بسم الله الرحمن الرحيم
[size="5"]سنرى كيف صنع الله رسوله صلى الله عليه وسلم على عينه ، سرَّ قوله سبحانه {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} طه39
كيف تولاه ربُّنا منذ الصغر؟ سنجد أمراً عجيباً ، وسرَّاً غريباً ، وشأناً أي شأن ، فقد حفظ الله رسوله من لحظة ميلاده ، من كل ما يشين الإنسان ، ويعيبه ، ويقربه إلى الشرور ، أو إلى المعاصي ، أو إلى الرجس ، أو إلى الدنس ، وجعله كما قال حسان بن ثابت :
خُلقتَ مُبرَّءاً من كل عيب ،،،، كأنك قد خلقت كما تشاء
ومن أجل هذا كانت الملائكة هي التي تتولى رعايته ، والإحاطة به في كل مرحلة من مراحله ، فإذا مشى فالملائكة من أمامه ، ومن خلفه ، وعن يمينه ، وعن شماله ، تحرسه وترعاه ، وإذا نام ؛ يقف جبريل عند رأسه ، وميكائيل عند قدميه ؛ يحرسانه ، ويحيطانه برعاية الله سبحانه وتعالى
ولذا تحكى السيدة حليمة السعدية {أنه صلى الله عليه وسلم ، شبَّ ليس كبقية الأطفال ، فتروى أنه {جلس وعنده أربعة أشهر ، ووقف على قدميه وأستند على الجدران ، ومشى وعنده خمسة أشهر ، ومشى مشياً طبيعياً ، ونطق بجميع الألفاظ العربية وعنده ستة أشهر ، قالت : وكان من يراه وعنده ستة أشهر ، يظن أن عنده أربعة أعوام}[1]
{وعن العباس بن عبد المطلب ، قال : قلت يا رسول الله ، دعاني للدخول في دينك أمارة لنبوتك ، رأيتك في المهد تناغى القمر وتشير إليه بإصبعك ، فحيث أشرت إليه مال ، قَالَ : إِنِّى ُكنْتُ أُحَدِّثَهُ ، وُيُحَدِّثُنِى ، وَيُلْهِينِى عَنْ البُكاءِ ، وَاسْمَعُ وَجْبَتَهُ حِينَ يَسْجُدُ تَحْتَ الْعَرْشِ }[2]
وقد حفَّه الله بآيات فضله وإكرامه في طفولته ، وفي ريعان شبابه ، ليعلم من حوله قدره ، فيؤمنوا به عند إرسال الله له فمن ذلك :
أن أهل مكة عندما كانوا يصابون بالقحط ، ويقل المطر عندهم ، كانوا يذهبون إلى جده عبد المطلب ، فيأخذه صلى الله عليه وسلم وهو طفل صغير ، ويصعد به إلى جبل أبى قبيس المطل على الكعبة ، فيدعوا الله وهو ممسك بيده صلى الله عليه وسلم فيستجيب الله له وينزل المطر كأفواه القرب
وكان السبب في ذلك أنه أصاب مكة والجزيرة العربية كلها قحط شديد ، فرأى نفر كثير من قريش رجالا ونساء أن الله لن يأتي لهم بالحيا {المطر} ؛ إلا إذا دعا لهم رجل رأوه بهيئته ، وعرفوه بصفته ، ومعه ابن صغير له ، فلما قصُّوا ما رأوه ، وطبَّقوا ذلك على ما يعاينوه ، وجدوا أن تلك الصفة لا تنطبق إلا على عبد المطلب وولد ولده عبد الله :
{فلما تيقنوا بذلك ذهبوا إليه ، وأخبروه ، وأخذوه معهم ، وصعدوا به الجبل ، فأمسك بالصبي {محمد صلى الله عليه وسلم} ودعا الله ، فنزل المطر على مكة ، ولم ينزل على ما حولها من بلاد العرب .، وعندما نما الخبر إلى العرب خارج مكة ، أسرعوا إلى مكة ، وذهبوا إلى عبد المطلب ، وطلبوا منه الدعاء لهم لينزل عليهم المطر ، مثل أهل مكة ، فأخذهم وذهب بهم إلى عرفات ، ومعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمسك بيده صلى الله عليه وسلم ، ودعا الله ، فهطلت السماء بالماء مدراراً ، وسقى الله الجزيرة العربية كلها ببركته صلى الله عليه وسلم}[3]
وقد قال في ذلك أبو طالب قصيدة طويلة مطلعها :
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ،،،، ثمال اليتامى عصمة للأرامل
وقد استمر معه هذا الفضل الإلهي عندما انتقل إلى كفالة عمه أبى طالب ، فقد أوصاه به عبد المطلب عندما حانت منيته ، وقال له {أنتَ تعلمُ ما قاله الأحبارُ والرهبانُ بشأنه ، وإني أخافُ عَليه من اليهود ، فَحَافِظْ عَلى ابنِ أخيك}[4]
فنفذَّ وصيته ، وقد شجَّعه على ذلك ما رآه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد كان أولاده يقومون من نومهم شعثا وهيئتهم رثة ، ووجوههم متجهمة
{بينما يقوم صلى الله عليه وسلم نشيطاً ، كحيل العين ، مُسترسل الشعر ، كأنما مسَّه بزيت ، طيِّب الرائحة كأنه وضع عطراً ، وكان إذا اجتمع أولاده على طعام ، ومعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يشبعون من الطعام - مع قلَّته - ، فإذا افتقدوه عند تناول الطعام ، لم تمتلئ بطونهم ، ولم يدركوا الشبع مع كثرة الطعام
وكذا كانوا في الشراب ، فكان إذا بدأ برسول الله صلى الله عليه وسلم وناوله كوباً من اللبن ، يأخذ حظه منه ، ثم يناولهم فضلته فترويهم جميعاً ، ولا يحتاجون لغيره ، فإذا غاب عنهم ؛ شربوا حلاب إبلهم كلها ، وظلُّوا عطاشا لما فقدوه من بركته صلى الله عليه وسلم ، وهذا ما جعل أبا طالب يحرص ألا يأكل إلا معه صلى الله عليه وسلم ويقول له : إنك لمبارك}[5]
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الفترة {لا يشكو جوعاً ولا عطشاً ، حتى ولو مكث أياماً متوالية بدون طعام أو شراب ، ولا يطلب منهم ، أم من أحد طعاماً ، فإذا عرضوا عليه الطعام أجاب ، وإذا تركوه ، أو نسوه ، صبر غير متبرم ، ولا ضجر}[6][/size]
[SIZE="3"][1] أخرجه ابن إسحاق وابن راهويه وأبو يعلى والطبراني والبيهقى وأبو نعيم وابن عساكر عن طريق عبد الله بن جعفر [2] أخرجه البيهقي والصابوني في المائتين والخطيب وابن عساكر في تاريخهما عن العباس بن عند المطلب [3] أخرجه ابن سعد وابن أبى الدنيا والبيهقي والطبراني وأبو نعيم وابن عساكر عن مخرمة بن نوفل [4] رواه أبو نعيم عن طريق الواقدى عن شيوخه [5] أخرجه ابن سعد وأبو نعيم وابن عساكر عن ابن عباس [6] رواه أبو نعيم عن أم أيمن[/SIZE]
http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%CD%CF%ED%CB+%C7%E1%CD%DE%C7%C6%DE+%DA%E4+%DE%CF%D1+%D3%ED%CF+%C7%E1%CE%E1%C7%C6%DE&id=49&cat=4
[URL="http://www.fawzyabuzeid.com/downbook.php?ft=word&fn=Book_hadith_elhakaek_an_Kader_sayed_Elkhalaek.doc&id=49"][SIZE="5"]منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً[/SIZE][/URL]
[size="5"]سنرى كيف صنع الله رسوله صلى الله عليه وسلم على عينه ، سرَّ قوله سبحانه {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} طه39
كيف تولاه ربُّنا منذ الصغر؟ سنجد أمراً عجيباً ، وسرَّاً غريباً ، وشأناً أي شأن ، فقد حفظ الله رسوله من لحظة ميلاده ، من كل ما يشين الإنسان ، ويعيبه ، ويقربه إلى الشرور ، أو إلى المعاصي ، أو إلى الرجس ، أو إلى الدنس ، وجعله كما قال حسان بن ثابت :
خُلقتَ مُبرَّءاً من كل عيب ،،،، كأنك قد خلقت كما تشاء
ومن أجل هذا كانت الملائكة هي التي تتولى رعايته ، والإحاطة به في كل مرحلة من مراحله ، فإذا مشى فالملائكة من أمامه ، ومن خلفه ، وعن يمينه ، وعن شماله ، تحرسه وترعاه ، وإذا نام ؛ يقف جبريل عند رأسه ، وميكائيل عند قدميه ؛ يحرسانه ، ويحيطانه برعاية الله سبحانه وتعالى
ولذا تحكى السيدة حليمة السعدية {أنه صلى الله عليه وسلم ، شبَّ ليس كبقية الأطفال ، فتروى أنه {جلس وعنده أربعة أشهر ، ووقف على قدميه وأستند على الجدران ، ومشى وعنده خمسة أشهر ، ومشى مشياً طبيعياً ، ونطق بجميع الألفاظ العربية وعنده ستة أشهر ، قالت : وكان من يراه وعنده ستة أشهر ، يظن أن عنده أربعة أعوام}[1]
{وعن العباس بن عبد المطلب ، قال : قلت يا رسول الله ، دعاني للدخول في دينك أمارة لنبوتك ، رأيتك في المهد تناغى القمر وتشير إليه بإصبعك ، فحيث أشرت إليه مال ، قَالَ : إِنِّى ُكنْتُ أُحَدِّثَهُ ، وُيُحَدِّثُنِى ، وَيُلْهِينِى عَنْ البُكاءِ ، وَاسْمَعُ وَجْبَتَهُ حِينَ يَسْجُدُ تَحْتَ الْعَرْشِ }[2]
وقد حفَّه الله بآيات فضله وإكرامه في طفولته ، وفي ريعان شبابه ، ليعلم من حوله قدره ، فيؤمنوا به عند إرسال الله له فمن ذلك :
أن أهل مكة عندما كانوا يصابون بالقحط ، ويقل المطر عندهم ، كانوا يذهبون إلى جده عبد المطلب ، فيأخذه صلى الله عليه وسلم وهو طفل صغير ، ويصعد به إلى جبل أبى قبيس المطل على الكعبة ، فيدعوا الله وهو ممسك بيده صلى الله عليه وسلم فيستجيب الله له وينزل المطر كأفواه القرب
وكان السبب في ذلك أنه أصاب مكة والجزيرة العربية كلها قحط شديد ، فرأى نفر كثير من قريش رجالا ونساء أن الله لن يأتي لهم بالحيا {المطر} ؛ إلا إذا دعا لهم رجل رأوه بهيئته ، وعرفوه بصفته ، ومعه ابن صغير له ، فلما قصُّوا ما رأوه ، وطبَّقوا ذلك على ما يعاينوه ، وجدوا أن تلك الصفة لا تنطبق إلا على عبد المطلب وولد ولده عبد الله :
{فلما تيقنوا بذلك ذهبوا إليه ، وأخبروه ، وأخذوه معهم ، وصعدوا به الجبل ، فأمسك بالصبي {محمد صلى الله عليه وسلم} ودعا الله ، فنزل المطر على مكة ، ولم ينزل على ما حولها من بلاد العرب .، وعندما نما الخبر إلى العرب خارج مكة ، أسرعوا إلى مكة ، وذهبوا إلى عبد المطلب ، وطلبوا منه الدعاء لهم لينزل عليهم المطر ، مثل أهل مكة ، فأخذهم وذهب بهم إلى عرفات ، ومعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمسك بيده صلى الله عليه وسلم ، ودعا الله ، فهطلت السماء بالماء مدراراً ، وسقى الله الجزيرة العربية كلها ببركته صلى الله عليه وسلم}[3]
وقد قال في ذلك أبو طالب قصيدة طويلة مطلعها :
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ،،،، ثمال اليتامى عصمة للأرامل
وقد استمر معه هذا الفضل الإلهي عندما انتقل إلى كفالة عمه أبى طالب ، فقد أوصاه به عبد المطلب عندما حانت منيته ، وقال له {أنتَ تعلمُ ما قاله الأحبارُ والرهبانُ بشأنه ، وإني أخافُ عَليه من اليهود ، فَحَافِظْ عَلى ابنِ أخيك}[4]
فنفذَّ وصيته ، وقد شجَّعه على ذلك ما رآه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد كان أولاده يقومون من نومهم شعثا وهيئتهم رثة ، ووجوههم متجهمة
{بينما يقوم صلى الله عليه وسلم نشيطاً ، كحيل العين ، مُسترسل الشعر ، كأنما مسَّه بزيت ، طيِّب الرائحة كأنه وضع عطراً ، وكان إذا اجتمع أولاده على طعام ، ومعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يشبعون من الطعام - مع قلَّته - ، فإذا افتقدوه عند تناول الطعام ، لم تمتلئ بطونهم ، ولم يدركوا الشبع مع كثرة الطعام
وكذا كانوا في الشراب ، فكان إذا بدأ برسول الله صلى الله عليه وسلم وناوله كوباً من اللبن ، يأخذ حظه منه ، ثم يناولهم فضلته فترويهم جميعاً ، ولا يحتاجون لغيره ، فإذا غاب عنهم ؛ شربوا حلاب إبلهم كلها ، وظلُّوا عطاشا لما فقدوه من بركته صلى الله عليه وسلم ، وهذا ما جعل أبا طالب يحرص ألا يأكل إلا معه صلى الله عليه وسلم ويقول له : إنك لمبارك}[5]
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الفترة {لا يشكو جوعاً ولا عطشاً ، حتى ولو مكث أياماً متوالية بدون طعام أو شراب ، ولا يطلب منهم ، أم من أحد طعاماً ، فإذا عرضوا عليه الطعام أجاب ، وإذا تركوه ، أو نسوه ، صبر غير متبرم ، ولا ضجر}[6][/size]
[SIZE="3"][1] أخرجه ابن إسحاق وابن راهويه وأبو يعلى والطبراني والبيهقى وأبو نعيم وابن عساكر عن طريق عبد الله بن جعفر [2] أخرجه البيهقي والصابوني في المائتين والخطيب وابن عساكر في تاريخهما عن العباس بن عند المطلب [3] أخرجه ابن سعد وابن أبى الدنيا والبيهقي والطبراني وأبو نعيم وابن عساكر عن مخرمة بن نوفل [4] رواه أبو نعيم عن طريق الواقدى عن شيوخه [5] أخرجه ابن سعد وأبو نعيم وابن عساكر عن ابن عباس [6] رواه أبو نعيم عن أم أيمن[/SIZE]
http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%CD%CF%ED%CB+%C7%E1%CD%DE%C7%C6%DE+%DA%E4+%DE%CF%D1+%D3%ED%CF+%C7%E1%CE%E1%C7%C6%DE&id=49&cat=4
[URL="http://www.fawzyabuzeid.com/downbook.php?ft=word&fn=Book_hadith_elhakaek_an_Kader_sayed_Elkhalaek.doc&id=49"][SIZE="5"]منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً[/SIZE][/URL]