أظنُّها من الوطن | |
هذه السحابةُ المقبلةُ كعينين مسيحيتين ، | |
أظنُّها من دمشق | |
هذه الطفلةُ المقرونةُ الحواجب | |
هذه العيونُ الأكثر صفاءً | |
من نيرانٍ زرقاءَ بين السفن . | |
أيها الحزن .. يا سيفيَ الطويل المجعَّد | |
الرصيفُ الحاملُ طفله الأشقر | |
يسأل عن وردةٍ أو أسير ، | |
عن سفينةٍ وغيمة من الوطن ... | |
والكلمات الحرّة تكتسحني كالطاعون | |
لا امرأةَ لي ولا عقيده | |
لا مقهى ولا شتاء | |
ضمني بقوة يا لبنان | |
أحبُّكَ أكثر من التبغِ والحدائق | |
أكثر من جنديٍّ عاري الفخذين | |
يشعلُ لفافته بين الأنقاض | |
ان ملايين السنين الدمويه | |
تقف ذليلةً أمام الحانات | |
كجيوشٍ حزينةٍ تجلس القرفصاء | |
ثمانية شهور | |
وأنا ألمسُ تجاعيد الأرضِ والليل | |
أسمع رنينَ المركبة الذليله | |
والثلجَ يتراكمُ على معطفي وحواجبي | |
فالترابُ حزين ، والألمُ يومضُ كالنسر | |
لا نجومَ فوق التلال | |
التثاؤب هو مركبتي المطهمةُ ، وترسي الصغيره | |
والأحلام ، كنيستي وشارعي | |
بها استلقي على الملكاتِ والجواري | |
وأسيرُ حزيناً في أواخر الليل . |