كثيراً ما ينبهر الشخص بالمعنى العميق لكلمة ما عند تعلمه أو دراسته للغة ما من اللغات. لكن من ناحية أخرى يتولد في بعض الأحيان سوء تفاهم بسبب كلمة ما من الكلمات عندئذ يدرك الشخص صعوبة دراسة اللغات بشكل عام. فمن المعروف أن مفردات أي لغة لا يقتصر استعمالها على استعمال أو معن واحد فقط بل تتعدد استعمالاتها ومعانيها كما يختلف معناها تبعاً لطريقة نطقها أو النبرة التي تقال بها.
واللغتان اليابانية والعربية ليستا استثناء من ذلك فكلمة ”معلش“ على سبيل المثال في العامية المصرية من أكثر الكلمات التي يسيء اليابانيون فهمها من كلمات اللغة العربية.
معلش تثير غضب الياباني !
للأسف لا أدري السبب في كون كلمة ”معلش“ بالنسبة لمعظم اليابانيين يقتصر معناها فقط على ”ما عليه شيء“. فعلاً لو تتبعنا أصل هذه الكلمة أو بمعنى أصح هذه العبارة فسنجد أن أصلها يرجع إلى هذا المعنى عندما كان يحكم القضاة في قديم الزمان ويقولون: ”براءة وما عليه شيء“ ومن هنا تغير مفهوم واستعمال هذه الكلمة إلا أنه مع تغير العصور ومرور الوقت أصبحت تستعمل بالمعنى وطريقة النطق الحالية لها. ونتيجة لذلك عندما يتعرض اليابانيون إلى موقف ما ويعتذر لهم الطرف المصري بكلمة ”معلش“ يتضاعف غضب وحنق اليابانيين! فمن وجهة نظر الياباني أن كلمة ”معلش“ يقتصر معناها على معناها الحرفي وهو ”ما عليه شيء“.
فتذكرت موقفاً يشبه ذلك الموقف عندما توسطت في حل سوء تفاهم حدث بين صديق مصري وصديقة يابانية اتهم فيه المصري اليابانية بأنها لم تعتذر بينما أصرت اليابانية على إنها اعتذرت أكثر من مرة ولن تعتذر أكثر من ذلك. وبعد أن استمعت جيداً للموضوع من وجهة نظر كل من الطرفين أدركت وقتها سبب سوء التفاهم، وهو أن ذلك الشاب المصري في المراحل الأولى من تعلمه للغة اليابانية قد تعلم أن كلمة ”Sumimasen“ تعني ”Excuse me“ أو ”إذا سمحت“ وهنا نشأ سوء التفاهم. حيث كان يتوقع الشاب المصري من السيدة اليابانية أن تقول له “Gomennasai“. وعندما شرحت له أن ”Sumimasen“ تحمل في فحواها معنى الاعتذار أيضاً أجابني بأنه لم يستشعر بأنها تعتذر حينما قالتها له.
معنى واحد…لا يكفي
فعلاً قد لا تحتوي كلمات الاعتذار في لغة ما على معنى عميق أو قد لا يصاحبها فعل معين. وقد اعتدت على سماع زوجتي باعتذارها لي قائلة ”Hai Hai Sumimasen ne“ ولا أتوقع منها كلمة اعتذار أكثر من ذلك حيث أنني أرى الشرر يتطاير من عينيها.
ربما قد خرجت قليلاً عن الموضوع الأصلي ولكني أردت فقط أن أقول إن تعلم لغة ما يعني تعلم ثقافة هذا البلد وإدراك أن الكلمات لا يقتصر معناها على معنى واحد فقط بل ربما تتعدد معانيها أو ربما تختلف طريقة التلقي تماماً من شخص إلى آخر مهما كان معنى تلك الكلمة عميقاً أو مهما كان الأسلوب جميلاً فاللغة مثلها مثل الكائن الحي تنمو وتتطور حسب متطلبات كل عصر. كما قد تختلف طريقة تلقى الشخص لكلمة ما حسب الموقف أو الحالة أو ربما حسب الطرف الآخر وهنا تكمن صعوبة اللغة بل متعتها أيضاً.
واللغتان اليابانية والعربية ليستا استثناء من ذلك فكلمة ”معلش“ على سبيل المثال في العامية المصرية من أكثر الكلمات التي يسيء اليابانيون فهمها من كلمات اللغة العربية.
معلش تثير غضب الياباني !
للأسف لا أدري السبب في كون كلمة ”معلش“ بالنسبة لمعظم اليابانيين يقتصر معناها فقط على ”ما عليه شيء“. فعلاً لو تتبعنا أصل هذه الكلمة أو بمعنى أصح هذه العبارة فسنجد أن أصلها يرجع إلى هذا المعنى عندما كان يحكم القضاة في قديم الزمان ويقولون: ”براءة وما عليه شيء“ ومن هنا تغير مفهوم واستعمال هذه الكلمة إلا أنه مع تغير العصور ومرور الوقت أصبحت تستعمل بالمعنى وطريقة النطق الحالية لها. ونتيجة لذلك عندما يتعرض اليابانيون إلى موقف ما ويعتذر لهم الطرف المصري بكلمة ”معلش“ يتضاعف غضب وحنق اليابانيين! فمن وجهة نظر الياباني أن كلمة ”معلش“ يقتصر معناها على معناها الحرفي وهو ”ما عليه شيء“.
فتذكرت موقفاً يشبه ذلك الموقف عندما توسطت في حل سوء تفاهم حدث بين صديق مصري وصديقة يابانية اتهم فيه المصري اليابانية بأنها لم تعتذر بينما أصرت اليابانية على إنها اعتذرت أكثر من مرة ولن تعتذر أكثر من ذلك. وبعد أن استمعت جيداً للموضوع من وجهة نظر كل من الطرفين أدركت وقتها سبب سوء التفاهم، وهو أن ذلك الشاب المصري في المراحل الأولى من تعلمه للغة اليابانية قد تعلم أن كلمة ”Sumimasen“ تعني ”Excuse me“ أو ”إذا سمحت“ وهنا نشأ سوء التفاهم. حيث كان يتوقع الشاب المصري من السيدة اليابانية أن تقول له “Gomennasai“. وعندما شرحت له أن ”Sumimasen“ تحمل في فحواها معنى الاعتذار أيضاً أجابني بأنه لم يستشعر بأنها تعتذر حينما قالتها له.
معنى واحد…لا يكفي
فعلاً قد لا تحتوي كلمات الاعتذار في لغة ما على معنى عميق أو قد لا يصاحبها فعل معين. وقد اعتدت على سماع زوجتي باعتذارها لي قائلة ”Hai Hai Sumimasen ne“ ولا أتوقع منها كلمة اعتذار أكثر من ذلك حيث أنني أرى الشرر يتطاير من عينيها.
ربما قد خرجت قليلاً عن الموضوع الأصلي ولكني أردت فقط أن أقول إن تعلم لغة ما يعني تعلم ثقافة هذا البلد وإدراك أن الكلمات لا يقتصر معناها على معنى واحد فقط بل ربما تتعدد معانيها أو ربما تختلف طريقة التلقي تماماً من شخص إلى آخر مهما كان معنى تلك الكلمة عميقاً أو مهما كان الأسلوب جميلاً فاللغة مثلها مثل الكائن الحي تنمو وتتطور حسب متطلبات كل عصر. كما قد تختلف طريقة تلقى الشخص لكلمة ما حسب الموقف أو الحالة أو ربما حسب الطرف الآخر وهنا تكمن صعوبة اللغة بل متعتها أيضاً.