواجبها الوطني في تلبية نداء القيادة للنهوض بالمجتمع القطري وبجهاز الدولة التعليمي عن طريق بناء مؤسسة قائمة على أسس مهنية قادرة على الحفاظ على القيم والمبادئ الأكاديمية العريقة التي أرستها عبر تاريخها. فالمؤسسات تقوم على جهود منتسبيها ومساهماتهم ولكنها في نفس الوقت ذات ديمومة خاصة بها تتجاوز الأفراد. و كما قيل من قبل، قطر تستحق الأفضل، وجامعة قطر بكافة هيئاتها ستستمر في السعي نحو الأفضل.
تكريم المتميزين
وقد شهد الحفل السنوي تكريم عدد من أعضاء هيئة التدريس والإداريين المتميزين أو الذين أمضوا فترة طويلة في خدمة جامعة قطر وهم: أ.د. عبدالمجيد سالم محمد حمودة، د. ماجدة خريشا، د. خليفة ناصر مبارك آل خليفة أ.د. مريم علي العلي المعاضيد، د.علي حسين عيد، أما جائزة الموظف المتميز: م.عبدالله يعقوب يوسف حسن السيد، أ.وفاء محمد الجيلالي بلحاضي في حين كانت جائزة المساهمة المتميزة في المجال الإعلامي من نصيب د. رجب عبدالله رجب إسماعيل الإسماعيل
جائزة الخريج الشاب المتميز: أ.العنود سعيد المسند جائزة قدامى أعضاء هيئة التدريس والموظفين: د. ناصر عبدالرحمن ناصر فخرو، د. حميد عبدالله محمد المدفع،د. نورة يوسف مبارك الكواري،د. هيا محمد عبدالعزيز الدرهم، د. هيفاء عبدالله فضل راشد البوعينين، أ.د . حصة أحمد عبدالله الغزال، د. أمينة علي محمد الخال فخرو، أ.د. غدنانة سعيد راشد المقبل البنعلي، السيد صالح محمد عوض السنيدي اليافعي، السيد سوني جوزيف، السيد كاكونات بشير عبدالرحمن، أ.د. عبد العزيز السعيد بيومي.
