«فى حضرة المحبوب »..
لا يعد ألبوم «فى حضرة المحبوب» من الألبومات الدينية فى مدح الرسول محمد فقط، بل هو أول ألبوم غنائى يتناول شخصيات من الصحابة مثل عمر بن الخطاب وعلى بن أبى طالب وسعد بن معاذ والسيدة خديجة وبلال مؤذن الرسول، ويخصص أغنية لكل منهم، كما أنه أول ألبوم يمتدح الرسول من خلال وقائع حدثت معه، وإذا كانت فكرة طرح ألبوم غنائى عادى الآن تعد مخاطرة يخاف منها المنتجون، فبالتأكيد أن طرح ألبوم دينى الآن يعد مستحيلا لأنه- بحسابات السوق- لن يحقق إيرادات أو نجاحاً، لكن هذا الألبوم حقق نجاحا كبيرا، وأضاف لصانعيه المطرب وائل جسار والشاعر نبيل خلف والملحن وليد سعد قيمة جديدة مهمة فى مشوارهم الغنائى.
حوار مع صناع الألبوم الثلاثة، الذين تحدثوا عن تفاصيله.
نبيل خلف: سأكرر التجربة كل عام
عشرة أيام فقط، هى الفترة الزمنية التى كتب فيها الشاعر نبيل خلف أغنيات الألبوم الدينى «فى حضرة المحبوب»، استعان خلالها بعدد من المراجع الدينية والموسوعات، ثم عقد جلسات عمل مكثفة مع الملحن وليد سعد والمطرب وائل جسار، اتفقوا خلالها على طرح ألبوم دينى بشكل جديد.
■ كيف جاءت فكرة تقديم ألبوم دينى؟
ابنى شادى هو صاحب اقتراح كتابة أغنية دينية، وزوجتى طلبت منى كتابة ألبوم كامل، فاقتنعت بالفكرة وتحمست لها، ولم تستغرق كتابة جميع الأغنيات سوى ١٠ أيام، اعتمدت خلالها على عدد من الكتب والمراجع الدينية والسيرة النبوية، وكانت الفكرة أن أكتب عن حياة الرسول، ثم تطرقت إلى علاقته بالصحابة، فكتبت عنهم.
■ هل توقعت نجاح الألبوم بهذا الشكل؟
بذلنا مجهوداً خرافياً فى وقت قصير جدا للانتهاء من الألبوم، رغم أن إعداد ألبوم دينى يحتاج إلى شهور طويلة، لكننا التزمنا بموعد طرح هو ذكرى «المولد النبوى»، وقد تفوق وليد سعد فى ألحانه، وكذلك الموزعان أسامة الهندى وعادل عايش، وكان المنتج محمد ياسين يدعمنا.
■ هل واجهت أى هجوم بسبب موضوعات الأغنيات؟
-لم يحدث حتى الآن، لأننى أعتمدت على مصادر دينية لتأكيد المعلومات، وأى كلمة شعرت بأنها قد تتسبب فى سوء فهم كنت أستبدلها على الفور، فمثلا حذفت جملة تقول إن الرسول رهن درعه ليهودى عندما قرأت فى موسوعة الدكتور عبدالمنعم الحفنى أنه ليس من المنطقى أن يرهن درعه لمرابٍ يهودى.
■ لماذا اخترت وائل جسار، هل لا يوجد من المطربين المصريين من يصلح لغناء ألبوم دينى؟
- طبعا يوجد، وقد غنى محمد منير وعلى الحجار ومدحت صالح وهانى شاكر رباعيات دينية من تأليفى، واختيارى لوائل سببه اقتناعى بموهبته.
■ بعد أن انتهيت من كتابة الألبوم، هل وجدت قصصاً كانت تستحق كتابتها فى أغنيات؟
هناك قضايا كثيرة تستحق الكتابة، والخوض فى حياة الرسول بحر كبير لا ينتهى، خاصة الجوانب الإنسانية والكفاح فى نشر الدعوة، الذى يحتاج إلى مجلدات، وهذا الموضوعات سأظل لآخر العمر أكتب فيها.
■ لماذا كتبت معنى بعض الأغنيات على غلاف الألبوم؟
- بناء على نصيحة بعض أصدقائى، لجأت إلى هذا الأسلوب بالرغم من أننى مقتنع بأن الشخص الذى لا يعرف المعلومة يجب أن يبحث عنها، خاصة أن الأغنيات واضحة جداً ومعظمها قصص درامية لكل شخصية.
■ أى الأغنيات اقرب إلى قلبك؟
«أول ساعة فى الآخرة»، التى تدور حول وفاة الرسول اعتبرها الأقرب إلى قلبى.
■ لماذا اخترت بعض الأغنيات بأسماء الصحابة والبعض الآخر بمقطع من الأغنية؟
-لأن بعض الأغنيات لا تصلح تسميتها إلا بأسماء الصحابة فقط مثل «سيدنا بلال»، و«سيدنا عمر»، و«سعد بن معاذ»، أما «سيدنا على» فشعرت بأن اسم «أهل السعادة» هو الأقرب إلى قلبى، وهو مصطلح صوفى أعجبت به جداً، واخترت هذا الاسم رغم كل ما حدث له، واخترت «أكمل نساء العالمين» للسيدة خديجة تكريماً لها.
■ ما المعايير التى اعتمدت عليها لاختيار الصحابة؟
-اللحظات الإنسانية المهمة فى حياة الرسول وعلاقته معهم.
■ ألم تخف من تجربة كتابة ألبوم دينى مختلف عن الأغنيات الدينية التى اعتاد عليها الناس؟
- بصراحة شديدة لم أشعر بالخوف، ولا أعتبرها مغامرة، لأننى كتبت بصدق والمطرب غنى بصدق، والألحان صادقة، كما أن أهدافى نبيلة وليس منها الشهرة أو المال، ونحن فى عصر يجب أن نحافظ فيه على هويتنا الثقافية والدينية فى ظل محاولة البعض طمسها، ولدى هدف ومنهج لتحقيق ذلك.
■ لماذا تحث معظمها على الفرح والبهجة ؟
-لأننى مؤمن أن الدين فرح، وطبقت ذلك منذ أن كتبت رباعيات فى حب الله، ولن أظل أبكى وأشرح عذاب القبر، وأجعل الناس تعيش فى حالة كآبة، والمفترض أن يحب الناس الدين وأن يكونوا «فرحانين».
■ ما سبب قصر مدة بعض الأغنيات بشكل ملحوظ؟
- بشكل عام جميع الأغنيات قصيرة، عدا «وفاة الرسول»، وعندما أشعر أن المعنى سيصل إلى الجمهور أتوقف عن الكتابة سواء كانت الأغنية طويلة أو قصيرة.
■ هل تلقيت ردود أفعال بعد طرح الألبوم؟
- عشرات الاتصالات أتلقاها يومياً من أصدقاء وفنانين وجمهور، وأكثر شىء أسعدنى اتصالات من شباب استمعوا للألبوم، كما تلقيت اتصالاً من محمد هنيدى ويوسف معاطى.
■ بعد نجاح الألبوم، هل ستكرر التجربة؟
- أفكر فى عمل ألبوم دينى سنويا.
وائل جسار: كسبت شريحة جديدة من الجمهور.. وسجلت الأغانى فى يومين فقط
بالرغم من النجاح الكبير الذى حققه المطرب اللبنانى وائل جسار على مستوى الوطن العربى من خلال الأغنيات الرومانسية الحزينة، إلا أن نجاحه فى الألبوم الدينى «فى حضرة المحبوب» وضعه فى مكانة متفردة بين مطربى جيله، وارتفعت شعبيته ليس فقط على مستوى مصر، بل فى جميع أنحاء الوطن العربى.
«جسار» الذى يمتلك إمكانيات صوتية متميزة، اعترف بأنه تردد فى خوض تجربة الغناء الدينى، لكنه أكد أنه توقع تحقيق الألبوم نجاحاً كبيراً بعد أن استمع للكلمات والألحان.
لماذا خضت تجربة الغناء الدينى فى هذا التوقيت بالرغم من أنك لم تقدم أى أغنية دينية طوال مشوارك الفنى الذى يمتد لأكثر من ١٥ عاما؟
لأننى لم أجد الكلمات والألحان المتميزة التى تجبرنى على خوض هذه التجربة، لكن عندما تلقيت عرضا من الشاعر الغنائى نبيل خلف وقرأت الكلمات واستمعت إلى الألحان، وافقت على الفور بالرغم أننى كنت مترددا فى البداية.
■ هل ترددت بسبب خوفك من عدم تحقيق نجاح يوازى نجاح ألبوماتك العادية؟
- بالعكس، لكن الخوض فى هذه المنطقة له حسابات أخرى لا يمكن تجاهلها لأنها لا يمكن «الهزار» فيها، وبالتأكيد لو فشلت ستؤثر على بشكل سلبى، لكن عندما استمعت إلى الكلمات أصبت بدهشة شديدة لأنها معبرة جدا وتناقش مواقف حقيقية ومؤثرة فى حياة الرسول، كما أعتمد الشاعر على مراجع، وصاغ الكلمات بشكل مبسط.
■ أى أن المغامرة نجحت؟
- لا أعتبرها مغامرة لأنى منذ استمعت للكلمات والألحان أدركت أن الألبوم سيحقق نجاحاً كبيراً على مستوى الوطن العربى لأن الجمهور متعطش لمثل هذه الأغنيات التى افتقدناها منذ وقت طويل.
■ كيف استطعت الحفاظ على الحالة الغنائية فى جميع أغنيات الألبوم؟
- «دى حاجة من عند ربنا»، فمنذ أن بدأت تسجيل الأغنيات سيطرت على حالة معينة لأننى أتحدث عن حياة الرسول.
■ وما هى أكثر أغنية تأثرت بها فى الألبوم؟
- جميع أغنيات الألبوم تأثرت بها، لكننى تأثرت بشكل أكبر عندما غنيت «آخر ساعة فى الدنيا» لأنها تتحدث عن وفاة الرسول، وأغنية «فى عام الحزن»، وبصفة عامة أنا معجب جدا بالألبوم لدرجة أننى أستمع إليه يوميا.
■ أيهما أصعب، تقديم أغنيات عاطفية أم دينية؟
- بالتأكيد الألبوم الدينى صعب جدا لأنه يحتاج إلى طريقة خاصة فى الغناء، ولابد أن يشعر المستمع بالتقوى والإيمان والحب والخشوع والرهبة فى الوقت نفسه.
■ ما الفائدة التى عادت عليك كمطرب من هذا الألبوم؟
- أصبحت أقرب إلى الجمهور المصرى لأن الألبوم باللهجة المصرية، وهذا لا يعنى أنه حقق نجاحا أقل على مستوى الوطن العربى، بل وصلتنى ردود أفعال مختلفة من مسلمين من كل مكان، وبصراحة شديدة هذا الألبوم أعتبره للتاريخ ولن يموت طوال العمر.
■ هل طلبت تغيير بعض الكلمات قبل التسجيل؟
- هذا أمر طبيعى، وحدث فى أضيق نطاق، ونبيل خلف كان متفهما جدا، وعقدنا جلسات عمل مكثفة قبل التسجيل، وأى كلمة قد تتسبب فى سوء تفاهم أو لا أشعر بها كان يستبدلها بسهولة .
■ كيف استطعت تسجيل جميع أغنيات الألبوم فى وقت قياسى؟
- الوقت كان ضيقاً جدا لأننا مرتبطون بتوقيت لطرح الألبوم، ولم يستغرق تسجيل ١٠ أغنيات سوى يومين فقط، ولا أعرف كيف حدث ذلك، لكننى أعتبره «توفيقاً من عند الله».
■ لماذا صورت أغنية «قلبك حنين يا نبى» أبيض وأسود؟
- حتى نذكر الناس بالعصر القديم، وقصة الكليب حقيقية، واستغرق تصويره يومين فى القاهرة، ومن المقرر تصوير أغنية أخرى.
وليد سعد: اخترت ألحانا بسيطة ليظهر الألبوم كحالة واحدة
استطاع الملحن وليد سعد تقديم ألحان بسيطة ومتميزة فى الألبوم الدينى «فى حضرة المحبوب» أضافت لرصيده الفنى الذى شهد نجاحات فى مجال الأغنية العاطفية.
■ كيف تعاملت مع كلمات الألبوم؟
- تأثرت جدا بالكلمات، وأى ملحن سيشعر بالحماس عند تلحين أغنيات دينية عن حياة الرسول والصحابة، لذلك خضت التجربة باقتناع تام وإيمان كامل، خاصة أننا نفتقد هذه النوعية من الأغنيات.
■ بالرغم من صعوبة تلحين هذه النوعية، فإنك انتهيت منها فى وقت قياسى؟
- حتى الآن لا أعرف كيف لحنت هذا الكم من الأغنيات فى وقت قصير جدا، خاصة أن الكلام ليس عاديا، ومكتوبة بثقافة عالية، لكنى وجدتها قريبة إلى قلبى، ولم أفكر مطلقا فى صعوبتها، وقد يحتاج تلحين هذا الألبوم إلى شهور، وأنا فخور به وأعتبره تاريخاً فى حياتى.
■ هل تعمدت أن يكون التوزيع الموسيقى هادئا؟
- بالفعل حتى «يعيش الألبوم»، والبساطة كانت أجمل شىء تميز به الألبوم، وكان يهمنى أن يستمع إلى الألبوم جميع الفئات وسعدت جدا عندما وصلتنى ردود أفعال من رجال ونساء وأطفال وشباب بمختلف مستوياتهم الاجتماعية.
■ لماذا حرصت على ظهور الألبوم كوحدة واحدة؟
- حرصت على ذلك حتى يشعر المستمع كأنه أغنية واحدة وحالة واحدة، ولست فى حاجة إلى «فرد عضلاتى فى الألحان» لتحقيق ذلك.
■ هل راعيت فى الألحان إمكانيات صوت وائل جسار؟
- بالتأكيد، لكننى تركت إحساسى فقط بالأغنية هو الحكم فى التلحين، وبعد ذلك يمكن ضبط طبقات الصوت على الألحان خاصة أن وائل إمكانياته الصوتية قوية ويستطيع غناء أى أغنية، وتأثره بالكلمات والألحان جعلنا نحصل فى معظم الأغنيات على التسجيلات الأولى لأنها كانت أكثر صدقا وتلقائية.
■ هل طلبت تغيير بعض الكلمات حتى تتناسب مع الجملة اللحنية؟
- تغييرات بسيطة، وبالرغم من أننا خضنا فى منطقة حساسة، فإننى كنت واثقا أن الشاعر تأكد من معلوماته من أكثر من مصدر.
■ تلحين الأغنيات الدينية سهل أم صعب؟
- لا يوجد شيء بالنسبة للملحن اسمه سهل وصعب، أهم شىء أن أشعر بالأغنية وأتأثر بها، ولا أستطيع أن أصف شعورى بعد أن استمعت إلى الألبوم فى صورته النهائية، وأتمنى أن أقدم ألبوماً آخر بنفس المستوى.
لا يعد ألبوم «فى حضرة المحبوب» من الألبومات الدينية فى مدح الرسول محمد فقط، بل هو أول ألبوم غنائى يتناول شخصيات من الصحابة مثل عمر بن الخطاب وعلى بن أبى طالب وسعد بن معاذ والسيدة خديجة وبلال مؤذن الرسول، ويخصص أغنية لكل منهم، كما أنه أول ألبوم يمتدح الرسول من خلال وقائع حدثت معه، وإذا كانت فكرة طرح ألبوم غنائى عادى الآن تعد مخاطرة يخاف منها المنتجون، فبالتأكيد أن طرح ألبوم دينى الآن يعد مستحيلا لأنه- بحسابات السوق- لن يحقق إيرادات أو نجاحاً، لكن هذا الألبوم حقق نجاحا كبيرا، وأضاف لصانعيه المطرب وائل جسار والشاعر نبيل خلف والملحن وليد سعد قيمة جديدة مهمة فى مشوارهم الغنائى.
حوار مع صناع الألبوم الثلاثة، الذين تحدثوا عن تفاصيله.
نبيل خلف: سأكرر التجربة كل عام
عشرة أيام فقط، هى الفترة الزمنية التى كتب فيها الشاعر نبيل خلف أغنيات الألبوم الدينى «فى حضرة المحبوب»، استعان خلالها بعدد من المراجع الدينية والموسوعات، ثم عقد جلسات عمل مكثفة مع الملحن وليد سعد والمطرب وائل جسار، اتفقوا خلالها على طرح ألبوم دينى بشكل جديد.
■ كيف جاءت فكرة تقديم ألبوم دينى؟
ابنى شادى هو صاحب اقتراح كتابة أغنية دينية، وزوجتى طلبت منى كتابة ألبوم كامل، فاقتنعت بالفكرة وتحمست لها، ولم تستغرق كتابة جميع الأغنيات سوى ١٠ أيام، اعتمدت خلالها على عدد من الكتب والمراجع الدينية والسيرة النبوية، وكانت الفكرة أن أكتب عن حياة الرسول، ثم تطرقت إلى علاقته بالصحابة، فكتبت عنهم.
■ هل توقعت نجاح الألبوم بهذا الشكل؟
بذلنا مجهوداً خرافياً فى وقت قصير جدا للانتهاء من الألبوم، رغم أن إعداد ألبوم دينى يحتاج إلى شهور طويلة، لكننا التزمنا بموعد طرح هو ذكرى «المولد النبوى»، وقد تفوق وليد سعد فى ألحانه، وكذلك الموزعان أسامة الهندى وعادل عايش، وكان المنتج محمد ياسين يدعمنا.
■ هل واجهت أى هجوم بسبب موضوعات الأغنيات؟
-لم يحدث حتى الآن، لأننى أعتمدت على مصادر دينية لتأكيد المعلومات، وأى كلمة شعرت بأنها قد تتسبب فى سوء فهم كنت أستبدلها على الفور، فمثلا حذفت جملة تقول إن الرسول رهن درعه ليهودى عندما قرأت فى موسوعة الدكتور عبدالمنعم الحفنى أنه ليس من المنطقى أن يرهن درعه لمرابٍ يهودى.
■ لماذا اخترت وائل جسار، هل لا يوجد من المطربين المصريين من يصلح لغناء ألبوم دينى؟
- طبعا يوجد، وقد غنى محمد منير وعلى الحجار ومدحت صالح وهانى شاكر رباعيات دينية من تأليفى، واختيارى لوائل سببه اقتناعى بموهبته.
■ بعد أن انتهيت من كتابة الألبوم، هل وجدت قصصاً كانت تستحق كتابتها فى أغنيات؟
هناك قضايا كثيرة تستحق الكتابة، والخوض فى حياة الرسول بحر كبير لا ينتهى، خاصة الجوانب الإنسانية والكفاح فى نشر الدعوة، الذى يحتاج إلى مجلدات، وهذا الموضوعات سأظل لآخر العمر أكتب فيها.
■ لماذا كتبت معنى بعض الأغنيات على غلاف الألبوم؟
- بناء على نصيحة بعض أصدقائى، لجأت إلى هذا الأسلوب بالرغم من أننى مقتنع بأن الشخص الذى لا يعرف المعلومة يجب أن يبحث عنها، خاصة أن الأغنيات واضحة جداً ومعظمها قصص درامية لكل شخصية.
■ أى الأغنيات اقرب إلى قلبك؟
«أول ساعة فى الآخرة»، التى تدور حول وفاة الرسول اعتبرها الأقرب إلى قلبى.
■ لماذا اخترت بعض الأغنيات بأسماء الصحابة والبعض الآخر بمقطع من الأغنية؟
-لأن بعض الأغنيات لا تصلح تسميتها إلا بأسماء الصحابة فقط مثل «سيدنا بلال»، و«سيدنا عمر»، و«سعد بن معاذ»، أما «سيدنا على» فشعرت بأن اسم «أهل السعادة» هو الأقرب إلى قلبى، وهو مصطلح صوفى أعجبت به جداً، واخترت هذا الاسم رغم كل ما حدث له، واخترت «أكمل نساء العالمين» للسيدة خديجة تكريماً لها.
■ ما المعايير التى اعتمدت عليها لاختيار الصحابة؟
-اللحظات الإنسانية المهمة فى حياة الرسول وعلاقته معهم.
■ ألم تخف من تجربة كتابة ألبوم دينى مختلف عن الأغنيات الدينية التى اعتاد عليها الناس؟
- بصراحة شديدة لم أشعر بالخوف، ولا أعتبرها مغامرة، لأننى كتبت بصدق والمطرب غنى بصدق، والألحان صادقة، كما أن أهدافى نبيلة وليس منها الشهرة أو المال، ونحن فى عصر يجب أن نحافظ فيه على هويتنا الثقافية والدينية فى ظل محاولة البعض طمسها، ولدى هدف ومنهج لتحقيق ذلك.
■ لماذا تحث معظمها على الفرح والبهجة ؟
-لأننى مؤمن أن الدين فرح، وطبقت ذلك منذ أن كتبت رباعيات فى حب الله، ولن أظل أبكى وأشرح عذاب القبر، وأجعل الناس تعيش فى حالة كآبة، والمفترض أن يحب الناس الدين وأن يكونوا «فرحانين».
■ ما سبب قصر مدة بعض الأغنيات بشكل ملحوظ؟
- بشكل عام جميع الأغنيات قصيرة، عدا «وفاة الرسول»، وعندما أشعر أن المعنى سيصل إلى الجمهور أتوقف عن الكتابة سواء كانت الأغنية طويلة أو قصيرة.
■ هل تلقيت ردود أفعال بعد طرح الألبوم؟
- عشرات الاتصالات أتلقاها يومياً من أصدقاء وفنانين وجمهور، وأكثر شىء أسعدنى اتصالات من شباب استمعوا للألبوم، كما تلقيت اتصالاً من محمد هنيدى ويوسف معاطى.
■ بعد نجاح الألبوم، هل ستكرر التجربة؟
- أفكر فى عمل ألبوم دينى سنويا.
وائل جسار: كسبت شريحة جديدة من الجمهور.. وسجلت الأغانى فى يومين فقط
بالرغم من النجاح الكبير الذى حققه المطرب اللبنانى وائل جسار على مستوى الوطن العربى من خلال الأغنيات الرومانسية الحزينة، إلا أن نجاحه فى الألبوم الدينى «فى حضرة المحبوب» وضعه فى مكانة متفردة بين مطربى جيله، وارتفعت شعبيته ليس فقط على مستوى مصر، بل فى جميع أنحاء الوطن العربى.
«جسار» الذى يمتلك إمكانيات صوتية متميزة، اعترف بأنه تردد فى خوض تجربة الغناء الدينى، لكنه أكد أنه توقع تحقيق الألبوم نجاحاً كبيراً بعد أن استمع للكلمات والألحان.
لماذا خضت تجربة الغناء الدينى فى هذا التوقيت بالرغم من أنك لم تقدم أى أغنية دينية طوال مشوارك الفنى الذى يمتد لأكثر من ١٥ عاما؟
لأننى لم أجد الكلمات والألحان المتميزة التى تجبرنى على خوض هذه التجربة، لكن عندما تلقيت عرضا من الشاعر الغنائى نبيل خلف وقرأت الكلمات واستمعت إلى الألحان، وافقت على الفور بالرغم أننى كنت مترددا فى البداية.
■ هل ترددت بسبب خوفك من عدم تحقيق نجاح يوازى نجاح ألبوماتك العادية؟
- بالعكس، لكن الخوض فى هذه المنطقة له حسابات أخرى لا يمكن تجاهلها لأنها لا يمكن «الهزار» فيها، وبالتأكيد لو فشلت ستؤثر على بشكل سلبى، لكن عندما استمعت إلى الكلمات أصبت بدهشة شديدة لأنها معبرة جدا وتناقش مواقف حقيقية ومؤثرة فى حياة الرسول، كما أعتمد الشاعر على مراجع، وصاغ الكلمات بشكل مبسط.
■ أى أن المغامرة نجحت؟
- لا أعتبرها مغامرة لأنى منذ استمعت للكلمات والألحان أدركت أن الألبوم سيحقق نجاحاً كبيراً على مستوى الوطن العربى لأن الجمهور متعطش لمثل هذه الأغنيات التى افتقدناها منذ وقت طويل.
■ كيف استطعت الحفاظ على الحالة الغنائية فى جميع أغنيات الألبوم؟
- «دى حاجة من عند ربنا»، فمنذ أن بدأت تسجيل الأغنيات سيطرت على حالة معينة لأننى أتحدث عن حياة الرسول.
■ وما هى أكثر أغنية تأثرت بها فى الألبوم؟
- جميع أغنيات الألبوم تأثرت بها، لكننى تأثرت بشكل أكبر عندما غنيت «آخر ساعة فى الدنيا» لأنها تتحدث عن وفاة الرسول، وأغنية «فى عام الحزن»، وبصفة عامة أنا معجب جدا بالألبوم لدرجة أننى أستمع إليه يوميا.
■ أيهما أصعب، تقديم أغنيات عاطفية أم دينية؟
- بالتأكيد الألبوم الدينى صعب جدا لأنه يحتاج إلى طريقة خاصة فى الغناء، ولابد أن يشعر المستمع بالتقوى والإيمان والحب والخشوع والرهبة فى الوقت نفسه.
■ ما الفائدة التى عادت عليك كمطرب من هذا الألبوم؟
- أصبحت أقرب إلى الجمهور المصرى لأن الألبوم باللهجة المصرية، وهذا لا يعنى أنه حقق نجاحا أقل على مستوى الوطن العربى، بل وصلتنى ردود أفعال مختلفة من مسلمين من كل مكان، وبصراحة شديدة هذا الألبوم أعتبره للتاريخ ولن يموت طوال العمر.
■ هل طلبت تغيير بعض الكلمات قبل التسجيل؟
- هذا أمر طبيعى، وحدث فى أضيق نطاق، ونبيل خلف كان متفهما جدا، وعقدنا جلسات عمل مكثفة قبل التسجيل، وأى كلمة قد تتسبب فى سوء تفاهم أو لا أشعر بها كان يستبدلها بسهولة .
■ كيف استطعت تسجيل جميع أغنيات الألبوم فى وقت قياسى؟
- الوقت كان ضيقاً جدا لأننا مرتبطون بتوقيت لطرح الألبوم، ولم يستغرق تسجيل ١٠ أغنيات سوى يومين فقط، ولا أعرف كيف حدث ذلك، لكننى أعتبره «توفيقاً من عند الله».
■ لماذا صورت أغنية «قلبك حنين يا نبى» أبيض وأسود؟
- حتى نذكر الناس بالعصر القديم، وقصة الكليب حقيقية، واستغرق تصويره يومين فى القاهرة، ومن المقرر تصوير أغنية أخرى.
وليد سعد: اخترت ألحانا بسيطة ليظهر الألبوم كحالة واحدة
استطاع الملحن وليد سعد تقديم ألحان بسيطة ومتميزة فى الألبوم الدينى «فى حضرة المحبوب» أضافت لرصيده الفنى الذى شهد نجاحات فى مجال الأغنية العاطفية.
■ كيف تعاملت مع كلمات الألبوم؟
- تأثرت جدا بالكلمات، وأى ملحن سيشعر بالحماس عند تلحين أغنيات دينية عن حياة الرسول والصحابة، لذلك خضت التجربة باقتناع تام وإيمان كامل، خاصة أننا نفتقد هذه النوعية من الأغنيات.
■ بالرغم من صعوبة تلحين هذه النوعية، فإنك انتهيت منها فى وقت قياسى؟
- حتى الآن لا أعرف كيف لحنت هذا الكم من الأغنيات فى وقت قصير جدا، خاصة أن الكلام ليس عاديا، ومكتوبة بثقافة عالية، لكنى وجدتها قريبة إلى قلبى، ولم أفكر مطلقا فى صعوبتها، وقد يحتاج تلحين هذا الألبوم إلى شهور، وأنا فخور به وأعتبره تاريخاً فى حياتى.
■ هل تعمدت أن يكون التوزيع الموسيقى هادئا؟
- بالفعل حتى «يعيش الألبوم»، والبساطة كانت أجمل شىء تميز به الألبوم، وكان يهمنى أن يستمع إلى الألبوم جميع الفئات وسعدت جدا عندما وصلتنى ردود أفعال من رجال ونساء وأطفال وشباب بمختلف مستوياتهم الاجتماعية.
■ لماذا حرصت على ظهور الألبوم كوحدة واحدة؟
- حرصت على ذلك حتى يشعر المستمع كأنه أغنية واحدة وحالة واحدة، ولست فى حاجة إلى «فرد عضلاتى فى الألحان» لتحقيق ذلك.
■ هل راعيت فى الألحان إمكانيات صوت وائل جسار؟
- بالتأكيد، لكننى تركت إحساسى فقط بالأغنية هو الحكم فى التلحين، وبعد ذلك يمكن ضبط طبقات الصوت على الألحان خاصة أن وائل إمكانياته الصوتية قوية ويستطيع غناء أى أغنية، وتأثره بالكلمات والألحان جعلنا نحصل فى معظم الأغنيات على التسجيلات الأولى لأنها كانت أكثر صدقا وتلقائية.
■ هل طلبت تغيير بعض الكلمات حتى تتناسب مع الجملة اللحنية؟
- تغييرات بسيطة، وبالرغم من أننا خضنا فى منطقة حساسة، فإننى كنت واثقا أن الشاعر تأكد من معلوماته من أكثر من مصدر.
■ تلحين الأغنيات الدينية سهل أم صعب؟
- لا يوجد شيء بالنسبة للملحن اسمه سهل وصعب، أهم شىء أن أشعر بالأغنية وأتأثر بها، ولا أستطيع أن أصف شعورى بعد أن استمعت إلى الألبوم فى صورته النهائية، وأتمنى أن أقدم ألبوماً آخر بنفس المستوى.