[center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تنوع الألم في شهقة الجرح
قراءة في ديوان الشاعر : عبد العزيز سمير
"والذي سيصدر بعد أيام إن شاء الله"
بقلم الناقد والشاعر الأستاذ: عاطف الجندي
يقول
بعض شعراء التفعيلة بأن هناك ردة نحو الشعر العمودي من شباب شعراء الفصحى
في هذا العصر ، و أنا أختلف قليلا مع هذه المقولة ، فأقول بأن ثمة عودة
للجمال و الأصالة ، فحقيقة الأمر أن القصيدة العمودية ستظل هي الركيزة
الأولى في الشعر الفصيح و من يستطيع أن يجدد في شعره من خلال القالب
العمودي لهو شاعر متمكن 0
قد
تكون هناك انتقادات جاهزة و معدة سلفا للقصيدة العمودية بأن القافية
مجلوبة أو مجبر عليها أو أن الإطار العمودي لا يستوعب الجديد و أن القافية
، ما هي سوى مخدر يقدم للسامع أو للقارئ للشعر و من خلاله قد يصل لبعض القوافي و يتوقعها قبل أن يلقيها الشاعر فهو عندما يصفق للشاعر فإنه في حقيقة الأمر يصفق لنفسه فهو
الذي استطاع أن يصل للقافية مع الشاعر صاحب القصيدة و هنا يتضامن القارئ
أو المستمع للشعر العمودي مع الشاعر صاحب العمل ، و لكن في رأيي أن الشاعر
الذي يترك أثرًا في نفس متلقيه لهو شاعر رائع ، فجودة الشاعر عندي هو ما
يقدمه من دهشة و ما يتركه من أثر في نفس المتلقي و نجد القارئ ربما يحفظ
شعرًا أو أبياتا لبعض الشعراء و هذا دليل كبير للشاعر على أنه قدم شيئا
محترما ، أعجب به البعض فحفظوه و ما أجمل هذا الشعر لو كان محافظا و مجددا
من خلال القالب العمودي الجامد لكانت العملية أمتع و أصعب فما أجمل أن
نستمتع بالشيء من خلال نظام محدد و إطار معروف ، و ما الدعوات التي تطالب
بتفجير اللغة للاستمتاع بها ما هي إلا دعوات غريبة لا تستحق عناء التفكير
فيها فكيف نستمتع بشيء نحطمه ؟! و خاصة إذا كان هذا الشيء هو لغة متوارثة
من آلاف السنين لها قواعدها و نسقها المعروف 0
و لدي الآن شاعر شاب يكتب
هذا اللون العمودي و من خلاله يبث مواجعه و آهاته سواء للحبيبة أو الوطن و
هو أول ديوان يقدم به نفسه للساحة الأدبية و هو من هؤلاء الشباب المقتنعين
جدا بالقصيدة العمودية و يمتلكون أدواتها و يجيدون التعامل و النقش من
خلال إطارها ليقدم لنا قصائد جميلة 0 هذا هو الشاعر الشاب عبد العزيز سمير
و الذي تعرفت عليه من خلال الإنترنت و تحديدا من منتدى عاطف الجندي الأدبي
و عندما فاز بجائزة المنتدى في شعر الفصيح عن شهر أكتوبر 2010 بالقصيدة
التي هي عنوان لهذا الديوان ( شهقة الجرح ) أتى لأمسية المنتدى في اتحاد
كتاب مصر و تسلم شهادة تقديرية و جائزة الفوز الرمزية و كرر فوزه بجائزة
أفضل قصيدة أيضا في شهر يناير 2012 بقصيدة ( أمنية قلب ) و الديوان يحتوي
على واحد و أربعين قصيدة عمودية ماعدا ثلاث قصائد تفعيلية هي : استقالة و
غزة و الكلمات و حروف من اللاشيء 0
و إذا قسمنا الديوان من ناحية أغراضه فسيتضح لنا أن الديوان يحتوي على ست محاور رئيسية هي :
المحور
الأول و هو: وله الشاعر بالشعر أو تفسيره له و التأكيد على حبه له و من
تمكنه من أدواته و يحتوي هذا القسم على ثلاث قصائد هم : مدمنها وصفات شاعر و مناجاة الشعر
ففي القصيدة الأولى في الديوان و التي أتت بعنوان
( مدمنها ) يخاطب القصيدة و يعلن في بداية الديوان اتجاهه و أنه قد وصل به عشق الشعر إلى حد الإدمان ،
و يصور كيف تجيء إليه القصيدة و كيف تكون مجرد فكرة أو خاطرة و كيف يشكلها
و يزينها ثم يسطرها على الأوراق بعد أن يبثها مشاعره و حبه فيقول فى
القصيدة :
و في ختام القصيدة يؤكد على أنه عند استواء و اختمار الفكرة
في
ذهنه و اجتياح الثورة شريانه فأنه في هذه الحالة يستجيب لتدوين هذه
المشاعر على الورق فتصبح قصيدة غير مفتعلة .. فيقول في ختامها :
تنوع الألم في شهقة الجرح
قراءة في ديوان الشاعر : عبد العزيز سمير
"والذي سيصدر بعد أيام إن شاء الله"
بقلم الناقد والشاعر الأستاذ: عاطف الجندي
يقول
بعض شعراء التفعيلة بأن هناك ردة نحو الشعر العمودي من شباب شعراء الفصحى
في هذا العصر ، و أنا أختلف قليلا مع هذه المقولة ، فأقول بأن ثمة عودة
للجمال و الأصالة ، فحقيقة الأمر أن القصيدة العمودية ستظل هي الركيزة
الأولى في الشعر الفصيح و من يستطيع أن يجدد في شعره من خلال القالب
العمودي لهو شاعر متمكن 0
قد
تكون هناك انتقادات جاهزة و معدة سلفا للقصيدة العمودية بأن القافية
مجلوبة أو مجبر عليها أو أن الإطار العمودي لا يستوعب الجديد و أن القافية
، ما هي سوى مخدر يقدم للسامع أو للقارئ للشعر و من خلاله قد يصل لبعض القوافي و يتوقعها قبل أن يلقيها الشاعر فهو عندما يصفق للشاعر فإنه في حقيقة الأمر يصفق لنفسه فهو
الذي استطاع أن يصل للقافية مع الشاعر صاحب القصيدة و هنا يتضامن القارئ
أو المستمع للشعر العمودي مع الشاعر صاحب العمل ، و لكن في رأيي أن الشاعر
الذي يترك أثرًا في نفس متلقيه لهو شاعر رائع ، فجودة الشاعر عندي هو ما
يقدمه من دهشة و ما يتركه من أثر في نفس المتلقي و نجد القارئ ربما يحفظ
شعرًا أو أبياتا لبعض الشعراء و هذا دليل كبير للشاعر على أنه قدم شيئا
محترما ، أعجب به البعض فحفظوه و ما أجمل هذا الشعر لو كان محافظا و مجددا
من خلال القالب العمودي الجامد لكانت العملية أمتع و أصعب فما أجمل أن
نستمتع بالشيء من خلال نظام محدد و إطار معروف ، و ما الدعوات التي تطالب
بتفجير اللغة للاستمتاع بها ما هي إلا دعوات غريبة لا تستحق عناء التفكير
فيها فكيف نستمتع بشيء نحطمه ؟! و خاصة إذا كان هذا الشيء هو لغة متوارثة
من آلاف السنين لها قواعدها و نسقها المعروف 0
و لدي الآن شاعر شاب يكتب
هذا اللون العمودي و من خلاله يبث مواجعه و آهاته سواء للحبيبة أو الوطن و
هو أول ديوان يقدم به نفسه للساحة الأدبية و هو من هؤلاء الشباب المقتنعين
جدا بالقصيدة العمودية و يمتلكون أدواتها و يجيدون التعامل و النقش من
خلال إطارها ليقدم لنا قصائد جميلة 0 هذا هو الشاعر الشاب عبد العزيز سمير
و الذي تعرفت عليه من خلال الإنترنت و تحديدا من منتدى عاطف الجندي الأدبي
و عندما فاز بجائزة المنتدى في شعر الفصيح عن شهر أكتوبر 2010 بالقصيدة
التي هي عنوان لهذا الديوان ( شهقة الجرح ) أتى لأمسية المنتدى في اتحاد
كتاب مصر و تسلم شهادة تقديرية و جائزة الفوز الرمزية و كرر فوزه بجائزة
أفضل قصيدة أيضا في شهر يناير 2012 بقصيدة ( أمنية قلب ) و الديوان يحتوي
على واحد و أربعين قصيدة عمودية ماعدا ثلاث قصائد تفعيلية هي : استقالة و
غزة و الكلمات و حروف من اللاشيء 0
و إذا قسمنا الديوان من ناحية أغراضه فسيتضح لنا أن الديوان يحتوي على ست محاور رئيسية هي :
المحور
الأول و هو: وله الشاعر بالشعر أو تفسيره له و التأكيد على حبه له و من
تمكنه من أدواته و يحتوي هذا القسم على ثلاث قصائد هم : مدمنها وصفات شاعر و مناجاة الشعر
ففي القصيدة الأولى في الديوان و التي أتت بعنوان
( مدمنها ) يخاطب القصيدة و يعلن في بداية الديوان اتجاهه و أنه قد وصل به عشق الشعر إلى حد الإدمان ،
و يصور كيف تجيء إليه القصيدة و كيف تكون مجرد فكرة أو خاطرة و كيف يشكلها
و يزينها ثم يسطرها على الأوراق بعد أن يبثها مشاعره و حبه فيقول فى
القصيدة :
أَعْلَـنْـتُ بِـأَنــيَ مُدْمِـنُـهَـا وَبِحِـضْـنِ اللَّهْـفَـةِ أُعْلِنُـهَـا |
تحـتَـلُ دِمَـائـيَ, تـأسِـرُنـي وَأَنَـا فــي قلـبـيَ أَسْجِنُـهـا |
تأتيـنـيَ لحـنـاً فــي ليـلـي فَأُفَـكِّـرُ كَـيْـفَ أُدَنْـدِنُـهَـا! |
وتـراودُ رُوحِـيَ فِــي خَـفَـرٍ فـأهُـمُّ أَهُـــمُّ أُمَكِّـنُـهَـا |
و في ختام القصيدة يؤكد على أنه عند استواء و اختمار الفكرة
في
ذهنه و اجتياح الثورة شريانه فأنه في هذه الحالة يستجيب لتدوين هذه
المشاعر على الورق فتصبح قصيدة غير مفتعلة .. فيقول في ختامها :
وَإِذا الْإلْـحَــاحُ بِـشَـرْيَـانِـي قَـدْ فَــاضَ وَثَــارَ أُبَيِّنُـهَـا |
وَأَبُــثُ مَشَاعِـرَهَـا جَـهْــرَاً وَعَـلَــى الْأوْرَاقِ أُدَوِّنُــهَــا |
وفي
قصيدة ( صفات شاعر ) يبدأ الشاعر قصيدته بالفخر و الاعتزاز بتملكه أدواته
الشعرية و بأنه يمتلك ناصية القول و بأنه قد نال الجوائز عن أشعاره وبأنه غير مغرور حين يقول هذا الكلام :
و
يواصل بأنه لو قِيس شعره بشعر غيره لبزهم و تفوق عليهم و بأنه سخَّر شعره
و قلمه للدفاع عن الحق و الأخلاق و أنه لا يهمه أيمدحه الناس أو يذموه من
خلفه فيقول :
قصيدة ( صفات شاعر ) يبدأ الشاعر قصيدته بالفخر و الاعتزاز بتملكه أدواته
الشعرية و بأنه يمتلك ناصية القول و بأنه قد نال الجوائز عن أشعاره وبأنه غير مغرور حين يقول هذا الكلام :
أنا عن بديع الشعر ما كنتُ عاجـزا وقد نلتُ ألقابـاً ونلـتُ جوائـزا |
وحينَ يدقُ الشعرُ ناقـوسَ أحـرفٍ أكونُ وقبل الكـلِ لابـدَ جاهـزا |
وأعلو بإحسـاسِ القوافـي ولا أرى لنفسي غـروراً أو أريهـا تجـاوزا |
و
يواصل بأنه لو قِيس شعره بشعر غيره لبزهم و تفوق عليهم و بأنه سخَّر شعره
و قلمه للدفاع عن الحق و الأخلاق و أنه لا يهمه أيمدحه الناس أو يذموه من
خلفه فيقول :
وبينَ نجومِ الضادِ لو قيـس حرفهـم بحرفي لكان الحرفُ بالفـرقِ بـارزا |
أدافِعُ بالأشعـارِ عـن كـلِ ريبـةٍ بحـقٍ وأخـلاقٍ فأخـرجُ فـائـزا |
أرى الناس ألوانـاً وليـس يهمنـي أرى مادحي وجها وخلفـي هامـزا |
و في قصيدته الثالثة عن علاقته بالشعر و هي قصيدة
(
مناجاة الشعر ) و فيها نراه يخاطب الشعر في لغة رقيقة سهلة و موسيقى فياضة
في مناجاة جميلة و يعاتبه على هجره إياه و كيف كانا أصدقاء و يذكره بما
كان بينهما من محبة و لا ينس الشاعر من التأكيد على علو شأنه في الشعر و
الافتخار بذاته كشاعر و هذه ميزة أراها في الشاعر الذي يثق في قدراته و
يقدر نفسه حق قدرها
و يظهر ذلك في شعره حتى و لو وصل به لدرجة الغرور الشعري و لكني لا أفضل الغرور الإنساني بالطبع فنراه يقول في قصيدته العذبة :
(
مناجاة الشعر ) و فيها نراه يخاطب الشعر في لغة رقيقة سهلة و موسيقى فياضة
في مناجاة جميلة و يعاتبه على هجره إياه و كيف كانا أصدقاء و يذكره بما
كان بينهما من محبة و لا ينس الشاعر من التأكيد على علو شأنه في الشعر و
الافتخار بذاته كشاعر و هذه ميزة أراها في الشاعر الذي يثق في قدراته و
يقدر نفسه حق قدرها
و يظهر ذلك في شعره حتى و لو وصل به لدرجة الغرور الشعري و لكني لا أفضل الغرور الإنساني بالطبع فنراه يقول في قصيدته العذبة :
ألا يا شعـرُ أيـن ذهبـتَ عنّـي؟ وكيـفَ تركتنـي أجتـرُ ظـنّـي |
يُنـادي القلـبُ طيفكَ غيـر أنـي إذا نـاداكَ أسمـعُ صـوتَ أنِّــي |
و
هنا يتوحد الشعر و الشاعر في ذات واحدة و تتواصل مناجاته للشعر حتى يختم
القصيدة بالتأكيد على علو شأنه في الشعر و أن الشعر مهما ابتعد فلابد أن تكون هناك بصمة للشاعر على هذا الشعر :
هنا يتوحد الشعر و الشاعر في ذات واحدة و تتواصل مناجاته للشعر حتى يختم
القصيدة بالتأكيد على علو شأنه في الشعر و أن الشعر مهما ابتعد فلابد أن تكون هناك بصمة للشاعر على هذا الشعر :
علوتُ كواكـبَ الجـوزاءِ فخـراً وفي لُغـةِ البيـانِ سَبَقـتُ سِنّـي |
أبعدَ هـواكَ يأتـي جفـاكَ رغمـاً؟ وبعدَ العهدِ -يـا ويحـي- تَخُنِّـي |
ألا يا شعـرُ إن تَهْجُـرنِ فاهجـرْ سيظهـرُ لا محالـةَ فيـكَ فَـنِّـي |
و في الجانب الثاني في هذا الديوان سنجد الشاعر الذي يخاطب الأمة العربية و يشد من أذرها و يستنهض
هممها و يبكي على ماضيها و يتفاعل مع قضاياها و خاصة قضية فلسطين و القدس
و غزة ، أو نراه متفاعلا مع أحداث وطنه و ثورة بلاده في الخامس و العشرين
من يناير 2011 في عدة قصائد هي : ( أنت التي أهواك
و دمعة في ليلة العيد و أمل الأمة و غزة و الكلمات و عيون القلم و ثورة
للنهاية و القيد ينكسر و صحوة الأمل ) ففي قصيدة ( أنت التي أهواك ) يتغزل
بأمته العربية
و يعدد افتخاره بها مهما كانت المحن التي تتعرض لها أمته فهي فى خاطره و حبها كالإعصار في قلبه و يجتاح كل مشاعره فنراه يقول :
هممها و يبكي على ماضيها و يتفاعل مع قضاياها و خاصة قضية فلسطين و القدس
و غزة ، أو نراه متفاعلا مع أحداث وطنه و ثورة بلاده في الخامس و العشرين
من يناير 2011 في عدة قصائد هي : ( أنت التي أهواك
و دمعة في ليلة العيد و أمل الأمة و غزة و الكلمات و عيون القلم و ثورة
للنهاية و القيد ينكسر و صحوة الأمل ) ففي قصيدة ( أنت التي أهواك ) يتغزل
بأمته العربية
و يعدد افتخاره بها مهما كانت المحن التي تتعرض لها أمته فهي فى خاطره و حبها كالإعصار في قلبه و يجتاح كل مشاعره فنراه يقول :
أمضـي ومـا فـي خاطـري إلاكِ يـا أمتـي أنـتِ التـي أهــواكِ |
إعصارُ حُبكِ فى الفؤادِ كمـا بَـدَتْ شمسُ الحقيقـةِ فـى بديـعِ سمـاكِ |
و يتواصل غرامه و بث لواعجه لأمته العربية في باقي القصيدة و بأنها خير الأمم بشهادة الله عز و جل و مهما كثرت جراحها فهو لا يلومها ، فزمن البطولة قادم لا محالة و بأنها ستنتصر في نهاية المطاف :
و نراه يبكي على جراح أمته في قصيدة دمعة في ليلة العيد و كأنه يسير على درب المتنبي في قصيدته التي مطلعها :
(عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ) و يتواصل حزن الشعراء العرب في
يوم العيد و ليلته حتى الآن و شاعرنا هنا يبكي ضياع مجد أمته و هوانها في
فلسطين والعراق و يشير إلى رائعة الأعشى و التي مطلعها ( ودع هريرة إن
الركب مرتحل و هل تطيق وداعا أيها الرجل ؟ ) و يقول الشاعر في جزء آخر :
و
نراه في قصائده التى شملت ثورة مصر مساندا لها في قصيدة القيد ينكسر و
نراه متأثرا بقصيدة أبي القاسم الشابي ( إذا الشعب يوما ... ) في قصيدة
صغيرة و لكنه يؤكد فيها أن الحق لابد أن سيعلو و القيد لابد أن ينكسر :
زمـنُ البطولـةِ قـادمٌ لا تعجلـي فالنصرُ يمضي لـو تسيـرُ خطـاكِ |
لا لـن تموتـي أمتـي, لا والـذي مد الظلالَ.. فأنـتِ فـى عليـاكِ |
و نراه يبكي على جراح أمته في قصيدة دمعة في ليلة العيد و كأنه يسير على درب المتنبي في قصيدته التي مطلعها :
(عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ) و يتواصل حزن الشعراء العرب في
يوم العيد و ليلته حتى الآن و شاعرنا هنا يبكي ضياع مجد أمته و هوانها في
فلسطين والعراق و يشير إلى رائعة الأعشى و التي مطلعها ( ودع هريرة إن
الركب مرتحل و هل تطيق وداعا أيها الرجل ؟ ) و يقول الشاعر في جزء آخر :
عِرَاقُنَا ضُيَّعَتْ والقدسُ قَدْ سُلِبَـتْ؟ أَمْ كَيْفَ دَكَّ الْعِدَا صَرْحِي وَتَشْيِيِدي؟ |
أَبْكِي عَلَى أُمَّتي يَا دَمْعَتـي خَجِـلاً وَهَلْ سِوَى دَمْعَتي مِنْ بَعْدِ تجَرِيِـدي؟ |
مَلَلّتُ مِـنْ أُمَّـةٍ ألْقَـتْ كَرَامَتَهـا مِنْ بَعْدِ عِزٍ لها_في وَحْشَـةِ الْبِيـدِ_ |
و
نراه في قصائده التى شملت ثورة مصر مساندا لها في قصيدة القيد ينكسر و
نراه متأثرا بقصيدة أبي القاسم الشابي ( إذا الشعب يوما ... ) في قصيدة
صغيرة و لكنه يؤكد فيها أن الحق لابد أن سيعلو و القيد لابد أن ينكسر :
القيـد رغـم القـهـرِ ينكـسـرُ والعـدلُ رغـم الظلـم ينتـصـرُ |
والحـق يعلـو فــوق غايتـنـا والباطـل المـخـذول يحتـضـرُ |
شـعـبٌ أراد وفــي إرادتـــهِ الـنـار لا تبـقـي ولا تـــذرُ |
وإذا أراد الـشـعـب أمـنـيـة كتـب القضـاء ووقـع الـقـدرُ |
و
في قصيدته على بحر البسيط ( صحوة الأمل ) يتواصل مع حلمه بالثورة و بأن
بلاده لن يحدها قيد و إن بدأ قصيدته بالأمل الذي ينبت على ضفاف قصائده
و يختم قصيدته بتسجيله لحال الثورة و حال أبناء وطنه من عاش منهم و من سقط فقد أصبح شهيدا في جنات عدن فيقول :
و
إذا نظرنا للمحور الثالث و هو : محور الشعر الفلسفي و به يخاطب نفسه تارة
و أخرى يخاطب صديقا ما و يتجلى ذلك واضحا في قصائد ( عد يا رفيق الروح و
على ضفاف مواجعي و انكسار و يا جرح مهلا و رفعت الجلسة و استقالة و من أين
أبدأ و حروف من لا شيء و لا عيد يا عيد)
ففي قصيدة على ضفاف مواجعي و التي فيها تتجلى خبرة الشاعر و حنكته في الحياة في رومانسية جميلة لا تخلو من التلميح بالحبيبة في بعض الأحيان
و
نراه في قصيدة ( رفعت الجلسة ) يتقمص دور القاضي و يرتدي ملابسه في إخبار
الناس بحال الدنيا و يقدم النصح لغيره ، فالدنيا زائلة لا محالة و الملوك
ستفنى ، فلا طبيب و لا عراف و لا ملك يقدر بأية حال أن يؤجل حكم الموت على
البشر
و في نهاية القصيدة يؤكد على حتمية الموت و أن ليس هناك من سبيل إلى استئناف يؤجله فيقول :
و
المحور الرابع و هو محور الشعر العاطفي و نجد ذلك متمثلا في قصائد (
كلميني و دماء الورد و تعالي ندعي وصلا و همت بشاعرها و قلبي بين القدس و
ليلى و اعترافي و لقاء القدر و ملهمة و غزال و شاعرها و الحقيقة و نبض
المستحيل و غربة و مله الهوى و أمنية قلب و شهقة الجرح )0 و نراه في هذه القصائد مرة سعيدا مع محبوبته و أخرى حزينا و ثالثة يشتكي الهجر و يأمل في الوصال
و هكذا هو حال المحبين ، ففي قصيدة غربة مثلا نراه يشتكي غربته و بعده عن
محبوبته و يتمنى لو عادت الأيام بصفائها في عودة الحبيبة و في قصيدة
(
أمنية قلب ) التي أختارها للتعبير عن هذا اللون جاءت القافية عذبة و
مشاعرة فياضة و تحس كأنك أمام شاعر متحقق بالفعل ، يعرف كيف يكتب فيقول
فيها :
ثم
يتحدث عن عينيها و كيف أنه هائم بهما و أنهما بمثابة الوطن له و ما عاد
يتحمل الصبر على الفراق و يظهر في هذه القصيدة تأثره بقصيدة الشاعر نزار
قباني قولي أحبك في البداية و لكنه في النهاية يتفاعل مع قصيدة أخرى لنفس الشاعر و هي ( إلى تلميذة ) التي بدايتها ( قل لي و لو كذبا كلاما ناعما ... ) فنراه يقول :
و
المحور الخامس : و هو محور القصائد الاجتماعية و فيها يناجي والدته و
يتمثل ذلك في قصيدتين هما ( ناديت طيفك أماه و أنياب الفراق ) و في هاتين
القصيدتين بكينا معه و شاركناه في حزنه على وفاة والدته و جاءت القصيدتان
كمرحلة نفسية محملة بمشاعر خاصة فجاءتا من أكثر القصائد صدقا و عاطفة
فيقول في القصيدة الأولى ( ناديت طيفك أماه ) مصورًا حاله بعد وفاتها في
تأثر بالغ فيقول :
و يتذكر ما كان بينهما من ود متصل و بأن كل شيء ضاع فالكون قد أظلم في عينيه بعد فراقها و صار جامدا حتى أن قطة البيت السوداء رابضة لا تتحرك و كأن لونها الأسود جاء للتعبير عن الحزن و سكونها أيضا :
و
يسير في القصيدة الأخرى على نفس المنوال و كيف أن الألم قد ألم َّ به و
بأنه سيسير إلى قبر الحبيبة و هي والدته مكسورا و كيف سيقف عند قبرها و
يصور كيف حاله و ذكرياته السابقة
في قصيدته على بحر البسيط ( صحوة الأمل ) يتواصل مع حلمه بالثورة و بأن
بلاده لن يحدها قيد و إن بدأ قصيدته بالأمل الذي ينبت على ضفاف قصائده
على ضفَافِ قصيدي ينبتُ الأملُ ويستحثُ الرؤى حرفي ويكتملُ |
و يختم قصيدته بتسجيله لحال الثورة و حال أبناء وطنه من عاش منهم و من سقط فقد أصبح شهيدا في جنات عدن فيقول :
من عاشَ عاشَ كريمـاً بعـد غربتـهِ فقد تَكَشَّفَ سحرُ القـومِ والدَجَـلُ |
ومن أصيبواْ فقـد نالـواْ مآرِبَهُـمْ لم يسقطواْ مَيْتَةً بل خُلِّـدواْ وَعَلُـواْ |
طوبـى لهـم وهنيئـاً عنـد رَبِّهِـمُ جنَّاتُ عَدْنٍ وَفِـرْدَوْسٍ بهـا نَزَلـواْ |
إذا نظرنا للمحور الثالث و هو : محور الشعر الفلسفي و به يخاطب نفسه تارة
و أخرى يخاطب صديقا ما و يتجلى ذلك واضحا في قصائد ( عد يا رفيق الروح و
على ضفاف مواجعي و انكسار و يا جرح مهلا و رفعت الجلسة و استقالة و من أين
أبدأ و حروف من لا شيء و لا عيد يا عيد)
ففي قصيدة على ضفاف مواجعي و التي فيها تتجلى خبرة الشاعر و حنكته في الحياة في رومانسية جميلة لا تخلو من التلميح بالحبيبة في بعض الأحيان
الوجدُ عَتَّـقَ خمـرَ الحـزنِ تعتيقـا وأشعلَ القلبَ كأسُ اليـأسِ تحريقـا |
تمضي سنوني؛ رحى الأيامِ تطحنهـا وأسهمُ الشيبِ لا تنفـكُ ترشيقـا |
ولي حبيبٌ بـدارِ القلـبِ مسكنـهُ إذا التقيـتُ بـهِ أزدادُ تشويـقـا |
و
نراه في قصيدة ( رفعت الجلسة ) يتقمص دور القاضي و يرتدي ملابسه في إخبار
الناس بحال الدنيا و يقدم النصح لغيره ، فالدنيا زائلة لا محالة و الملوك
ستفنى ، فلا طبيب و لا عراف و لا ملك يقدر بأية حال أن يؤجل حكم الموت على
البشر
يَقْضِـي الإلَـهُ, وَأَمْـرُهُ إنْصَـافُ قَـدَرٌ سَيَنْفُـذُ, وَالأَنَـامُ ضِعَـافُ |
فالْمَـوتُ حَـقٌ لَا مَحَالـةَ قَـادِمٌ مَـاذا سَتَصْنَـعُ أيُّهَـا الْعَـرَّافُ!؟! |
عَجَبَاً رَأَيْتُ النَّاسَ يُحْصَـدُ عُمرُهُـمْ وَيَجِـيءُ تَتْـرا بَعْدَهُـم أَضْعَـافُ |
و في نهاية القصيدة يؤكد على حتمية الموت و أن ليس هناك من سبيل إلى استئناف يؤجله فيقول :
وَإِذَا قَضَى أجَلَاً لِنَفْـسٍ أَخْلَصَـتْ فَلَهَـا إلَـى دَارِ النَّعِيْـمِ زِفَــافُ |
يَقْضِي الإلَـهُ, وَأَمْـرُ رَبِّـيَ نَافِـذٌ وَالْمَوتُ حُكْمٌ مَـا لَـهُ اسْتِئْنَـافُ |
و
المحور الرابع و هو محور الشعر العاطفي و نجد ذلك متمثلا في قصائد (
كلميني و دماء الورد و تعالي ندعي وصلا و همت بشاعرها و قلبي بين القدس و
ليلى و اعترافي و لقاء القدر و ملهمة و غزال و شاعرها و الحقيقة و نبض
المستحيل و غربة و مله الهوى و أمنية قلب و شهقة الجرح )0 و نراه في هذه القصائد مرة سعيدا مع محبوبته و أخرى حزينا و ثالثة يشتكي الهجر و يأمل في الوصال
و هكذا هو حال المحبين ، ففي قصيدة غربة مثلا نراه يشتكي غربته و بعده عن
محبوبته و يتمنى لو عادت الأيام بصفائها في عودة الحبيبة و في قصيدة
(
أمنية قلب ) التي أختارها للتعبير عن هذا اللون جاءت القافية عذبة و
مشاعرة فياضة و تحس كأنك أمام شاعر متحقق بالفعل ، يعرف كيف يكتب فيقول
فيها :
قولـي أحبـكَ فالـهـوى تَعِـبـا قولـي أحبـكَ إن يكـنْ كَـذِبـا |
قولـي أحبـكَ مــرةً تـجـدي روحـي بحبِـكِ طالـتِ السُحُبَـا |
قولي ,تَهَجِّـي الحـرفَ مـن لُغـةٍ سأصوغهـا مـن لهفتـي كُتُـبَـا |
ثم
يتحدث عن عينيها و كيف أنه هائم بهما و أنهما بمثابة الوطن له و ما عاد
يتحمل الصبر على الفراق و يظهر في هذه القصيدة تأثره بقصيدة الشاعر نزار
قباني قولي أحبك في البداية و لكنه في النهاية يتفاعل مع قصيدة أخرى لنفس الشاعر و هي ( إلى تلميذة ) التي بدايتها ( قل لي و لو كذبا كلاما ناعما ... ) فنراه يقول :
قولـي سيزهـرُ نبـضُ أخيلـتـي ويعودُ مـن عمـري الـذي ذهبـا |
كلماتنـا فـي الـحـبِ خـالـدة من قـال تقتـلُ حُبَّنَـا ...كَذَبَـا |
المحور الخامس : و هو محور القصائد الاجتماعية و فيها يناجي والدته و
يتمثل ذلك في قصيدتين هما ( ناديت طيفك أماه و أنياب الفراق ) و في هاتين
القصيدتين بكينا معه و شاركناه في حزنه على وفاة والدته و جاءت القصيدتان
كمرحلة نفسية محملة بمشاعر خاصة فجاءتا من أكثر القصائد صدقا و عاطفة
فيقول في القصيدة الأولى ( ناديت طيفك أماه ) مصورًا حاله بعد وفاتها في
تأثر بالغ فيقول :
نَادَيْـتُ طَيْفَـكِ وَالـصَـدَى رَدَّا لا تَتْرُكِيْنِـي فـي الدُنَـا فَــرْدَا |
ذَبُلَتْ غُصُـونُ العُمْـرِ يَـا أَمَلـي لَمَّـا أتـاكِ الـنـزعُ واشْـتَـدَّا |
بَعْدَ اجْتِثَاثِ الرُّوحِ مِـنْ جَسَـدي يَـا أُمُّ مَـاتَ الْـفَـرْعُ وَانْـهَـدَّا |
و يتذكر ما كان بينهما من ود متصل و بأن كل شيء ضاع فالكون قد أظلم في عينيه بعد فراقها و صار جامدا حتى أن قطة البيت السوداء رابضة لا تتحرك و كأن لونها الأسود جاء للتعبير عن الحزن و سكونها أيضا :
وَالْـهِـرَّةُ الـسُّـوْدَاءُ رَابِـضَـةٌ كَانَـتْ لهَـا مِـنْ عَطْفِهَـا عَهْـدَا |
وَإِذَا دَخَلْـتُ الْبَيْـتَ تَنْظُـرُ لـي وَتُقَلِّـبُ الأحْـدَاقَ كَـي تُهْـدَى |
أَيْـنَ الَّتـي فـي اللَّيْـلِ تُطْعِمُنـي وَالصُّبْحِ؛ سُـؤْلٌ كَـادَ أَنْ يُبْـدَى! |
و
يسير في القصيدة الأخرى على نفس المنوال و كيف أن الألم قد ألم َّ به و
بأنه سيسير إلى قبر الحبيبة و هي والدته مكسورا و كيف سيقف عند قبرها و
يصور كيف حاله و ذكرياته السابقة
[/center]