هكذا هي دمشق اليوم .. تُكسى مجبرةً بأعلام الأسد. فقد عمد النظام في الأشهر الأخيرة بشتى الطرق إلى إظهار انتصاره على ثورة دمشق .. فلقد كانت الحواجز التي حولت المدينة لثكنة عسكرية والمداهمات التي تكاد لا تهدأ والانتهاكات التي يرتكبها عناصر الأمن واللجان الشعبية كانت كفيلة بغياب المظاهر الثورية عن العاصمة دمشق، لتبدأ مجموعات مؤيدة للأسد بحملة جديدة تقوم بدهن علم نظام الأسد على الحواجز الاسمنتية المحيطة بالمناطق الأمنية ولتتحول هذه الحملة إلى تعميم من عناصر النظام إلى أصحاب المحال التجارية في دمشق بوجوب دهن واجهات محالهم بعلم النظام كما أنها فرضت رسماُ لهذه العملية قدره أربعة آلاف ليرة سورية.

بدأ تعميم النظام من حي باب سريجة وقبر عاتكة وسط دمشق ولتمتد لباقي مناطق المدينة بما فيها الأسواق الأثرية كسوق الحميدية ومدحت باشا .. هذه الحملات طالت أحياء كانت رمزا للثورة الدمشقية كحي الميدان وكفرسوسة وذلك سعياً من النظام لاظهار هذه الأحياء على أنها مؤيدة له.

فيما أفاد ناشطون في حي الميدان أنه تم مصادرة هويات التجار الذين لم يقوموا بدهن واجهات محالهم وتهديدهم بالاعتقال في حال لم يدهنو واجهات المحال خلال مدة ساعتين، إضافة لهذا قام عناصر النظام بالتهديد بكسر أقفال المحال المغلقة التي هجرها أصحابها في حال لم تُدهن واجهاتها.

شوارع دمشق اليوم مصبوغةٌ بشكل كامل بأعلام النظام .. مع عبارات تمجد بشار الأسد وتؤكد بأنه سيبقى قائد سوريا للأبد .. كل هذه الحملات أتت برأي ناشطين لإظهار مدينة دمشق حاضنة شعبية للنظام في الحملة الانتخابية المرتقبة .. ولتمحي ذكريات ثورة مرت من حارات دمشق كحال هذه الحارة التي دار على جدرانها حرب بين عبارات الحرية وعبارات الأسد.